مصر ولبنان لعقد اجتماعات «اللجنة العليا المشتركة»

تعود بعد 6 سنوات على مستوى رئيسي وزراء البلدين

جانب من الاجتماعات التحضيرية لـ«اللجنة العليا المشتركة» بين مصر ولبنان (وزارة التخطيط المصرية)
جانب من الاجتماعات التحضيرية لـ«اللجنة العليا المشتركة» بين مصر ولبنان (وزارة التخطيط المصرية)
TT

مصر ولبنان لعقد اجتماعات «اللجنة العليا المشتركة»

جانب من الاجتماعات التحضيرية لـ«اللجنة العليا المشتركة» بين مصر ولبنان (وزارة التخطيط المصرية)
جانب من الاجتماعات التحضيرية لـ«اللجنة العليا المشتركة» بين مصر ولبنان (وزارة التخطيط المصرية)

تستعد مصر ولبنان لانعقاد «اللجنة العليا المشتركة» في دورتها العاشرة على مستوى رئيسي وزراء البلدين، حيث انطلقت في القاهرة، الجمعة، الاجتماعات التحضيرية على مستوى الخبراء في مجالات متعددة؛ أبرزها تعزيز التعاون التجاري والصناعي والتعاون في خطط التنمية المستقبلية.

وانعقدت الاجتماعات التحضيرية برئاسة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في مصر، ووزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية، وبمشاركة السفير المصري لدى لبنان، علاء موسى، والسفير اللبناني لدى مصر، علي الحلبي، وتهدف الاجتماعات إلى «دفع العلاقات المشتركة».

وتعود «اللجنة المصرية - اللبنانية المشتركة» للانعقاد بعد الدورة التاسعة التي استضافتها بيروت في مايو (أيار) من عام 2019، والتي شهدت التوقيع على أربع وثائق في مجالات تبادل الخبرات الضريبية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وترويج الاستثمار، واستيراد مواد البناء المصرية، فضلاً عن محضر اجتماعات اللجنة العليا.

وشارك في اجتماعات القاهرة، الجمعة، أكثر من 50 جهة مصرية ولبنانية، بينها وزارات مصرية هي «الخارجية، والصناعة، والصحة، والتضامن الاجتماعي، والبترول والثروة المعدنية، والمالية، والزراعة، والكهرباء، والسياحة، والاستثمار»، ومن الجانب اللبناني، شارك ممثلو مجلس الوزراء، ووزارة الاقتصاد والتجارة، والمالية، والصناعة، والعمل، والزراعة، والإعلام، وفق وزارة «التخطيط المصرية».

وناقش الخبراء من الجانبين عدداً من المواضيع المطروحة، بينها «زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وتعظيم الاستفادة من اتفاقيات تيسير التجارة، فضلاً عن تنمية الاستثمارات المشتركة بين البلدين، خاصة في مجالات الاستثمار الصناعي، وتشجيع العلاقات مع القطاع الخاص، فضلاً عن تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر».

كما تناول الاجتماع كذلك، تبادل الخبرات في مجالات التخطيط التنموي والتنمية المستدامة، وبناء القدرات خاصة في موضوعات رسم الخطط والسياسات المتعلقة بالتنمية، والمنظومة المتكاملة للتخطيط والمتابعة.

الرئيس اللبناني خلال لقاء مدير المخابرات المصرية الثلاثاء الماضي (الرئاسة اللبنانية)

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية، رانيا المشاط، «حرص بلادها على دفع العلاقات مع دولة لبنان الشقيقة، والمضي قدماً في تعزيز العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين في مسيرتهما نحو التنمية، من خلال التعاون المشترك في العديد من القطاعات»، مشيرة إلى أن مصر تقف جنباً إلى جنب مع شقيقتها اللبنانية استناداً إلى تاريخ طويل من العلاقات المصيرية التي ربطت وتربط بين أبناء الشعبين الشقيقين في مصر ولبنان.

وأضافت المشاط أن «مصر تتطلع دائماً إلى المضي قدماً في العمل المشترك الدؤوب مع لبنان للوصول إلى مستويات متميزة للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والتي تشهد نقلات نوعية ودفعات مطردة مع الأيام بفضل الجهد الذي يتم بذله بجهود الدولتين والمتابعة المستمرة لتطويرها ومعالجة ما قد يعرقلها من معوقات أو عقبات».

وشهدت علاقات التعاون الاقتصادي والفني بين مصر ولبنان تطوراً منذ اتفاقية إنشاء «اللجنة العليا المصرية - اللبنانية المشتركة» الموقعة بالقاهرة في 1996.

ووصل حجم التبادل التجاري بين مصر ولبنان إلى مليار دولار خلال عام 2024 (الدولار يساوي 47.2 جنيه في البنوك المصرية) بزيادة قدرها 29.3 في المائة عن عام 2023، وارتفعت الصادرات المصرية إلى لبنان بنسبة 43.8 في المائة لتسجل 762.8 مليون دولار، بينما تراجعت الواردات المصرية من لبنان بنسبة 2.3 في المائة لتصل إلى 237.7 مليون دولار في العام نفسه، وفق إحصائيات رسمية.

وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون، قد استقبل، الثلاثاء الماضي، مدير المخابرات المصرية، حسن رشاد، في قصر بعبدا، وناقشا «الأوضاع العامة في المنطقة، ولا سيما في الجنوب والوضع في غزة»، حسب الرئاسة اللبنانية.

وأشار رشاد إلى استعداد بلاده لـ«المساعدة في تثبيت الاستقرار في الجنوب اللبناني، وإنهاء الاضطرابات الأمنية»، كما أكد «دعم مصر الدائم للبنان». ورحب الرئيس اللبناني بأي جهد لمصر يُسهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار إلى بلاده. ووفق بيان الرئاسة اللبنانية «أشاد عون بدعم مصر المتواصل للبنان في مختلف المجالات».


مقالات ذات صلة

لبنان: «قانون الودائع» يضاعف الهواجس من الالتزام بالتمويل

المشرق العربي لبنانية تعتصم أمام مبنى «جمعية المصارف» في بيروت بعد الأزمة المعيشية في 2019 (أرشيفية - أ.ب)

لبنان: «قانون الودائع» يضاعف الهواجس من الالتزام بالتمويل

أثار مشروع قانون «الاستقرار المالي واسترداد الودائع»، الذي أقرته الحكومة اللبنانية، الجمعة، موجة من الهواجس التي ترافق إحالته المرتقبة إلى البرلمان

علي زين الدين (بيروت)
المشرق العربي آليات لقوات «اليونيفيل» خلال دورية على طريق الناقورة بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

اعتداءات «متزامنة» من إسرائيل وسكان محليين على «اليونيفيل» في جنوب لبنان

تعرّضت قوات حفظ السلام الأممية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، لاعتداءين منفصلين خلال 24 ساعة، أحدهما من إسرائيل، والآخر من سكان لبنانيين محليين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي دورية للجيش اللبناني في موقع استهداف إسرائيلي لسيارة في بلدة عقتنيت بجنوب لبنان (إ.ب.أ)

لبنان يواكب قمة ترمب - نتنياهو والعين على ابتعاد شبح الحرب

تحظى القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، المنعقدة في 29 الحالي في فلوريدا، باهتمام لبناني.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي عناصر في الجيش اللبناني يقفون قرب سيارة استهدفتها غارة إسرائيلية في بلدة عقتنيت بجنوب لبنان وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص (د.ب.أ)

لبنان «يدير المخاطر» وسط تهديدات إسرائيلية وغياب الضمانات

يتحرّك لبنان سياسياً في التعامل مع التهديدات الإسرائيلية، ضمن هامش ضيّق ترسمه توازنات خارجية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أرشيفية لسيارات تصطفّ لدخول لبنان بعد الإطاحة ببشار الأسد بالقرب من الحدود اللبنانية السورية (رويترز)

اعتقال 12 شخصاً بينهم ضباط مرتبط بنظام الأسد على الحدود السورية اللبنانية

ألقت وحدات حرس الحدود السورية، في وقى متأخر من يوم أمس (الجمعة)، القبض على 12 شخصاً بينهم عناصر وضباط لديهم ارتباط بالنظام السابق على الحدود السورية اللبنانية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

 


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».