في عصرٍ توجد فيه الساعات بالجيوب وعلى كل شاشة، لا تعتمد الشركة البلجيكية Col&MacArthur المصنِّعة للساعات في بيع منتَجها على قيمة الوقت فحسب، بل على التاريخ نفسه، وفق «سي إن إن» الأميركية.
يُذكر أن الشركة التي اشتهرت باستخدام مواد غير تقليدية في صناعاتها، من مياه البحر في ميناء «بيرل هاربور» إلى غبار النيازك القمرية، أطلقت أخيراً، في إطار سرد التاريخ، سلسلة جديدة من الساعات تخليداً لذكرى إنزال قوات الحلفاء في نورماندي، خلال الحرب العالمية الثانية. وهذه المجموعة مصنَّعة من خوذات وحقائب جنود أميركيين شاركوا في العملية، إضافة إلى رمال شواطئ نورماندي نفسها.
وقال سيباستيان كولين، الرئيس التنفيذي للشركة، خلال مكالمة هاتفية من بلجيكا التي شارك فيها مسؤول الطاقة السابق في تأسيس الشركة عام 2013: «إن المشترين لا يقتنون الساعة لأنها تُخبرهم بالوقت، بل لأنهم يشعرون من خلالها بأنهم يعودون إلى لحظة من الماضي».
وقضى كولين ثلاث سنوات في تطوير النموذج الأوليّ للساعة التي تحمل اسم Normandie 1944، وهي ساعة فاخرة تحتوي على معدِن مأخوذ من خوذة أميركية من طراز M-1، وهي الخوذة الأساسية التي استخدمها الجيش الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية. وقد حصل كولان على الخوذة من تاجر مقتنيات عسكرية في مدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية، وجرى تسطيحها باستخدام مكبس خاص يحافظ على تفاصيلها الأصلية وعيوبها.
بعد ذلك قُطّعت الصفيحة المعدنية الناتجة إلى دوائر صغيرة قابلة للدمج داخل أقراص وهيكل الساعة الذي يبلغ قُطره 43 مليمتراً في ورشة الشركة بمدينة لييج البلجيكية.
وتُنتج الساعات وفق الطلب، مما يجعل عدد الخوذات المطلوبة مرتبطاً بعدد الساعات المبيعة. ويقول كولين إن خوذة واحدة تكفي لصناعة نحو 20 ساعة. وتقبل الشركة حالياً الطلبات عبر حملة تمويل جماعي من شركة «كيك ستارتر»، التي جمعت أكثر من 86 ألف دولار حتى وقت نشر الخبر.

