«تعنت» موسكو وصواريخها «يجبران» ترمب على إلغاء قمته مع بوتين ويدفعانه إلى الخيار النووي

الكرملين يرفض التقارير «غير الموثوقة» ويطالب بالاستماع فقط للتصاريح الرسمية

ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
TT

«تعنت» موسكو وصواريخها «يجبران» ترمب على إلغاء قمته مع بوتين ويدفعانه إلى الخيار النووي

ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)

أوردت تقارير إعلامية الجمعة، أن الولايات المتحدة ألغت قمة بودابست التي كان من المزمع عقدها بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين، بعد إصرار موسكو على مطالب متعنتة بشأن أوكرانيا، إضافة إلى استخدام روسيا لصواريخ تنتهك معاهدة الحد من الأسلحة النووية، التي، حسب هذه التقارير، أدت إلى إصدار الرئيس ترمب تعليمات للجيش الأميركي الخميس، باستئناف اختبار الأسلحة النووية.

بوتين وترمب يتصافحان قبل اجتماع في هلسنكي 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقالت صحيفة «فاينانشال تايمز» إن القرار جاء بعد اتصال هاتفي شابه التوتر بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي. ولم يرد البيت الأبيض بعد على هذه التقارير التي أوردتها وكالة «رويترز».

ورد الكرملين الجمعة، تعليقاً على تقرير الصحيفة البريطانية حول إلغاء قمة بودابست، أنه يجب اتباع التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الروسية ونظيرتها الأميركية فقط، وليس التقارير الإعلامية. وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة ألغت اجتماع بودابست بعد إصرار موسكو على مطالب متعنتة بشأن أوكرانيا، مضيفة أن موسكو تمسكت بمطالب من بينها أن تتنازل أوكرانيا عن مزيد من الأراضي بوصف ذلك شرطاً لوقف إطلاق النار.

وأيد ترمب مطلب أوكرانيا بوقف فوري لإطلاق النار على أساس الحدود الحالية. وبعد أيام من اتفاق ترمب وبوتين على الاجتماع في العاصمة المجرية لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، أرسلت وزارة الخارجية الروسية مذكرة إلى واشنطن تؤكد فيها على المطالب نفسها لمعالجة ما يسميه بوتين «الأسباب الجذرية» لغزوه لأوكرانيا، والتي تشمل تنازلات حدودية وخفضاً كبيراً للقوات المسلحة الأوكرانية وضمانات بعدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي، وفقاً للصحيفة.

اختبار نووي في صحراء نيفادا تعود لعام 1957 (أ.ب)

وأضاف تقرير «فاينانشال تايمز» أن الولايات المتحدة ألغت القمة بعد ذلك عقب اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ماركو روبيو، إذ قال روبيو عقب الاتصال لترمب إن موسكو لا تبدي أي استعداد للتفاوض. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر، إنه في حين أن أوكرانيا مستعدة لمحادثات السلام، فإنها لن تسحب قواتها من أراضٍ إضافية أولاً مثلما طالبت موسكو.

وبخصوص «التسلح النووي»، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، إن روسيا هاجمت بلاده في الشهور القليلة الماضية، بصاروخ «كروز»، الذي دفع تطويره سراً الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى الانسحاب من معاهدة مع موسكو للحد من الأسلحة النووية خلال ولايته الرئاسية الأولى.

أسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية طائرة روسية مسيرة فوق كييف خلال غارات جوية مكثفة بالطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا (أ.ف.ب)

وتعدّ تصريحات الوزير أول تأكيد لأن روسيا استخدمت الصاروخ «9 - إم - 729» الذي يطلق من الأرض في القتال بأوكرانيا، أو في أي مكان آخر. وقال مسؤول أوكراني كبير آخر لـ«رويترز»، إن روسيا أطلقت الصاروخ على أوكرانيا 23 مرة منذ أغسطس (آب). وذكر أن أوكرانيا سجلت أيضاً إطلاق روسيا الصاروخ «9 - إم - 729» مرتين في عام 2022. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب مكتوب للتعليق.

وتسبب الصاروخ «9 - إم - 729» في انسحاب الولايات المتحدة عام 2019 من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى. وقالت واشنطن إن الصاروخ ينتهك المعاهدة ويمكنه التحليق لمسافة تتجاوز الحد المسموح به وهو 500 كيلومتر، لكن روسيا نفت ذلك.

ووفقاً لموقع «ميسايل ثريت» الإلكتروني التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يصل مدى الصاروخ، الذي يمكن أن يحمل رأساً نووياً أو تقليدياً، إلى 2500 كيلومتر. وقال مصدر عسكري إن الصاروخ «9 - إم - 729» الذي أطلقته روسيا في 5 أكتوبر (تشرين الأول) حلق لمسافة 1200 كيلومتر حتى ارتطم في أوكرانيا.

وذكر سيبيها في تصريحات مكتوبة، أن «استخدام روسيا للصاروخ (9 - إم - 729) المحظور بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى ضد أوكرانيا في الشهور الماضية، يدل على أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لا يحترم الولايات المتحدة وجهود الرئيس ترمب الدبلوماسية لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا». وقال لـ«رويترز» إن أوكرانيا تؤيد مقترحات ترمب للسلام، وإنه تتعين ممارسة أقصى درجات الضغط على روسيا لدفعها إلى السلام. وأضاف أن تعزيز قوة أوكرانيا النارية بعيدة المدى سيساعد في إقناع روسيا بإنهاء الحرب.

وطلبت أوكرانيا من الولايات المتحدة تزويدها بصواريخ «توماهوك» بعيدة المدى التي لم تكن محظورة بموجب المعاهدة، لأنها كانت تطلق من البحر فقط في ذلك الوقت. وتقول روسيا إن هذا سيكون تصعيداً خطيراً.

وقال محللون عسكريون من الغرب إن استخدام روسيا للصاروخ «9 - إم - 729» يوسع ترسانتها من الأسلحة بعيدة المدى لضرب أوكرانيا، ويتماشى مع نمط إرسالها إشارات تهديد لأوروبا في الوقت الذي يسعى فيه ترمب إلى تسوية سلمية.

واختبرت روسيا صاروخ «كروز بوريفيستنيك» الذي يعمل بالطاقة النووية الأسبوع الماضي. وقالت الأربعاء إنها اختبرت الطوربيد بوسيدون الذي يعمل أيضاً بالطاقة النووية. ولم يعلق البيت الأبيض على هذه التقارير حول استخدام هذه الصواريخ في الحرب الدائرة بأوكرانيا. وأمر ترمب الجيش الأميركي الخميس، باستئناف اختبار الأسلحة النووية، مشيراً إلى «برامج دول أخرى للتجارب».


مقالات ذات صلة

الجيش الأوكراني ينسحب من مدينة سيفرسك في شرق البلاد

أوروبا صورة للواء الآلي الرابع والعشرين التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في 22 ديسمبر 2025 تُظهر الدمار الذي لحق بمدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك أوكرانيا (إ.ب.أ)

الجيش الأوكراني ينسحب من مدينة سيفرسك في شرق البلاد

أعلن الجيش الأوكراني انسحابه من بلدة سيفرسك، شرق البلاد، بعدما كانت القوات الروسية أعلنت في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي السيطرة عليها.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

زيلينسكي: المفاوضات الجارية يمكن أن تغير الوضع جذرياً

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن المفاوضات الجارية حالياً بشأن الحرب الروسية - الأوكرانية يمكن أن تُحدِث تغييراً جذرياً في الوضع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجل إنقاذ يعمل على إخماد نيران اندلعت جراء القصف الروسي الثلاثاء (أ.ب)

ضربات روسية واسعة النطاق على أوكرانيا

تشنّ روسيا ضربات على أوكرانيا كل ليلة تقريباً، مستهدفةً بشكل خاص البنى التحتية للطاقة، خصوصاً خلال فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
خاص ترمب في ميامي في 10 ديسمبر 2025 (د.ب.أ)

خاص ترمب بين إنهاء «حروب أبدية» وتسخين جبهات باردة

لا للحروب الأبدية، هكذا بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب عهده الثاني، متعهداً بإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا في 24 ساعة، ووضع أميركا أولاً.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا حريق خلفه هجوم روسي سابق على كييف (رويترز)

انقطاع الكهرباء عن كييف ومحيطها بعد هجوم روسي

قال الجيش الأوكراني إن روسيا شنت هجوماً جوياً في وقت مبكر من صباح اليوم (الثلاثاء) على كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الجيش الأوكراني ينسحب من مدينة سيفرسك في شرق البلاد

صورة للواء الآلي الرابع والعشرين التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في 22 ديسمبر 2025 تُظهر الدمار الذي لحق بمدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك أوكرانيا (إ.ب.أ)
صورة للواء الآلي الرابع والعشرين التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في 22 ديسمبر 2025 تُظهر الدمار الذي لحق بمدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأوكراني ينسحب من مدينة سيفرسك في شرق البلاد

صورة للواء الآلي الرابع والعشرين التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في 22 ديسمبر 2025 تُظهر الدمار الذي لحق بمدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك أوكرانيا (إ.ب.أ)
صورة للواء الآلي الرابع والعشرين التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في 22 ديسمبر 2025 تُظهر الدمار الذي لحق بمدينة كوستيانتينيفكا في منطقة دونيتسك أوكرانيا (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الأوكراني، مساء اليوم الثلاثاء، انسحابه من بلدة سيفرسك، شرق البلاد، بعدما كانت القوات الروسية أعلنت في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي السيطرة عليها. وجاء في منشور لهيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني عبر تطبيق «تلغرام»: «حفاظاً على أرواح جنودنا والقدرات القتالية لوحداتنا، انسحب المدافعون الأوكرانيون من البلدة».

وجاء في البيان: «تمكن الغزاة ⁠من التقدم بسبب التفوق العددي الكبير والضغط المستمر من مجموعات هجومية صغيرة في ظروف جوية صعبة».

يأتي ‌ذلك ‌في ⁠الوقت ​الذي ‌تكثف فيه القوات الروسية عملياتها القتالية على خط الجبهة مترامي الأطراف.


زيلينسكي: المفاوضات الجارية يمكن أن تغير الوضع جذرياً

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي: المفاوضات الجارية يمكن أن تغير الوضع جذرياً

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن المفاوضات الجارية حالياً بشأن الحرب الروسية - الأوكرانية يمكن أن تُحدِث تغييراً جذرياً في الوضع، مؤكداً ضرورة ضمان ممارسة الضغط المناسب على روسيا من أجل السلام.

وعبَّر عن امتنانه للدعم الذي تقدمه أوروبا لأوكرانيا في اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قائلاً إن قرار المجلس الأوروبي الأسبوع الماضي تقديم مساعدات مالية لأوكرانية بقيمة 90 مليار يورو «أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا».

وأضاف الرئيس الأوكراني في منشور على «إكس»: «ناقشنا أهمية دعم صمود أوكرانيا وتعزيز موقفنا على طاولة المفاوضات، وسنبذل كل ما يلزم لتحقيق ذلك».


«اللوفر» يحصّن نافذة استُخدمت في سرقة مجوهرات

خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)
خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)
TT

«اللوفر» يحصّن نافذة استُخدمت في سرقة مجوهرات

خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)
خلال العمل على تحصين النافذة التي استُخدمت لسرقة مجوهرات من متحف اللوفر (أ.ب)

عزّز متحف اللوفر في باريس إجراءات الأمن عبر تركيب شبكة حماية على نافذة زجاجية استُخدمت في عملية سرقة مجوهرات في 19 أكتوبر (تشرين الأول) حين نجح أربعة لصوص في الاقتراب من المبنى باستخدام رافعة ووصل اثنان منهم إلى هذه النافذة المؤدية إلى معرض «أبولون» المطل على ضفاف نهر السين.

سرق اللصوص ثماني قطع مجوهرات من تاج فرنسي، ولا تزال المسروقات التي تُقدر قيمتها بـ88 مليون يورو، مفقودة.

منذ حادثة السطو، باتت إجراءات الأمن في المتحف الأكثر زيارة في العالم، محط انتقادات حادة، إذ كشفت السرقة سلسلة من الثغرات الأمنية.

وقال نائب المدير العام للمتحف فرنسيس شتاينبوك، لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم (الثلاثاء)، إنّ شبكة الحماية هي أحد التدابير الطارئة التي اتُّخذت بعد السرقة، مضيفاً أن «المناقشات» جارية بشأن «تشديد حماية النوافذ الأخرى».

كانت رئيسة متحف اللوفر، لورانس دي كار، قد أكدت لأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي الأسبوع الفائت، أنّ شبكة حماية جديدة سيتم تركيبها «قبل عيد الميلاد». وأوضحت أن الشبكة السابقة قد أزيلت ما بين عامي 2003 و2004 خلال أعمال ترميم واسعة.