بسبب الاحتجاجات... كبار المسؤولين الأميركيين يتركون منازلهم وينتقلون للإقامة في قواعد عسكرية

ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
TT

بسبب الاحتجاجات... كبار المسؤولين الأميركيين يتركون منازلهم وينتقلون للإقامة في قواعد عسكرية

ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)
ترمب يتحدث خلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض اليوم (أ.ب)

ترك عدد من كبار المسؤولين بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منازلهم وانتقلوا للإقامة في قواعد عسكرية طلباً للحماية بسبب تزايد الاحتجاجات، بحسب ما ذكرت مجلة «ذا أتلانتيك».

وقالت المجلة إنها رصدت 6 مسؤولين نقلوا إقامتهم لمساكن عسكرية بمنطقة واشنطن، وهذا يعتبر مؤشراً ينذر بمزيد من الاستقطاب الذي تعيشه الولايات المتحدة، والذي ساهمت إدارة ترمب نفسها في تفاقمه؛ إذ إن بعض كبار المسؤولين شعروا بالحاجة إلى عزل أنفسهم عن المواطنين والاعتماد على الجيش لتعزيز أمنهم الشخصي، لكنها لفتت إلى أن هذا الإجراء يُثقل كاهل كبار ضباط الجيش بتوفير مساكن لهؤلاء.

عناصر من «الحرس الوطني» خارج شبكة متاجر بممفيس في تينيسي (أ.ب)

واستعرضت المجلة ما تعرضت له مستشارة البيت الأبيض السابقة، كاتي ميلر، وهي أم لثلاثة أطفال صغار وزوجة ستيفن، الذراع اليمنى لترمب، الشهر الماضي، والتي قالت لقناة «فوكس نيوز» إن امرأة لا تعرفها قالت لها عند باب منزلها: «أنا أراقبك»، وكان هذا في اليوم التالي لاغتيال الناشط المؤيد لترمب، تشارلي كيرك، واعتبرت ميلر أن الموقف «احتجاج تجاوز الحدود».

ولأسابيع قبل وفاة كيرك، كان النشطاء يحتجون على وجود عائلة ميلر، ووضع أحدهم ملصقاتٍ للمطلوبين في حيّهم تحمل عنوان منزلهم، ووصف ستيفن بأنه نازي ارتكب «جرائم ضد الإنسانية».

وحذرت جماعة تُدعى «جيران أرلينغتون متحدون من أجل الإنسانية» في منشورٍ على «إنستغرام»: «لن يتم التسامح مع جهودكم لتفكيك ديمقراطيتنا وتدمير أماننا الاجتماعي هنا».

ولاحقاً تركت ميلر وأسرتها المنزل وانتقلوا للإقامة في قاعدة عسكرية، وكذلك فعلت كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي، بالانتقال من شقتها في واشنطن إلى منزل مخصص لقائد خفر السواحل في قاعدة عسكرية حيث يقيم بجوارها كل من وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث.

ولفتت المجلة إلى أنه نظراً لطلب العديد من كبار المسؤولين تغيير مساكنهم، يواجه بعضهم الآن مشكلة مألوفة في واشنطن، وهي نقص المعروض.

وذكرت أن فريق تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، عندما استفسر عن انتقالها من منزلها، لم ينجح الأمر.

وقالت المجلة إن هناك أمثلة متفرقة من الإدارات السابقة لأعضاء في مجلس الوزراء يقيمون في قواعد عسكرية حيث كان روبرت غيتس وزير الدفاع في عهد الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، وجيم ماتيس أول وزير دفاع في عهد ترمب، ومايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية ووزير الخارجية خلال ولاية ترمب الأولى، ولكن لا يوجد سجل يُظهر أن هذا العدد الكبير من السياسيين يعيشون في منشآت عسكرية.

ويشير هذا التحول إلى طمس الحدود التقليدية بين المدنيين والعسكريين؛ إذ جعل ترمب الجيش عنصراً أكثر وضوحاً في السياسة الداخلية، بنشر قوات «الحرس الوطني» في واشنطن ولوس أنجليس ومدن أخرى، وأصدر مرسوماً يقضي باستخدام هذه المدن «ميادين تدريب» في المعركة ضد «العدو الداخلي».

وقالت أدريا لورانس، الأستاذة المساعدة للدراسات الدولية والعلوم السياسية بجامعة جون هوبكنز، إن إقامة المستشارين السياسيين في القواعد العسكرية تعتبر مشكلة «في ديمقراطية قوية. ما نريده هو أن يكون الجيش للدفاع عن البلاد ككل وليس عن حزب واحد فقط».

عسكريون يرتدون شارة «الحرس الوطني» داخل تكساس بمركز احتياطي للجيش في إلوود بولاية إلينوي (أ.ب)

وذكرت المجلة أن بعض هذه المنازل، المُصممة للجنرالات، تفتقر إلى غرف نوم كافية للعائلات التي لديها أطفال صغار، وتتطلب إصلاحات كبيرة.

وفي معظم الحالات يدفع المسؤولون المدنيون إيجاراً «عادلاً» لمنازلهم في القاعدة العسكرية.

وقال روبرت بيب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، إن خطر العنف السياسي حقيقي ويهدد شخصيات من كلا الحزبين الرئيسيين، وأشار إلى أن ترمب ألغى تأمينات أمنية لعدد من منتقديه وخصومه، بمن فيهم نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس، وجون بولتون مستشار الأمن القومي السابق في فترة ترمب الأولى، والذي كان «هدفاً لمؤامرة اغتيال إيرانية».

وأضاف بيب: «الحل الأمثل هو أن يتوقف ترمب عن إلغاء تأمينات أمنية للمسؤولين السابقين، فالمشكلة أن كلا الجانبين يتعرضان لتهديد متزايد؛ لذا يجب أخذ هذا التهديد على محمل الجد».


مقالات ذات صلة

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

أعلن دونالد ترمب الاثنين إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه، وهي خطوة غير معتادة بالنسبة إلى رئيس في منصبه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب) play-circle

وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو «الرحيل»

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم إن على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «الرحيل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (رويترز)

البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في مواقع إطلاق

ذكرت مسودة تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سلطت الضوء على طموحات الصين العسكرية الكبيرة أن بكين حمّلت على الأرجح ما يربو على 100 صاروخ باليستي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي إنزال الأمن السوري حمولة صواريخ «غراد» بمحافظة حمص في سيارة معدة للتهريب باتجاه الحدود اللبنانية (أرشيفية - الداخلية السورية)

واشنطن تتدخل لتهدئة الاشتباكات بين «قسد» والأمن السوري

تقارير: إيران ليس لديها أي تردد في إبرام ترتيبات تكتيكية مع الجماعات المتطرفة مثلما حدث مع تنظيم «القاعدة» و«طالبان»، وقد تتبنى هذا التكتيك في سوريا مع «داعش».

هبة القدسي (واشنطن)
أفريقيا وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس (رويترز)

نيجيريا تعلن حل الخلاف الدبلوماسي مع واشنطن

أعلنت الحكومة النيجيرية أن الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الذي هدد فيه دونالد ترمب بالتدخل العسكري قد تم حلّه إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)
TT

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)

أعلن دونالد ترمب الاثنين إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه، وهي خطوة غير معتادة بالنسبة إلى رئيس في منصبه، كما كشف أن بلاده تُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات
وأكد الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا أن تلك السفينة ستكون «أكبر سفينة حربية في تاريخ بلادنا، وأكبر سفينة حربية تم بناؤها في تاريخ العالم على الإطلاق».

وأضاف ترمب أن ‌البحرية الأميركية ‌تعتزم البدء ‌في ⁠بناء ​طراز ‌جديد من السفن الحربية التي وصفها بأنها ستكون أكبر ⁠وأسرع وأقوى ‌100 ‍مرة ‍من أي ‍بارجة حربية سابقة شيدتها الولايات المتحدة. وأضاف ترمب ​أن المشروع سيبدأ ببناء سفينتين ⁠حربيتين من هذا النوع، قبل أن يتوسع لاحقا ليشمل 20 إلى 25 سفينة جديدة.


وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو «الرحيل»

وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)
وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو «الرحيل»

وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)
وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، يوم الاثنين، إن على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «الرحيل»، في واحد من أوضح المؤشرات حتى الآن على أن واشنطن تسعى إلى تغيير القيادة في كراكاس.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن، في وقت سابق هذا الشهر، فرض حصار على سفن نفط خاضعة للعقوبات تبحر من فنزويلا وإليها، وقد صادرت القوات الأميركية سفينتين وطاردت ثالثة حتى الآن.

وفي إشارة إلى تلك الخطوات، قالت نويم، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، إن «الأمر لا يقتصر على اعتراض هذه السفن، بل إننا نبعث أيضاً برسالة إلى العالم مفادها أن النشاط غير القانوني الذي يشارك فيه مادورو لا يمكن أن يستمر، وعليه الرحيل»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكثّفت واشنطن هذا العام ضغوطها على مادورو بوسائل أخرى، متهمةً إياه بقيادة ما يُعرف بـ«كارتل الشمس»، الذي صنفته «منظمة إرهابية لتهريب المخدرات»، كما عرضت مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى توقيفه.

كما حشدت الولايات المتحدة أسطولاً ضخماً من السفن الحربية في البحر الكاريبي، بينها أكبر حاملة طائرات في العالم، ونفذت في الأسابيع الأخيرة طلعات متكررة لطائرات عسكرية بمحاذاة السواحل الفنزويلية.

ونفذت القوات الأميركية أيضاً سلسلة ضربات استهدفت قوارب تشتبه واشنطن بضلوعها في تهريب المخدرات في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، أسفرت عن تدمير نحو 30 سفينة ومقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحمل سيفاً كان ملكاً لإيزيكيل زامورا وهو جندي فنزويلي وقائد الفيدراليين في الحرب الفيدرالية فيما يخاطب أنصاره خلال مسيرة لإحياء ذكرى معركة سانتا إينيس في اليوم نفسه الذي مُنحت فيه زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو جائزة «نوبل للسلام» لعام 2025 في النرويج... وذلك في كاراكاس بفنزويلا يوم 10 ديسمبر 2025 (رويترز)

غير أن الحكومة الأميركية لم تقدم أدلة قاطعة تُظهر أن السفن المستهدفة كانت تنقل مخدرات، فيما اعتبر خبراء في القانون الدولي أن هذه الضربات على الأرجح «غير قانونية».

وتصر إدارة ترمب على أن هدف هذه الضربات هو كبح التهريب، لكن كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز قالت لمجلة «فانيتي فير»، إن الضربات تهدف إلى ممارسة الضغط على فنزويلا، موضحة أن الرئيس الأميركي «يريد الاستمرار في تفجير القوارب إلى أن يرضخ مادورو».

اقرأ أيضاً


بنما: ناقلة مرتبطة بفنزويلا اعترضتها أميركا لم تتبع القواعد البحرية

مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
TT

بنما: ناقلة مرتبطة بفنزويلا اعترضتها أميركا لم تتبع القواعد البحرية

مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)

قال وزير خارجية ​بنما، خافيير مارتينيز آشا، اليوم الاثنين، إن ناقلة النفط التي اعترضتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة ‌لم تحترم القواعد ‌البحرية للدولة ‌الواقعة ⁠في ​أميركا ‌الوسطى.

ووفقاً لـ«رويترز»، أضاف في مقابلة تلفزيونية أنها فصلت جهاز الإرسال والاستقبال في أثناء إبحارها خارج المياه الفنزويلية ⁠وهي تحمل شحنة من ‌النفط الخام. وأشار إلى ‍أن ‍بنما ستتخذ الإجراءات ‍اللازمة وفقاً لذلك. ولم يخض في مزيد من التفاصيل.

ويمكن لأي دولة تقدم ​علمها لسفينة أضيفت رسمياً إلى سجلها أن تلغي تسجيل ⁠السفينة إذا قرر التحقيق أنها لم تتبع القواعد البحرية.

وكانت ناقلة النفط العملاقة «سنتشريرز»، التي استهدفها خفر السواحل الأميركي يوم السبت بعد مغادرتها فنزويلا، ‌ترفع علم بنما.