يمكن أن تصبح كوراساو أصغر دولة تُشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، كما تمتلك هايتي التي مزقتها الصراعات فرصة لمخالفة كل التوقعات، وتسعى سورينام أيضاً إلى التأهل للبطولة، لأول مرة، مع ختام تصفيات أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف، غداً الثلاثاء.
لكن هناك أربع دول أخرى هي كوستاريكا وهندوراس وجاميكا وبنما، تتنافس أيضاً على البطاقات الثلاث المخصصة للكونكاكاف للمشاركة المباشرة في «كأس العالم 2026».
ويتأهل الفائزون بصدارة المجموعات الثلاث إلى «كأس العالم» المقرَّرة في كندا والمكسيك والولايات المتحدة في يونيو (حزيران) المقبل، بينما يشارك المنتخبان، صاحبا أفضل تصنيف بين أصحاب المركز الثاني في المجموعات، في الملحق العالمي الذي يقام في مارس (آذار) المقبل، ويصعد منه منتخبان للبطولة.
وستحلُّ كوراساو، التي يزيد عدد سكانها قليلاً على 150 ألف نسمة وهي جزء من هولندا يتمتع بالحكم الذاتي، مكان آيسلندا بصفتها أصغر دولة على الإطلاق تتأهل لـ«كأس العالم» إذا تمكنت من تجنب الهزيمة في جاميكا.
لكن الفريق سيخوض المهمة في غياب مدربه ديك أدفوكات (78 عاماً)، الذي عاد إلى هولندا لأسباب عائلية وسيغيب عن المباراة.
وشكَّل أدفوكات فريقاً قوامه الأساسي من محترفين في هولندا تعود أصولهم إلى جزر الأنتيل، وتغلّب 7-0 خارج أرضه على برمودا في مباراته قبل الأخيرة بالمجموعة الثانية، يوم الخميس، لتحتلّ كوراساو المركز الأول بعد تعادل جاميكا مع ترينيداد وتوباجو، وأصبحت جاميكا بحاجة للفوز على أرضها غداً كي تتأهل.
وقال المدرب ستيف مكلارين، مدرب جاميكا: «سنحاول، على الأقل، أن ننشر بعض الإيجابية والابتسامة على وجوه الناس وسط الشدائد؛ لأنه لا يوجد شيء أفضل من الابتسامة الجاميكية، أضمن لكم هذا»، مبدياً أمله في تحقيق التأهل لـ«كأس العالم»، وأن يساعد ذلك في تخفيف تأثير الدمار الذي خلفه إعصار ميليسا في جاميكا، الشهر الماضي.
وتختتم سورينام مبارياتها في المجموعة الأولى، غداً، خارج أرضها أمام جواتيمالا التي فقدت فرصة التأهل بالفعل، ويرجح أن يكون الفوز كافياً لتأهلها في ظل تفوقها على بنما بفارق الأهداف.
لكن إذا تمكنت بنما من تحقيق الفوز بعدد كبير من الأهداف على أرضها أمام السلفادور، في الوقت نفسه، فإنها قد تنتزع الصدارة والتأهل المباشر، حتى مع فوز سورينام.
وعلى غرار كوراساو، استغلّت سورينام روابطها بهولندا في تعزيز صفوف منتخبها. وصرّح مدربها ستانلي مينزو، حارس مرمى أياكس أمستردام وهولندا السابق، قائلاً: «أستمتع بالمستوى الذي وصلنا إليه».
في حين أن كوراساو وسورينام قد تفتحان آفاقاً جديدة، فإن هذا لا يقارَن بالنجاح الخيالي المحتمل لهايتي، التي شهد ظهورها السابق في «كأس العالم» عام 1974 استقبالها 14 هدفاً في 3 مباريات.
وتسببت حروب عصابات في أن تكون أجزاء كبيرة من هايتي خارج السيطرة، إذ سيطرت عصابات مسلّحة على مساحات شاسعة من العاصمة بورت أو برنس، بما في ذلك الملعب الوطني، ومن ثم اضطر المنتخب للعب المباريات التي كانت مقررة على أرضه في المجموعة الثالثة بكوراساو.
وجاء فوز هايتي 1-0 على كوستاريكا، يوم الخميس، ليمنحها فرصة ذهبية للتأهل، حتى مع تفوق هندوراس بفارق الأهداف، إذ إن هندوراس ستخوض مباراتها الأخيرة خارج أرضها أمام كوستاريكا، بينما تستضيف هايتي منتخب نيكاراغوا، متذيل الترتيب، وهو ما يعزز آمال هذا البلد المتعثر في تجاوز الصعاب والتأهل لـ«كأس العالم».
وتنطلق جميع المباريات الست في الجولة الأخيرة من منافسات مجموعات تصفيات الكونكاكاف، في التوقيت نفسه، غداً الثلاثاء.
