«المحترف اللبناني» رحلة مثيرة في تاريخ التراث والأعمال الحرفية

يشرع أبوابه مجدداً من خلال معرض «عبر الزمن»

جانب من معرض «عبر الزمن» في «بيت المحترف اللبناني»... (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «عبر الزمن» في «بيت المحترف اللبناني»... (الشرق الأوسط)
TT

«المحترف اللبناني» رحلة مثيرة في تاريخ التراث والأعمال الحرفية

جانب من معرض «عبر الزمن» في «بيت المحترف اللبناني»... (الشرق الأوسط)
جانب من معرض «عبر الزمن» في «بيت المحترف اللبناني»... (الشرق الأوسط)

تشعر بالفخر والتأثر في آن وأنت تتجوّل في أرجاء «بيت المحترف اللبناني» في عين المريسة... فهو، وبمناسبة إعادة فتح أبوابه، ينظم معرضاً بعنوان «عبر الزمن»، يروي صفحات من تاريخ التراث اللبناني، ويعرّف بأعمال حرفية.

تأتي هذه الخطوة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وهدفها تعزيز دور الحرف اليدوية بصفتها جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية. فهذا القطاع قادر على المساهمة في التنميتين الاجتماعية والاقتصادية. ويشكّل «بيت المحترف اللبناني» منصة للعرض والتدريب والتبادل الثقافي. فهو بيت للحرف والمهارات يسهم في تمكين الحرفيين، خصوصاً النساء بينهم.

وجرى الاحتفال بالمناسبة بحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية، حنين السيد، إضافة إلى عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية؛ بينهم وزيرة السياحة لورا الخازن لحود.

يتضمن المعرض أعمالاً حرفية من مناطق مختلفة (الشرق الأوسط)

ويتضمن المعرض قطعاً حرفية تتراوح بين المنسوجات والزجاج المنفوخ، والفخاريات، والنحاسيات... وغيرها.

تستوقفك أقسام هذا المعرض عندما تطّلع على قصص القطع المعروضة، فتأخذك في رحلة شيقة عبر العصور. المعروضات بمثابة مرايا تعكس تطور هذه المهارات عبر الزمن، وتشير بوضوح إلى مدى تعلّق أجدادنا بأرضهم، حيث ركنوا إلى أياديهم لتصنع الإبداع، وتصوغ الهوية الثقافية والفنية للبنان.

وعندما تشرح رئيسة لجنة «بيت المحترف اللبناني»، دانيا حفار بزّي، خصوصيات هذه الحرف، تدرك أنك تخوض مغامرة حوارية بين الماضي والحاضر. تتأمل المعروضات كأنها مجوهرات أو قطع نادرة. وقد حرص «بيت المحترف اللبناني» على تنسيقها بما يليق بقيمتها الثقافية، فتوزّعت على أرجائه تحاكي الناظر بتفاصيلها الدقيقة، وتحمل نسمات من مناطق لبنانية، راسمة خريطة الإبداع الحرفي منذ بداياته حتى اليوم.

دانيا حفّار بزّي خلال افتتاح «بيت المحترف اللبناني»... (الشرق الأوسط)

وتبدي دانيا في حديث لـ«الشرق الأوسط» مخاوفها بشأن مستقبل هذا الإرث القيّم... «أخاف أن نفقده أو أن يُؤخذ منا عنوة كما حصل في مناطق حولنا. ولعلّ أهم ما في هذه الخطوة، أي إعادة افتتاح (بيت المحترف اللبناني)، هو استرجاع هذا الفخر بإرثنا».

وتخبر دانيا عن حكايات هذه القطع: «إنها تروي لنا تاريخنا اليدوي في راشيا الفخار وبيت شباب والمختارة... وغيرها، فتحمل بصمة الحياة اليومية وآثار اللمس والطقوس والاستخدام؛ مما يجعل كل قطعة وعاء للذاكرة».

وعندما تدقق في قصص القطع تكتشف أن السجادة الملقاة على الأرض حيكت بأيادي أهل بلدة الفاكهة بمنطقة الهرمل، في حين أن المنسوجات تعود إلى محال الحياكة من مشغل مي جنبلاط في «المختارة». أما كراسي الخيزران فتحمل نفحة تراثية من فندق «بالميرا» في بعلبك. كما استُعيرت زجاجيات وجرار فخارية، إضافة إلى فستان مطرز ارتدته عروس من البقاع في الخمسينات، وتحضر موقدة الفحم من المنزل العائلي لصالح بركات في منطقة الشوف. وكذلك تلفتنا قطع حرفية من النحاس استُعيرت من بيت آل طرزي.

وتستطرد دانيا حفّار بزّي وهي تحكي لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المعرض يستمر أسابيع قليلة، وبعدها نهتم بدعم (بيت المحترف اللبناني) ونقف على حاجاته كي يعيش ولادة جديدة. ونأخذ في دعم هذه الصناعات ومن ثم عرضها في هذا المكان... هذه المراحل تستغرق أشهراً قليلة كي يعود (بيت المحترف اللبناني) بأبهى حلّة، فيتيح لهواة شراء هذه القطع الحرفية وجمعها انتقاء ما يرغبون فيه من الأغراض المعروضة به».

لعلّ أهم ما يشعر به زائر المكان هو هذا التواصل المباشر بينه وبين حضارات مرت على لبنان، وترجمها الحرفيون اللبنانيون ببصمتهم الخاصة.

هذا التراكم من الحضارات له تفرده، وينبع من جذورنا، ولكنه في الوقت نفسه منفتح على التجديد والتطوير.

نحاسيات وفخاريات وزجاجيات يدوية توزعت في أرجاء المعرض (الشرق الأوسط)

وتختتم رئيسة لجنة «بيت المحترف اللبناني» دانيا بالقول: «أدعو اللبنانيين إلى مساعدتنا في الحفاظ على هذا الإرث، فعلينا دعم المحترف؛ لأنه يمثّل حضارتنا، ونحن اليوم نعمل بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ولكننا في الوقت عينه ندعو الجميعَ إلى دعم (البيت)؛ كلاً على طريقته».

والمعروف أن «بيت المحترف اللبناني» تأسّس عام 1963، وخُصّص لعرض أعمال الحرفيين اللبنانيين من القرى والبلدات كافة، وجمع أعمالهم في قلب العاصمة، دون أن يضطروا إلى مغادرة مشاغلهم.

افتُتح أول معرض عام 1968 في عين المريسة، وصَمّم مبناه المعماريان اللبنانيان جاك عرقتنجي وبيار نعمة، بالتعاون مع المعماري الفرنسي جان نويل كونان. وشكّل المبنى بتصميمه الزجاجي المقوّس نموذجاً فريداً جمع بين الأصالة والحداثة، وكذلك بين الحرفة اللبنانية والطابع العصري لبيروت في حقبة ازدهارها.

مرّ «بيت المحترف»، كما لبنان، بمراحل صعودٍ وانكسار، فبعد أن كان منارة للحرفة والإبداع، أُحرق خلال الحرب الأهلية، وأُغلق سنوات طويلة، ثم أعيد افتتاحه عام 2000 تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية. وهو مركز غير ربحي يحتضن مئات الحرفيين من مختلف المناطق اللبنانية. وتتألّف لجنته الجديدة من: سامر الأمين، وفادي حداد، وهدى بارودي، وجمانة رزق يرق، وندى دبس، وباتريسيا البيطار شرفان، وراغدة غندور، إضافة إلى رئيسته دانيا حفّار بزّي.


مقالات ذات صلة

معرض «الرحيل»... حكاية حنين عميقة إلى الوطن بعدسة أنس خلف

يوميات الشرق معرض «الرحيل» في «المركز الثقافي الفرنسي» حتى 15 فبراير (الشرق الأوسط)

معرض «الرحيل»... حكاية حنين عميقة إلى الوطن بعدسة أنس خلف

تأخذ الجولة في المعرض الزائر إلى معالم دمشق المختلفة: المسجد الأموي، وأزقّتها وأحيائها القديمة.

فيفيان حداد (بيروت)
كتب أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلّية ودولية تُشارك في المعرض (الشرق الأوسط)

معرض جدة للكتاب... صناعة نشر تتوسَّع وبرامج تُعيد رسم السوق

يعكس معرض جدة، بخبراته المتراكمة، الطفرة النوعية التي تعيشها صناعة النشر في السعودية، والدعم المتواصل للكتّاب والناشرين في مختلف مسارات الكتابة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق ثقافات متنوعة ظهرت في لوحات المعرض (منظمة إنتر آرت أيود برومانيا)

216 فناناً يرسمون الحرية والسلام في معرض عابر للقارات

تحت عنوان «الأمم المتحدة: 80 عاماً من أجل الحرية والسلام»، استضافت المنظمة الأممية في مقرها بنيويورك معرضاً عابراً للقارات لرسومات 216 فناناً من أنحاء العالم.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الإيطالي ماركو في مساحته الفنّية ضمن «أسبوع مسك للفنون» (الشرق الأوسط)

الإيطالي ماركو كونتي يُحوّل رحلته الشخصية إلى فنّ بصري متحرّك بالرياض

ماركو يعتمد على الرياضيات الدقيقة والتأمّل البصري؛ إذ عمل على تحليل أسماء الله الحسنى من منظور هندسي ولغوي...

فاطمة القحطاني (الرياض)
يوميات الشرق يستخدم رموزاً شعبية في توصيل رسائل اجتماعية مهمة (الشرق الأوسط)

«ليلة فرح» رؤية تشكيلية مغايرة للحياة الزوجية

يظل حفل الزفاف على تنوع أشكاله وعاداته واحداً من أكثر الصيغ الفنية التي وظفها العديد من التشكيليين بمختلف الدلالات.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تنفي وجود عيوب في تصميم «المتحف الكبير»

تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
تمثال رمسيس الثاني في بهو المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

نفت الحكومة المصرية، السبت، وجود عيوب في تصميم المتحف المصري الكبير، بعد تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن التصميم كان يتوقع حدوث ذلك، ويتوافق معه.

وانتشرت مقاطع فيديو لتساقط الأمطار داخل البهو الرئيسي للمتحف المصري الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات لتراكم المياه في البهو، مما وصفه البعض بـ«غرق البهو»، في حين تخوف آخرون من أن تضر هذه المياه بالآثار الموجودة فيه، وفي مقدمتها تمثال رمسيس الثاني.

ورد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، في بيان اليوم، على هذه الانتقادات، قائلاً: «فيما أُثير بشأن تسرب مياه الأمطار إلى بهو المتحف المصري الكبير، فإن تصميم بهو المتحف جاء وفق رؤية معمارية تعتمد على وجود فتحات في السقف بشكل هندسي، يسمح باستدامة دخول الإضاءة والتهوية الطبيعية إلى البهو، وهو أحد العناصر الأساسية في التصميم المعماري للمتحف».

وبدأت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير عام 1992، ووُضع حجر الأساس في عام 2002؛ حيث أعلنت الدولة المصرية -وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين- مسابقة معمارية دولية لأفضل تصميم للمتحف، وفاز التصميم الحالي المُقدّم من شركة «هينغهان بنغ» للمهندسين المعماريين في آيرلندا، الذي اعتمد على أن تُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة عند التقائها كتلة مخروطية هي المتحف المصري الكبير، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات».

وأضاف بيان مجلس الوزراء أن «تسرّب كميات محدودة من مياه الأمطار إلى البهو في أثناء هطولها أمر متوافق مع التصميم ومتوقع في مثل هذا الوقت من العام».

وافتتحت مصر المتحف الكبير مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحفل ضخم حضره عديد من القادة والرؤساء. ويشهد المتحف منذ افتتاحه إقبالاً جماهيرياً كبيراً، مما دفع إدارته إلى تعديل نظام الحجز فيه ليصبح إلكترونياً حصرياً.

واستبعد خبير الآثار، عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة، الدكتور عبد الرحيم ريحان، أي ضرر متوقع على تمثال رمسيس الثاني، نتيجة تعرضه لمياه الأمطار، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «التمثال عمره 3200 عام، وهو مصنوع من الغرانيت، وتم اكتشافه في عام 1820، وأمر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بوضعه في ميدان باب الحديد (رمسيس حالياً) في عام 1955، ومن وقتها وهو معرّض لكل عوامل التعرية المختلفة، وتعرّض للأمطار سنوات طويلة، ولم تسبب أي ضرر له».

وكان الإعلامي عمرو أديب قد انتقد، خلال برنامجه «الحكاية»، الجمعة، الصمت الرسمي تجاه ما يُتداول عبر «السوشيال ميديا» من غرق المتحف المصري الكبير، مطالباً المسؤولين بتوضيح حقيقة الأمر.

وتراهن مصر على المتحف الكبير في تحقيق استراتيجيتها السياحية خلال السنوات الست المقبلة، حيث تهدف إلى استقبال نحو 30 مليون سائح بحلول عام 2031، مقابل 15 مليون سائح خلال العام الماضي.

ويضم المتحف المصري ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية تحكي حقباً مختلفة من التاريخ المصري القديم، في سيناريو عرض متحفي يعتمد أحدث التقنيات، وتوقعت تقديرات سابقة أعلنها وزير السياحة المصري، شريف فتحي، في تصريحات متلفزة، أن يزور المتحف يومياً نحو 15 ألف سائح.


«أيام قرطاج السينمائية» للتركيز على القضايا الإنسانية

يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
TT

«أيام قرطاج السينمائية» للتركيز على القضايا الإنسانية

يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)
يشارك الفيلم السعودي «هجرة» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)

انطلقت السبت فعاليات الدورة الـ36 من «أيام قرطاج السينمائية»، والتي تحتفي بالسينما الأرمينية وتسلط الضوء عليها من خلال عروض عدة، مع التركيز على القضايا الإنسانية بالأفلام المختارة للمشاركة في المسابقة الدولية للمهرجان.

وتضم المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلماً سينمائياً ترتكز معالجاتها حول القضايا الإنسانية بشكل أساسي، من بينها الفيلم السعودي «هجرة» للمخرجة شهد أمين، والذي تدور أحداثه في المملكة عند اختفاء طفلة من جدتها، وتبدأ رحلة البحث عنها، وتتكشف خلالها العديد من الأسرار العائلية. في حين يقدم المخرج التشادي أشيل رونايمو في فيلمه «ديا» قصة «داين» السائق لدى منظمة إنسانية، والذي يقتل عن طريق الخطأ صبياً صغيراً خلال قيادة السيارة.

ومن مصر، يوجد في المسابقة فيلم «كولونيا» للمخرج محمد صيام، وتدور أحداثه حول ليلة واحدة يقضيها أب بعد خروجه من المستشفى مع ابنه، وتكون مليئة بالتوترات قبل أن يرحل في صباح اليوم التالي. في حين يوجد المخرج أبو بكر شوقي بفيلمه «القصص» الذي تدور أحداثه في ستينات القرن الماضي برحلة ترصد مسيرة تستمر عقدين حول شاب مصري تنشأ بينه وبين فتاة نمساوية علاقة صداقة عبر المراسلة بالخطابات.

الملصق الدعائي لفيلم «القصص» (الشركة المنتجة)

وتحضر القضية الفلسطينية في المسابقة الرسمية بفيلمين هما «كان ياما كان في غزة» للمخرجين طرزان وعرب ناصر، وتدور أحداثه حول عالم الجريمة والفساد في غزة عام 2007، في حين تقدم المخرجة التونسية كوثر بن هنية فيلمها «صوت هند رجب» الذي يقدم مأساة الطفلة الفلسطينية التي قُتلت في غزة خلال الحرب، وهو العمل الذي حصد جائزة «الأسد الفضي» في النسخة الماضية من «مهرجان البندقية السينمائي».

ويوجد في المسابقة فيلمان تونسيان هما «سماء بلا أرض» للمخرجة آريج السحيري، وتدور أحداثه حول 3 مهاجرات أفريقيات جمعتهن الصدفة في تونس وسط آمال بحياة أفضل، لكن أحلامهن تصطدم بصعوبات الواقع المرير، ونال الفيلم مؤخراً «النجمة الذهبية» بالنسخة الماضية من «المهرجان الدولي للفيلم بمراكش».

كما تنافس المخرجة التونسية آمال القلاتي بفيلمها «وين ياخدنا الريح» الذي تدور أحداثه حول «عليسة» - المتمردة - ذات التسعة عشر عاماً، و«مهدي» الشاب الخجول، ذي الثلاثة والعشرين عاماً، حيث يستعين الثنائي بخيالهما للهروب من واقعهما، وعندما يكتشفان مسابقة تتيح لهما فرصة للهروب، ينطلقان في رحلة إلى جنوب تونس، متجاوزين العقبات التي تعترض طريقهما.

ومن الأردن، تقدم المخرجة زين دريعي تجربتها «غرق»، وهو الفيلم الذي يناقش العلاقة بين أُمّ ونجلها المراهق والصدمات التي تحدث بينهما. في حين يشارك المخرج الجزائري يانيس كوسيم بفيلمه «رقية» الذي عُرض للمرة الأولى عالمياً في النسخة الماضية من «مهرجان البندقية». ويُعرض في المسابقة فيلم «إركالا حلم كلكامش» للمخرج محمد الدراجي، وهو العمل الذي يمزج بين الواقع والخيال في أحداثه.

يُعرض الفيلم التونسي «وين ياخدنا الريح» في المسابقة الرسمية (إدارة المهرجان)

وتترأس لجنة تحكيم مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة» الكاتبة والمخرجة الفلسطينية نجوى نجار، في حين تضم في عضويتها المخرج التونسي لطفي عاشور، والكاتبة والمخرجة الرواندية كانتاراما غاهيغيري، مع المخرج والمنتج الجزائري لطفي بوشوشي، والناقد السينمائي الفرنسي جون ميشيل فرودون.

ويحتفي المهرجان هذا العام بالسينما الأرمينية التي قدمت على مدار أكثر من 100 عام العديد من الأعمال التي ترسخ الهوية الثقافية الأرمينية، وقد جرى اختيار 11 فيلماً أرمينياً للعرض ضمن فعاليات المهرجان، تنوعت ما بين الوثائقي والروائي، من بينها فيلم «أشباحي الأرمينية» للمخرجة تامارا ستيبانيان الذي شارك أخيراً في عدد من المهرجانات السينمائية.

وقال الناقد الفني المصري طارق الشناوي، إن «أيام قرطاج السينمائية»، رغم إمكاناته المادية المحدودة نسبياً، يظل «مهرجاناً استثنائياً» تقوده رؤية فكرية واعية قبل أي حسابات أخرى، موضحاً أن «المهرجان يُقام في توقيت تسبقه فيه ثلاثة أو أربعة مهرجانات عربية كبرى، ومع ذلك لا يدخل في سباق (العرض الأول)، بل يراهن على الاختيار الجيد».

وأضاف أن «هذا الوعي يحوّل (قرطاج) إلى ما يشبه البوتقة التي تنصهر فيها حصيلة الأفلام العربية المعروضة على مدار العام، مع منح مساحة أوسع للأفلام غير العربية، وهو ما يمنحه قوة حقيقية واستمرارية ثقافية»، مشيراً إلى أن التركيز على الجانب الإنساني لا يمكن فصله عن جوهر السينما نفسها، فـ«أهم رسالة يمكن أن تقدمها السينما هي خلق هذا النوع من التعاطف الإيجابي مع البشر ومآسيهم؛ لأن الفن الحقيقي هو القادر على دفع المُشاهد إلى الفهم والمشاركة الوجدانية، لا الاكتفاء بالمشاهدة السطحية»، على حد تعبيره.


أحمد السقا في مرمى الانتقادات بسبب طريقة دعمه لمحمد صلاح

أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
TT

أحمد السقا في مرمى الانتقادات بسبب طريقة دعمه لمحمد صلاح

أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)
أحمد السقا خلال فيديو الدعم لمحمد صلاح (فيسبوك)

تعرض الفنان المصري أحمد السقا لانتقادات على «السوشيال ميديا» عقب مقطع فيديو نشره على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي، يعلن فيه دعمه لكابتن منتخب مصر، محمد صلاح، في أزمته الحالية مع نادي ليفربول الإنجليزي.

وظهر السقا في الفيديو الذي نشره وهو يتحدث بالعربية تارة، وبالإنجليزية تارة أخرى، وهو يؤكد على المكانة الكبيرة والبطولات الكثيرة التي حققها محمد صلاح مع نادي ليفربول، كما يؤكد على المأمول منه وما ينتظره الجمهور المصري من إنجازات قادمة في بطولة الأمم الأفريقية، وبطولة كأس العالم لكرة القدم، قائلاً له: «أنت فخر العرب بالفعل. اجعل ثقتك بنفسك تزيد ولا تهتز»، كما شدد على دعمه قائلاً له: «يا جبل ما يهزك ريح».

وكان محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي وكابتن المنتخب المصري، قد تعرض لأزمة مع ناديه خلال الأيام الماضية، بعد إدلائه بتصريحات يبدي فيها انزعاجه وغضبه لعدم اللعب مع ناديه ثلاث مباريات، واصفاً شعوره قائلاً: «كأنه تم الرمي بي تحت الحافلة».

واشتعلت «السوشيال ميديا» بتعليقات كثير من الداعمين والمؤيدين له، وسط تكهنات مفتوحة حول إمكانية انتقاله إلى نادٍ آخر، أو التوافق مرة أخرى مع إدارة النادي الإنجليزي ومديره الفني.

محمد صلاح (إنستغرام)

وتصدر اسم أحمد السقا «الترند» على «إكس» بمصر، السبت، عقب نشر الفيديو الداعم لمحمد صلاح، وأعاد نشره أكثر من مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي، للتدليل على ما يمثله الفيديو من دعم يقدمه الفنان للَّاعب، مع وصف بعض التعليقات الفيديو بعبارات مثل: «حركة جدعنة عابرة للقارات»، بينما قال تعليق آخر: «كان الأفضل لو لم يفكر في هذا الأمر»، بينما استدعى آخرون عبارات تاريخية تعليقاً على الفيديو.

وتوالت التعليقات مع انتشار الفيديو بشكل واسع على منصات عدة. وأشار تعليق منسوب للسقا إلى أنه تم حذف الفيديو من على منصات «فيسبوك» و«إنستغرام» دون معرفة سبب ذلك، مؤكداً أنه لم يحذف الفيديو الموجَّه لليفربول.

ووصف الناقد الرياضي والخبير في «السوشيال ميديا» محمد البرمي، الفيديو، بأنه «مُحرِج بعض الشيء»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يفهم التصرف وغايته من الأساس»، مشيراً إلى أن «الطريقة التي ظهر بها أحمد السقا، وطريقة الحديث، ولكنته في الإنجليزية، وتوجيه الرسالة إلى جماهير ليفربول» أثار استغرابه. وأضاف: «يمكن أن تكتب رسالة دعم لصلاح ومحبة، ولكن ما الهدف من الفيديو؟»، وتابع: «منذ البداية توقعت أنه سيتحول إلى (ترند) ساخر؛ لأن كل ما جاء في الفيديو يوحي بذلك فعلاً».

ولفت البرمي إلى أن «كثيراً من النجوم في مصر والمنطقة العربية بحاجة لفهم طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل معها، لأنها تمثل احتكاكاً مباشراً مع الجمهور». وأوضح أن أي محتوى يُنشر يصبح «مادة دسمة» للتفاعل، سواء بالسخرية أو بالتعامل الجاد. وشدد على ضرورة أنه كان يجب على السقا أن يستشير قبل إقدامه على نشر الفيديو بتلك الطريقة، مؤكداً أنه «نجم كبير يجب ألا يضع نفسه في مثل هذا الموقف».