إستيفاو... موهبة برازيلية أخرى تسطع في سماء «الساحرة المستديرة»

الضجة المثارة حول «ميسي الصغير» وصلت إلى ذروتها

تألق إستيفاو وسجل هدفاً في المباراة التي سحق فيبها تشيلسي أياكس بخماسية في دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)
تألق إستيفاو وسجل هدفاً في المباراة التي سحق فيبها تشيلسي أياكس بخماسية في دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)
TT

إستيفاو... موهبة برازيلية أخرى تسطع في سماء «الساحرة المستديرة»

تألق إستيفاو وسجل هدفاً في المباراة التي سحق فيبها تشيلسي أياكس بخماسية في دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)
تألق إستيفاو وسجل هدفاً في المباراة التي سحق فيبها تشيلسي أياكس بخماسية في دوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

حتى بمقاييس المواهب البرازيلية الواعدة، فإن الضجة المثارة حول مهاجم تشيلسي إستيفاو البالغ من العمر 18 عاماً قد وصلت إلى ذروتها. وقع إستيفاو عقداً للانتقال من بالميراس في عام 2024 مقابل 34 مليون يورو (37 مليون دولار) مبدئياً، مع إضافات متعلقة بالأداء قد ترفع المبلغ الإجمالي للصفقة إلى نحو 67 مليون يورو - لكنه اضطر للانتظار مع النادي البرازيلي حتى بلوغه 18 عاماً هذا الصيف للانتقال إلى أوروبا. والآن، وبعد انضمامه أخيراً إلى «البلوز»، أثار النجم الشاب إعجاب الجميع على الفور، بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة 95 في مرمى ليفربول، بالإضافة إلى تمريرة حاسمة، ثم هز شباك أياكس أمستردام الهولندي، الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا، وذلك في المباريات العشر التي لعبها في جميع المسابقات حتى الآن.

خلال العام الماضي، قال مديره الفني في بالميراس، أبيل فيريرا: «هذا اللاعب الشاب مختلف تماماً عن كل ما رأيته في حياتي». ومنذ ذلك الحين، انهالت عليه الإشادات من كل حدب وصوب. فقد أكد أسطورة كرة القدم البرازيلية نيمار على أنه يعتقد أن إستيفاو لاعب «عبقري»، ووصفه مهاجم مانشستر سيتي، إيرلينغ هالاند، بأنه «معجزة». بالطبع، هناك شعور بالقلق من أن تؤدي مثل هذه الضغوط والمقارنات ببعض أعظم لاعبي كرة القدم إلى تدمير مسيرة اللاعب الواعد قبل أن تبدأ. لكن، وكما هو الحال مع نيمار وفينيسيوس جونيور ورودريجو وآخرين من قبله، يبدو إستيفاو - حسب سام تيغي على موقع «إي إس بي إن» - مستعداً تماماً لتسليط الضوء عليه. تحدثت شبكة «إي إس بي إن» مع روجيرو فيريرا، الذي تولى تدريب إستيفاو في فريق بالميراس للناشئين، للاستماع إلى قصة الجناح الأيمن صاحب القدم اليسرى، وكيف نجح في استغلال إمكاناته المذهلة قبل انتقاله إلى لندن.

«استخدم قدمك اليمنى وإلا فلن تلعب»

الواعد إستيفاو (يمين) يسجل هدف الفوز على ليفربول في الوقت بدل الضائع ليمنح تشيلسي الانتصار (غيتي)

من الشائع أن يتصدر اللاعبون البرازيليون الموهوبون عناوين الصحف في سن مبكرة جداً، وحتى قبل وقت طويل من انتقالهم إلى الأندية الكبرى، فهناك تعطش كبير في البرازيل للاعبين الشباب الموهوبين، الذين تنتشر أخبارهم على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع. لم يكن إستيفاو استثناءً، حيث حصل على عقد رعاية مع «نايكي» وهو لا يزال في العاشرة من عمره. يتذكر فيريرا ذلك قائلاً: «انضم إلى بالميراس وهو في الرابعة عشرة من عمره. جاء من كروزيرو في عام 2021، وهو النادي الذي جاء منه الظاهرة رونالدو نازاريو. كان الجميع في البرازيل يعرفون إستيفاو بالفعل؛ وكانت هناك مقاطع فيديو له وهو يلعب منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره». كان انتقاله من كروزيرو إلى بالميراس صعباً أيضاً، نظراً لأن بالميراس كان معاقباً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعدم التعاقد مع لاعبين جدد آنذاك. وبطبيعة الحال، زادت هذه القضية المثيرة للجدل من الغموض المحيط باللاعب الشاب الموهوب الملقب بـ«ميسي الصغير» - يعود السبب في ذلك جزئياً إلى امتلاكه قدماً يسرى ساحرة - مع أنه لم يكن من مُحبي هذه المقارنة بالنجم الأرجنتيني.

وقال إستيفاو لموقع «فور فور تو» مؤخراً: «لا أتذكر من لقبني بذلك، لكنها انتشرت على الفور. لكن أنا وعائلتي لم نحب هذا اللقب، ففي بعض الأحيان يُصبح لقب مثل هذا عبئاً لم نطلبه. كل ما أريده هو أن ألعب كرة القدم وأن أحب ما أفعل - لكن هذا النوع من الألقاب يُضيف ضغطاً لسنا بحاجة إليه. ولحسن الحظ، تركت هذا اللقب خلفي عندما انتقلت إلى بالميراس». لكن بدايته مع بالميراس لم تكن سهلة على الإطلاق. يقول فيريرا: «خضع لجراحة في الركبة عند وصوله، لذلك لم يلعب لمدة خمسة أشهر تقريباً. كانت بنيته الجسدية صغيرة جداً. وبالصدفة، عندما جاء أخيراً لأول حصة تدريبية له، كنت أقوم بعمليات الإحماء للاعبي الفريق من خلال كرات طويلة وضربات رأس بسيطة... ولم يكن يريد أن يسدد الكرة!».

ويضيف فيريرا: «ذهبت إليه وقلت له: (انظر، يا ميسي الصغير، ستسدد الكرة برأسك، كما أن قدمك اليمنى سيئة للغاية، لذا اعمل على تحسينها!). كان يكسب الكثير من المال بالنسبة للاعب لا يزال في الرابعة عشرة من عمره. لكنني قلت له إنني لا أهتم بذلك، وطالبته بتسديد الكرة برأسه وباستخدام قدمه اليمنى، وأخبرته بأنه إذا لم يفعل ذلك فإنه لن يلعب. نظر إليّ وهو مصدوم ومنزعج، لكنه كان يمتلك شخصية مختلفة. في اليوم التالي، جاء إليّ وقال لي: أيها المدير الفني، سأتبع التعليمات وسألعب».

ولعب بالفعل، وخاض أول مباراة احترافية له كبديل في المباراة التي انتهت بتعادل بالميراس مع ناديه السابق كروزيرو بهدف لكل فريق في 6 ديسمبر (كانون الأول) 2023، وعمره 16 عاماً وثمانية أشهر، ليصبح رابع أصغر لاعب في تاريخ بالميراس الممتد على مدار 111 عاماً، وقاد النادي للفوز بلقب الدوري البرازيلي الممتاز مرتين متتاليتين. وبعد تسعة أشهر، وبعد أن لعب بالفعل مع منتخب البرازيل تحت 20 عاماً وهو في الخامسة عشرة من عمره، أصبح إستيفاو خامس أصغر لاعب في تاريخ منتخب البرازيل الأول، حين شارك بديلاً ضد الإكوادور في المباراة التي انتهت بفوز «راقصي السامبا» بهدف دون رد في تصفيات كأس العالم.

قاد إستيفاو البرازيل لفوز ساحق 5 - صفر على كوريا الجنوبية في مباراة دولية ودية (أ.ف.ب)

ويبدو التحدي الذي وضعه فيريرا لإستيفاو، فيما يتعلق باللعب بالرأس وبالقدم اليمنى الضعيفة، كأنه نبوءة الآن، حيث كان هدفه الأول مع الفريق الأول لبالميراس في كأس كوبا ليبرتادوريس 2024، برأسية؛ وكانت تمريرته الحاسمة الأولى مع تشيلسي بقدمه اليمنى، كما أن هدفه الأول مع البلوز، الذي أحرزه في الدقيقة 95 في مرمى حامل لقب الدوري الإنجليزي ليفربول، جاء بقدمه اليمنى أيضاً. بالنسبة لفيريرا، تُعدّ هذه لحظات مميزة للغاية. وبعد هدف إستيفاو الأول في كأس كوبا ليبرتادوريس، أرسل له المدرب رسالة نصية تقول «لقد فعلتها!»، بعد أن أثمرت سنوات من العمل الجاد.

«يدرك نقاط ضعفه»

يتدرب لاعبو أكاديمية بالميراس للناشئين على اللعب في مراكز مختلفة، فالقدرة على اللعب في أكثر من مركز تعد مهارة بالغة الأهمية في هذه الرياضة، كما أن اللعب في مناطق مختلفة من الملعب يُعزز الفهم العام للعبة. وعلى الرغم من روعة إستيفاو في الاختراقات من الجهة اليمنى بقدمه اليسرى القوية، فإنه لم يكن استثناءً من هذه القاعدة. يقول فيريرا: «كانت كرة القدم سهلة للغاية بالنسبة له، وكان يتفوق على الجميع، ويحسم المباريات. لذلك كنا ندفع به في وسط الملعب، ونشركه على الجانب الأيسر. يمكن للاعبين دائماً التحسن عند مواجهة بعض الصعوبات التي تُجبرهم على إيجاد حلول مختلفة، إذا كانوا قادرين على تحمل ذلك. وهذا أمر مهم جداً خلال تكوين اللاعبين الشباب».

ويضيف: «لقد فعل أشياءً مذهلة، على الرغم من قصر قامته، لأنه كان ذكياً للغاية. كانت قدرته على التأقلم مع المواقف الصعبة لا تُصدق حقاً». درّب فيريرا عدداً من المواهب الشابة الاستثنائية التي برزت في بالميراس على مر السنين، بما في ذلك إندريك لاعب ريال مدريد، لكنه لم يتردد في وصف إستيفاو بأنه «اللاعب الأكثر موهبة الذي عملت معه حتى الآن».

يقول فيريرا: «إنه يمتلك عقلية مذهلة. لم تكن لديه القدرة على التعلم فحسب، بل كان يمتلك حماساً كبيراً لذلك أيضاً. لقد كان يدرك نقاط ضعفه ويعمل على تحسينها، وهذا هو الفرق». سجّل إستيفاو 27 هدفاً وقدم 15 تمريرة حاسمة في 83 مباراة خاضها مع الفريق الأول لبالميراس، لكن قصر قامته (178 سم) تجعله يُدرك أن اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يتطلب منه بعض التغيير. وقال النجم البرازيلي الشاب لموقع «فور فور تو»: «بالطبع، أعلم أنه يتعين علي أن أكون أقوى من الناحية البدنية وأن أكون أكثر شراسة في مرحلة ما، لكنني لست قلقاً للغاية حيال ذلك. ستكون هناك عملية شاملة لتحقيق ذلك، لكنني أعرف ما يمكنني تقديمه داخل الملعب، فأنا أعلم قدراتي جيداً وأعلم أنني قادر على التأثير في مجرى المباريات. القوة ليست دائماً هي العامل الحاسم، وأنا أثق تماماً في إمكاناتي».

توقعات عالية

لم تتجاوز مسيرة إستيفاو مع تشيلسي 341 دقيقة، لكنه أصبح حديث الجميع في النادي الإنجليزي. ربما لن يزعجه ذلك إطلاقاً، نظراً لأنه كان نجماً - بطريقة أو بأخرى - لما يقرب من عقد من الزمان. كما أنه شارك في تسع مباريات دولية ودولية ودية وسجل خمسة أهداف مع منتخب البرازيل. وإذا كان لائقاً من الناحية البدنية، فسيشارك مع «السيليساو» في كأس العالم 2026 وينافس لاعبين من أمثال فينيسيوس جونيور ورودريغو ورافينيا على اللعب في التشكيلة الأساسية. لكنه لا يزال صغيراً في السن، ولا يزال يتحسس طريقه في عالم جديد تماماً.

إستيفاو وفرحة هدف الفوز على ليفربول (أ.ب) Cutout

يقول فيريرا: «يتوقع كثيرون منه الكثير. من الصعب التكيف مع ذلك، فاللاعبون الشباب مثل إستيفاو وإندريك الذين كانوا يشاهدون اللاعبين الكبار عبر الفيديو وشاشات التلفزيون أصبحوا يلعبون معهم الآن ويتحدثون إليهم. سيستغرق الأمر بعض الوقت ليدرك إستيفاو أن وجوده هناك ليس منة من أحد، ولكن لأنه يستحق ذلك». وحتى الآن، قدم اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً مع تشيلسي لمحات تدل على أنه يمتلك شيئاً مميزاً حقاً، وسيكون من المثير للاهتمام معرفة إلى متى سيُبقيه المدير الفني للبلوز، إنزو ماريسكا، بعيداً عن التشكيلة الأساسية للفريق.

يبدو إستيفاو مستعداً للتألق، لكن يبدو أنه مستعد للانتظار حتى تأتي اللحظة المناسبة، وقال النجم البرازيلي الشاب عن ذلك: «أريد أن أتأقلم بسرعة. لقد تحقق حلمي باللعب في أكبر البطولات، الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. أهدف للمشاركة في كأس العالم 2026 أيضاً، لكن يتعين علي أولاً أن أثبت جدارتي مع تشيلسي».


مقالات ذات صلة

بن هاربورغ: صلاح لا يناسب الدوري السعودي «سناً وأداءً»

رياضة عالمية بن هاربورغ رئيس نادي الخلود (الشرق الأوسط)

بن هاربورغ: صلاح لا يناسب الدوري السعودي «سناً وأداءً»

قال المستثمر الأميركي بن هاربورغ، رئيس نادي الخلود، إن محمد صلاح لاعب ليفربول لا يناسب الدوري السعودي، وإن أندية المملكة عليها السعي للتعاقد مع لاعبين أصغر سناً

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عالمية أرتيتا مدرب أرسنال يوجه لاعبيه ومطالبا بالثبات في اللحظات الصعبة قبل نهاية 2025 (ا ف ب)

هل يستطيع آرسنال الحفاظ على هدوئه وحرمان منافسيه من العودة لسباق اللقب؟

متى يصبح عدم الثبات في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مدعاةً للقلق؟ من وجهة نظر آرسنال، يحدث ذلك عندما يستعيد مانشستر سيتي توازنه ويظهر بصفته.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية صورة ضوئية لمنشور فابريزو رومانو في منصة «إكس» وتعليقه على خبر «الشرق الأوسط» (حساب فابريزو)

تصريح مغربل في «الشرق الأوسط» يتصدر منصّات الانتقالات العالمية

شهدت منصّات كرة القدم العالمية، اليوم (الأربعاء)، تفاعلاً واسعاً مع ما نشرته «الشرق الأوسط» حول تصريحات الرئيس التنفيذي لرابطة الدوري السعودي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية الصحافي البريطاني بن جاكوبس (الشرق الأوسط)

الصحافي البريطاني بن جاكوبس لـ«الشرق الأوسط»: صلاح لن يغادر ليفربول

قدَّم الإعلامي البريطاني بين جاكوبس رؤية شاملة لمستقبل كرة القدم السعودية خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط».

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة عالمية هالاند (إ.ب.أ)

هالاند: أحبّ الـ«VAR» ولا أحب القفازات... ووالدي أرادني لاعب غولف

كشف مهاجم مانشستر سيتي، إيرلينغ هالاند، عن كثير من تفاصيل شخصيته وعاداته داخل وخارج الملعب، مؤكداً أنه من أنصار تقنية الـ«VAR»، وأنه لا يرتدي القفازات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نانت يعيّن المغربي القنطاري مدرباً... في مهمة محفوفة بالمخاطر

أحمد القنطاري (أ.ف.ب)
أحمد القنطاري (أ.ف.ب)
TT

نانت يعيّن المغربي القنطاري مدرباً... في مهمة محفوفة بالمخاطر

أحمد القنطاري (أ.ف.ب)
أحمد القنطاري (أ.ف.ب)

عيّن نانت صاحب المركز السابع عشر في الدوري الفرنسي لكرة القدم، المغربي أحمد القنطاري مدرباً خلفاً للمقال البرتغالي لويس كاسترو، وفقاً لما أعلن الخميس.

وستكون مهمة القنطاري البالغ من العمر 40 عاماً محفوفة بالمخاطر، وتتمثل في إنقاذ نادٍ يعاني من خلل كبير، في أول تجربة له على رأس فريق في دوري الدرجة الأولى الفرنسي.

بدأ القنطاري مسيرته الكروية كقطب دفاع مع باريس سان جيرمان قبل أن ينتقل إلى اللعب في ستراسبورغ وبريست ولنس وفالنسيان، إضافة إلى محطة قصيرة مع فريق تورونتو الكندي.

المدافع الدولي السابق يعرف جيداً أجواء النادي «الأصفر» و«الأخضر».

في الموسم الماضي، حين تراجع رئيس النادي فالديمار كيتا في اللحظة الأخيرة عن إقالة أنطوان كومبواريه قبل فترة التوقف الشتوية، انضم القنطاري إلى الجهاز الفني للفريق في مرحلة الإياب التي كانت شديدة الصعوبة على مستوى الأداء والنتائج، لكن نانت نجا من الهبوط في المرحلة الأخيرة.

وأوضح النادي في بيان أن القنطاري، المدرب السابق لفالنسيان و«المساعد للمدرب السابق أنطوان كومبواريه بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) 2025 في صفوف نانت، يعرف جيداً المؤسسة، وجزءاً من المجموعة المحترفة»، معتبراً أن ذلك «يمثل ميزة للعثور سريعاً على مفاتيح النهوض».

هذه المعرفة تشكّل بالفعل السلاح الأبرز للمدرب الذي يفتقر إلى الخبرة في هذا المستوى، تماماً كما كان حال سلفه كاسترو، القادم الصيف الماضي من دانكيرك (درجة ثانية)، والذي لم ينجح في فرض أسلوبه.

الدولي المغربي السابق (15 مباراة دولية) بدأ مسيرته التدريبية فور اعتزاله عام 2019، حين انضم إلى الجهاز الفني لفالنسيان مساعداً لريجينالد راي، ثم أوليفييه غيغان.

بعد فترة قصيرة إلى جانب صبري لموشي في نوتنغهام فوريست الإنجليزي، ثم في قطر مع الدحيل، عاد القنطاري إلى فالنسيان حيث واصل العمل مع غيغان.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، تولى تدريب الفريق مؤقتاً وهو في المركز الأخير بدوري الدرجة الثانية، ولم ينجح في إخراجه من منطقة الخطر، لكنه بلغ نصف نهائي كأس فرنسا قبل أن يخسر أمام ليون (0-3).

واصل القنطاري مهمته في دوري الدرجة الثالثة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، حين أقيل بدوره، قبل أن يعود الآن إلى الواجهة مع نانت.

كان اسمه مطروحاً سابقاً لخلافة كومبواريه، لكن النادي فضّل كاسترو الذي جاء بسمعة جيدة بعد موسم مميز مع دانكيرك (المركز الرابع في الدرجة الثانية ونصف نهائي كأس فرنسا)، إلا أن أسلوب لعبه لم يكن ناجحاً تماماً في نانت.

وكان القنطاري يعمل محللاً تلفزيونياً في قناة «ليغ1+» منذ بداية الموسم، قبل أن يقبل تحدياً يبدو شبه مستحيل بالنظر إلى تاريخ نانت مع مدربيه.

يعاني الفريق من فشل في التعاقدات الصيفية ومن عدم نجاح «تجربة» كاسترو، ويقدم أداءً باهتاً وهجوماً ضعيفاً، ما جعله يحقق أسوأ حصيلة له بعد 15 مرحلة منذ وصول عائلة كيتا عام 2007، برصيد 11 نقطة فقط وفوزين في 15 مباراة.

وسيخوض القنطاري أول مباراة له كمدرب رئيسي في دوري الدرجة الأولى الجمعة في افتتاح المرحلة السادسة عشرة أمام أنجيه، النادي الذي يحتل المركز الحادي عشر برصيد 19 نقطة، رغم أن ميزانيته تبلغ نصف ميزانية نانت تقريباً، حتى بعد خفض الأخيرة من 80 إلى 50 مليون يورو هذا العام.

يتميز أنجيه بمدرب يحظى بالاحترام والدعم من الإدارة، وهو ألكسندر دوجو، وبأسلوب لعب بسيط لكنه فعال، وبمجموعة متماسكة قادرة على منافسة أي فريق حتى في اللحظات الأخيرة، وهو حقق ثلاثة انتصارات في آخر أربع مباريات، وهو ما يفتقده نانت تماماً في الوقت الحالي. لكن القنطاري سيعتمد على بعض اللاعبين المميزين في التشكيلة، خصوصاً الشباب الواعدين، مع إمكانية تعزيز الصفوف في فترة الانتقالات الشتوية، بعد ضم الظهير الأيسر الكولومبي ديفر ماشادو من لنس الاثنين.

وسيعمل إلى جانبه مساعده السابق في فالنسيان، ستيفان مانجيون، إضافة إلى إريك بلاهيك الذي سبق أن عمل مساعداً لعدد كبير من مدربي الدرجتين الأولى والثانية بين عامَي 1993 و2019.

ستكون أمام القنطاري ستة أشهر لتفادي هبوط نانت السابع عشر قبل الأخير بفارق الأهداف أمام متز الأخير، وهو المصير الذي نجا منه النادي بصعوبة في السنوات الأخيرة.


غياب مانشستر يونايتد عن المنافسات الأوروبية يكبِّده خسائر مالية فادحة

روبن أموريم المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)
روبن أموريم المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)
TT

غياب مانشستر يونايتد عن المنافسات الأوروبية يكبِّده خسائر مالية فادحة

روبن أموريم المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)
روبن أموريم المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

سجل مانشستر يونايتد خسارة صافية خلال الربع الأول اليوم (الخميس)، متأثراً بانخفاض عائدات البث ومبيعات التذاكر، في ظل غياب النادي عن المشاركة في البطولات الأوروبية لكرة القدم هذا الموسم.

وسجل النادي خسارة صافية قدرها 6.6 مليون جنيه إسترليني (8.83 مليون دولار) خلال الربع المنتهي في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، مقارنةً بأرباح بلغت 1.4 مليون جنيه إسترليني في الفترة نفسها من العام الماضي. وتراجعت الإيرادات الإجمالية للربع بنسبة 2 في المائة، فيما انخفضت رواتب اللاعبين والموظفين بنسبة 8.2 في المائة نتيجة عمليات خفض الوظائف.

وقال عمر برادة، الرئيس التنفيذي لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، في بيان: «القرارات الصعبة التي اتخذناها خلال العام الماضي أسفرت عن خفض مستدام في التكاليف، وتشكيل منظومة أكثر فاعلية، مجهَّزة لدفع النادي نحو تحسين الأداء الرياضي والتجاري على المدى الطويل».

ولجأ النادي إلى خفض الوظائف وإجراءات أخرى؛ لتقليص التكاليف بعد ست سنوات متتالية من الخسائر المالية، مما يُبرز حجم التحديات التي يواجهها بطل إنجلترا 20 مرة، الذي يعاني من تراجع الأداء على الصعيد الفني داخل الملعب أو الإداري خارجه.

وأبقى مانشستر يونايتد على توقعاته لإيرادات السنة المالية 2026 بين 640 و660 مليون جنيه إسترليني، مع توقع تحقيق أرباح تشغيلية أساسية تتراوح بين 180 و200 مليون جنيه إسترليني.

وقام جيم راتكليف، المالك الشريك الذي يملك حصة تقدَّر بنحو 29 في المائة في النادي، ويُشرف على عمليات كرة القدم، برفع أسعار التذاكر، رغم إنفاق النادي نحو 230 مليون جنيه إسترليني في سوق الانتقالات الصيفية، وإعلانه خططاً لبناء ملعب جديد بتكلفة ملياري جنيه إسترليني وبسعة 100 ألف مشجع.

ويؤثر غياب النادي عن المسابقات الأوروبية هذا الموسم سلباً على عائدات البث، ويزيد من الضغوط المالية، مما يعمّق غضب الجماهير في وقت يعاني فيه الفريق من صعوبة المنافسة محلياً.


بايرن يطمح لتعزيز صدارته للدوري الألماني أمام ماينز

فريق بايرن ميونيخ (إ.ب.أ)
فريق بايرن ميونيخ (إ.ب.أ)
TT

بايرن يطمح لتعزيز صدارته للدوري الألماني أمام ماينز

فريق بايرن ميونيخ (إ.ب.أ)
فريق بايرن ميونيخ (إ.ب.أ)

سوف تكون الفرصة مواتية أمام فريق بايرن ميونيخ لمواصلة التحليق في صدارة ترتيب الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، حينما يستضيف ماينز، يوم الأحد المقبل، ضمن منافسات المرحلة الـ14 للمسابقة.

ويتربع بايرن (حامل اللقب) على قمة الترتيب حالياً برصيد 37 نقطة، بفارق 8 نقاط أمام أقرب ملاحقيه لايبزغ، في حين يقبع ماينز في مؤخرة الترتيب برصيد 6 نقاط فقط، بفارق 6 نقاط خلف مراكز الأمان.

ومنذ خسارته 1-3 أمام مضيفه آرسنال الإنجليزي بدوري أبطال أوروبا في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لم يعرف بايرن سوى طعم الفوز، بعدما حقق 4 انتصارات متتالية بمختلف المسابقات، كان آخرها أول أمس الثلاثاء، حينما تغلب بالنتيجة ذاتها على ضيفه سبورتنغ لشبونة البرتغالي، بالمسابقة القارية أيضاً.

كما يبحث بايرن، الوحيد الذي حافظ على سجله خالياً من الهزائم في بوندسليغا هذا الموسم حتى الآن، تحقيق انتصاره الرابع على التوالي بالمسابقة، وتحديداً منذ تعادله 2-2 مع مضيفه يونيون برلين في الثامن من الشهر الماضي.

في المقابل، يعاني ماينز من انطلاقة كارثية في البطولة هذا الموسم، حيث اكتفى بتحقيق فوز وحيد جاء على حساب مضيفه أوغسبورغ في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي، مقابل 3 تعادلات، فيما تلقى 9 هزائم، كان آخرها أمام ضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ في المرحلة الماضية.

من جانبه، يسعى لايبزغ للاحتفاظ بوصافة الترتيب، حينما يحل ضيفاً على يونيون برلين، صاحب المركز الثاني عشر برصيد 15 نقطة، في افتتاح لقاءات المرحلة، غداً الجمعة، بالعاصمة الألمانية.

ويخوض لايبزغ اللقاء بمعنويات مرتفعة عقب فوزه الكاسح 6-0 على ضيفه آينتراخت فرانكفورت في المرحلة الماضية، والذي عاد به للانتصارات في المسابقة، إثر تعادله من دون أهداف مع جلادباخ في المرحلة السابقة.

ويخشى لايبزغ، الذي يبتعد بفارق نقطة وحيدة فقط أمام بوروسيا دورتموند، صاحب المركز الثالث، من رد فعل يونيون برلين، الذي سيحاول مصالحة جماهيره، التي شعرت بخيبة أمل كبيرة عقب هزيمته في لقاءاته الثلاثة الأخيرة بجميع البطولات، والتي كان آخرها خسارته 1-3 أمام مضيفه فولفسبورغ في المرحلة الماضية ببوندسليغا.

من ناحيته، يتطلع دورتموند للانقضاض على الوصافة، أملاً في تعثر لايبزغ، وذلك خلال لقائه مع مضيفه فرايبورغ، صاحب المركز التاسع بـ16 نقطة، يوم الأحد المقبل.

ووجَّه دورتموند صدمة لجماهيره، بعدما فرط في تقدمه على ضيفه بودو غليمت النرويجي، بدوري أبطال أوروبا، أمس الأربعاء، ليتعادل معه 2-2 على ملعب (سيغنال إيدونا بارك)، ليهدر فرصة التقدم للمركز السادس في ترتيب المسابقة القارية، المؤهل للأدوار الإقصائية في البطولة.

ولن تكون مهمة دورتموند سهلة في اجتياز عقبة فرايبورغ الذي يطمح في العودة إلى طريق الفوز مجدداً، عقب خسارته 1-2 أمام مضيفه هايدنهايم في المرحلة الماضية للبطولة.

أما باير ليفركوزن، فيرغب في الخروج من الكبوة التي يعاني منها، عندما يلتقي مع ضيفه كولن، صاحب المركز الثامن برصيد 16 نقطة، بعد غد السبت.

وخسر ليفركوزن أمام أوغسبورغ ودورتموند في المرحلتين الماضيتين بالبطولة، ليتراجع إلى المركز الرابع برصيد 23 نقطة، قبل أن يسقط في فخ التعادل 2-2 مع ضيفه نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، أمس الأربعاء، بدوري الأبطال.

من ناحيته، يخطط كولن للخروج بنتيجة إيجابية من ملعب (باي أرينا)، ووضع حد لسلسلة عدم الفوز التي لازمته في مبارياته الأربع الأخيرة بالبطولة، رغم صعوبة المهمة التي تنتظره.

وتشهد المرحلة أيضاً العديد من اللقاءات الهامة، حيث يلتقي هوفنهايم مع ضيفه هامبورغ، بعد غد، فيما يلعب آينتراخت فرانكفورت مع أوغسبورغ، وسانتباولي مع هايدنهايم، وبوروسيا مونشنغلادباخ مع فولفسبورغ، فيما تختتم مباريات المرحلة بلقاء فيردر بريمن مع ضيفه شتوتغارت، يوم الأحد المقبل.