«المحاصر»... سينما هندية تبث الأمل في شرايين المجتمعات المنسية

حصد جائزة «نتباك» لأفضل فيلم آسيوي روائي خلال «مهرجان الجونة»

حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم آسيوي في «الجونة السينمائي» (مهرجان الجونة)
حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم آسيوي في «الجونة السينمائي» (مهرجان الجونة)
TT

«المحاصر»... سينما هندية تبث الأمل في شرايين المجتمعات المنسية

حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم آسيوي في «الجونة السينمائي» (مهرجان الجونة)
حصد الفيلم جائزة أفضل فيلم آسيوي في «الجونة السينمائي» (مهرجان الجونة)

من قلب بلدة صغيرة في ولاية البنغال الغربية بالهند، يطلّ فيلم «المحاصر» للمخرجَين تانوشوري داس وساومياناندا ساهي عملاً يلتقط بمهارة تفاصيل الحياة اليومية في طبقات المجتمع المنسيّة، التي تعيش على الهامش، لكنها تحمل في صمتها طاقة مقاومة لا تهدأ.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى في المنطقة العربية ضمن فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان «الجونة السينمائي» وحصد جائزة «نتباك» لأفضل فيلم آسيوي روائي، يتمحور حول امرأة تُدعى «مايا» تعمل بلا كلل لإعالة أسرتها بعدما أصيب زوجها، الجندي السابق «سُندر»، باضطرابٍ نفسي جعله أسيراً لظله وماضيه.

وما بين العمل الشاق ورعاية الزوج المريض وتربية الطفل، تظهر داخل «مايا» مساحة ضيقة من الحلم والأمل، لكنها تظل مشتعلة برغبةٍ في النجاة والحفاظ على توازنها الإنساني عبر قصة مؤثرة.

المخرج الهندي خلال تسلم الجائزة (مهرجان الجونة)

يقول مخرج الفيلم ساومياناندا ساهي لـ«الشرق الأوسط» إن أحد المشاهد الأولى التي خرجت منها فكرة الفيلم كانت صورة امرأة على درّاجة في بلدة باراكبور، حيث يمكن مشاهدة العاملات وهنّ يقطعن مسافات طويلة كل صباح، مشيراً إلى أن فكرة الحركة الدائمة التي تميّز شخصية «مايا» مقابل تيه «سُندر».

وأوضح أن «هذا التناقض بين الحركة والجمود كان جزءاً بصرياً وهيكلياً من الفيلم منذ بدايته»، لافتاً إلى أنّهما اعتمدا على الطبيعة الواقعية، فاختارا التصوير في أماكن حقيقية باستخدام الإضاءة الطبيعية، وحرصا على أن تكون الخلفية جزءاً من الشخصية لا مجرد ديكور؛ لذلك لجأ إلى الكادر العريض والتركيز العميق، بحيث تبوح البيئة بما لا يُقال.

وأضاف ساهي أنّ «فكرة الاقتصاد في السرد كانت خياراً واعياً منذ كتابة النص، فالإيجاز هو أداة السينما الأعمق، فحين نحذف نترك فراغاً يملأه المشاهد بخياله؛ لذلك تعمدنا إخفاء الكثير من الماضي في التفاصيل الصغيرة: البقع على الجدران، الأثاث البالي، طريقة المشي والملابس؛ لأنّ الماضي يعيش في الأشياء لا في الحوار».

كما أشار إلى أنّ اختياره للضوء واللون تطوّر مع تطوّر العلاقة بين الزوجين، «فكلما اقتربت المواجهة، ازداد الظل كثافةً حتى لحظة المصالحة التي تلونها درجات رمادية وزرقاء أكثر نعومة»، على حد تعبيره. مؤكداً أنّ «القفص والقيود البصرية عبر القضبان والنوافذ المغلقة كانت رمزاً محورياً يوازي عنوان الفيلم».

وقال ساهي إنّ الحديث عن «سُندر» لم يكن طبياً أو نفسياً بقدر ما كان إنسانياً، فقد استعانا بمعالجٍ نفسي أثناء الكتابة، لكنهما رفضا أن يُختزل البطل في تشخيصٍ علمي، وفضّلا النظر إليه بعين «مايا» نفسها، زوجاً وأباً وإنساناً يحاول استعادة كرامته وسط معاناته، موضحاً أن «الفجوة بين الفهم والعجز عن الفهم هي ما يحرّك الحكاية؛ إذ لا يمكن لأيّ شخصٍ أن يعرف تماماً ما يدور داخل عقل آخر، مهما اقترب منه بالحب».

قدم الفيلم قصة واقعية من منظور إنساني (الشركة المنتجة)

وفي حديثه عن الصوت، قال إنّ تصميمه كان من أمتع مراحل العمل؛ إذ تعاون مع مصمم الصوت غوتام ناير والمهندس جان غي فيران لبناء عالمٍ صوتي حيّ يتجاوز حدود الكادر، مشيراً إلى أنّه «مع تطوّر الأحداث يتحول هذا العالم فضاءً خانقاً، تتقلص فيه الضوضاء لتحلّ محلها لحظات من الصمت الحاد، حيث تقترب المشاعر من السطح».

وأكد أنه والمخرجة تانوشوري داس عملا منذ البداية على تحديد أدوارهما بدقة أثناء صناعة الفيلم، بحيث يتولى كل منهما قيادة جانبٍ مختلف من العملية الإبداعية، مشيراً إلى أنّ القصة جاءت من تانوشوري، بينما كتب هو السيناريو؛ الأمر الذي أتاح لها أن تقرأ كل نسخةٍ من النص بعينٍ ناقدة وموضوعية.

المخرج الهندي (الشركة المنتجة)

و«أثناء التصوير، تولّت تانوشوري مسؤولية اختيار الممثلين وتدريبهم، مستفيدة من خلفيتها المسرحية»، بينما انشغل هو بالتصميم البصري واختيار المواقع والعمل على الصوت، وفق قوله. موضحاً أنّ «هذا التقسيم لم يكن انفصالاً في الرؤية، بل توحيداً لها؛ إذ وُلد من ثقةٍ تراكمت على مدى عقدٍ من التعاون المشترك والحياة الزوجية أيضاً».

وقالت المخرجة تانوشوري داس لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الفيلم صُوِّر في الحيّ الذي نشأت فيه، وإنّ مصدر الإلهام كان النساء اللواتي عرفتهن هناك، وعلى رأسهن والدتي»، مشيرة إلى أنّها أرادت أن تحتفي بصلابة هؤلاء النسوة اللواتي يقمن بأعمالٍ مرهقة وغير مرئية، ويمضين في صمتٍ من دون أن يعترف المجتمع بدورهنّ الحيوي.

ولفتت إلى أنّ «القصة هي أيضاً حكاية حبٍّ صعبٍ استلهمتها من علاقة والديّ التي وُوجهت برفضٍ اجتماعي، ومن خلال (ماي) حاولت فهم ذلك التمرّد الذي صنع الحب ودمّره في آنٍ واحد»، مؤكدة أن «مايا» شخصيةٌ تجمع بين القوة والانكسار، وأنّ زواجها من «سُندر» واستمرارها في دعمه رغم سُخرية الجميع هو فعلُ ينطوي على تحدٍّ وثورةٍ شخصية.

وفي حديثها عن الإيقاع، قالت داس: «صمّمت المونتاج بحيث يتباطأ الزمن في اللحظات التي تفكر فيها (مايا)، وهي لحظات العمل الروتيني، مثل كيّ الملابس، وتنظيف البيت، ورش الماء على الدواجن»، لافتة إلى أنّ هذه الفترات هي المساحات الوحيدة التي تتيح للبطلة أن تصغي إلى ذاتها، وأنّ الموسيقى لا تظهر إلا في تلك اللحظات لتكثّف الإحساس بالاستبطان.

المخرجة الهندية (الشركة المنتجة)

وتحدّثت عن تدريب الممثلين، فقالت إنّ «الطفل سَيان كارماكار الذي أدى دور الابن (ديبو) لم يسبق له التمثيل، لكنه يملك انضباطاً نادراً بفضل ممارسته لليوغا، وقد درّبته مع مخرج مسرحي طوال 6 أشهر، ثم خضع لورشة مكثفة مع الممثلين الآخرين؛ لأنّ الهدف كان خلق لغةٍ جسديةٍ مشتركة تُشعر الممثلين بأنهم عائلة حقيقية، يتبادلون الثقة والحنان الصامت».

ورأت داس أنّ الشخصيات التي تصفها السينما السائدة بأنها «على الهامش» ليست أقلية، «بل تمثل الغالبية الصامتة في المجتمع الهندي». معربة عن سعادتها بردود فعل النساء بشكل خاص؛ «لأنهن وجدن في (مايا) انعكاساً لمعاناتهن الخاصة»، على حد تعبيرها.


مقالات ذات صلة

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

يوميات الشرق منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

فجر فيلم «الست» زخما واسعاً في مصر حول كواليس حياة أم كلثوم، بمراحلها المختلفة وعلاقاتها الشخصية بمن حولها من عائلتها وزملائها، بالإضافة إلى قصص حبها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان محمد بكري في لقطة مع أسرته من فيلم «اللي باقي منك» (الشركة المنتجة)

كيف تمكنت 4 أفلام عربية من الوصول لقائمة الأوسكار المختصرة؟

لعلها المرة الأولى التي تنجح فيها 4 أفلام عربية في الوصول لـ«القائمة المختصرة» بترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم دولي، وهو ما اعتبره سينمائيون عرب إنجازاً كبيراً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق  نيفين مندور (صفحتها الرسمية في «فيسبوك»)

وفاة الفنانة المصرية نيفين مندور إثر حريق شبّ في منزلها

تُوفيت الفنانة المصرية نيفين مندور صباح اليوم (الأربعاء)، عن عمر يناهز 53 عاماً، وذلك إثر حريق مفاجئ شبّ في منزلها.

يسرا سلامة (القاهرة)
سينما الممثل معتز ملحيس وأمامه صورة الطفلة هند رجب في مشهد من الفيلم (أ.م.د.ب)

«صوت هند رجب»... من المهرجانات العالمية إلى السينما السعودية

منذ عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي، وصولاً إلى عرضه الخاص في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة الأسبوع الماضي، أثار فيلم «صوت هند رجب» نقاشاً واسعاً.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة المجوهرات كانت ضمن الحبكة السردية والبصرة للفيلم ونجحت أمينة غالي في تحقيق رؤية مروان حامد (عزة فهمي)

كيف صنعت مجوهرات عزة فهمي لغة فيلم أم كلثوم «الست»

دخول عزة فهمي عالم السينما ينسجم أولاً مع تاريخها في صناعة التراث وثانياً مع حركة عالمية لم تعد تكتفي برعاية المهرجانات أو الظهور على السجادة الحمراء.

جميلة حلفيشي (القاهرة)

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
TT

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)

حصد البروفسور ماجد شرقي جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته في فهم تفاعلات الضوء مع المادة، وتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من رصد الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات والمواد على المستوى الذري بدقة غير مسبوقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية تمثل ركيزة أساسية في تقدّم المجتمعات البشرية، وأن العلوم كانت عبر العصور أحد أعمدة التقدم الحضاري في العالم العربي.

وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم»، مهنئاً الفائز بصفته أستاذاً فخرياً في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

وأشار محمد بن راشد إلى أن شرقي كرّس مسيرته لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة «فيمتوثانية»، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، محققاً ما يزيد على 23 ألف استشهاد علمي عالمياً، ليعد من أبرز المؤثرين في مجالات المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة. وأضاف أن الجائزة تؤكد أن الإبداع العلمي العربي ليس «حبيس الماضي»، بل يمتلك أسماءً حاضرة لا تقل أثراً وطموحاً.

البروفسور ماجد شرقي

وبحسب القائمين على «نوابغ العرب»، فإن أعمال شرقي فتحت مجالات تجريبية جديدة في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والطاقة المتجددة، وأتاحت رصد ظواهر لم تكن قابلة للملاحظة بالأساليب التقليدية. كما أسهم في ابتكار أدوات بحثية حديثة، من بينها تقنيات الأشعة فوق البنفسجية ثنائية الأبعاد وثنائية الانكسار الدائري فائق السرعة، بما عزز قدرة الباحثين على دراسة الأنظمة الحيوية المعقدة والمواد الصلبة المتقدمة.

وتطرق البيان إلى أدواره الأكاديمية، من بينها مشاركاته في لجان علمية دولية، ورئاسته تحرير مجلة «الفيزياء الكيميائية» الصادرة عن «إلسفير»، وتأسيسه مجلة «الديناميكيات الهيكلية» التابعة للمعهد الأميركي للفيزياء، إضافة إلى تطويره مطياف الأشعة السينية فائق السرعة القادر على التقاط الإشارات آنياً بدقة عالية.

من جهته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً مع شرقي أبلغه خلاله بالفوز، مشيداً بما قدمه من بحوث ودراسات باتت مرجعاً لآلاف الباحثين وطلاب الدراسات العليا حول العالم، ومؤكداً أن الجائزة تستهدف تكريم الرواد العرب وإبراز قصص نجاحهم بوصفهم قدوة ملهمة للأجيال الجديدة.


المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
TT

المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

يراهن المسرح المصري على إعادة تقديم العروض الناجحة لاجتذاب الجمهور من كل الفئات، وفي هذا الصدد أعلن البيت الفني للمسرح عن أسبوع حافل بالعروض في مسارح الدولة، من بينها «الملك لير» و«سجن النساء» و«كارمن» وهي عروض حققت نجاحات لافتة وحصدت جوائز بمهرجانات مصرية وعربية خلال الفترة الماضية.

ويستمر عرض رائعة ويليام شكسبير «الملك لير» على خشبة المسرح القومي بالعتبة (وسط القاهرة) بطولة يحيى الفخراني، ويشاركه البطولة طارق دسوقي، وحسن يوسف، وأحمد عثمان، وتامر الكاشف، وأمل عبد الله، وإيمان رجائي، ولقاء علي، وبسمة دويدار، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، وعادل خلف، ومحمد حسن، والمسرحية تعتمد على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، وإخراج شادي سرور.

وسبق تقديم عرض «الملك لير» في عدة مواسم منذ عام 2001، وعزز حضوره في الحركة المسرحية العربية عبر اختياره كعرض الافتتاح في الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، التي أقيمت في الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويسعى البيت الفني للمسرح إلى تقديم أنشطة مسرحية تعكس تنوع الحركة الفنية، حيث تتوزع العروض بين الكلاسيكيات العالمية والنصوص المعاصرة وعروض الأطفال، مشيراً، في بيان، الأربعاء، إلى حرصه على تقديم عروض جادة ومتنوعة تخاطب جميع الفئات العمرية.

وتقدم فرقة المسرح الحديث عرض «سجن النسا»، من تأليف فتحية العسال وإخراج يوسف مراد منير، وبطولة صفاء جلال، رباب طارق، شريهان الشاذلي، آية أبو زيد، عبير الطوخي، صافي فهمي، شريهان قطب، ليلى مراد، إيريني مجدي، ساندرا مُلقي، زينة قُطري، ولاء الجندي، إكرامي وزيري، مع بطولة غنائية للفنانة هبة سليمان.

وسبق تقديم العرض منذ موسم عيد الفطر الماضي، وحظي بقبول جماهيري كبير ورفع لافتة «كامل العدد»، وترشح العرض لحصد عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح، العام الحالي.

مسرحية «سجن النساء» يعاد تقديمها على مسرح السلام (البيت الفني للمسرح)

كما تشهد قاعة يوسف إدريس عرض «يمين في أول شمال» تأليف محمود جمال حديني، وإخراج عبد الله صابر، بطولة إيهاب محفوظ، أمنية حسن، عبد الله صابر، طارق راغب.

بينما تعرض مسرحية «كارمن» على مسرح الطليعة، وهي مأخوذة عن رواية بروسبير ميريميه، دراماتورج محمد علي إبراهيم، وتتناول حياة كارمن، الفتاة الغجرية المتمردة، وصراعها مع ثقافة المجتمع الإسباني القائمة على النظام والقانون. والعرض من بطولة ريم أحمد، وميدو عبد القادر، ومحمد حسيب، وعبد الرحمن جميل، وميار يحيى، ولمياء الخولي، وأحمد علاء، وعصام شرف الدين، وأحمد بدالي، إعداد موسيقي لحازم الكفراوي، استعراضات: سالي أحمد، وإخراج ناصر عبد المنعم، وحصد العرض عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح 2025.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، أن «إعادة العروض الناجحة تقليد ثابت في المسرح المصري والعربي، خصوصاً أن عروض (الملك لير) و (كارمن) و(سجن النسا) وغيرها حققت نجاحات لافتة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العروض متجددة وقادرة على جذب الجمهور، فقد شاهدت هذه العروض على فترات مختلفة، ووجدت أنها تجدد دماءها»، ولفت السماحي إلى أن هذه الأعمال الثلاثة تحديداً مأخوذة عن أعمال أدبية، وربما يكون هذا سر نجاحها لما تتضمنه من عمق، وعدّ إعادة هذه الأعمال «انتصاراً للقيمة الراقية وللجمهور الواعي وللأدب وقيمته الفنية العالية وحضوره على المسرح».

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

وضمن الأسبوع المسرحي، يقدم مسرح الغد عرض «حفلة الكاتشب» من إنتاج فرقة الغد، ضمن مشروع مدرسة العصفوري، تحت إشراف المخرج الكبير سمير العصفوري، وإخراج أحمد صبري. وهو من تأليف وأشعار محمد زناتي، بطولة بسمة شوقي، وفكري سليم، وضياء الدين زكريا، ووليد فوزي، ومحمد عشماوي، وياسمين أسامة.

وقال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين عن إعادة هذه العروض: «أمر جيد تقديم عروض الريبرتوار أو المخزون المسرحي من الأعمال الناجحة فيذهب لها الجمهور وفقاً لنجاحها السابق». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على جانب آخر يحمل هذا الأمر نقطة سلبية لأنه يشير إلى عدم وجود أعمال جديدة، وهي أمر مهم يجب الانتباه له، فعلى المدى الطويل يجب أن نتوقف ونسأل عن الإنتاج المسرحي الجديد».

كما تقدم فرقة القاهرة للعرائس عرض «ذات الرداء الأحمر» على مسرح القاهرة للعرائس، والأداء الصوتي لإسعاد يونس وهالة فاخر، والبطولة على خشبة المسرح للفنانة ريم طارق، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج نادية الشويخ.

ويقدم المسرح القومي للأطفال عرض «عبور وانتصار» على خشبة مسرح متروبول، من تأليف وإخراج محمد الخولي، ويقدّم العرض رؤية وطنية للأطفال في إطار فني استعراضي.


حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)

خيَّم الحزن على الوسط الفني المصري عقب الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم «اللي بالي بالك»، التي رحلت صباح الأربعاء، إثر اختناقها في حريق بشقتها، بأحد أحياء محافظة الإسكندرية الساحلية، حيث فوجئ الجيران بتصاعد الأدخنة، قبل وجود قوات الحماية المدنية والإسعاف بموقع الحادث.

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن المعاينة الأولية تشير إلى أن الحريق تسبب في انتشار دخان كثيف داخل الشقة، ما أدى إلى إصابة نيفين مندور باختناق، بينما لم تنجح محاولات إنقاذها، وتم نقل الجثمان للمشرحة بعد المعاينة، والحادث قيد التحقيقات.

وتصدّر اسم نيفين مندور «الترند»، على موقعَي «غوغل»، و«إكس»، بمصر، الأربعاء، حيث وصف متابعون الخبر بالصدمة.

وعقب مشاركتها في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، مع الفنان محمد سعد، اختفت نيفين، وعادت لتقديم بعض الأدوار القليلة، إلا أنها اختفت مجدداً، بينما ظهرت إعلامياً في برنامج «كلام الناس»، تقديم المذيعة ياسمين عز، على قناة «إم بي سي»، قبل سنوات، وأوضحت أن الفنان الراحل حسن حسني، والفنان والمنتج الراحل سامي العدل كانا وراء دخولها المجال الفني، والأخير أقنع أسرتها بالأمر نظراً للصداقة التي كانت تجمعه بوالدها.

وأرجعت نيفين مندور سبب ابتعادها عن الفن لمرض والدتها لسنوات، وتفضيلها الوجود بقربها، بجانب شعورها بالكسل، والخوف بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «اللي بالي بالك»، مؤكدة أنها عندما قررت الرجوع اعترض والدها، كما أنه لم يعرض عليها سيناريوهات مناسبة.

نيفين مندور ومحمد سعد في فيلم «اللي بالي بالك» (حسابها على «فيسبوك»)

وقبل ساعات من الحادث نشر حساب يحمل اسم نيفين مندور على «فيسبوك»، ويتابعه ما يقرب من نصف مليون شخص صورة لها بالحجاب، كما نعاها عدد من الفنانين، من بينهم ليلى علوي، ولقاء الخميسي، ونهال عنبر، وشريف إدريس، وسيمون، وغيرهم.

وتحدثت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله عن موهبة الراحلة، وجماهيرية فيلم «اللي بالك بالك»، مؤكدة أنها «لم تعمل بالفن كثيراً، كما أنها لم تكن ضمن أسباب نجاح الفيلم الشهير، بل محمد سعد الذي قدم شخصيتين بالعمل، وأن وجودها كان ثانوياً، وحضورها كان بسبب جمالها».

وعن سبب اختفائها قالت ماجدة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «السبب غير معلوم، ولكن الموهبة الفنية عامة لأي شخص تفرض الوجود بكثافة بعد ذلك، ويبدو أن الفنانة الراحلة لم تهتم بهذا الجانب ولم تستغل نجاح (اللي بالي بالك) لصالحها».

وشاركت نيفين مندور في أعمال فنية أخرى عقب تقديمها شخصية «فيحاء»، في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، بجانب محمد سعد، وعبلة كامل، وحسن حسني، تأليف نادر صلاح الدين، وسامح سر الختم، وإخراج وائل إحسان، من بينها مشاركتها في مسلسل «راجعلك يا إسكندرية»، مع خالد النبوي قبل 20 عاماً.

من جانبه وصف الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الفنانة الراحلة بأنها «نموذج تكرر كثيراً في الوسط الفني، حيث النجاح في عمل أو عملين، والاختفاء لظروف مختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «نيفين لم تحصل على فرصة كاملة للحكم على موهبتها، لكن ظهورها في فيلم من أشهر الأفلام وهو (اللي بالي بالك)، جعل الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، لذلك كان خبر وفاتها صادماً للجميع».