أظهرت دراسة أميركية أن الانتماء الاجتماعي لفريق رياضي يمكن أن يوفر العديد من الفوائد الصحية والنفسية للجماهير، متجاوزاً مجرد متعة متابعة المباريات أو الفوز بالبطولات.
وأوضح الباحثون في جامعة إلينوي أن الدراسة تؤكد أن الرياضة ليست مجرد وسيلة للربح أو الترفيه، بل أداة قوية لتعزيز التماسك الاجتماعي والصحة النفسية للجماهير، ونُشرت النتائج، الجمعة، بدورية «Journal of Business Research».
وقد شملت الدراسة جماهير فرق رياضية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، واستهدفت استكشاف تأثير الانتماء الاجتماعي على الصحة النفسية والاجتماعية للجماهير، مع التركيز على كيفية استفادة المشجعين من الموارد النفسية والاجتماعية، مثل الثقة بين أعضاء المجموعة، والشعور بالهدف والمعنى، والالتزام بالقيم الجماعية، ومدى إسهام هذه العناصر في تعزيز الروابط الاجتماعية وتقليل العزلة والوحدة.
ورصد الباحثون فوائد صحية ونفسية واضحة للانتماء لفريق رياضي، تبدأ بتعزيز الصحة الاجتماعية؛ حيث يزيد الانتماء قدرة الفرد على تكوين والحفاظ على علاقات ذات معنى، ويخلق بيئة داعمة لتبادل الثقة والتعاون بين الأعضاء، ما يُقلل شعور العزلة والوحدة.
كما يمنح الانتماء للفرد شعوراً بالهدف والمعنى، إذ يشعر بأنه يسهم في هدف جماعي أكبر من ذاته، ما يُعزز الرضا النفسي والمعنوي، ويقوي شعوره بالانتماء للمجتمع الرياضي. كما يترسخ تبني القيم والأعراف الجماعية، إذ يشعر الفرد بأن مصلحة الفريق أو الجماعة تأتي أولاً، ما يُعزز التماسك الاجتماعي والانخراط الإيجابي ويحسن الصحة النفسية.
ووفق النتائج، تُسهم المشاركة في المجتمع الجماهيري الرياضي أيضاً في تقليل العزلة والوحدة، إذ تمنح الجماهير شعوراً بالارتباط والدعم الاجتماعي، وهو عامل مهم للحفاظ على التوازن النفسي والجسدي.
توازن نفسي
والأهم من ذلك، وفق الباحثين، أن هذه الجماهير لا تحتاج إلى أن يُحقق فريقها فوزاً في كأس العالم أو دوري الأبطال لتجربة هذه الفوائد؛ فحتى متابعة فريق ضعيف الأداء يمكن أن تمنح الجماهير شعوراً بالانتماء والتواصل الاجتماعي، من خلال المشاركة الجماعية والتفاعل مع المجتمع المحيط بالفريق، ما يحافظ على التوازن النفسي، ويزيد مستوى السعادة والرضا الشخصي.
وقال الدكتور يويهي إينوي، الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة إلينوي، إن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة أصبحا من أبرز القضايا الاجتماعية، خصوصاً بعد جائحة «كوفيد-19»، مضيفاً أن الفرق الرياضية والمنظمات الخدمية مثل النوادي والمراكز والحدائق الترفيهية يمكنها الإسهام في معالجة هذه الظواهر من خلال تعزيز الانتماء والشعور بالتماسك بين الأعضاء.
وأوضح إينوي عبر موقع الجامعة، أن «الفوائد النفسية والاجتماعية الناتجة عن الانتماء الجماعي قد تكون أهم من نتائج الفوز أو الأداء الرياضي»، مشيراً إلى «أن الجماهير تستفيد من الانتماء نفسه عبر التفاعل مع الآخرين والشعور بالتماسك الجماعي، وهذا يُسلط الضوء على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الرياضة في حياة الجماهير بعيداً عن المنافسة والنتائج على أرض الملعب».











