دفعة رابعة من الأفغان تغادر باكستان لإعادة التوطين في ألمانيا

غادرت على متن رحلة تجارية تتوقف بإسطنبول

لاجئون أفغان في قاعدة «رامشتاين» الجوية بألمانيا يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
لاجئون أفغان في قاعدة «رامشتاين» الجوية بألمانيا يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

دفعة رابعة من الأفغان تغادر باكستان لإعادة التوطين في ألمانيا

لاجئون أفغان في قاعدة «رامشتاين» الجوية بألمانيا يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)
لاجئون أفغان في قاعدة «رامشتاين» الجوية بألمانيا يوم 8 سبتمبر 2025 (رويترز)

غادرت الأراضي الباكستانية دفعة جديدة من الأفغان الذين وُوفق على إعادة توطينهم بألمانيا، في رابع عملية نقل من هذا النوع منذ تولي الحكومة الألمانية الحالية مهامها.

ووفق معلومات حصلت عليها «وكالة الأنباء الألمانية» من مطار إسلام آباد، فقد غادرت المجموعة على متن رحلة تجارية تتوقف في إسطنبول، ومن المتوقع أن تصل إلى مدينة هانوفر الألمانية الثلاثاء، وهي المدينة التي استقبلت الدفعات السابقة قبل توزيعهم على مختلف أنحاء ألمانيا.

وتندرج هذه العملية ضمن برامج القبول الألمانية المخصصة للأفغان المعرضين للخطر بشكل خاص، من بينهم موظفون محليون سابقون ومدافعون عن حقوق الإنسان وآخرون مؤهلون للحصول على الحماية. وأعربت مديرة مدرسة سابقة من كابل عن ارتياحها وامتنانها بعد انتظار أكثر من عام لمغادرتها، وقالت لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إنها تأمل أن تحصل بناتها على تعليم جيد في ألمانيا.

منذ بداية العام نُقل عشرات الأفغان المهددين إلى ألمانيا بموجب برنامج إعادة توطين خاص (د.ب.أ)

وقال صحافي أفغاني ينتقل إلى ألمانيا رفقة زوجته وابنه الصغير إنه يشعر بالأمل تجاه مستقبلهم، لكنه حزين لأن جزءاً من عائلته اضطر إلى البقاء في إسلام آباد.

ولا يزال كثير من العائلات الأفغانية عالقين في إسلام آباد منذ شهور أو حتى سنوات في انتظار فرصة المغادرة. وكانت الحكومة الألمانية ذات القيادة المحافظة قد أوقفت في مايو (أيار) الماضي برنامج إعادة التوطين المخصص للأفغان المعرضين للخطر.

وكان البرنامج يشمل موظفين محليين سابقين في مؤسسات ألمانية وأقاربهم، بالإضافة إلى أشخاص يخشون الاضطهاد من قبل حركة «طالبان»، مثل المحامين والصحافيين.

ورغم تعليق البرنامج، فإن بعض الأفغان لا يزالون يحصلون على تأشيرات دخول بعد أن نجحوا في رفع دعاوى قضائية أمام محاكم ألمانية لتأكيد حقهم في الدخول.

ووفق الحكومة الألمانية، فإن نحو 1900 أفغاني ممن حصلوا على موافقة أو إقرار بالقبول لا يزالون في باكستان. وتنص اتفاقية الائتلاف الحاكم في ألمانيا على إنهاء برامج القبول الاتحادية الطوعية مثل تلك الخاصة بأفغانستان، وعدم إطلاق برامج جديدة مماثلة.

لاجئون أفغان يتجمعون يوم 1 نوفمبر 2025 بالقرب من مركز تسجيل استعداداً للعودة بعد إعادة فتح معبر تورخام الحدودي في باكستان (إ.ب.أ)

في غضون ذلك، قال مسؤولون باكستانيون إن الشرطة ووكالة التحقيقات الفيدرالية أحبطتا، الأحد، محاولة لتهريب مهاجرين في منطقة تربت بإقليم بلوشستان خلال عملية مشتركة، كما احتُجز 29 أجنبياً لمحاولتهم عبور الحدود بصورة غير قانونية. وقال قائد شرطة كيش، الكابتن زهيب محسن، لصحيفة «دون» الباكستانية، إن العملية نُفذت في ضواحي تربت، حيث اعتُرضت سيارة «لاند كروزر» كانت تقل العشرات من الأشخاص على متنها. وأوضح قائد شرطة كيش أن «المحتجزين يضمون 12 رجلاً، و13 طفلاً، و4 نساء، واعتُقل أيضاً سائقان يشتبه في تورطهما بنقل هؤلاء الأشخاص إلى إيران عبر طرق غير قانونية». وأضاف الكابتن محسن أن التحقيقات الأولية أظهرت أن المواطنين الأفغان كانوا يخططون لدخول إيران عبر بلوشستان ومن ثم التوجه إلى أوروبا. وتابع: «سُلّم جميع المعتقلين إلى (وكالة التحقيقات الفيدرالية) الباكستانية لإجراء مزيد من التحقيقات، كما فُتح تحقيق ضد الشبكة المتورطة في عملية التهريب».


مقالات ذات صلة

ترمب يعلِّق برنامج قرعة «غرين كارد» للمهاجرين

الولايات المتحدة​ وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم (أرشيفية - أ.ب)

ترمب يعلِّق برنامج قرعة «غرين كارد» للمهاجرين

قالت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس» إنها بناء على توجيهات ترمب تأمر خدمات المواطنة والهجرة الأميركية بوقف البرنامج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا يضطر المهاجرون الوافدون إلى موريتانيا للاشتغال في وظائف صعبة بأجور هزيلة لتأمين رحلتهم السرية نحو أوروبا (رويترز)

محنة المهاجرين في موريتانيا تتفاقم بعد اتفاق «الأوروبي» لضبط الحدود

يقول مهاجرون إن نشاط الشرطة في موريتانيا تصاعد بشكل كبير ومكثف، منذ توقيع البلاد اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي، مطلع العام الماضي، للحد من الهجرة غير الشرعية.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
أوروبا يواجه المهاجرون الشرطة أثناء قيامها بتنفيذ أوامر الإخلاء بمبنى مدرسة مهجور كان يعيش فيه مئات المهاجرين معظمهم من غير حاملي الوثائق في بادالونا بالقرب من برشلونة (أ.ب)

الشرطة تُخلي مدرسة مهجورة شغلها المئات من المهاجرين في برشلونة

نفذت الشرطة في شمال شرقي إسبانيا أوامر طرد، اليوم الأربعاء، لإخلاء مبنى مدرسة مهجور كان يقيم فيه المئات من المهاجرين غير المسجلين بوضع اليد شمال برشلونة.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
شمال افريقيا مهاجرون أفارقة في صفاقس (رويترز)

تونس: «غضب حقوقي» بسبب استمرار حبس مدافعين عن المهاجرين

رفضت محكمة تونسية طلب الإفراج عن نشطاء من «جمعية تونس أرض اللجوء»، المدافعة عن قضايا الهجرة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا بعض ركاب الزورق الذين نجوا من موت محقق (وزارة الصيد الموريتانية)

موريتانيا: إنقاذ 158 مهاجراً غير نظامي قبالة سواحل نواكشوط

أعلنت السلطات الموريتانية أنها أنقذت 158 مهاجراً غير نظامي، بينهم أطفال ونساء، كانوا «في حالة خطر» على متن زورق قبالة سواحل العاصمة نواكشوط.

الشيخ محمد (نواكشوط)

3 قتلى في هجمات تايبيه ومقتل المشتبه به

الشرطة تبعد مشاة عن مسرح الهجمات الدامية في العاصمة التايوانية تايبيه (أ.ف.ب)
الشرطة تبعد مشاة عن مسرح الهجمات الدامية في العاصمة التايوانية تايبيه (أ.ف.ب)
TT

3 قتلى في هجمات تايبيه ومقتل المشتبه به

الشرطة تبعد مشاة عن مسرح الهجمات الدامية في العاصمة التايوانية تايبيه (أ.ف.ب)
الشرطة تبعد مشاة عن مسرح الهجمات الدامية في العاصمة التايوانية تايبيه (أ.ف.ب)

أسفرت هجمات بقنابل دخانية وعمليات طعن في محطتَين للمترو في تايبيه، الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص، حسبما قال مسؤول في جهاز الإطفاء التايواني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، موضحاً أن المشتبه به لقي حتفه أيضاً.

وقال رئيس وزراء تايوان تشو جونغ تاي إن الهجمات على محطتي تايبيه الرئيسية وتشونغشان كانت «عملا متعمدا»، رغم أن الدافع لم يتضح على الفور.وأوضح في بيان أن المشتبه به كان ملثما وألقى «خمس أو ست قنابل بنزين أو قنابل دخان» على محطة تايبيه الرئيسية.

ووفقا لإدارة إطفاء مدينة تايبيه، تأكد مقتل أربعة أشخاص، بينهم المشتبه به، وإصابة خمسة آخرين.وقال رئيس بلدية المدينة تشيانغ وان آن إن المشتبه به قفز على ما يبدو من مبنى، وأن أحد الضحايا قُتل أثناء محاولته إيقاف الهجوم في المحطة الرئيسية. وأضاف «علمنا أن المشتبه به انتحر بالقفز من مبنى هرباً من التوقيف، وقد تأكدت وفاته».

موظفون في مركز تجاري قريب من محطة تشونغشان للمترو في الشارع الطريق تثبيت الأمن قبل العودة إلى عملهم (رويترز)

وأعلنت السلطات تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء الجزيرة اثر الهجمات. وقال تشو للصحافيين «كل المواقع المهمة، بما فيها محطات القطارات والطرق السريعة ومحطات المترو والمطارات، تلتزم مستوى عاليا من التأهب واليقظة».

وأظهرت صور نشرتها وكالة الأنباء المركزية التايوانية عبوة ناسفة على الأرض في المحطة الرئيسية، فيما كان أفراد الأمن يفحصون الأدلة في المكان.

وأظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي سحابة كثيفة من الدخان الأبيض تُغطي جزءا من محطة مترو.

وقال الرئيس لاي تشينغ تي إن السلطات التايوانية «ستوضح تفاصيل ما حصل بسرعة. لن يكون هناك أي تساهل، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان سلامة مواطنينا».

وتُعدّ الجرائم العنيفة نادرة في تايوان، إلا أن هجوما وقع عام 2014 هزّ الجزيرة، حين أقدم رجل على طعن أربعة أشخاص في مترو تايبيه، ما أدى الى مقتلهم. وأُعدم عام 2016 بعد إدانته بالجريمة.


رئيس وزراء أستراليا يعلن مخططاً لإعادة شراء الأسلحة بعد هجوم بونداي

الحاخام بنيامين إلتون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (يمين) لدى وصوله إلى الكنيس الكبير في سيدني بأستراليا 19 ديسمبر(رويترز)
الحاخام بنيامين إلتون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (يمين) لدى وصوله إلى الكنيس الكبير في سيدني بأستراليا 19 ديسمبر(رويترز)
TT

رئيس وزراء أستراليا يعلن مخططاً لإعادة شراء الأسلحة بعد هجوم بونداي

الحاخام بنيامين إلتون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (يمين) لدى وصوله إلى الكنيس الكبير في سيدني بأستراليا 19 ديسمبر(رويترز)
الحاخام بنيامين إلتون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (يمين) لدى وصوله إلى الكنيس الكبير في سيدني بأستراليا 19 ديسمبر(رويترز)

أعلنت أستراليا، الجمعة، برنامجاً واسعاً لشراء الأسلحة النارية المتداولة في أسواقها بعد أيام من هجوم ضد تجمّع لليهود على شاطئ بونداي في سيدني، أسفر عن مقتل 15 شخصاً، دعت السلطات إلى استذكارهم الأحد بإضاءة الشموع.

رجل يجثو أمام باقة زهور وُضعت تكريماً لضحايا حادث شاطئ بونداي بأستراليا... 19 ديسمبر (رويترز)

واحتشد المئات، الجمعة، للسباحة وركوب الأمواج قبالة هذا الشاطئ، وشكَّلوا حلقةً عملاقةً وسط الأمواج، في تحية لضحايا الاعتداء.

واتُّهم الهندي الأصل ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد أكرم (24 عاماً) بقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين، بإطلاقهما النار على تجمع للاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي. وقُتِل الأب خلال الهجوم.

وبينما لا تزال التحقيقات جاريةً، رجّحت السلطات الأسترالية أن يكون الاعتداء الذي وقع الأحد الماضي «مدفوعاً بآيديولوجية تنظيم (داعش)». وبعد تعهّد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بتشديد العقوبات على التطرف، أعلن الجمعة برنامجاً لشراء الأسلحة النارية المتداولة.

وشدَّد على أن «ما مِن سبب يبرر حيازة شخص يعيش في ضواحي سيدني هذا العدد الكبير من الأسلحة النارية»، في إشارة إلى قطع السلاح الستّ المرخّص لها التي كان أحد منفذَي الهجوم، وهو ساجد أكرم، يحتفظ بها.

ووعدت السلطات بدفع تعويضات مالية لمالكي الأسلحة النارية الذين يسلمون «القطع غير الضرورية، والمحظورة حديثاً، وغير القانونية».

وسيشكِّل ذلك أكبر عملية لشراء الأسلحة في أستراليا منذ تلك التي نُفِّذت بعد مقتل 35 شخصاً عام 1996 في جزيرة تسمانيا في الجنوب جرّاء إطلاق رجل في الـ28 النار على الحشود في موقع بورت آرثر السياحي.

وتمكَّنت السلطات الأسترالية وقتذاك خلال عام واحد من جمع 600 ألف قطعة سلاح سلّمها أصحابها.

إحياء الأمل

وطُلب من السكان إضاءة الشموع، يوم الأحد، عند الساعة 18.47 (7.47 بتوقيت غرينتش)، وهو التوقيت الذي وقع فيه الهجوم قبل أسبوع.

ورأى ألبانيزي أن هذا التحرّك سيكون «لحظة للتوقف والتفكير والتأكيد على أن الكراهية والعنف لن يكونا أبداً معبِّرَين عن الأستراليين».

وأضاف أن ذكرى الهجوم السنة المقبلة ستكون يوم حداد وطنياً رسمياً.

وعلى شاطئ بونداي، بادر كثير من السكان من تلقاء أنفسهم إلى الحضور لموقع الهجوم، تعبيراً عن حزنهم وتضامنهم.

وفي تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قال المستشار الأمني جيسون كار (53 عاماً) الذي كان بين مَن حضروا، صباح الجمعة، مرتدين ملابس السباحة وحاملين ألواح ركوب الأمواج: «لقد ارتكب (الجانيان) مذبحةً بحق ضحايا أبرياء، واليوم هأنذا أسبح هنا، وأسعى لإحياء الأمل».

أما كارول شليسنغر، البالغة 58 عاماً، الرئيسة التنفيذية لإحدى الجمعيات الخيرية للأطفال، فقالت: «أن نكون معاً طريقة بالغة الأهمية لمحاولة مواجهة ما يحدث»، مشيرة إلى أنها تشعر بغضب عارم

وأُقيمت الجمعة جنازة اثنين من القتلى الـ15، هما الزوجان الستينيان بوريس وصوفيا غورمان، اللذان حاولا إحباط الهجوم في مراحله الأولى.

وأظهرت لقطات كاميرا أن بوريس غورمان، وهو ميكانيكي متقاعد، أسقط أحد المهاجمين أرضاً وتمكَّن من الإمساك بسلاح ساجد أكرم لفترة وجيزة، بينما اندفعت زوجته صوفيا نحوه لمساعدته، لكن المهاجم تمكَّن من سحب سلاح آخر، وأطلق النار عليهما فقتلهما.

وقال الحاخام يهورام أولمان إن الزوجين «واجها اللحظات الأخيرة من حياتهما بشجاعة (...) وحب». ورأى أنهما «كانا بطلَين، بكل ما للكلمة من معنى».

حال استنفار

ولا تزال سيدني في حال استنفار قصوى، إذ أعلنت الشرطة الأسترالية أنها أوقفت 7 أشخاص في جنوب غربي المدينة، الخميس، بعد تلقيها بلاغاً يفيد باحتمال التخطيط لعمل عنيف، لكنها ما لبثت أن أخلت سبيلهم الجمعة.

وأوضحت الشرطة أن أي صلة لهؤلاء مع منفذَي هجوم شاطئ بونداي، لم تثبت، وأنهم لا يُشكلون «أي خطر فوري على أمن المجتمع».

وتواصل الشرطة الأسترالية تحقيقاتها في إمكان أن يكون الرجلان اجتمعا مع متطرفين إسلاميين خلال إقامتهما نحو شهر قبل أسابيع قليلة من تنفيذهما الهجوم في جزيرة مينداناو الفلبينية التي تُعَدُّ معقلاً لحركات التمرّد الأصولي ضد الحكومة المركزية.

لكن الفلبين نفت، الأربعاء، أن تكون أراضيها تُستخدم لتدريب «إرهابيين». وأضافت: «لا يوجد أي تقرير معتمد أو تأكيد بأنّ أفراداً تورطوا في حادثة شاطئ بونداي تلقوا أي شكل من أشكال التدريب في الفلبين».

وقال ألبانيزي، في مؤتمر صحافي، في كانبرا: «ستقوم الحكومة بعمل مخطط وطني لإعادة شراء الأسلحة النارية الفائضة والمحظورة حديثاً، وغير القانونية». وتابع ألبانيزي إن هذه ستكون «أكبر عملية إعادة شراء» منذ عام 1996، عندما استحدثت حكومة جون هوارد قوانين شاملة للسيطرة على الأسلحة بعد إطلاق نار جماعي في بورت آرثر بتاسمانيا أسفر عن مقتل 35 شخصاً. وقال رئيس الوزراء إنه على الرغم من فرض قيود صارمة على الأسلحة في عام 1996، «يوجد حالياً أكثر من 4 ملايين قطعة سلاح ناري في أستراليا، وهو عدد أكبر مما كان عليه وقت مذبحة بورت آرثر». وكان مسلحان قد فتحا النار، يوم الأحد الماضي، وهو اليوم الأول من مهرجان «حانوكا» اليهودي الذي يستمر 8 أيام، على حشود في شاطئ بونداي الشهير في سيدني، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات، وكان معظم الضحايا من اليهود. وقد حدد المحققون هوية المهاجمَين وهما أب وابنه. وقُتل الأب البالغ من العمر 50 عاماً برصاص الشرطة في مكان الحادث، بينما أُصيب الابن البالغ من العمر 24 عاماً، ووُجِّهت إليه لاحقاً 15 تهمة قتل و40 تهمة تسبب في أذى جسدي جسيم مع نية القتل.

مشيعون يتفاعلون بعد مراسم جنازة إديث بروتمن في كنيسة «جميع الأرواح» بمقبرة روكوود في سيدني بأستراليا... 19 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وقالت السلطات إن الأب كان يحمل رخصةً لحمل الأسلحة النارية المستخدمة في الهجوم. وقال ألبانيز: «هناك خطأ ما في قوانين الترخيص عندما يستطيع هذا الرجل

امتلاك 6 بنادق عالية القوة، لهذا السبب تتحرك الحكومة»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد سبب» يجعل شخصاً يعيش في ضواحي سيدني «يحتاج إلى هذا العدد الكبير من الأسلحة». وقال ألبانيزي إن المناقشات مع قادة الولايات والأقاليم بشأن خيارات سياسة الأسلحة النارية الجديدة مستمرة، على الرغم من عدم الاتفاق على إصلاحات محددة بعد. وقال وزير الشؤون الداخلية، توني بيرك، إن برنامج إعادة شراء الأسلحة سيكون «فعلياً» إلزامياً إذا طرأ تغيير في القانون يجعل «حيازة هذا العدد من الأسلحة النارية أمراً غير قانوني».

في غضون ذلك، قالت الشرطة الأسترالية إن ​7 أشخاص جرى احتجازهم في جنوب غربي سيدني، الخميس، لديهم صلات آيديولوجية بالشخصين المتهمين بإطلاق النار ‌على المئات خلال ‌احتفالهم ‌بعيد ⁠الأنوار ​اليهودي (‌حانوكا) في شاطئ بونداي، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً. وذكر ديف هدسون، نائب مفوض شرطة ولاية ⁠نيو ساوث ويلز، لراديو «إيه بي. سي»، يوم ‍الجمعة: «لم نرصد ‍روابط محددة بين الشخصين اللذين ارتكبا هذه الفظائع يوم الأحد وهؤلاء ​الذين احتُجزوا الخميس، باستثناء القواسم المشتركة المحتملة ⁠في بعض الأفكار، ولكن لا توجد روابط في هذه المرحلة». وأضاف هدسون أن التحقيقات لا تزال في مرحلة أولية، وأن أحد المواقع التي كانت المجموعة تخطط ‌لزيارتها هو بونداي.


أحمد الأحمد «بطل هجوم بونداي» يتسلم شيكاً بـ2.5 مليون دولار جُمعت من أكثر من 43 ألف متبرع

TT

أحمد الأحمد «بطل هجوم بونداي» يتسلم شيكاً بـ2.5 مليون دولار جُمعت من أكثر من 43 ألف متبرع

أحمد الأحمد الرجل الذي تصدّى لأحد مهاجمي شاطئ بونداي ونزع سلاحه وهو يتحدث إلى رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (أ.ف.ب)
أحمد الأحمد الرجل الذي تصدّى لأحد مهاجمي شاطئ بونداي ونزع سلاحه وهو يتحدث إلى رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (أ.ف.ب)

تسلم أحمد الأحمد الذي نزع سلاح أحد المهاجمين في الهجوم الذي استهدف المحتفلين بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في شاطئ بونداي بجنوب غربي سيدني، والذي أسفر عن مقتل 15 شخصاً، شيكاً رمزياً بقيمة تزيد على 2.5 مليون دولار جُمعت من أكثر من 43 ألف متبرع حول العالم «تقديراً لشجاعته الاستثنائية»، وفقاً لصحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية.

وسلّم زاكاري ديرينوفسكي، المؤثر الكندي على مواقع التواصل الاجتماعي والمشارك في تنظيم حملة التبرعات على موقع «GoFundMe»، الشيك لأحمد وهو على سريره في مستشفى «سانت جورج».

وقد اجتذبت الحملة تبرعات من الملياردير الأميركي بيل أكمان، مدير صندوق التحوّط، والممثلة الكوميدية آمي شومر، وتشارلتون هوارد (الاسم الحقيقي للموسيقي الأسترالي كيد لاروي).

أحمد الأحمد يتسلم شيكاً بـ2.5 مليون دولار (رويترز)

وكان أحمد يشاهد مباراة الكريكيت على التلفزيون عندما اقترب منه ديرينوفسكي، الذي عانقه قبل أن يسلمه الشيك، وعندما تسلّم أحمد الشيك سأل: «هل أستحقه؟»، فأجابه ديرينوفسكي: «كل قرش».

وعندما سُئل عن رسالته لمن أشادوا به في أنحاء العالم كبطل، قال أحمد إنه من المهم «التضامن»، رافعاً قبضته في الهواء، داعياً إلى الوحدة.

وقال أحمد: «عندما أنقذ الناس، أفعل ذلك من صميم قلبي؛ لأنه كان يوماً جميلاً، والجميع يستمتعون بالاحتفال، مع أطفالهم، رجالاً ونساءً ومراهقين، الجميع كانوا سعداء ويستحقون، يستحقون أن يستمتعوا».

وأضاف: «هذا حقهم، هذا البلد أفضل بلد في العالم، أفضل بلد في العالم، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي - لقد طفح الكيل. حفظ الله أستراليا. أستراليا، أستراليا، أستراليا».

ونُقل أحمد الأحمد إلى المستشفى مصاباً بطلقات نارية بعد أن نزع سلاح أحد المهاجمين.

لقطة من فيديو على حساب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمين خلال هجوم شاطئ بونداي في مستشفى بسيدني (أ.ف.ب)

وانتشر مقطع فيديو يُظهر أحمد وهو يضرب ساجد أكرم، البالغ من العمر 50 عاماً، والذي قُتل على يد الشرطة يوم الأحد، وينتزع منه بندقية طويلة، مما جعل صاحب المتجر في ساذرلاند شاير بطلاً بين ليلة وضحاها.

وقد زاره في المستشفى رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، ورئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، في حين بقي والداه وأفراد عائلته إلى جانبه.

وخضع أحمد لعدة عمليات جراحية لعلاج جروح الطلقات النارية التي أصيب بها في الهجوم.

ووُضعت أكثر من اثنتي عشرة باقة زهور أمام متجر أحمد، والذي ظل مغلقاً طوال الأسبوع، ورسائل كُتب عليها: «شكراً لك يا سيد أحمد. نحن فخورون بك جداً. لا مزيد من الأسلحة للجميع. وشكراً لك لأنك بطلنا. نحن فخورون بك».