هل يتخلى بيلينغهام عن غروره؟

بعد عودة لاعب خط وسط ريال مدريد لقائمة منتخب إنجلترا

قال توخيل إنه لا توجد مشكلة مع بيلينغهام على المستوى الشخصي (غيتي)
قال توخيل إنه لا توجد مشكلة مع بيلينغهام على المستوى الشخصي (غيتي)
TT

هل يتخلى بيلينغهام عن غروره؟

قال توخيل إنه لا توجد مشكلة مع بيلينغهام على المستوى الشخصي (غيتي)
قال توخيل إنه لا توجد مشكلة مع بيلينغهام على المستوى الشخصي (غيتي)

استبعد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، توماس توخيل، نجم ريال مدريد جود بيلينغهام خلال فترة التوقف الدولية السابقة، ومن المؤكد أن هذا الاستبعاد كان كافياً، لأنه لو استبعده مرة أخرى هذه المرة لبدا الأمر انتقامياً من جانب المدير الفني الألماني، الذي يعرف جيداً أن الفوز بكأس العالم سيتطلب استغلال قدرات وإمكانات بيلينغهام، حتى لو كان يتعين على نجم ريال مدريد أيضاً التأقلم مع النظام الخططي والتكتيكي للمنتخب الإنجليزي بعد عودته للعب تحت قيادة توخيل.

يريد توخيل بالطبع استغلال حماس بيلينغهام، لكن الأمر يتعلق باستغلاله بالطريقة الصحيحة والمناسبة. صحيح أن القدرات الفردية مهمة، لكن إنجلترا تعلم من تجاربها المريرة السابقة أنها تدفع ثمناً باهظاً إذا سمحت للنجوم بالتصرف كما يحلو لهم. ومع ذلك، كان يتعين على بيلينغهام أن يفكر ملياً في الأمر بعد استبعاده من قائمة المنتخب الإنجليزي الشهر الماضي. لقد شاهد منتخب بلاده وهو يضمن مكانه في نهائيات كأس العالم الصيف المقبل من دونه. وشاهد مورغان روجرز يتألق في مركز صانع الألعاب ويبذل مجهوداً كبيراً في الضغط على الفرق المنافسة.

وسمع توخيل وهو يتحدث عن حبه للعمل الجماعي وقيمته. وجاء رد بيلينغهام على ذلك بتسجيل أهداف حاسمة لريال مدريد في مرمى برشلونة ويوفنتوس. وبالتالي، كان لا بد من اختياره ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي هذه المرة، فاستبعاده مرة أخرى كان سيجعل آماله في المشاركة في المونديال معلقة بخيط رفيع.

والآن، يأمل توخيل أن يجعل بيلينغهام يركز على ترهيب الخصوم بدلاً من ترهيب زملائه في الفريق. وفي النهاية، وعلى مستوى كرة القدم بشكل عام، لا توجد أي فائدة في الدخول في صراع مع أحد أفضل اللاعبين في العالم. وأفضل نتيجة لما حدث هي أن الفترة التي اُستبعد فيها بيلينغهام قد علمته أن المسيرة الدولية شيء ثمين ومحفوف بالمخاطر.

من جانبه، يمكن لتوخيل الآن أن يتعامل بطريقته مع اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً بعد أن أثبت أنه لا يخشى اتخاذ قرارات قوية. وقال المدير الفني الألماني: «لا توجد مشكلة مع بيلينغهام، ولا توجد مشكلة معه على المستوى الشخصي. جود يمتلك أفضلية كبيرة جعلته يصل إلى القمة، ويتعين علينا جميعاً أن نساعده ونهيئ له البيئة التي تُمكّنه من استغلال هذه الأفضلية في مواجهة الخصوم وتحقيق الأهداف التي نسعى لتحقيقها كفريق»

وأوضح أنه يجب على الفريق استغلال قوة بيلينغهام وحدِّته داخل الملعب لصالحه. استبعد بيلينغهام من تشكيلة توخيل في الفوز على لاتفيا 5-صفر الشهر الماضي والتي حسمت تأهل إنجلترا لنهائيات كأس العالم العام المقبل في أميركا الشمالية مما أثار تكهنات بوجود خلاف بين اللاعب والمدرب. وقلل توخيل، الذي سبق أن اعتذر في يونيو (حزيران) الماضي عن قوله إن والدته وجدت سلوك بيلينغهام في الملعب «بغيضاً»، من أهمية الحديث عن وجود مشكلات بين الاثنين. وأضاف: «جود حاد فحسب، إنه شيء جيد جداً لأنك تحتاج إلى درجة معينة‭ ‬من الحدة للوصول إلى المستويات التي بلغها». وتابع: «نبني شيئاً ومتحمسون للغاية لعودتك. والرسالة هي: ساهم في ذلك».

أوضح توخيل أنه يجب استغلال قوة بيلينغهام وحدته داخل الملعب (أ.ب)

لقد سيطر بيلينغهام على معظم التركيز خلال إعلان توخيل عن قائمة المنتخب الإنجليزي لمباراتي التصفيات الحاسمتين هذا الشهر ضد صربيا وألبانيا. لكن ماذا عن فيل فودين، الذي يلعب أيضاً صانع ألعاب استثنائياً ويحتاج هو الآخر إلى الدعم والتوجيه؟ لم يلعب فودين مع منتخب إنجلترا منذ مارس (آذار) الماضي، وقد عانى للوصول إلى أفضل مستوياته هذا العام، لكن توخيل لم يستطع تجاهل اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً بعد أدائه الرائع في المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على بوروسيا دورتموند هذا الأسبوع.

لكن السؤال المطروح الآن يتعلق بكيفية الاستفادة من هذه المواهب المبدعة والمتنوعة المتاحة للمنتخب الإنجليزي. يستحق روجرز وإيبيريتشي إيزي الانضمام للقائمة، وستكون هناك حجة قوية لاختيار كول بالمر بمجرد تعافيه من الإصابة التي يعاني منها على مستوى الفخذ. فهل سيكون اختيار خمسة صناع لعب لكأس العالم كثيراً؟ لم يتمكن المدير الفني السابق للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، من إيجاد التوليفة المناسبة في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2024. لقد أحدث خللاً في صفوف الفريق وأثَّر بالسلب على التوازن من خلال الدفع بفودين وبيلينغهام في نفس التشكيلة الأساسية، وهو ما أدى إلى تقييد تحركات هاري كين.

من الصعب أن نرى توخيل يفعل شيئاً مشابهاً إذا كان ذلك يضر بالتوازن الهجومي. هناك مجال للاعتماد على صانع ألعاب واحد، مع الدفع بجناحين سريعين على الأطراف. ولا بد أن تكون هناك رؤية واضحة، فبيلينغهام يلعب صانع ألعاب، وأليكس سكوت لاعب بورنموث، الذي تم استدعاؤه لأول مرة، يلعب في مركز خط الوسط المهاجم، في حين سيتنافس آدم وارتون وإليوت أندرسون على مركز لاعب خط الوسط المدافع. ولن يكون هناك أيضاً دور على الأطراف لفودين، الذي يجب أن يلعب في عمق الملعب. يريد توخيل أن يكون فودين قريباً من كين، وقال المدير الفني الألماني عن ذلك: «ليس من المنطقي أن نقول لفيل إننا نريده في الملعب لكن لا نشركه في أفضل مركز له، ونطلب منه اللعب جناح أيسر أو جناح أيمن! سيلعب فيل في مركز صانع الألعاب أو المهاجم الوهمي، أو في قلب وسط الملعب. هذا ما أفكر فيه وأعتقد أنه يناسبه بشكل أكبر».

بيلينغهام وفودين عادا إلى قائمة المنتخب الإنجليزي

سجل فودين هدفين لسيتي في الفوز 4-1 على بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء الماضي عندما لعب في نفس المركز خلف المهاجم إيرلينغ هالاند. وقال توخيل:«(فودين) سيكون في المركز رقم تسعة أو 10 تقريباً في وسط الملعب». وأضاف:«لأنني أتخيله منذ فترة طويلة. أعتقد أنه يناسبه أكثر من غيره». وتابع: «الهدف الثاني (لسيتي) في مرمى دورتموند هو بالنسبة لي هدف فيل فودين الذي يمثل بصمة رئيسية. لذا فهو يأتي ويدعم هاري (كين) بشكل أو بآخر».

واتفق توخيل على أن فودين لم يظهر بالشكل المطلوب مع المنتخب الإنجليزي في بعض الأحيان، قائلاً: «يجعلك هذا تتساءل عما إذا كان يستمتع باللعب حقاً. وبالنسبة للاعب مثله يستمتع بلعب كرة القدم وكأنه طفل صغير، فمن الواضح أن هناك خطباً ما، سواءً في المركز الذي يلعب به أو البيئة المحيطة، لا أعرف!» وأضاف: «أعتقد أنه معتاد أيضاً على اللعب مع مانشستر سيتي وفق نظام محدد، وتكون له مهمة واضحة. أعتقد أنه يستفيد كثيراً من وجود رؤية واضحة فيما يتعلق بالمركز الذي يلعب به وبالأماكن التي يتحرك بها داخل الملعب، ومتى يعمل على تسريع وتيرة ورتم المباريات، ومتى يجب أن يدافع».

لقد تحدث توخيل عن براعة بيلينغهام في استغلال الفرص وتسجيل الأهداف، وكذلك عن قدرة فودين على تسجيل أهداف من مسافة 18 ياردة. وقال إن لديه قائمة طويلة تضم 60 لاعباً. وتم استبعاد كل من مورغان غيبس وايت، ومايلز لويس سكيلي، وجيمس ترافورد، وروبن لوفتوس تشيك، في حين كوفئ نيكو أوريلي على أدائه الرائع مع مانشستر سيتي في مركز الظهير الأيسر. ومع ذلك، هناك حالة من الغموض بشأن بعض الأسماء الأخرى، فاستبعاد أولي واتكينز يعني عدم وجود بديل مباشر لهاري كين في هذه القائمة. ومن اللافت للنظر أن توخيل ألمح إلى إمكانية الاعتماد على فودين في مركز المهاجم الوهمي أمام صربيا أو ألبانيا. يُعد أنتوني غوردون، وماركوس راشفورد، وبيلينغهام، وجارود بوين خيارات أخرى في حال غياب كين لأي سبب من الأسباب. وبعد ضمان المنتخب الإنجليزي للتأهل للمونديال، فهذا هو الوقت المناسب للتجربة.

وفي الوقت نفسه، إنها أيضاً اللحظة المناسبة لتقوية العلاقة بين كين وبيلينغهام، خاصة وأن هذين اللاعبَين لم يتعاونا سوياً في تسجيل هدف إلا مرة واحدة فقط في 35 مباراة مع المنتخب الإنجليزي، وكان ذلك في المباراة الودية التي فازت فيها إنجلترا على اسكوتلندا في سبتمبر (أيلول) 2023 عندما صنع بيلينغهام هدفاً لكين.

توخيل خلال حصة تدريبية مع منتخب إنجلترا (رويترز)

وسيعلم توخيل أن كين وبيلينغهام مررا لبعضهما مرة واحدة فقط خلال مباراتي إنجلترا ضد الدنمارك وسلوفينيا في بطولة كأس الأمم الأوروبية، وبالتالي فمن الواضح للغاية أن الاتصال بينهما مفقود تماماً. وقال توخيل: «هنا تصبح مسؤولية اللاعبين واضحة في مرحلة ما». من الواضح أن توخيل لا يخشى أن يتحدث بصراحة، ولا يزال هناك شعور بأن بيلينغهام في فترة اختبار، لدرجة أنه لا يضمن مكانه في التشكيلة الأساسية حتى أمام صربيا وألبانيا. يريد توخيل أن يستغل قدرات وإمكانات بيلينغهام، لكنه سيراقبه من كثب خلال الفترة المقبلة، بشرط أن يتخلى نجم ريال مدريد عن غروره، وهو الأمر الذي سيجعل المنتخب الإنجليزي أكثر قوة.

* خدمة «الغارديان»


مقالات ذات صلة

الاتحاد الإنجليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول

رياضة عالمية كريستيان روميرو لحظة تعرضه للطرد (رويترز)

الاتحاد الإنجليزي يتهم روميرو بسوء التصرف بعد طرده أمام ليفربول

اتهم الاتحاد الإنجليزي لكرة ​القدم قائد توتنهام كريستيان روميرو بالتصرف بطريقة «غير لائقة» عقب طرده خلال الخسارة 2-1 أمام ليفربول السبت الماضي في البريميرليغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية النجم البرتغالي أصيب خلال مواجهة أستون فيلا (رويترز)

أموريم يرفض تحديد مدة غياب فيرنانديز عن مانشستر يونايتد

يعتقد البرتغالي روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي أن إصابة مواطنه برونو فيرنانديز لاعب خط الوسط، لن تغيبه لفترة طويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هوتسلر (د.ب.أ)

هوتسلر: وقت العائلة في عيد الميلاد أمر أساسي للاعبي برايتون

قال فابيان هوتسلر، المدير الفني لفريق برايتون الإنجليزي لكرة القدم، إن قضاء أكبر وقت ممكن مع العائلة خلال عيد الميلاد أمر مهم لصحة اللاعبين النفسية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية آرسنال يسير على حبلٍ مشدود لكنه نادراً ما يضع قدمه في المكان الخطأ (أ.ف.ب)

آرسنال يسير على حبلٍ مشدود… لكنه نادراً ما يضع قدمه في المكان الخطأ

يخوض آرسنال في الوقت الراهن ما يمكن وصفه بـ«كرة القدم على الحبل المشدود»، وهو أسلوب يمنح مبارياته طابعاً مثيراً لا يخلو من الهشاشة والمخاطرة.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية إيدي هاو (رويترز)

هاو: نتائج نيوكاسل الأخيرة أمام مانشستر يونايتد لا تعني شيئاً

حذر إيدي هاو، المدير الفني لفريق نيوكاسل الإنجليزي لكرة القدم، لاعبيه من أن تفوقهم الأخير على مانشستر يونايتد لن يعني شيئاً في مباراة أولد ترافورد.

«الشرق الأوسط» (لندن )

باجو مدرب الكاميرون: الفوز أهم من كل شيء

ديفيد باجو (رويترز)
ديفيد باجو (رويترز)
TT

باجو مدرب الكاميرون: الفوز أهم من كل شيء

ديفيد باجو (رويترز)
ديفيد باجو (رويترز)

قال ديفيد باجو، المدير الفني للمنتخب الكاميروني لكرة القدم، إن فريقه خاض المباراة أمام الغابون من أجل حصد النقاط وهو ما حدث بالفعل.

وفاز المنتخب الكاميروني بهدف نظيف على نظيره الغابوني، أمس (الأربعاء)، في مباراتهما الافتتاحية ببطولة كأس أمم أفريقيا لكرة القدم.

وقال باجو، في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم: «كانت مباراة صعبة، لم تكن سهلة. جئنا إلى هنا لنحقق النقاط الثلاث، وقد أتممنا المهمة. هذا هو الأهم».

وأضاف: «لعبنا بطريقة مرنة جداً، سواء في الدفاع أو الهجوم. لا نزال بحاجة إلى بعض التعديلات، لكن اللاعبين قدموا أداءً جيداً. الفريق شاب وسنستمر في العمل».

وأكد: «نتقبل الأخطاء التي حدثت، لكن لدينا مجال كبير للتحسن. لقد فزنا في هذه المباراة من الناحية الذهنية، وسوف نواصل التطور لأن لدينا جودة في الفريق».

من جانبه، قال سيدريك موبامبا، مساعد مدرب منتخب الغابون، إن بداية الفريق أمام الكاميرون لم تكن جيدة.

وقال: «لم تكن بدايتنا جيدة في المباراة، وهو ما صعّب من مهمتنا. تلقينا هدفاً نتيجة ارتداد الكرة وسوء التنظيم الدفاعي».

وأضاف: «مشاركة أوباميانغ وليمينا كانت مقررة. ولكن بسبب سير المباراة تم الدفع بهما مبكراً. ورأينا كلنا أن خبرتهم ساعدتنا كثيراً. كنا عازمون على الفوز بالمباراة، ولكن هناك حقائق في الملعب».

وأوضح: «المنتخب الكاميروني لعب بشكل جيد واستطاع الحفاظ على تقدمه. الأمر متروك لنا للعودة إلى العمل وتحسين الأداء في المباراة المقبلة».


كأس الأمم الأفريقية تتوقف مؤقتاً للاحتفال بعيد الميلاد

توقفت منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم الخميس بمناسبة عيد الميلاد (الشرق الأوسط)
توقفت منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم الخميس بمناسبة عيد الميلاد (الشرق الأوسط)
TT

كأس الأمم الأفريقية تتوقف مؤقتاً للاحتفال بعيد الميلاد

توقفت منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم الخميس بمناسبة عيد الميلاد (الشرق الأوسط)
توقفت منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم الخميس بمناسبة عيد الميلاد (الشرق الأوسط)

توقفت منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، اليوم (الخميس)، بمناسبة عيد الميلاد، في استراحة قصيرة لا تتجاوز 24 ساعة، قبل أن ​يشهد الأسبوع المقبل جدولاً مزدحماً بالمباريات.

وانطلقت البطولة في المغرب، يوم الأحد الماضي، وسارت نتائج الأيام الأربعة الأولى وفق التوقعات، إذ أظهرت العديد من الفرق المرشحة للفوز قدراتها في مبارياتها الافتتاحية.

أمّا الدولة المضيفة، فحقق منتخب المغرب فوزاً على جزر القمر 2 - 0 في المباراة الافتتاحية، وهو انتصار منح الفريق شعوراً بالارتياح أكثر من الاحتفال، بعد أن كان ‌تحت ضغط ‌كبير.

واستثمر المغرب بشكل كبير في البنية ‌التحتية ⁠لكرة ​القدم ‌استعداداً للبطولة، ومع تطلعه لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030 بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال، يقع على عاتق المنتخب عبء هائل لتحقيق لقب كأس الأمم الأفريقية.

ويُعد المغرب مرشحاً قوياً للتتويج على أرضه، لكنه يملك تاريخاً طويلاً من الإخفاق في البطولة القارية، إذ لم يفز بالكأس سوى مرة واحدة قبل نحو خمسين عاماً.

وسيعود المنتخب ⁠المغربي للمنافسة، غداً (الجمعة)، بمواجهة قوية أمام مالي في الرباط ضمن الجولة الثانية ‌للمجموعة الأولى، وسط تركيز على احتمال عودة القائد أشرف حكيمي.

وكانت ‍مشاركة النجم المتوج حديثاً بلقب أفضل لاعب في أفريقيا محل ‍شك بعد إصابته في الكاحل خلال مباراة بدوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان الشهر الماضي، لكنه عاد للتدريبات الأسبوع الماضي، وقد يحصل على بعض دقائق اللعب في مباراة الغد.

ولا يزال التركيز ​مسلطاً أيضاً على محمد صلاح نجم منتخب مصر، بعد جلوسه على مقاعد البدلاء مع ليفربول الشهر الماضي ⁠ثم انتقاداته لمدربه أرني سلوت.

وتشكل البطولة فرصة لصلاح للابتعاد عن الضغوط مع ناديه، إذ سجل هدف الفوز المثير في اللحظات الأخيرة يوم الاثنين الماضي ليقود مصر لقلب تأخرها أمام زيمبابوي إلى انتصار ثمين.

وستأمل مصر في مواصلة استعادة بريقها عندما تواجه جنوب أفريقيا في أغادير غداً (الجمعة). وشهدت البطولة حتى الآن انطلاقة قوية لكل من الجزائر والسنغال، إضافة إلى انتصارات حققها حامل اللقب كوت ديفوار، والأبطال السابقون الكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا وتونس.

وتختتم منافسات دور المجموعات في 31 ديسمبر (كانون الأول)، على ‌أن ينطلق دور الـ16 في الثالث من يناير (كانون الثاني)، فيما تُقام المباراة النهائية في 18 يناير.


رئيس اللجنة الأولمبية المصرية يواجه المحاكمة بعد وفاة سباح صغير

ياسر إدريس (الشرق الأوسط)
ياسر إدريس (الشرق الأوسط)
TT

رئيس اللجنة الأولمبية المصرية يواجه المحاكمة بعد وفاة سباح صغير

ياسر إدريس (الشرق الأوسط)
ياسر إدريس (الشرق الأوسط)

عيَّنت وزارة الشباب والرياضة المصرية لجنة مؤقتة لإدارة شؤون الاتحاد المصري للسباحة، وتواصلت مع الاتحاد الدولي ​للألعاب المائية للتصديق على هذه الخطوة، وذلك عقب وفاة الطفل يوسف محمد خلال بطولة وطنية تحت 12 عاماً في وقت سابق من الشهر الحالي.

وتستعد النيابة العامة لمحاكمة عدد من المسؤولين البارزين، بينهم ياسر إدريس، الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد المصري للسباحة ورئيس اللجنة الأولمبية المصرية.

وقالت ‌الوزارة إنها خاطبت ‌الاتحاد الدولي للألعاب المائية «‌لضمان الالتزام ⁠بالمواثيق ​واللوائح ‌الدولية» مشيرة إلى أنها تراجع حالياً ملفات القضية المحالة من النيابة العامة لتحديد المخالفات واتخاذ الإجراءات اللازمة لتلافيها مستقبلاً.

ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من قرار النيابة العامة إحالة إدريس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد ومديره التنفيذي ورئيس لجنة المسابقات ومدير البطولة والحكم العام ⁠وثلاثة من أفراد طاقم الإنقاذ إلى محاكمة جنائية عاجلة، بتهم «‌الإهمال الجسيم والتقصير في أداء مهام عملهم، مما أدى إلى وفاة الطفل وتعريض حياة المشاركين الآخرين للخطر».

وأظهرت التحقيقات أن يوسف فقد الوعي بعد إنهاء سباق 50 متراً لسباحة الظهر، وسقط في قاع المسبح وظل تحت الماء «لفترة زمنية كافية لامتلاء رئتيه والمجاري التنفسية ​بالمياه، مما أدى إلى توقف عضلة القلب وفشل كامل في وظائف التنفس».

وأكدت النيابة العامة ⁠أنه لا توجد شبهة جنائية في حالة الوفاة، لكنها أشارت إلى أن معظم المسؤولين عن تنظيم البطولة «يفتقرون إلى الخبرة الفنية والدراية التنظيمية اللازمة لإدارة مسابقات السباحة، وعدم اختيار العناصر المؤهلة فنياً واللائقة صحياً، وهو ما أكدته شهادات عدد من أولياء الأمور والقائمين على إدارة المسابح، بشأن عشوائية التنظيم وعدم تناسب أعداد المشاركين مع زمن البطولة والمسابح المخصصة لها».

وأثارت القضية غضباً واسعاً في مصر وأعادت ‌تسليط الضوء على معايير السلامة في البطولات الرياضية. ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة اليوم الخميس.