كواليس تجديد ميسي في ميامي: صفقة لم تكن يوماً محلّ شك

ليونيل ميسي لحظة تسجيله الهدف الأول لإنتر ميامي في ناشفيل (رويترز)
ليونيل ميسي لحظة تسجيله الهدف الأول لإنتر ميامي في ناشفيل (رويترز)
TT

كواليس تجديد ميسي في ميامي: صفقة لم تكن يوماً محلّ شك

ليونيل ميسي لحظة تسجيله الهدف الأول لإنتر ميامي في ناشفيل (رويترز)
ليونيل ميسي لحظة تسجيله الهدف الأول لإنتر ميامي في ناشفيل (رويترز)

كانت أول إشارة إلى أن الانتظار أوشك أن ينتهي - لشيء بدا طويلاً مجرّد إجراء شكلي - هي بقاء ليونيل ميسي في إنتر ميامي.

جاءت تلك الإشارة بعد ظهر الثلاثاء على شكل «تنبيه بسيط» لعمّال الإنشاء في «ميامي فريدوم بارك»، الملعب الذي تبلغ تكلفته مليار دولار والآخذ في الارتفاع بجوار مطار ميامي الدولي.

قيل للعمّال إن هناك «توقّفاً» في الموقع يوم الأربعاء. «حاولوا إبقاء الأمور طبيعية قدر الإمكان». وكان مفاجئاً لهم أن يصل «الانقطاع» على هيئة اثنين من أشهر لاعبي كرة القدم في التاريخ: ميسي وديفيد بيكام، اللذين حضرا لتصوير فيديو الإعلان عن العقد الجديد.

التزم العمّال بالمسافة في البداية كما طُلب منهم. لكن مع نهاية التصوير، كان ميسي يوقّع على خوذ السلامة في المبنى الذي سيُدشّنه قريباً.

وُقّعت الوثائق النهائية وأُرسلت إلى الدوري الأميركي «إم إل إس»، الليلة السابقة، قرابة التاسعة مساءً، لتصبح رسميةً أخبارٌ تداوَلها الجميع منذ أشهر وكانت متوقعة منذ زمن: الأسطورة الأرجنتينية ترسّخ بقاءها في إنتر ميامي - ولأطول مما توقعه كثيرون.

إذا سار كل شيء وفق الخطة، فسيُبقيه التمديد ثلاث سنوات في القميص الوردي الشهير حتى بضعة أشهر قبل عيد ميلاده الثاني والأربعين.

قال ميسي في بيان للنادي: «أنا سعيد جداً بالبقاء هنا ومواصلة هذا المشروع الذي - إلى جانب كونه حلماً - أصبح حقيقة جميلة... اللعب في هذا الملعب، في ميامي فريدوم بارك. منذ وصولي إلى ميامي وأنا سعيد جداً؛ لذا يسعدني حقاً الاستمرار هنا».

ولم يكن اختيار موقع تصوير الفيديو في الملعب الجديد صدفة. فمستقبل ميامي وحتى الاتفاق المالي بين النادي وميسي مرتبطان مباشرة بوجود القميص رقم 10 على العشب مع انطلاق الموسم المقبل هناك.

بوجود ميسي على أرضية الملعب، يصبح بيع المقاعد - لا سيما الأجنحة الفاخرة - أسهل بكثير. وتتغيّر الأسعار جذرياً أيضاً للتفعيلات التجارية داخل المنشأة، فضلاً عن حقوق تسمية الملعب. «ثقل» ميسي التجاري لا يُضاهى. لكن كما يستفيد إنتر ميامي، يستفيد ميسي بدوره.

فهذا التمديد عزّز الحصة الأقلّية (المرجّحة) التي سيملكها الأرجنتيني في النادي. قبل توقيعه لإنتر ميامي، قدّرت «سبورتكو» قيمة النادي بـ585 مليون دولار.

وفي العام الماضي، قدّرته «فوربس» بـ1.2 مليار دولار. افتتاح الملعب الجديد - وبوجود ميسي على أرضه - لن يفعل سوى دفع التقييم إلى أعلى، ومعه قيمة حصة ميسي.

كما ثبّتت الصفقة أمراً بات أوضح عاماً بعد عام: إقامة ميسي في الولايات المتحدة، التي دشّنها بضربة حرّة قاتلة في يوليو (تموز) 2023، لن تكون إقامة قصيرة.

قد تتحدد فترة «ميسي في ميامي» داخل الملعب بخمسة مواسم ونصف الموسم على أقصى تقدير. لكن الأرجح أنه لن يرحل بعدها أيضاً. شأنه شأن بيكام، سيظل اسم ميسي مرتبطاً بـ«إم إل إس» وكرة القدم الأميركية لسنوات بعد أن يعتزل اللعب.

قال المالك خورخي ماس في فيديو أصدره النادي: «ما ينتظرنا ليس مجرد النظر إلى الخلف لما حققناه مع ليونيل ضمن قائمتنا. الأهم هو ما سيأتي، والفصول الجميلة التي سنعيشها معاً هنا».

لم تحطّ حول العقد الجديد ضجة كبيرة؛ لأن هيكله كان منتهياً منذ مدة. منذ الربيع، كان الطرفان واثقين من إنجاز الاتفاق.

انشغل المحامون في الأشهر الماضية بصقل التفاصيل الدقيقة. وبينما تواترت تقارير عن احتمال انتقالٍ إلى الدوري السعودي أو عودة إلى الأرجنتين، كان المقربون من ميسي وميامي يقللون منها.

حتى إيقاف ميسي من «إم إل إس» لغيابه عن مباراة كل النجوم أثار تكهّنات حول تأثيره على المفاوضات، لكنه لم يؤثر؛ فقد كانت بنود الاتفاق شبه مكتملة حينها.

لم يَبدُ قطّ أن النهاية ستكون غير هذه: توقيع ميسي على عقدٍ قال ماس إنه قد يكون الأخير في مسيرة بطل العالم.

أُنجز الاتفاق قبل أسابيع؛ وبقيت خطوات نهائية مع «إم إل إس» والشركاء واتحاد لاعبي الدوري.

صادق «إم إل إس» على العقد مطلع الأسبوع، لتأتي الإعلانات قبيل ضربة بداية الأدوار الإقصائية، في توقيتٍ فاجأ بعض من في أروقة الدوري.

ظنّ كثيرون أن توقيع ميسي للعب بعد الأربعين يعني أنه سيظهر صيف العام المقبل مع الأرجنتين في كأس العالم.

لكن شبكة «The Athletic» تفهم أن ميسي لم يحسم قراره بشأن المونديال بعد.

وكما كرّر مراراً، سيتخذ قراره أقرب إلى البطولة، تبعاً لصحة جسده ولياقته ورغبته خلال النصف الأول من الموسم.

على أن التجديد سمح لميسي بالتفكير في إرثه داخل الولايات المتحدة. حين وصل أول مرة إلى ميامي، أصرّ على أنه لا يفكر إلا في الاستمتاع بحياته داخل الملعب وخارجه.

قال في أغسطس (آب) 2023 في المؤتمر الصحافي الوحيد له منذ وصوله: «اتخذت القرار بناءً على أسباب كثيرة. فكّرنا كثيراً، وكانت زوجتي وأطفالي جزءاً منه، وعائلتي عموماً. بصراحة لا أفكر (في تنمية اللعبة على ذلك النحو). جئت لألعب وأواصل الاستمتاع بكرة القدم، وهي ما أحببته طوال حياتي».

وقد جرى كل شيء وفق هذا التصوّر. ميسي وعائلته يحبون الحياة في الولايات المتحدة. لكن مشاركة ميامي في كأس العالم للأندية هذا الصيف أعادت تشكيل نظرته للإرث في «إم إل إس»، وفق مصادر مطّلعة على أحاديثه داخل النادي. أدرك ميسي أن ميامي لا تستطيع مجاراة نخبة أوروبا في البطولة.

ومع ذلك، «نقر» شيء داخله خلال النسخة الافتتاحية التي استضافتها الولايات المتحدة.

ومن هنا أسّس «كأس ميسي»، وهي بطولة للشباب سيشارك فيها فريق إنتر تحت 16 عاماً أمام أتلتيكو مدريد وبرشلونة وتشيلسي وإنتر ميلان ومانشستر سيتي ونيويلز أولد بويز وريفر بليت، في ديسمبر (كانون الأول) على ملعب «تشيس ستاديوم» في فورت لودرديل. وتدور محادثات لدعوة مزيد من أكاديميات «إم إل إس» في نسخ لاحقة.

ببساطة، يريد ميسي أن يرى فرق «إم إل إس» تُنافس أكثر ضد نخبة الخصوم عالمياً.

صحيح أن أكاديميات «إم إل إس» اعتادت مواجهة فرق عالمية في بطولات مثل «دالاس كاب» و«جنيريشن أديداس كاب»، لكن دخول ميسي بنفسه ووضع اسمه على بطولة للفئات السنية يوضح أنه يريد دوراً في دفع الدوري - واللعبة في أميركا - إلى الأمام.

يبقى السؤال: هل سيتبنّى يوماً دور «صانع قرار» في توجهات منتج الفريق الأول بالدوري، كما فعل بيكام مع لوس أنجليس غالاكسي؟ إن إحجام ميسي عن الظهور الإعلامي - حيث يمكن لصوته أن يؤثر على القرارات في مستويات مجلس الإدارة - حدّ حتى الآن من مدى نفوذه في أميركا الشمالية.

ومع ذلك، حتى دون «تبنٍّ علني»، كان تأثيره التجاري وفي الملعب كافياً لتسريع الحديث عن التغيير. هيمنة ميسي في ميامي غير مسبوقة، لكنه لا يزال يفتقد إنجازاً مهماً.

فبعد نهاية موسم إنتر ميامي الماضية بطريقة صادمة على أرضه بالخسارة أمام أتلانتا يونايتد - الذي تخلّف عنه بـ34 نقطة في جدول الموسم الاعتيادي - لم يلبث خورخي ماس أن طمأن الجماهير بأن موسم 2025 لن يكون الأخير لميسي في «إم إل إس».

قال ماس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024: «كما قلت سابقاً وأكرر الآن: أتوقع تماماً أن يكون ليونيل ميسي رقم 10 عند افتتاح ملعبنا الجديد في 2026، ومع انطلاق موسم 2026 بعد موسم 2025 المتخم بالألقاب».

تحدّث ميسي وماس بعد الموسم، وبعد استقالة تاتا مارتينو المفاجِئة التي فرضت على النادي البحث عن مدرب. لم يُخفِ المالك الأغلبي أنه استشار ميسي بشأن هوية المدرب الجديد.

قال ماس: «منحني ليو ما طلبته: رأياً ومشورة. هذا هو انخراط ليو وتفاعله معي، وهو - بصراحة - يحدث طوال الوقت».

وبعد أيام من رحيل مارتينو، عُيّن خافيير ماسكيرانو - زميل ميسي السابق في الأرجنتين وبرشلونة - مديراً فنياً. كان ذلك لحظةً تُلخّص دور ميسي في جنوب فلوريدا. فهو بالطبع أكثر من مجرد لاعب.

بكل المقاييس تقريباً، كان ميسي قصة نجاح في «إم إل إس». أحدث أثراً تجارياً غير مسبوق، وحوّل إنتر ميامي إلى علامة عالمية؛ صار القميص الوردي للنادي حاضراً حول العالم كبعض قمصان عمالقة اللعبة. باع ميسي الملاعب عبر القارة، وقفزت إيرادات النادي وتقييمه.

وعلى العشب، قدّم واحداً من أكثر المواسم هيمنة في تاريخ «إم إل إس»: 29 هدفاً و19 تمريرة حاسمة، وحصد «الحذاء الذهبي 2025» كهداف الدوري، ومن المتوقّع أن يظفر بجائزة «الأكثر قيمة» للمرة الثانية توالياً - وهو إنجاز غير مسبوق. لديه 53 هدفاً و37 تمريرة حاسمة في 57 مباراة بالدوري؛ أي 1.58 مساهمة تهديفية في المباراة الواحدة. رقم مذهل... وإن بدا متناسقاً مع سجله «الخارق» المعروف.

وكما أعلن ماس العام الماضي، سيعود ميسي فعلاً لافتتاح الملعب. لكن حصاد الألقاب هذا الموسم ما زال بلا غلة حتى الآن: خرج ميامي من نصف نهائي دوري أبطال الكونكاكاف على أرضه أمام فانكوفر وايتكابس؛ وتألق في كأس العالم للأندية - كونه فريق «إم إل إس» الوحيد الذي عبر دور المجموعات (بفضل ضربة حرّة لميسي أمام بورتو) - قبل أن يتعرّض لدرس قاسٍ في دور الـ16 على يد بطل أوروبا باريس سان جيرمان. ثم خسر نهائي «ليغز كاب» أمام سياتل، وأنهى الدوري نقطةً خلف درع المشجعين.

لم يتبقَّ هذا الموسم سوى «كأس إم إل إس». وفي أول مباراة بعد توقيع التمديد، سجّل ميسي ثنائية يوم الجمعة ليقود ميامي إلى الفوز والتقدّم في سلسلة الدور الأول أمام ناشفيل. ويبدو أنه عازم على وضع يده على الكأس الكبرى التي أفلتت منه في سنتين ونيف.

هذه فعلياً نهاية «الفصل الأول» من حكاية ميسي في «إم إل إس». العام المقبل لن يكون بجواره سيرجيو بوسكيتس أو جوردي ألبا - إذ أعلنا اعتزالهما - وهو أمر كان متوقّعاً داخل النادي ولم يغيّر نية ميسي في التجديد.

مستقبل لويس سواريز لا يزال معلّقاً. صديقه المقرّب رودريغو دي بول حاضر، وهناك فرصة لإضافة نجم آخر على الأقل. وطريقة بناء ميامي حول ميسي لهذا الفصل الثاني (والمرجَّح أن يكون الأخير داخل الملعب) ستكون اختباراً لِما تعلّمه النادي من المواسم الماضية.

وبينما يواصل ميسي إعادة كتابة سجلات «إم إل إس» ويعيد ميامي تشكيل نفسه، من المهم ألّا نغفل الصورة الأكبر: إنه شريك في مشروع ميامي - مالكٌ حرفيّاً للنادي، ما إن تنتهي أيام لعبه. استثماره طويل الأمد.

سيُعرَّف إرث ميسي في أميركا الشمالية إذن، ليس بعدد ما يرفعه من كؤوس فحسب، بل بامتداد تأثيره في كرة القدم الأميركية إلى ما بعد اعتزاله.

وفي الأسبوع الماضي، خلال تصوير فيديو «ميامي فريدوم بارك»، كان ميسي قد اصطحب زوجته أنتونِلا وأطفاله الثلاثة. وبيكام أحضر والديه. كان الأمر عائلياً بحق.

سار المالكون الأربعة - خورخي وخوسيه ماس وبيكام وميسي - في أرجاء الملعب يشيرون إلى ما سيكون هنا وهناك حين يكتمل البناء.

إنه مشروع خاضوه معاً، يرسّخ أن ميامي وميسي سيظلان متشابكين دائماً.


مقالات ذات صلة

حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

رياضة عالمية حسام حسن (رويترز)

حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

أكّد حسام حسن، المدير الفني للمنتخب المصري، أن هدف فريقه هو التتويج بلقب بطولة كأس أمم أفريقيا التي ستنطلق مساء الأحد، بالمغرب، وتستمر حتى 18 يناير.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية لاعبو ليفركوزن يحتفلون مع جماهيرهم بعد الانتصار (أ.ف.ب)

الدوري الألماني: ليفركوزن يقلبها على لايبزيغ بثلاثية

سجل باير ليفركوزن هدفين في غضون أربع دقائق ليقلب تأخره بهدف واحد ​ويفوز 3-1 على لايبزيغ، الذي تجرع أول خسارة على ملعبه هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ (ألمانيا))
رياضة عالمية نيك فولتيماده مهاجم نيوكاسل (إ.ب.أ)

فولتيماده يشعر بالحسرة بعد التعادل مع تشيلسي

بدا نيك فولتيماده مهاجم نيوكاسل محبطاً بعد التعادل 2-2 أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)
رياضة عالمية ريال سوسييداد اكتفى بالتعادل على أرض ليفانتي (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: سوسييداد يفرط في فوز «نادر» بمعقل ليفانتي

فرَّط ريال سوسييداد الذي يواصل معاناته امتداداً من الموسم الماضي، بفوز نادر في معقل ليفانتي الأخير واكتفى بالتعادل 1-1.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا (نادي بورتو)

تياغو سيلفا يعود إلى أوروبا من بوابة بورتو

عاد المدافع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا إلى أوروبا من بوابة بورتو البرتغالي الذي تعاقد معه رغم أعوامه الـ41، وفق ما أعلن السبت.

«الشرق الأوسط» (بورتو)

حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

حسام حسن (رويترز)
حسام حسن (رويترز)
TT

حسام حسن: صلاح أيقونة مصرية... وهدفنا التتويج بأمم أفريقيا

حسام حسن (رويترز)
حسام حسن (رويترز)

قال حسام حسن، مدرب منتخب مصر، الأحد، إنه تواصل على الفور مع محمد صلاح قائد المنتخب بعد المقابلة المثيرة للجدل التي انتقد فيها أرني سلوت مدربه في ليفربول، وإن صلاح سيكون واحداً من أفضل اللاعبين في كأس ​الأمم الأفريقية لكرة القدم، وذلك قبل مواجهة زيمبابوي، الاثنين، في مستهل مشوار الفريقين بالبطولة التي تستضيفها دولة المغرب.

وتلعب مصر -صاحبة الرقم القياسي في التتويج بكأس الأمم برصيد 7 ألقاب- في المجموعة الثانية التي تضم جنوب أفريقيا وأنجولا وزيمبابوي.

وفي تصريحاته التي أدلى بها بعد التعادل في الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليدز يونايتد في السادس من ديسمبر (كانون الأول)، هاجم قائد منتخب مصر (33 عاماً) النادي والمدرب سلوت، وقال للصحافيين إنه شعر كأنه أصبح «كبش فداء» لبداية الموسم السيئة، وألمح إلى أنه قد لا يستمر طويلاً في «أنفيلد»، ليُستبعد من تشكيلة الفريق أمام ‌إنتر ميلان في ‌دوري أبطال أوروبا، قبل أن يعود للمشاركة بديلاً ليقدم تمريرة ‌حاسمة ⁠في ​فوز ليفربول ‌2-0 على برايتون آند هوف ألبيون الأسبوع الماضي.

وقال حسن (59 عاماً)، خلال مؤتمر صحافي عن تصريحات صلاح: «تواصلت مع صلاح مباشرة بعدما حدث، لا أريد أن أقول أزمة، لأن أي لاعب معرض لاختلاف وجهات النظر مع مدربه، صلاح لديه طموح كبير جداً».

وأضاف: «صلاح قادر على استعادة أفضل مستوياته من خلال المنتخب، ودائماً ما يعود بعدها إلى ليفربول ليقدّم أداءً مميزاً. وسيكون واحداً من أفضل لاعبي البطولة بدعم زملائه والجهاز الفني. وأنا أسانده فنياً ومعنوياً، وهو بحاجة إلى الفوز بهذه البطولة، وعليه أن يساعد نفسه، وأن يساعدنا من أجل تحقيق هذا الهدف، إذ يستعيد مستواه ويظهر وكأنه يشارك مع المنتخب للمرة الأولى».

وتحدّث مدرب مصر عن مدى صعوبة المواجهة الأولى في ‍كأس الأمم: «نحن في واحدة من كبرى ‍البطولات المجمعة في العالم؛ كأس الأمم مهمة للمنتخب المصري، نحترم كل منافسينا في المجموعة، ‍منتخب زيمبابوي لديه لاعبون محترفون ونحترمه».

وتابع: «نحن مستعدون، جهازاً فنياً ولاعبين، ونعرف قيمة المباراة الأولى في كأس الأمم، درسنا منتخب زيمبابوي، ونأخذ الأمور خطوة بخطوة، هذه بداية البطولة، وأول مباراة دائماً تكون مهمة تماماً مثل النهائي، لأنها أول درجة في مشوار البطولة».

وقال حسن -الذي فاز بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات حين كان لاعباً (1986 و1998 و2006)- عن مشاركته الأولى في البطولة بصفته مدرباً: «كان لي شرف الفوز مع زملائي من مختلف الأجيال بالبطولة، وتحدثت مع اللاعبين عن ⁠ذلك، وقلت لهم إن الفوز باللقب شيء عظيم». وأكمل: «شعوري مختلف الآن، أحتاج بصفتي مدرباً أن أشرح للاعبين قيمة البطولة، ويجب على اللاعبين أن يشعروا بأن الفوز بهذه البطولة يجب أن يكون في سجلاتهم».

وأردف: «أتمنّى تحقيق البطولة مدرباً، لأنه سيكون شعوراً غير عادي، واللاعبون جاهزون لهذا التحدي».

وأضاف: «نمتلك مجموعة مميزة في الخط الهجومي، ولديَّ ثقة كاملة بالمدافعين، كما أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الذين أثبتوا جدارتهم بتمثيل منتخب مصر في تصفيات كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية. ويُعدّ الدفاع مسؤولية جماعية يشترك فيها الفريق بأكمله، ولذلك أتمتع بثقة كبيرة في جميع اللاعبين بمختلف الخطوط. كما أمتلك اختيارات يحلم بها أي مدرب، وهو ما يجعل المهمة سهلة وصعبة في الوقت نفسه».

وقال حسن، رداً على سؤال بشأن إخفاق منتخبات مصر للشباب والناشئين مؤخراً، وخروج المنتخب الثاني من بطولة كأس العرب من دور المجموعات، وما إذا كان ذلك سيؤثر على المنتخب الأول: «لماذا نهدر حق اللاعبين في التأهل إلى كأس العالم وكأس الأمم الأفريقية دون هزيمة، وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف؟ رأس الهرم ناجح، بغضّ النظر عن أداء منتخبات الشباب والناشئين».


توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

توماس فرنك (أ.ف.ب)
توماس فرنك (أ.ف.ب)
TT

توماس فرنك: قرار احتساب هدف إيكيتيكي خاطئ… وتقنية الفيديو لم تُنصفنا

توماس فرنك (أ.ف.ب)
توماس فرنك (أ.ف.ب)

عدّ مدرب توتنهام هوتسبير، توماس فرنك، أن الهدف الذي سجله هوغو إيكيتيكي خلال خسارة فريقه أمام ليفربول يوم السبت، كان يجب إلغاؤه بداعي وجود خطأ، وذلك وفقاً لشبكة «The Athletic».

وسجل إيكيتيكي الهدف الثاني لليفربول في الفوز 2 - 1 على ملعب توتنهام هوتسبير، بعدما ارتقى فوق روميرو وحوّل برأسه عرضية جيريمي فريمبونغ من الجهة اليمنى. وأظهرت اللقطة أن مهاجم ليفربول وضع يديه الاثنتين على ظهر مدافع توتنهام، الذي سقط أرضاً إثر الاحتكاك.

وقام حكم الفيديو المساعد، ستيوارت أتويل، بمراجعة اللقطة، قبل اعتماد أن «الاحتكاك كان طبيعياً في الالتحام الهوائي بين إيكيتيكي وروميرو».

وخلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة، قال فرنك: «أعتقد أن الهدف الثاني سُجل بطريقة خاطئة من الحكم. هناك يدان واضحتان على الظهر. يدان واضحتان تماماً. لا أفهم كيف يمكن السماح بذلك. في أي مكان آخر من الملعب نرى هذا المشهد ألف مرة، مثل لاعب يرتقي للكرة، بعد ركلة مرمى باتجاه قلب الدفاع، فتظهر يدان على الظهر، فيحتسب ذلك خطأ. لكن يبدو أن الأمر لا ينطبق داخل منطقة الجزاء. برأيي، كان هذا أكبر خطأ، سواء من الحكم أو من تقنية حكم الفيديو المساعد، لكن ذلك لم يكن كافياً. وواصلنا اللعب».

وكان توتنهام قد أكمل المباراة بعشرة لاعبين منذ الشوط الأول، بعد طرد تشافي سيمونز إثر تدخل عُدّ لعباً عنيفاً على فيرجيل فان دايك، وذلك بعد مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد. كما طُرد كريستيان روميرو بدوره في الوقت بدل الضائع، بعدما تلقى البطاقة الصفراء الثانية إثر التحام مع إبراهيم كوناتي.

وأوضح فرنك أنه لا يتفق مع قرار طرد سيمونز، الذي اعتذر لاحقاً عن التدخل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب: «أتحمل المسؤولية، وأنا آسف جداً».

وأضاف مدرب توتنهام: «لا أحب هذا القرار بوصفه حالة طرد. بالنسبة لي، التدخل ليس متهوراً ولا ينطوي على قوة مفرطة. اللاعب كان يطارد فان دايك ويحاول الضغط عليه، ثم غيّر اتجاهه، وللأسف جاءت قدمه على وتر قدم اللاعب المنافس. يمكن أن تقول: كان عليه أن يكون أذكى أو ألا يقوم بذلك، لكن هل لم يعد مسموحاً بأي احتكاك بدني؟».

وتابع: «المشكلة التالية هي أنه إذا حصل على إيقاف ثلاث مباريات، وهو أمر لا أفهمه، فكيف يمكن أن يُعاقَب ثلاث مباريات على تدخل ليس متهوراً؟ هذا خطأ تماماً، وعلى الأرجح لن نتمكن من الاستئناف».

ومن المقرر أن يعود توتنهام إلى المنافسات يوم الأحد المقبل، عندما يواجه كريستال بالاس.


ريال مدريد يراهن على الحوار والعمل اليومي لاحتواء ملف فينيسيوس

ريال مدريد يراهن على الحوار والعمل اليومي لاحتواء ملف فينيسيوس (أ.ب)
ريال مدريد يراهن على الحوار والعمل اليومي لاحتواء ملف فينيسيوس (أ.ب)
TT

ريال مدريد يراهن على الحوار والعمل اليومي لاحتواء ملف فينيسيوس

ريال مدريد يراهن على الحوار والعمل اليومي لاحتواء ملف فينيسيوس (أ.ب)
ريال مدريد يراهن على الحوار والعمل اليومي لاحتواء ملف فينيسيوس (أ.ب)

يثير المناخ المشحون الذي يحيط بالبرازيلي فينيسيوس جونيور قلق إدارة ريال مدريد، في وقت تسعى فيه إلى تجنب أي شعور بالرضا الذاتي داخل الفريق، وذلك وفقاً صحيفة «آس» الإسبانية.

تعرض فينيسيوس لصيحات استهجان في ملعب «سانتياغو برنابيو»، فالجماهير، أو جزء منها على الأقل، إذ تداخلت صافرات الاستهجان مع التصفيق، لا تبدو مستعدة لمسامحة اللاعب البرازيلي الذي حظي في الأسابيع الأخيرة بمعاملة إعلامية مختلفة عن بقية لاعبي ريال مدريد.

مع ذلك، فإن النادي وإدارته يقفان إلى جانب المهاجم، رغم القلق المتزايد من الأجواء التي تحيط به خلال الأشهر الماضية.

ولا يمنع هذا الدعم من وجود قناعة داخل أروقة النادي بأن جميع اللاعبين قادرون بل مطالبون بتقديم المزيد، وبشكل أوضح تقديم الأفضل. وقال رئيس النادي فلورنتينو بيريز ذلك صراحةً في مأدبة عيد الميلاد التي أقيمت يوم الجمعة الماضي، حين خاطب اللاعبين قائلاً: «لا مكان هنا للرضا الذاتي».

وما زال متمسكاً بهذا المبدأ، وهو ما يفسر التوجه إلى تشديد العمل اليومي في مركز «فالديبيباس» خلال الأيام المقبلة.

ويؤكد مسؤولو النادي أن قنوات الحوار بين فينيسيوس وفلورنتينو بيريز وبقية القيادات تسير بسلاسة. فهم يقدّرون الجهد الذي يبذله اللاعب، وإصراره داخل الملعب، إضافة إلى التغير الواضح في سلوكه وتصرفاته خلال المباريات.

غير أنهم يعترفون في الوقت ذاته بأن الأجواء الجماهيرية تجاه فينيسيوس تغيّرت منذ استبداله في مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة، وأن المناخ الذي تشكّل حول اللاعب السابق لفلامنغو لا يساعد على استعادة الهدوء الطبيعي.

وفي هذا السياق، لم تلقَ الضحكات التي ظهرت من فينيسيوس على دكة البدلاء خلال مباراة تالافيرا أي اهتمام داخل «فالديبيباس»، سواء نالت إعجاب البعض أم لا، فهذه هي الحقيقة كما تراها الإدارة. كما ترى أن ما حدث يوم السبت عقب استبداله كان من الممكن تفاديه، لكنها شددت على أن القرار كان فنياً بحتاً، وبالتالي فهو قرار يُحترم.

وعلى صعيد إسهامه الفني، كان فينيسيوس نفسه قد أقرّ في وقت سابق بأنه لا يشعر بأنه في أفضل حالاته البدنية والفنية، ومع ذلك لا يزال لاعباً مثابراً، يبحث باستمرار عن مرمى المنافس، ويسعى لتمرير الكرة إلى الزميل الأفضل تمركزاً، كما ظهر في مباراة إشبيلية حين وضع كيليان مبابي في مواجهة مباشرة مع الحارس فلاخوديموس في فرصتين واضحتين لم ينجح المهاجم الفرنسي في استغلالهما.

أما ردّة فعل فينيسيوس بعد أحداث ليلة السبت حين غيّر صورته الشخصية، فعدّها مسؤولو النادي مؤشراً واضحاً على أن الأمور لا تسير دائماً وفق السيناريو المتوقع.

اللاعب البرازيلي، الذي يوجد حالياً في دبي، لا يشعر بالارتياح حين يكون موضع تشكيك، غير أن النادي يرى، وفق تعبير مسؤوليه، أن «هذه الأيام بعيداً ستفيد الجميع».

يأتي ذلك كله في ظل غياب أي إعلان رسمي بشأن تجديد عقده، رغم أن الاتفاق ما زال يُعد أمراً مفروغاً منه داخل مكاتب «فالديبيباس»، من دون وجود تفاصيل أو مستجدات ملموسة حتى الآن.