تواصلت الغارات الإسرائيلية على جنوب لبنان حيث سقط قتيل وجريح، السبت، في غارة استهدفت سيارة في بلدة حاروف في قضاء النبطية، في وقت يعتبر فيه «حزب الله» أن «هدف الضغوطات الميدانية والغارات الجوية سواء في البقاع أو في الجنوب الضغط على المجتمع والشعب اللبناني ليبتعد عن المقاومة».
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «مسيَّرة إسرائيلية نفذت ظهر السبت غارة جوية مستهدفة سيارة في محيط المدرسة الابتدائية في حاروف». وفي موازاة ذلك، تواصل المسيَّرات الإسرائيلية تحليقها في مختلف المناطق اللبنانية، وسجل يوم السبت تحليقاً للطيران المسير الإسرائيلي في أجواء مدينة صور، وعلى علو منخفض وصولاً إلى أجواء القاسمية وأبو الأسود شمال صور، حسب «الوطنية».
«حزب الله»: تصعيد هدفه الضغط على مجتمع المقاومة
وفيما تسود المخاوف في لبنان من تصعيد عسكري إسرائيلي موسّع، اعتبر «حزب الله» على لسان النائب حسن عز الدين، أن «هذا التصعيد يهدف للضغط على المجتمع والشعب اللبناني ليبتعد عن المقاومة».
وخلال حفل تكريمي أقامه الحزب لـ «شهيد مفقود الأثر» في بلدة الغازية، قال عز الدين: «وتيرة الاعتداءات الإسرائيليّة المتصاعدة تؤكد أنّ العدوّ لم يلتزم بوقف إطلاق النار ولا بوقف عملياته العدائية، ولم يُعر أيّ اهتمام للجنة التي يرأسها الأميركيّ ومعه الفرنسيّ، ولا لأيّ ميثاق أو عهد أو اتفاق أو تفاهم يوقّعه مع الآخرين».
وأضاف: «إنّ وتيرة الاعتداءات تتزايد من جديد، والهدف منها واضح وصريح، فالعدوّ الصهيونيّ ليس شريكاً للأميركيّ، بل الأميركيّ هو من يخطّط ويبرمج ويحدّد الأهداف، ويأمر الإسرائيليّ بالتنفيذ، والدليل على ذلك أنّ الحرب في غزّة توقّفت حين قرّر الرئيس الأميركي ذلك».
وأشار إلى أن «الضغوط الميدانية والغارات الجوية سواء في البقاع أو في الجنوب اتّسعت لتشمل أهدافاً مدنية واقتصادية بعد أن استُنزفت الأهداف العسكرية، وذلك بهدف الضغط على المجتمع والشعب اللبناني ليبتعد عن المقاومة».
هجوم على معارضي الحزب: «يتماهون مع العدو»
وشنّ عز الدين هجوماً على معارضي «حزب الله» متّهماً إياهم بالتماهي مع الإسرائيلي مبدياً «أسفه لوجود بعض اللبنانيين الذين يشاركون في الحملة الإعلامية والسياسية ضدّ المقاومة، إمّا عن جهلٍ وإما عن عمدٍ وسابق تصوّرٍ وتصميم، متخذين مواقف تتماهى مع مواقف العدوّ، في حين أنّ الواجب الوطني يقتضي أن يتوحّد اللبنانيون في وجه أيّ عدوان خارجيّ».
وزيرة الشؤون الاجتماعية: الوزارة تعمل على إعداد خطة شاملة لإعادة الإعمار
وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية، حنين السيّد، أن «الوزارة تعمل حالياً على إعداد خطة شاملة لإعادة الإعمار».
وجاء موقف السيد خلال زيارة ميدانية إلى الجنوب شملت صور وبنت جبيل وجبال البطم، يرافقها وفد من الوزارة، حيث التقت عدداً من نواب المنطقة ورؤساء البلديات والفعاليات المحلية واطّلعت على الأوضاع الاجتماعية في المناطق المتضرّرة من الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

وأكدت حنين السيد خلال اللقاء أنّ «وزارة الشؤون الاجتماعية، ممثلةً الدولة، تقف إلى جانب أهل الجنوب في هذه المرحلة الصعبة، وتعمل ضمن الإمكانات المتاحة لتأمين الدعم والمساعدة للفئات الأكثر تضرّراً»، مشيرة إلى أن «الوزارة تعمل حالياً على إعداد خطة شاملة لإعادة الإعمار والتعافي تشمل مشاريع تنموية في المناطق المتضرّرة، أبرزها المشروع المموّل من البنك الدولي بقيمة 250 مليون دولار الذي دخل مراحله التحضيرية الأخيرة، إضافة إلى مشروع زراعي بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار».
وشدّدت على أنّ «الوزارة معنيّة بترميم المراكز الاجتماعية في الجنوب وإعادة تشغيلها تدريجياً»، موضحة أنّ «برامج المساعدات الطارئة التي أُطلقت مؤخراً تشمل 260 ألف شخص يتلقّون تحويلات نقدية شهرية لمدة 6 أشهر، إلى جانب دعم العائلات النازحة غير القادرة على تحمّل تكلفة الإيجار».
