سلوت مطالب بالتعامل بحذر مع صلاح 

محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)
محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)
TT

سلوت مطالب بالتعامل بحذر مع صلاح 

محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)
محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)

حين قرّر المدير الرياضي لليفربول ريتشارد هيوز تعيين أرني سلوت مدرباً للفريق في صيف 2024، كان أحد الأسباب الجوهرية وراء اختياره هو قدرة الهولندي على إدارة فترات التغيير والتحوّل.

وبحسب شبكة «The Athletic»، وفي ناديه السابق فينورد، كان سلوت قد واجه تحدياً مشابهاً. بعد موسم أول ناجح، احتاج إلى «إعادة ضبط» شاملة خلال صيف 2022، فقام النادي بضم 10 لاعبين جدد بعقود دائمة، إلى جانب استعارة أسماء مؤثرة. صحيح أن البداية كانت كارثية بخسارة ودية 7 - 0 أمام كوبنهاغن، لكن الشكوك تبددت سريعاً حين تُوِّج فينورد ببطولة الدوري الهولندي للمرة الثانية فقط في القرن الحالي.

النجاح جذب أنظار الأندية الأوروبية إلى نجوم الفريق، ومع رحيل 5 لاعبين أساسيين في صيف 2023، تحرّك سلوت بجرأة لتعويضهم بـ9 تعاقدات جديدة. تلك القدرة على احتواء التغييرات الكبيرة كانت ما جذب هيوز إليه، خاصة وهو يرى ملامح نهاية حقبة يورغن كلوب في أنفيلد وحتمية ولادة مشروع جديد.

في هولندا، سواء مع كامبور أو ألكمار أو فينورد، كان سلوت غالباً يتعامل مع قوى السوق أكثر مما يتحكم بها. وفي ليفربول وجد نفسه مجدداً أمام سيناريو مشابه؛ خصوصاً مع رغبة ترينت ألكسندر-أرنولد في الانتقال إلى ريال مدريد، ولويس دياز إلى بايرن ميونيخ.

لكن التحدي الحالي مختلف تماماً. فسلوت لم يسبق له أن واجه مهمة إدارة مرحلة أفول أسطورة بحجم محمد صلاح — متى وكيف تُفتح «بوابة الخروج» للاعبٍ صنع مجداً للنادي؟

في موسمه الأول، أبلغ سلوت إدارة النادي بوضوح أنه يريد بقاء صلاح، مؤكداً أن أهدافه وتمريراته الحاسمة كانت عنصراً حاسماً في حسم لقب الدوري الإنجليزي. الاحترام كان متبادلاً، وسرعان ما شعر صلاح بانجذاب نحو طموح المدرب الجديد.

فالنجم المصري كان يشعر أحياناً بالإحباط من ميل يورغن كلوب إلى تقديم نفسه كـ«مظلوم» أمام المنافسين الكبار، في حين كان صلاح يرى أن ليفربول نادٍ بحجم لا يليق به ذلك الخطاب. سلوت، على العكس، تحدث عن ليفربول كفريق يجب أن ينافس على كل الألقاب طوال الوقت.

صلاح لم يكن يوماً من «عبّاد» كلوب، لكن حين اشتعل الخلاف بينهما على الخط الجانبي أمام وست هام في أبريل (نيسان) 2024، وخرج صلاح بعدها غاضباً ليقول للصحافيين: «لو أخبرت عما حدث، فستشتعل النيران»، كان السبب ببساطة أنه جلس احتياطياً — للمرة الأولى تقريباً منذ انضمامه من روما عام 2017.

تلك المواجهة العلنية كانت انعكاساً لتوتّر العلاقة في نهايات عهد كلوب، ولإصرار صلاح على الدفاع عن مكانته مهما كلّف الأمر. فهو لا يتسامح مع شعوره بالتهديد أو التهميش.

بعد 18 شهراً فقط، يجد صلاح نفسه خارج التشكيل الأساسي في مباراتين متتاليتين بدوري الأبطال لأول مرة في مسيرته مع ليفربول — لكن هذه المرة بقرار من سلوت. المدهش أن الفريق قدّم أفضل أداء له منذ أسابيع في غيابه، حين سحق آينتراخت فرنكفورت 5 - 1 في ألمانيا، لينهي سلسلة 4 هزائم متتالية.

صلاح لم يسجل في 6 مباريات متتالية، وسلسلة التراجع تمتد إلى الموسم الماضي الذي أنهى آخر 14 مباراة فيه بأربعة أهداف فقط (اثنان منها من ركلات جزاء). وبعد صافرة النهاية في فرنكفورت، لاحظ مستخدمو «إكس» أن صلاح أزال أي إشارة إلى ليفربول من تعريف حسابه الشخصي، في خطوة فسّرها كثيرون بأنها علامة غضب أو فتور في العلاقة.

المرحلة المقبلة ستكون اختباراً لشخصية سلوت وقدرته على إدارة نجم بحجم صلاح. فالمصري لطالما شعر في ليفربول بأنه محبوب من المدرب والجماهير، حتى في لحظات الخلاف. الآن، ولأول مرة، قد يشعر بأن ذلك الحب لم يعد مطلقاً.

أمّا سلوت، فسيواجه لاعباً يُعدّ أحد أعظم من ارتدوا القميص الأحمر، بشخصية قوية ووعي تام بمكانته. صلاح في الـ33، ولا يبدو من النوع الذي يُقنعه أحد بسهولة بأن تقليص مشاركته قد يطيل عمره في الملاعب. ومع ذلك، فهو يدرك أن كأس الأمم الأفريقية على الأبواب في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني)، وأن ليفربول مضطر للتأقلم على غيابه وقتها، مما يمنح المدرب فرصة لتجربة حلول هجومية بديلة.

ويزيد الضغط أيضاً عقد صلاح الضخم الذي جدّده في أبريل الماضي، بعد جلسة تصوير رمزية جلس فيها على «عرش» فوق أرضية أنفيلد أمام مدرج الكوب، في إعلان فخم عن اتفاق تاريخي يتقاضى بموجبه 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، إضافة إلى مكافآت ضخمة.

بهذا الرقم، يرى صلاح نفسه «الرجل الأول» في الفريق بلا منازع. لكن إدارة فينواي الرياضية المالكة للنادي، المعروفة بتحفّظها المالي، قد تتساءل بدورها: كيف يُمنح نجم هذا الراتب الخرافي ثم يجد نفسه على الدكة؟

المعضلة الحقيقية أن العلاقة بين المدرب والنجم في كرة القدم لا تدوم إلا طالما يخدم أحدهما الآخر. وهو درس قديم تذكّره رحيل جوردان هندرسون، قائد الفريق السابق، الذي ظنّ أنه سيبدأ موسم 2023 في أفضل حالاته البدنية، قبل أن يصارحه كلوب بأن «الوقت قد حان للمغادرة». اندفع هندرسون إلى تجربة في الدوري السعودي، ثم عاد سريعاً إلى أوروبا عبر أياكس ثم برينتفورد، ليستعيد مستواه ويقترب من منتخب إنجلترا مجدداً وهو في الخامسة والثلاثين.

وسيتقابل الصديقان القديمان صلاح وهندرسون مجدداً حين يلتقي برينتفورد وليفربول في لندن مساء السبت — لكن السؤال الكبير هو: هل سيتصافحان قبل المباراة على أرض الملعب أم سيكون صلاح على مقاعد البدلاء مجدداً؟


مقالات ذات صلة

الدوري الألماني: ليفركوزن يقلبها على لايبزيغ بثلاثية

رياضة عالمية لاعبو ليفركوزن يحتفلون مع جماهيرهم بعد الانتصار (أ.ف.ب)

الدوري الألماني: ليفركوزن يقلبها على لايبزيغ بثلاثية

سجل باير ليفركوزن هدفين في غضون أربع دقائق ليقلب تأخره بهدف واحد ​ويفوز 3-1 على لايبزيغ، الذي تجرع أول خسارة على ملعبه هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لايبزيغ (ألمانيا))
رياضة عالمية نيك فولتيماده مهاجم نيوكاسل (إ.ب.أ)

فولتيماده يشعر بالحسرة بعد التعادل مع تشيلسي

بدا نيك فولتيماده مهاجم نيوكاسل محبطاً بعد التعادل 2-2 أمام تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل)
رياضة عالمية ريال سوسييداد اكتفى بالتعادل على أرض ليفانتي (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: سوسييداد يفرط في فوز «نادر» بمعقل ليفانتي

فرَّط ريال سوسييداد الذي يواصل معاناته امتداداً من الموسم الماضي، بفوز نادر في معقل ليفانتي الأخير واكتفى بالتعادل 1-1.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا (نادي بورتو)

تياغو سيلفا يعود إلى أوروبا من بوابة بورتو

عاد المدافع البرازيلي المخضرم تياغو سيلفا إلى أوروبا من بوابة بورتو البرتغالي الذي تعاقد معه رغم أعوامه الـ41، وفق ما أعلن السبت.

«الشرق الأوسط» (بورتو)
رياضة عالمية دانييل باور باق في تدريب فولفسبورغ حتى 2027 (أ.ب)

فولفسبورغ يمنح مدربه المؤقت باور عقداً حتى 2027

قام نادي فولفسبورغ بتعيين مدربه المؤقت دانييل باور بشكل دائم، السبت، وذلك قبل مواجهة الفريق ضد فرايبورغ بالدوري الألماني.

«الشرق الأوسط» (فولفسبورغ)

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
TT

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)

يستهل المنتخب المغربي مشواره في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على أرضه، بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة، الأحد. وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل «أسود الأطلس» اللقاء وهم في المركز الـ11 عالمياً، بوصفه أعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز الـ108.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة بينهما، فقد التقى المنتخبان في 4 مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بـ3 انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرتيهما معاً نحو النهائيات.

كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث فاز «أسود الأطلس» 3 - 1.

ويخوض المنتخب المغربي كأس أمم أفريقيا للمرة الـ20 في تاريخه، والخامسة على التوالي منذ عام 2017، بينما يسجل منتخب جزر القمر حضوره الثاني فقط بعد ظهوره الأول التاريخي في نسخة الكاميرون، ومن المفارقات أن منتخب جزر القمر سيواجه مستضيف البطولة للمرة الثانية على التوالي في مبارياته بكأس الأمم، بعد أن خاض آخر مباراة له في النسخة الماضية له أمام المستضيف الكاميروني، وخسر بصعوبة بهدفين لهدف في دور الـ16.

وبالعودة لنسخة 2021، فقد تأهل الفريقان معاً عن المجموعة الثالثة، حيث تصدر المغرب المجموعة وحل منتخب جزر القمر ضمن أفضل الثوالث متفوقاً على غانا، التي تذيلت الترتيب.

وعلى صعيد الأرقام الخاصة بالمنتخب المغربي، يطمح «الأسود» لتحقيق انطلاقة قوية في استضافتهم الثانية للبطولة بعد نسخة 1988 التي حلوا فيها بالمركز الثالث، علماً بأن بداية مشوار الفريق في تلك النسخة انتهت بالتعادل بهدف لمثله أمام الكونغو الديمقراطية.

ويمتلك المغرب سجلاً حافلاً، حيث تُوِّج باللقب عام 1976 وحلَّ وصيفاً عام 2004، ويدخل هذه النسخة بسلسلة من الانتصارات في مبارياته الافتتاحية بآخر 3 نسخ، مع الحفاظ على نظافة شباكه في آخر 5 مباريات افتتاحية خاضها. وبوصفه أول منتخب أفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يدخل المغرب البطولة بسجل مرعب في التصفيات، حيث حقق العلامة الكاملة بـ6 انتصارات مسجلاً 26 هدفاً، وكان إبراهيم دياز هداف التصفيات بـ7 أهداف.

في المقابل، يمثل منتخب جزر القمر طموح الجزر الأفريقية، وهو واحد من 4 منتخبات جزرية تأهلت للنهائيات تاريخياً بجانب الرأس الأخضر ومدغشقر وموريشيوس. وقد قدم منتخب جزر القمر أفضل حملة تصفيات في تاريخه، حيث تأهل دون خسارة من مجموعة ضمت تونس وغامبيا ومدغشقر، مستنداً إلى دفاع صلب لم يستقبل سوى 4 أهداف.

ورغم أن الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه في مبارياته الـ4 السابقة بالنهائيات، فإنه أثبت خطورته في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل 3 أهداف من أصل 4 له في البطولة، ويعتمد الفريق على استقرار تشكيلته التي شارك فيها 25 لاعباً في التصفيات، منهم 4 لاعبين بدأوا جميع المباريات بصفة أساسية.


«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
TT

«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)

كان يتعيّن على المغربي حمزة إيغامان الاحتراف في الخارج كي يضمن استدعاءه إلى صفوف منتخب بلاده، ومزاحمة المخضرمين أيوب الكعبي ويوسف النصيري على مركز أساسي في قلب الهجوم.

سلك إيغامان، البالغ من العمر 23 عاماً، الطريق ذاته للكعبي والنصيري، حيث نجحا في ضمان مكان في تشكيلة «أسود الأطلس» عبر الاحتراف في الخارج بعدما بدأ مشوارهما الكروي محلياً، الأول مع فريق النهضة البيضاوية وبرز بعدها مع أولمبياكوس اليوناني والثاني في أكاديمية محمد السادس وتألق في صفوف إشبيلية الإسباني على الخصوص.

صنع إيغامان لنفسه اسماً في فريق الجيش الملكي الذي جلبه إلى صفوفه من وداد تمارة الذي اكتشفه في الأحياء الشعبية لمدينة تمارة المجاورة للعاصمة الرباط وضمه إلى صفوف فئتين للناشئين والشباب.

سجل 13 هدفاً في 47 مباراة على مدى ثلاثة مواسم، الأول منها كان في صفوف فريقه الرديف، حيث لعب سبع مباريات فقط في الدرجة الأولى بسن الثامنة عشرة دون أن يسجل أي هدف.

لكنه هز الشباك 6 مرات في 18 مباراة موسم 2022-2023، ثم 7 أهداف في موسم 2023-2024، وكانت بوابته إلى الاحتراف في صفوف رينجرز الأسكوتلندي لمدة 5 مواسم مقابل 3 ملايين يورو لكنه أمضى موسماً واحداً فقط معه وكان رائعاً سجل خلاله 12 هدفاً في 33 مباراة في الدوري مع تمريرة حاسمة.

كما سجل 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في 10 مباريات في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، حيث ساهم في بلوغ ربع النهائي قبل الخروج على يد أتلتيك بلباو الإسباني.

توّج بجائزتي أفضل لاعب شاب وأفضل هدف في الدوري الأسكوتلندي.

انضم إلى صفوف ليل الفرنسي لتعويض هدافه الدولي الكندي جوناثان ديفيد، وكان عند حسن الظن حتى الآن كونه هداف الفريق في الدوري برصيد 5 أهداف مع تمريرة حاسمة في 13 مباراة بين أساسي وبديل (435 دقيقة)، كما سجل له 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

أشاد به مدربه برونو جينيزيو بقوله: «يمتلك مهارات تقنية مميزة. يمتلك المهارة اللازمة، وديناميكيته تمنحه القدرة على إظهار أفضل ما لديه عند دخوله في مجريات المباراة».

لم يتأخر إيغامان في فرض نفسه على تشكيلة «أسود الأطلس» مثبتاً أنه ليس مجرد موهبة عابرة. استُدعي للمرة الأولى في مارس (آذار) الماضي للمباراتين ضد النيجر وتنزانيا ودخل بديلاً في الأولى التي حسمها المغرب 2-1 في مدينة وجدة.

لكنه انتظر سبتمبر (أيلول) الماضي لتسجيل هدفه الدولي الأول في مباراته الدولية الثانية وكانت ضد النيجر (5-1) بمناسبة تدشين ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، حيث تألق مع فريقه السابق الجيش الملكي قبل الاحتراف في أسكوتلندا.

وقتها دخل بديلاً للكعبي وهز الشباك بعد ثلاث دقائق من دخوله ثم صنع هدفاً لعز الدين أوناحي، واحتفل في نهايتها بتأهل «أسود الأطلس» إلى المونديال.

سجل هدفه الثاني في مباراته الدولية الثالثة والأولى كأساسي بعدها بأربعة أيام ضد المضيفة زامبيا (2-0) في مدينة ندولا بتسديدة رائعة من خارج المنطقة، ليرسخ مكانته داخل منظومة المدرب وليد الركراكي.

أكد الركراكي عقب الفوز على زامبيا أن إيغامان لم يخذل ثقته قائلاً: «عندما تعطي حمزة القميص فإنه يجيبك، لديه موهبة كبيرة، يشتغل يسمع ويأخذ الثقة شيئاً فشيئاً، أتمنى أن يبقى في هذا المستوى. لديه مستقبل كبير في المنتخب ومع فريقه أيضاً».

وأضاف: «عندما جاء للمرة الأولى لم يلعب، ثم بدأ يدخل تدريجياً، وهذا ما نفعله مع جميع اللاعبين الجدد، لأن حمل القميص الوطني ليس سهلاً».

وتابع: «أبان عن موهبة لافتة وإمكانات تقنية عالية، وبدأ يكتسب الثقة تدريجياً رغم الدقائق المحدودة التي خاضها حتى الآن مع المنتخب الأول».

وأوضح أن السياسة التي يعتمدها والقائمة على منح دقائق لعب تدريجية للاعبين الجدد، بدأت تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن إيغامان يجسد هذه المقاربة بنجاح.

وأعرب الركراكي عن ارتياحه للمنافسة القوية داخل المنتخب، خصوصاً في مركز قلب الهجوم: «هذا التنافس الصحي يخدم مصلحة المنتخب لأنه يدفع كل لاعب إلى بذل أقصى ما لديه من أجل ضمان مكانته في التشكيلة الرسمية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأداء العام للمجموعة».

يتمتع إيغامان بمهارات فنية متعددة، ويجيد اللعب على الجناحين. يجمع بين القوة البدنية والفنية، ما يسمح له بالاحتفاظ بالكرة واللعب وظهره إلى المرمى والمشاركة في بناء الهجمات.

كما يتميز أسلوب لعبه بمهارات المراوغة والقدرة على التسديد من مسافات بعيدة، وميله لتقديم التمريرات الحاسمة.

يُوصف أيضاً بأنه لاعب على غرار البرازيلي رونالدو نازاريو، يتمتع بغرائز قوية ومرونة ذهنية قوية، وهي صفات تبرز من خلال أدائه في المواقف الصعبة.

لم يبخس إيغامان الذي استلهم في شبابه من مهاجمين أمثال الإيفواري ديدييه دروغبا والفرنسي أوليفييه جيرو زميله في ليل حالياً، الذي يدخل مكانه بديلاً هذا الموسم، حق الجماهير المغربية وشكرها على مساندته، مطالباً إياها بالوثوق في المنتخب وتشجيعه للظفر باللقب الثاني في تاريخه.


تونس تفتقد المساكني لأول مرة منذ 2010

نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
TT

تونس تفتقد المساكني لأول مرة منذ 2010

نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)
نجم تونس المخضرم يوسف المساكني (منتخب تونس)

للمرة الأولى منذ نهائيات كأس أمم أفريقيا 2010، يغيب نجم تونس المخضرم يوسف المساكني عن بعثة «نسور قرطاج» التي وصلت مساء الجمعة، إلى الرباط، للمشاركة في النسخة الـ35 من البطولة التي تقام في الفترة بين 21 ديسمبر (كانون الأول) و18 يناير (كانون الثاني).

ويعدّ غياب اللاعب الأكثر موهبة في تونس منذ نحو عقدين، خسارة كبيرة للمنتخب التونسي في مشواره للبحث عن اللقب الثاني، بعد تتويجه الوحيد عام 2004 على الملاعب التونسية.

وأبدى مدرب المنتخب سامي الطرابلسي في وقت سابق، حسرته لعدم جاهزية المساكني وابتعاده عن المنافسة، لكنه في الوقت نفسه كان ترك الباب مفتوحاً لإمكانية عودته في حال استعاد نشاطه.

وظل المساكني من دون أي نشاط بعد انتهاء عقده مع ناديه العربي القطري في يونيو (حزيران) الماضي، قبل أن يعلن الترجي التونسي استعادة نجمه بعقد لمدة عام ونصف عام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وبدأ المساكني (35 عاماً) تدريباته مع الترجي في نهاية الشهر نفسه، عبر خضوعه لبرنامج تأهيلي خاص، وهي فترة قصيرة حالت دون استعادة جاهزيته بشكل كامل للالتحاق بالمنتخب.

وقال لاعب المنتخب نعيم السيليتي: «غياب المساكني ترك فراغاً كبيراً. بإمكانه مساعدتنا حتى في 5 دقائق. نتمنى أن نراه قريباً».

ويمثل يوسف المساكني علامة ساطعة في أكبر مسابقة كرة قدم بأفريقيا، وهو يتشارك مع المصري أحمد حسن، والكاميروني ريجوبرت سونغ، والغاني أندريه أيو، في الرقم القياسي لعدد مرات المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا، بوجوده في 8 نسخ متتالية منذ دورة 2010.

وليس واضحاً ما إذا كان اللاعب قادراً على الاستمرار في اللعب حتى النسخة التالية من كأس أمم أفريقيا لكسر الرقم القياسي، أم لا، ومع ذلك فهو يحمل في جرابه أرقاماً قياسية بالجملة.

ويعدّ المساكني هداف تونس في المسابقة بـ7 أهداف، وهو أول لاعب تونسي يسجل في 4 نسخ مختلفة من المسابقة، وأول لاعب عربي يسجل في 5 بطولات متتالية.

وكانت أولى مشاركات المساكني في البطولة القارية في سن الـ19 عاماً بدورة أنغولا عام 2010، وسجل أول أهدافه في دورة الغابون عام 2012 ضد المغرب.

وإلى جانب مهاراته العالية، يحتفظ المساكني بأحد أجمل الأهداف المسجلة في تاريخ البطولة والموقع في شباك الجزائر في نسخة 2013، من تسديدة بعيدة في الزاوية التسعين.

ولعب المساكني في تونس لأندية الملعب التونسي، ثم الترجي، قبل انتقاله في 2013 إلى نادي لخويا القطري في صفقة قياسية آنذاك بلغت قيمتها 15 مليون دولار أميركي، كما لعب لناديي يوبين البلجيكي والعربي القطري.