أكد رائد الرسوم المتحركة المنتج والمخرج السعودي العباس بن العباس أن الذكاء الاصطناعي سيفرض نفسه على كثير من المجالات خلال السنوات القادمة، مشيراً إلى أنه أحدث طفرة في مجال الرسوم المتحركة، وكشف في حوار لـ«الشرق الأوسط» عن عرض الجزء الثاني من مسلسل الأنيمشن «كوكب فجعان» عبر منصة «شاهد».
وحظي المنتج السعودي الذي يتنقل في إقامته بين جدة والقاهرة بتكريم مهرجان» VS-Film «للأفلام القصيرة في دورته الثانية التي حل ضيفاً عليها، وتحدث في ندوة خلالها عن مسيرته مع فن التحريك الذي بدأه قبل 30 عاماً منتجاً ومخرجاً، وقدم نحو 20 مسلسلاً، وأفلاماً قصيرة حازت جوائز عالمية، وعربية، وبلغت حصيلة إنتاجاته نحو 5 آلاف دقيقة للسوق العربية، وقد توجها بفيلم «الفارس والأميرة» 2019 باعتبار أنه أول فيلم عربي رسوم متحركة طويل.
ويعبر العباس عن اعتزازه بتكريمه في مصر قائلاً: «مصر كانت أول محطة في مشواري، حيث أسست شركتي الإنتاجية بها قبل 30 عاماً، وهي بمثابة بلدي الثاني».
وأبدى المخرج حماسه لتوجه المهرجان نحو الأفلام القصيرة جداً، ووصف ذلك بأنها فكرة جريئة تتوافق مع الزمن والجيل الجديد، خاصة أن الأفلام القصيرة جداً لا تُحمل الشاب وقتاً طويلاً، ولا تكلفة كبيرة، وأن هذه الأفلام تمنح فرصة واسعة للتجريب.

ويعتز العباس بكونه منتجاً لـ«الفارس والأميرة» الذي يعد أول فيلم عربي طويل من فئة الرسوم المتحركة، وكان من إخراج الراحل بشير الديك، وضم مجموعة كبيرة من نجوم الفن المصري، ومن بينهم محمد هنيدي، وماجد الكدواني، وسعيد صالح، وأمينة رزق، وقدم أغنياته مدحت صالح، ودنيا سمير غانم، ويعلق العباس: «ضم الفيلم فنانين مصريين قلما يجتمعون في عمل واحد، وحقق نجاحاً يرضيني».
ويعكف العباس حالياً على تنفيذ الجزء الثاني من مسلسل «كوكب فجعان» الذي جذب الاهتمام عند عرضه عبر منصة «شاهد» في شهر رمضان الماضي، ويصفه بالقول: «المسلسل نُنكت فيه على أنفسنا، وكيف أصبحنا نحول شهر الصيام إلى شهر الطعام، فالدراما لها تأثير كبير على المشاهد العربي، وأنا مؤمن بأن دورها ليس التسلية والضحك فقط، بل أيضاً التوعية، وإلقاء الضوء على سلبياتنا بشكل كوميدي من خلال فن الرسوم المتحركة. تدور أحداث المسلسل في 30 حلقة مدة كل حلقة 12 دقيقة، ونتطلع أيضاً لنواصل تقديم مواسم أخرى منه».

ويرى رائد الرسوم المتحركة السعودي أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أحدثت طفرة في مجال الرسوم المتحركة، مما ساهم في إنعاشها بشكل كبير، خاصة أنها تستغرق وقتاً كبيراً لتنفيذها، ومشاركة فنانين كُثر، لكن الآن يمكن الاستفادة من طريق الذكاء الاصطناعي بأن نعطي له شخصية، ونطلب منه أن يحركها مثلما نريد، ويقوم بإنجاز ذلك خلال دقيقتين، بينما كانت هذه العملية تستغرق 3 أيام قبل ذلك».

وأضاف قائلاً إن «تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تزال تحبو في مراحلها الأولى، لكن سيكون لها تأثيرها الكبير والعظيم في المجالات كافة، وسوف تؤدي إلى تراجع شركات الإنتاج الكبيرة في هوليوود».
اختار العباس الذي درس الهندسة بأميركا فن الرسوم المتحركة مجالاً لعمله بعدما لمس تأثيره الكبير على طفله، ولم يجد بديلاً عربياً له، فقرر أن يتجه إلى هذا الفن حتى يجد الأطفال العرب أعمالاً ترتبط بهويتهم، وأكد أنه يهتم بصناعة الرسوم المتحركة عبر شركته بالقاهرة وشركته بجدة التي أسسها قبل سنوات، واختار لها شعار (المستقبل فكرة في عقل طفل).
وكان العباس قد أخرج فيلماً عن فلسطين قبل حرب غزة بعنوان «في شيء» وحاز 12 جائزة من مهرجانات كبرى بوصف أنه أفضل فيلم رسوم متحركة قصير، كما يشارك في الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي بأحدث أعماله «مسلسل فهد وفهيد» الذي يُعرض بسوق المهرجان.




