تواصل «بطولة (أرامكو السعودية) لفورمولا4»، المعتمدة من «الاتحاد الدولي للسيارات»، مسيرتها المميزة هذا الموسم، مسطرة فصلاً جديداً في تاريخ رياضة المحركات على مستوى المنطقة، وتتجلى في هذه النسخة ريادة المرأة بصورة لافتة؛ إذ تشكل السيدات نحو نصف عدد المتسابقين، بواقع 7 سائقات من أصل 16 متسابقاً (بنسبة 44 في المائة)، في إنجاز غير مسبوق يعكس التزام المملكة تمكين المرأة، وتعزيز حضورها في مختلف المجالات، تماشياً ومستهدفات «رؤية السعودية 2030»، التي جعلت من الرياضة ركناً أساسياً، ومحركاً فاعلاً للتحول والتقدم الإيجابي.
وتقام البطولة بتنظيم من شركة التوكيلات «موتور سبورت»، تحت إشراف «الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية»، وبدعم من شركة «أرامكو». وقد تمكنت هذه البطولة، وخلال مدة وجيزة، من ترسيخ مكانتها بوصفها من أبرز بطولات «فورمولا» المعتمدة من «الاتحاد الدولي للسيارات» على مستوى المنطقة، بفضل ما تتميز به من تنظيم احترافي، ومستوى تنافسي رفيع يعكس التطور الكبير الذي تشهده رياضة المحركات في المملكة.

وشهدت الجولتان الافتتاحيتان، اللتان أُقيمتا على «حلبة البحرين الدولية»، 4 سباقات مميزة عكست مستوى التنافس العالي، وتنوع المواهب المشاركة، إضافة إلى الزخم الدولي الذي تتمتع به البطولة، فقد توج السائق البريطاني كيت بيلوفيسكي من فريق «بيكس» بلقب السباق الأول، فيما أحرز الإماراتي آدم الأزهري من فريق «فالفولين» المركز الأول في السباق الثاني، وواصل الأزهري تألقه محققاً الفوز في السباق الثالث، قبل أن يعود بيلوفيسكي ليظفر بلقب السباق الرابع، لتتواصل بذلك المنافسة القوية بين النجمين الصاعدين، وتعزز من جاذبية البطولة على الساحتين الإقليمية والدولية.

وفي ظل أجواء التنافس القوي الذي تشهده البطولة، برزت السائقات المشاركات في «بطولة (أرامكو السعودية) لفورمولا4» عنصراً مؤثراً ومحورياً في مجريات المنافسة، حيث تألقت الهولندية نينا جادمان من فريق «كاراجي» في الجولة الأولى، بينما قدمت مواطنتها أسمي كوستِرمان من فريق «ماي كار» أداءً ثابتاً ومميزاً استحقت على أثره جائزة «أفضل سائقة» في الجولة الثانية، وتعكس هذه النتائج الاحترافية العالية والمهارة الاستثنائية التي تتمتع بها المتسابقات، كما تؤكد على تنامي حضور المرأة في رياضات المحركات، وتعزيز مكانتها في المنافسات الإقليمية والدولية، في خطوة تمثل معياراً جديداً لمشاركة المرأة وتمكينها في المجال الرياضي.
وتستعد «بطولة (أرامكو السعودية) لفورمولا4» الآن للانتقال إلى «حلبة كورنيش جدة»؛ أسرع حلبة شوارع في العالم، حيث تقام 3 جولات متتالية: يوما 10 و11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، و14 و15 نوفمبر، و5 و6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ومع هدير المحركات على سواحل البحر الأحمر، تتجه الأنظار إلى مسار المنافسة على اللقب، وإلى ما تحمله البطولة من رسالة ملهمة تؤكد قدرة المرأة على الريادة في رياضة تتطلب الدقة والشجاعة والإصرار، لتواصل المملكة عبر هذه البطولة ترسيخ مكانتها وجهةً عالمية لرياضات المحركات، وبيئة حاضنة للمواهب والطموح.

وتقود السائقة السعودية فرح اليوسف من فريق «فالفولين» هذه الموجة من التغيير، بوصفها إحدى الرائدات في رياضات المحركات بالمملكة، حيث تجسد مسيرتها الطموح حجم التطور الذي تشهده هذه الرياضة على أرض الوطن، وقد عبرت اليوسف عن فخرها بالمشاركة في البطولة قائلة: «مع كل سباق، أشعر بنمو في قدراتي التقنية والذهنية والنفسية. إنه لشرف كبير أن أشارك في السباقات على أرض الوطن، وأمام أصدقائي وعائلتي، وأنا ممتنة للغاية لـ(الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية)، ولشركة التوكيلات (موتور سبورت) على هذه الفرصة، فدعمهم يشكل الحافز الأكبر لي لتقديم أفضل ما لديّ في كل مرة أنطلق فيها على الحلبة».
وتعكس مسيرة فرح اليوسف الصعود المتسارع للمرأة السعودية في ميادين سباقات المحركات الدولية؛ إذ مثلت المملكة في نهائيات «كأس الأمم للفورمولا للسيدات» في دبي، وتُوجت بلقب «بطلة الكارتينغ للسيدات» في السعودية عام 2022، كما شاركت في «أكاديمية إف1 (F1)» لعام 2025، وبفضل إنجازاتها المتتالية، أصبحت اليوسف رمزاً للإلهام والطموح لجيل جديد من الفتيات السعوديات، مؤكدة أن «النجاح في رياضة المحركات ثمرة للمهارة، والانضباط، والرؤية الواضحة للمستقبل».

وتنضم إلى فرح على سكة الانطلاق نخبة من السائقات الدوليات الموهوبات، اللاتي يجسّدن روح المنافسة والتمكين في رياضات المحركات، بينهن أسمي كوستِرمان من فريق «ماي كار»، وآفا دوبسون من فريق «بيكس»، ونينا جادمان وميغان بروس من فريق «كاراجي»، ورايتشل روبرتسون من فريق «أستوب»، وكايرا باتيج من فريق «ريد بُل»، وتشكل هؤلاء السائقات ائتلافاً عالمياً استثنائياً يعيد رسم ملامح المستقبل في رياضات المحركات.
وفي هذا الإطار، تواصل شركة «أرامكو السعودية»، بصفتها الراعي الرئيسي للبطولة، أداء دور محوري في دعم وتمكين المواهب الشابة؛ إذ لا يقتصر دعمها على الجوانب المالية فقط، بل يمتد إلى برامج تطوير شاملة، تعنى بصقل مهارات السائقين، في مجالات التدريب الفني، وتحليل الأداء، واللياقة البدنية، والتأهيل الإعلامي، بما يضمن إعداد جيل جديد من الرياضيين المحترفين القادرين على تمثيل المملكة في أعلى مستويات المنافسة.

وقد أصبحت «بطولة (أرامكو السعودية) لفورمولا4» محطة رئيسية في مسار تطور المواهب الصاعدة نحو العالمية؛ سواء من داخل المملكة وخارجها، بفضل «ما تتسم به من تنوع، واحترافية، وتنافسية عالية، وتعكس هذه البطولة المكانة المتنامية للمملكة مركزاً عالمياً لرياضات المحركات، يقوم على الابتكار، والشمولية، والتميز، ويجسد رؤية وطنية طموحاً تسعى لترسيخ حضور المملكة في الساحة الرياضية الدولية، وتعزيز إرثها في عالم السرعة والإنجاز».
ومع اقتراب موسم 2025 من محطته الختامية الكبرى في جدة، تتجه الأنظار إلى السائقات اللاتي تركن بصمتهن في هذه البطولة، حيث لا يقتصر طموحهن على اعتلاء منصات التتويج فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى «ترسيخ مسيرة تمكين المرأة في ميادين التحدي والإنجاز، فهؤلاء الرائدات لا يمثلن مجرد متسابقات في بطولة، بل هنّ رموز لإرادة وطنية تسعى إلى صنع المستقبل، وإلهام جيل جديد من الفتيات للمضي قدماً بثقة وشغف على طريق السرعة والطموح، لتظل المملكة نموذجاً عالمياً في الريادة، والتمكين، وصناعة الأثر الإيجابي».
