سلوت مطالب بالتعامل بحذر مع صلاح 

محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)
محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)
TT

سلوت مطالب بالتعامل بحذر مع صلاح 

محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)
محمد صلاح جلس احتياطياً لمباراتين متتاليتين مع ليفربول (إ.ب.أ)

حين قرّر المدير الرياضي لليفربول ريتشارد هيوز تعيين أرني سلوت مدرباً للفريق في صيف 2024، كان أحد الأسباب الجوهرية وراء اختياره هو قدرة الهولندي على إدارة فترات التغيير والتحوّل.

وبحسب شبكة «The Athletic»، وفي ناديه السابق فينورد، كان سلوت قد واجه تحدياً مشابهاً. بعد موسم أول ناجح، احتاج إلى «إعادة ضبط» شاملة خلال صيف 2022، فقام النادي بضم 10 لاعبين جدد بعقود دائمة، إلى جانب استعارة أسماء مؤثرة. صحيح أن البداية كانت كارثية بخسارة ودية 7 - 0 أمام كوبنهاغن، لكن الشكوك تبددت سريعاً حين تُوِّج فينورد ببطولة الدوري الهولندي للمرة الثانية فقط في القرن الحالي.

النجاح جذب أنظار الأندية الأوروبية إلى نجوم الفريق، ومع رحيل 5 لاعبين أساسيين في صيف 2023، تحرّك سلوت بجرأة لتعويضهم بـ9 تعاقدات جديدة. تلك القدرة على احتواء التغييرات الكبيرة كانت ما جذب هيوز إليه، خاصة وهو يرى ملامح نهاية حقبة يورغن كلوب في أنفيلد وحتمية ولادة مشروع جديد.

في هولندا، سواء مع كامبور أو ألكمار أو فينورد، كان سلوت غالباً يتعامل مع قوى السوق أكثر مما يتحكم بها. وفي ليفربول وجد نفسه مجدداً أمام سيناريو مشابه؛ خصوصاً مع رغبة ترينت ألكسندر-أرنولد في الانتقال إلى ريال مدريد، ولويس دياز إلى بايرن ميونيخ.

لكن التحدي الحالي مختلف تماماً. فسلوت لم يسبق له أن واجه مهمة إدارة مرحلة أفول أسطورة بحجم محمد صلاح — متى وكيف تُفتح «بوابة الخروج» للاعبٍ صنع مجداً للنادي؟

في موسمه الأول، أبلغ سلوت إدارة النادي بوضوح أنه يريد بقاء صلاح، مؤكداً أن أهدافه وتمريراته الحاسمة كانت عنصراً حاسماً في حسم لقب الدوري الإنجليزي. الاحترام كان متبادلاً، وسرعان ما شعر صلاح بانجذاب نحو طموح المدرب الجديد.

فالنجم المصري كان يشعر أحياناً بالإحباط من ميل يورغن كلوب إلى تقديم نفسه كـ«مظلوم» أمام المنافسين الكبار، في حين كان صلاح يرى أن ليفربول نادٍ بحجم لا يليق به ذلك الخطاب. سلوت، على العكس، تحدث عن ليفربول كفريق يجب أن ينافس على كل الألقاب طوال الوقت.

صلاح لم يكن يوماً من «عبّاد» كلوب، لكن حين اشتعل الخلاف بينهما على الخط الجانبي أمام وست هام في أبريل (نيسان) 2024، وخرج صلاح بعدها غاضباً ليقول للصحافيين: «لو أخبرت عما حدث، فستشتعل النيران»، كان السبب ببساطة أنه جلس احتياطياً — للمرة الأولى تقريباً منذ انضمامه من روما عام 2017.

تلك المواجهة العلنية كانت انعكاساً لتوتّر العلاقة في نهايات عهد كلوب، ولإصرار صلاح على الدفاع عن مكانته مهما كلّف الأمر. فهو لا يتسامح مع شعوره بالتهديد أو التهميش.

بعد 18 شهراً فقط، يجد صلاح نفسه خارج التشكيل الأساسي في مباراتين متتاليتين بدوري الأبطال لأول مرة في مسيرته مع ليفربول — لكن هذه المرة بقرار من سلوت. المدهش أن الفريق قدّم أفضل أداء له منذ أسابيع في غيابه، حين سحق آينتراخت فرنكفورت 5 - 1 في ألمانيا، لينهي سلسلة 4 هزائم متتالية.

صلاح لم يسجل في 6 مباريات متتالية، وسلسلة التراجع تمتد إلى الموسم الماضي الذي أنهى آخر 14 مباراة فيه بأربعة أهداف فقط (اثنان منها من ركلات جزاء). وبعد صافرة النهاية في فرنكفورت، لاحظ مستخدمو «إكس» أن صلاح أزال أي إشارة إلى ليفربول من تعريف حسابه الشخصي، في خطوة فسّرها كثيرون بأنها علامة غضب أو فتور في العلاقة.

المرحلة المقبلة ستكون اختباراً لشخصية سلوت وقدرته على إدارة نجم بحجم صلاح. فالمصري لطالما شعر في ليفربول بأنه محبوب من المدرب والجماهير، حتى في لحظات الخلاف. الآن، ولأول مرة، قد يشعر بأن ذلك الحب لم يعد مطلقاً.

أمّا سلوت، فسيواجه لاعباً يُعدّ أحد أعظم من ارتدوا القميص الأحمر، بشخصية قوية ووعي تام بمكانته. صلاح في الـ33، ولا يبدو من النوع الذي يُقنعه أحد بسهولة بأن تقليص مشاركته قد يطيل عمره في الملاعب. ومع ذلك، فهو يدرك أن كأس الأمم الأفريقية على الأبواب في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني)، وأن ليفربول مضطر للتأقلم على غيابه وقتها، مما يمنح المدرب فرصة لتجربة حلول هجومية بديلة.

ويزيد الضغط أيضاً عقد صلاح الضخم الذي جدّده في أبريل الماضي، بعد جلسة تصوير رمزية جلس فيها على «عرش» فوق أرضية أنفيلد أمام مدرج الكوب، في إعلان فخم عن اتفاق تاريخي يتقاضى بموجبه 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعياً، إضافة إلى مكافآت ضخمة.

بهذا الرقم، يرى صلاح نفسه «الرجل الأول» في الفريق بلا منازع. لكن إدارة فينواي الرياضية المالكة للنادي، المعروفة بتحفّظها المالي، قد تتساءل بدورها: كيف يُمنح نجم هذا الراتب الخرافي ثم يجد نفسه على الدكة؟

المعضلة الحقيقية أن العلاقة بين المدرب والنجم في كرة القدم لا تدوم إلا طالما يخدم أحدهما الآخر. وهو درس قديم تذكّره رحيل جوردان هندرسون، قائد الفريق السابق، الذي ظنّ أنه سيبدأ موسم 2023 في أفضل حالاته البدنية، قبل أن يصارحه كلوب بأن «الوقت قد حان للمغادرة». اندفع هندرسون إلى تجربة في الدوري السعودي، ثم عاد سريعاً إلى أوروبا عبر أياكس ثم برينتفورد، ليستعيد مستواه ويقترب من منتخب إنجلترا مجدداً وهو في الخامسة والثلاثين.

وسيتقابل الصديقان القديمان صلاح وهندرسون مجدداً حين يلتقي برينتفورد وليفربول في لندن مساء السبت — لكن السؤال الكبير هو: هل سيتصافحان قبل المباراة على أرض الملعب أم سيكون صلاح على مقاعد البدلاء مجدداً؟


مقالات ذات صلة

مدرب مالي: المغرب المرشح الأوفر حظاً للتتويج بأمم أفريقيا

رياضة عالمية توم سينتفيت مدرب منتخب مالي (رويترز)

مدرب مالي: المغرب المرشح الأوفر حظاً للتتويج بأمم أفريقيا

أوضح توم سينتفيت، مدرب منتخب مالي، أن الأجواء في المغرب ممتازة منذ وصول الفريق للمشاركة في كأس أمم أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية أندرياس كريستنسن (رويترز)

إصابة جديدة لكريستنسن تبعده لأشهر عن برشلونة

يغيب المدافع الدنماركي أندرياس كريستنسن عن صفوف فريقه برشلونة متصدر ترتيب الدوري الإسباني لكرة القدم، لأشهر عدة بعد تشخيص إصابته بتمزق في أربطة الركبة.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية هوغو بروس (رويترز)

بروس يأمل في معادلة إنجاز رينارد بكأس أمم أفريقيا

يستعد هوغو بروس، مدرب المنتخب الجنوب أفريقي (بافانا بافانا)، لدخول كأس أفريقيا للأمم 2025 في المغرب برؤية واضحة وطموح كبير.

«الشرق الأوسط» (الرباط )
رياضة عالمية قاطع لاعبو المنتخب الأوغندي الحصة التدريبية لمنتخب بلادهم (رويترز)

خلاف مالي يعلق تدريبات أوغندا قبل مواجهة تونس

قاطع لاعبو المنتخب الأوغندي الحصة التدريبية لمنتخب بلادهم، السبت، بسبب خلافات مالية مع الاتحاد الأوغندي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
رياضة عالمية ترقب كبير لانطلاق كأس أمم أفريقيا وسط غضب على التوقيت (أ.ف.ب)

غضب يتصاعد بسبب جدول «كأس أفريقيا» وتزامنها مع «أعياد الميلاد»

أدى غياب اهتمام الاتحاد الدولي لكرة القدم بكرة القدم الأفريقية، باعتبارها المصدر المالي الأهم، إلى تقليص فترة الإعداد بشكل غير كافٍ.

«الشرق الأوسط» (الرباط)

مونديال القارة السمراء ينطلق اليوم... وصلاح وحكيمي «تحت الأنظار»


الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)
الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)
TT

مونديال القارة السمراء ينطلق اليوم... وصلاح وحكيمي «تحت الأنظار»


الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)
الأماكن العامة في المغرب ارتدت حلة المونديال الأفريقي (أ.ب)

يترقب عشاق الساحرة المستديرة في العالم بصفة عامة، وفي القارة السمراء، بشكل خاص، انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية، في المغرب، اليوم الأحد، التي تستمر فعالياتها حتى 18 يناير (كانون الثاني) المقبل.

ويتطلع المنتخب المغربي، الذي يستضيف المسابقة القارية على ملاعبه، لتقديم أوراق اعتماده لكي يصبح قوة كروية عالمية من خلال التتويج بلقبه الثاني في أمم أفريقيا، بعد نسخة عام 1976 بإثيوبيا.

ويستهل المنتخب المغربي مشواره بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة، وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل «أسود الأطلس» اللقاء وهم في المركز الحادي عشر عالمياً، كأعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز 108.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة، فقد التقى المنتخبان في أربع مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بثلاثة انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرهما معاً نحو النهائيات.

كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث فاز أسود الأطلس 3-1.

بدوره أكد قائد المنتخب المغربي أشرف حكيمي، السبت، جاهزيته لخوض المباراة الافتتاحية بعد تعافيه من الإصابة، لكن «القرار يعود إلى المدرب».

وقال الظهير الأيمن والقائد الثاني لنادي باريس سان جرمان الفرنسي خلال مؤتمر صحافي عشية المباراة الافتتاحية: «أشعر أنني بحالة جيدة وسنرى ما سيقرره المدرب وليد الركراكي».

وأصيب حكيمي بالتواء خطير في الكاحل إثر تدخل قوي من مهاجم بايرن ميونيخ الألماني الكولومبي لويس دياز في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في الجولة السادسة من مسابقة دوري أبطال أوروبا.

حكيمي يمر من أمام صورة للعاهل المغربي في طريقة للمؤتمر الصحافي (أ.ف.ب)

وأضاف حكيمي: «كانت فترة صعبة بالتأكيد، لكن إصراري على الوجود مع منتخب بلادي دفعني إلى بذل أقصى الجهود للتعافي والوجود في هذه الفرصة الاستثنائية».

وتابع: «منذ فترة طويلة ونحن ننتظر هذه اللحظة، لدينا الرغبة ونعي بالمسؤولية الملقاة. إنها مسؤولية إيجابية تحفزنا وما يجب علينا القيام به هو التحكم بمشاعرنا أمام جمهورنا وأن نكون في الموعد».

تابع لاعب ريال مدريد الإسباني وبوروسيا دورتموند الألماني السابق: «عملنا كثيراً كي نكون جيدين ونحن جاهزون لتقديم أفضل مستوى ومحاولة الإبقاء على الكأس في المغرب، وبطبيعة الحال مع احترام المنافسين».

وأردف قائلاً: «نعرف ما نحن بحاجة إلى القيام به، انتظرنا هذه اللحظة منذ خروجنا من ثمن النهائي في نسخة 2024 في ساحل العاج، تدربنا بقوة كل يوم والآن نحن أمام فرصة تاريخية يجب أن نستغلها ومساعدة المنتخب من أجل الفوز باللقب».

ويخوض حكيمي الكأس القارية للمرة الرابعة في مسيرته وانتهت الثلاث السابقة بخيبات أمل، لكنه شدد على أن النسخة الحالية مختلفة واستثنائية «على أرضنا وأمام عائلاتنا وكل الأمة خلفنا، وهذا حافز إضافي للدفاع عن ألوان منتخب بلدك وتقديم أفضل ما لديك».

مراسل تلفزيوني يداعب الكرة أمام ملعب الأمير مولاي عبد الله حيث ستجرى مباراة الافتتاح (أ.ف.ب)

وشدد حكيمي على الإنجازات الجماعية: «لا أفكر في الإنجازات الفردية والشخصية، أفضل اللعب الجماعي ورؤية المغاربة سعداء، سواء لعبت أو لم ألعب، فأنا أفضل الفوز باللقب، ومعا سنقوم بأشياء عظيمة».

وتعدُّ هذه البطولة، التي تستمر أربعة أسابيع، بمثابة بروفة شاملة لكأس العالم 2030، حيث سيكون المغرب إحدى الدول الرئيسية المضيفة، وقد شرعت المملكة في تنفيذ أحد أضخم برامج البنية التحتية في تاريخ الرياضة الأفريقية استعداداً لهذه البطولة.

ويتنافس 24 منتخباً من مختلف أنحاء القارة في تسعة ملاعب جديدة، أو مجددة بالكامل في 6 مدن، ويعدُّ المغرب من أبرز المرشحين للفوز باللقب المرموق، لا سيما بعد بلوغه قبل نهائي كأس العالم 2022، في إنجاز غير مسبوق.

وتأمل المنتخبات العربية الستة المشاركة في البطولة، استعادة اللقب الذي فقدته في النسختين الماضيتين، تحديداً منذ فوز الجزائر باللقب عام 2019.

ويأتي منتخب كوت ديفوار، حامل اللقب، الذي أحرز اللقب في النسخة الماضية التي احتضنتها ملاعبه، كأبرز المرشحين لمنافسة المنتخبات العربية على اللقب، بينما يأمل منتخب نيجيريا في تحقيق إنجاز أفضل بعد خسارته في المباراة النهائية بالنسخة الماضية، حيث يطمح أيضاً لمصالحة جماهيره التي شعرت بخيبة أمل كبير عقب إخفاق منتخب النسور الخضراء المحلقة في التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بالولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

التميمة الرسمية للبطولة انتشرت في أرجاء المغرب (أ.ف.ب)

كما يعود منتخب السنغال، بقيادة نجمه المخضرم ساديو ماني، إلى المشاركة مجدداً بعد فوزه بنسخة 2021 في الكاميرون، بينما يطمع المنتخب المصري في ألا تشتت التكهنات حول مستقبل نجمه الأسطوري محمد صلاح تركيزه عن تحقيق لقبه القاري الثامن من أجل تعزيز رقمه القياسي أكثر المنتخبات المتوجة بالبطولة، التي انطلقت نسختها الأولى عام 1957.

وكان من المقرر في البداية أن تستضيف غينيا نسخة أمم أفريقيا عام 2025، ولكن تم سحب حق استضافة المسابقة منها في 2022، عندما قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) أن البلاد لا تملك البنية التحتية والمرافق الكافية.

وعرض المغرب، الذي تم سحب حق استضافة نسخة البطولة عام 2015 منه، أن يتولى تنظيم المسابقة، التي تحمل الرقم 35 في تاريخ البطولة.

وكان من المقرر في البداية إقامة البطولة في فصل الصيف، لكن «كاف» وافق على تأجيلها حتى لا تتعارض مع بطولة كأس العالم للأندية، بنظامها الجديد في الولايات المتحدة، الذي شهد مشاركة 32 فريقاً لأول مرة.

وقام «كاف» بتغيير موعد إقامة كأس الأمم الأفريقية إلى فصل الصيف في عام 2017، بدءاً من نسخة عام 2019 بمصر، ثم تم تأجيل نسخة عام 2021، لمدة عام بسبب جائحة «كوفيد - 19»، إلى شهر يناير (كانون الثاني)، بسبب «الظروف المناخية غير المواتية» خلال فصل الصيف في الكاميرون.

ويواجه المغرب ضغوطاً كبيرة لتحقيق لقبه الثاني في كأس الأمم الأفريقية، حيث يبدأ مشواره على «ملعب الأمير مولاي عبد الله»، الذي يتسع إلى 69500 متفرج، غداً، ضمن منافسات المجموعة الأولى، التي تضم أيضاً منتخبي مالي وزامبيا.

وتشهد المجموعة الثانية في مرحلة المجموعات مواجهةً بين مصر وجنوب أفريقيا، التي أقصت المغرب في النسخة الماضية، بينما تحلم أنغولا وزيمبابوي بتحقيق مفاجأة بالعبور نحو الأدوار الإقصائية.

ومن المتوقع أن يتأهل منتخبا نيجيريا وتونس من المجموعة الثالثة، حيث أوقعتهما القرعة مع منتخبي أوغندا وتنزانيا.

وفي المقابل، تتنافس السنغال والكونغو الديمقراطية في المجموعة الرابعة، إلى جانب بنين وبوتسوانا، وكان منتخب الكونغو الديمقراطية خسر أمام منتخب كوت ديفوار، الفائز باللقب، في قبل نهائي النسخة الماضية.

وتواجه الجزائر الكثير من الضغوط أيضاً في المجموعة الخامسة بعد خروجها من دور المجموعات في النسختين الماضيتين، حيث يواجه «محاربو الصحراء» بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان.

وتشهد المجموعة السادسة منافسة ساخنة بين منتخب كوت ديفوار (حامل اللقب) والكاميرون، التي تمتلك خمسة ألقاب في البطولة، التي طغى على استعداداتها إقالة مدربها وسط خلاف مع رئيس الاتحاد صامويل إيتو، فيما تكتمل المجموعة بمنتخبي الجابون وموزمبيق.

ويعتبر منتخب غانا، الذي يمتلك 4 ألقاب في البطولة، أبرز الغائبين عن النسخة المقبلة من أمم أفريقيا، بعدما فشل في عبور التصفيات، حيث تذيل مجموعته في مفاجأة من العيار الثقيل.

ويتأهل أول منتخب من كل مجموعة للأدوار الإقصائية، بالإضافة إلى أفضل أربعة منتخبات حصلت على المركز الثالث، في المجموعات الست، وفقاً للائحة المسابقة.

وستكون الأضواء مسلطة على العديد من النجوم، وفي مقدمتهم المغربي أشرف حكيمي، ظهير أيمن باريس سان جيرمان الفرنسي، المتوج مؤخراً بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025.

وتتصدر صورة حكيمي كل لوحة إعلانية في العاصمة المغربية الرباط.

كما سيكون صلاح محط أنظار الجميع في معسكر المنتخب المصري وسط تكهنات بإمكانية رحيله عن ليفربول بعد أن أعرب عن استيائه من قلة مشاركاته مع الفريق الأحمر.

ولم يسبق لصلاح الفوز بكأس الأمم الأفريقية، لكنه كان قريباً من تحقيق هذا الإنجاز في عامي 2017 و2022 عندما وصل المنتخب المصري إلى المباراة النهائية.


«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
TT

«أمم أفريقيا»: المغرب يتطلع لترسيخ عقدته التاريخية لجزر القمر

منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)
منتخب المغرب يستعد لأمم أفريقيا بأرضه (رويترز)

يستهل المنتخب المغربي مشواره في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم على أرضه، بمواجهة نظيره منتخب جزر القمر في المباراة الافتتاحية للبطولة، الأحد. وتعد هذه المواجهة الثانية بين المنتخبين في تاريخ النهائيات القارية، حيث يدخل «أسود الأطلس» اللقاء وهم في المركز الـ11 عالمياً، بوصفه أعلى منتخب أفريقي تصنيفاً، بينما يحتل منتخب جزر القمر المركز الـ108.

وبالنظر إلى تاريخ المواجهات المباشرة بينهما، فقد التقى المنتخبان في 4 مناسبات سابقة، دانت فيها السيطرة للمغرب بـ3 انتصارات مقابل تعادل وحيد، وكان أول لقاء يجمعهما في تصفيات نسخة 2019، حيث فاز المغرب ذهاباً بهدف نظيف وتعادلا إياباً بهدفين لكل منهما، ليكملا مسيرتيهما معاً نحو النهائيات.

كما تواجه الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2021 بالكاميرون، وانتهى اللقاء حينها بفوز مغربي بهدفين دون رد سجلهما سليم أملاح وزكريا أبو خلال، قبل تجدد المواجهة بينهما في كأس العرب بقطر في ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حيث فاز «أسود الأطلس» 3 - 1.

ويخوض المنتخب المغربي كأس أمم أفريقيا للمرة الـ20 في تاريخه، والخامسة على التوالي منذ عام 2017، بينما يسجل منتخب جزر القمر حضوره الثاني فقط بعد ظهوره الأول التاريخي في نسخة الكاميرون، ومن المفارقات أن منتخب جزر القمر سيواجه مستضيف البطولة للمرة الثانية على التوالي في مبارياته بكأس الأمم، بعد أن خاض آخر مباراة له في النسخة الماضية له أمام المستضيف الكاميروني، وخسر بصعوبة بهدفين لهدف في دور الـ16.

وبالعودة لنسخة 2021، فقد تأهل الفريقان معاً عن المجموعة الثالثة، حيث تصدر المغرب المجموعة وحل منتخب جزر القمر ضمن أفضل الثوالث متفوقاً على غانا، التي تذيلت الترتيب.

وعلى صعيد الأرقام الخاصة بالمنتخب المغربي، يطمح «الأسود» لتحقيق انطلاقة قوية في استضافتهم الثانية للبطولة بعد نسخة 1988 التي حلوا فيها بالمركز الثالث، علماً بأن بداية مشوار الفريق في تلك النسخة انتهت بالتعادل بهدف لمثله أمام الكونغو الديمقراطية.

ويمتلك المغرب سجلاً حافلاً، حيث تُوِّج باللقب عام 1976 وحلَّ وصيفاً عام 2004، ويدخل هذه النسخة بسلسلة من الانتصارات في مبارياته الافتتاحية بآخر 3 نسخ، مع الحفاظ على نظافة شباكه في آخر 5 مباريات افتتاحية خاضها. وبوصفه أول منتخب أفريقي يصل لنصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، يدخل المغرب البطولة بسجل مرعب في التصفيات، حيث حقق العلامة الكاملة بـ6 انتصارات مسجلاً 26 هدفاً، وكان إبراهيم دياز هداف التصفيات بـ7 أهداف.

في المقابل، يمثل منتخب جزر القمر طموح الجزر الأفريقية، وهو واحد من 4 منتخبات جزرية تأهلت للنهائيات تاريخياً بجانب الرأس الأخضر ومدغشقر وموريشيوس. وقد قدم منتخب جزر القمر أفضل حملة تصفيات في تاريخه، حيث تأهل دون خسارة من مجموعة ضمت تونس وغامبيا ومدغشقر، مستنداً إلى دفاع صلب لم يستقبل سوى 4 أهداف.

ورغم أن الفريق لم يحافظ على نظافة شباكه في مبارياته الـ4 السابقة بالنهائيات، فإنه أثبت خطورته في الشوط الثاني الذي شهد تسجيل 3 أهداف من أصل 4 له في البطولة، ويعتمد الفريق على استقرار تشكيلته التي شارك فيها 25 لاعباً في التصفيات، منهم 4 لاعبين بدأوا جميع المباريات بصفة أساسية.


«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
TT

«أمم أفريقيا»: المغربي إيغامان هداف بالفطرة

المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)
المغربي حمزة إيغامان (منتخب المغرب)

كان يتعيّن على المغربي حمزة إيغامان الاحتراف في الخارج كي يضمن استدعاءه إلى صفوف منتخب بلاده، ومزاحمة المخضرمين أيوب الكعبي ويوسف النصيري على مركز أساسي في قلب الهجوم.

سلك إيغامان، البالغ من العمر 23 عاماً، الطريق ذاته للكعبي والنصيري، حيث نجحا في ضمان مكان في تشكيلة «أسود الأطلس» عبر الاحتراف في الخارج بعدما بدأ مشوارهما الكروي محلياً، الأول مع فريق النهضة البيضاوية وبرز بعدها مع أولمبياكوس اليوناني والثاني في أكاديمية محمد السادس وتألق في صفوف إشبيلية الإسباني على الخصوص.

صنع إيغامان لنفسه اسماً في فريق الجيش الملكي الذي جلبه إلى صفوفه من وداد تمارة الذي اكتشفه في الأحياء الشعبية لمدينة تمارة المجاورة للعاصمة الرباط وضمه إلى صفوف فئتين للناشئين والشباب.

سجل 13 هدفاً في 47 مباراة على مدى ثلاثة مواسم، الأول منها كان في صفوف فريقه الرديف، حيث لعب سبع مباريات فقط في الدرجة الأولى بسن الثامنة عشرة دون أن يسجل أي هدف.

لكنه هز الشباك 6 مرات في 18 مباراة موسم 2022-2023، ثم 7 أهداف في موسم 2023-2024، وكانت بوابته إلى الاحتراف في صفوف رينجرز الأسكوتلندي لمدة 5 مواسم مقابل 3 ملايين يورو لكنه أمضى موسماً واحداً فقط معه وكان رائعاً سجل خلاله 12 هدفاً في 33 مباراة في الدوري مع تمريرة حاسمة.

كما سجل 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في 10 مباريات في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، حيث ساهم في بلوغ ربع النهائي قبل الخروج على يد أتلتيك بلباو الإسباني.

توّج بجائزتي أفضل لاعب شاب وأفضل هدف في الدوري الأسكوتلندي.

انضم إلى صفوف ليل الفرنسي لتعويض هدافه الدولي الكندي جوناثان ديفيد، وكان عند حسن الظن حتى الآن كونه هداف الفريق في الدوري برصيد 5 أهداف مع تمريرة حاسمة في 13 مباراة بين أساسي وبديل (435 دقيقة)، كما سجل له 4 أهداف مع تمريرة حاسمة في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

أشاد به مدربه برونو جينيزيو بقوله: «يمتلك مهارات تقنية مميزة. يمتلك المهارة اللازمة، وديناميكيته تمنحه القدرة على إظهار أفضل ما لديه عند دخوله في مجريات المباراة».

لم يتأخر إيغامان في فرض نفسه على تشكيلة «أسود الأطلس» مثبتاً أنه ليس مجرد موهبة عابرة. استُدعي للمرة الأولى في مارس (آذار) الماضي للمباراتين ضد النيجر وتنزانيا ودخل بديلاً في الأولى التي حسمها المغرب 2-1 في مدينة وجدة.

لكنه انتظر سبتمبر (أيلول) الماضي لتسجيل هدفه الدولي الأول في مباراته الدولية الثانية وكانت ضد النيجر (5-1) بمناسبة تدشين ملعب الأمير مولاي عبد الله في العاصمة الرباط، حيث تألق مع فريقه السابق الجيش الملكي قبل الاحتراف في أسكوتلندا.

وقتها دخل بديلاً للكعبي وهز الشباك بعد ثلاث دقائق من دخوله ثم صنع هدفاً لعز الدين أوناحي، واحتفل في نهايتها بتأهل «أسود الأطلس» إلى المونديال.

سجل هدفه الثاني في مباراته الدولية الثالثة والأولى كأساسي بعدها بأربعة أيام ضد المضيفة زامبيا (2-0) في مدينة ندولا بتسديدة رائعة من خارج المنطقة، ليرسخ مكانته داخل منظومة المدرب وليد الركراكي.

أكد الركراكي عقب الفوز على زامبيا أن إيغامان لم يخذل ثقته قائلاً: «عندما تعطي حمزة القميص فإنه يجيبك، لديه موهبة كبيرة، يشتغل يسمع ويأخذ الثقة شيئاً فشيئاً، أتمنى أن يبقى في هذا المستوى. لديه مستقبل كبير في المنتخب ومع فريقه أيضاً».

وأضاف: «عندما جاء للمرة الأولى لم يلعب، ثم بدأ يدخل تدريجياً، وهذا ما نفعله مع جميع اللاعبين الجدد، لأن حمل القميص الوطني ليس سهلاً».

وتابع: «أبان عن موهبة لافتة وإمكانات تقنية عالية، وبدأ يكتسب الثقة تدريجياً رغم الدقائق المحدودة التي خاضها حتى الآن مع المنتخب الأول».

وأوضح أن السياسة التي يعتمدها والقائمة على منح دقائق لعب تدريجية للاعبين الجدد، بدأت تؤتي ثمارها، مشيراً إلى أن إيغامان يجسد هذه المقاربة بنجاح.

وأعرب الركراكي عن ارتياحه للمنافسة القوية داخل المنتخب، خصوصاً في مركز قلب الهجوم: «هذا التنافس الصحي يخدم مصلحة المنتخب لأنه يدفع كل لاعب إلى بذل أقصى ما لديه من أجل ضمان مكانته في التشكيلة الرسمية، وهو ما ينعكس إيجاباً على الأداء العام للمجموعة».

يتمتع إيغامان بمهارات فنية متعددة، ويجيد اللعب على الجناحين. يجمع بين القوة البدنية والفنية، ما يسمح له بالاحتفاظ بالكرة واللعب وظهره إلى المرمى والمشاركة في بناء الهجمات.

كما يتميز أسلوب لعبه بمهارات المراوغة والقدرة على التسديد من مسافات بعيدة، وميله لتقديم التمريرات الحاسمة.

يُوصف أيضاً بأنه لاعب على غرار البرازيلي رونالدو نازاريو، يتمتع بغرائز قوية ومرونة ذهنية قوية، وهي صفات تبرز من خلال أدائه في المواقف الصعبة.

لم يبخس إيغامان الذي استلهم في شبابه من مهاجمين أمثال الإيفواري ديدييه دروغبا والفرنسي أوليفييه جيرو زميله في ليل حالياً، الذي يدخل مكانه بديلاً هذا الموسم، حق الجماهير المغربية وشكرها على مساندته، مطالباً إياها بالوثوق في المنتخب وتشجيعه للظفر باللقب الثاني في تاريخه.