مائة آلة موسيقية نادرة تؤرخ للتبادل الثقافي بين العرب والصينيين

في معرض «صوت التناغم» الصيني بالمتحف الوطني السعودي

يتزامن معرض «صوت التناغم» مع «العام الثقافي السعودي - الصيني 2025» وهو مبادرة ثقافية مشتركة بين البلدين (هيئة المتاحف)
يتزامن معرض «صوت التناغم» مع «العام الثقافي السعودي - الصيني 2025» وهو مبادرة ثقافية مشتركة بين البلدين (هيئة المتاحف)
TT

مائة آلة موسيقية نادرة تؤرخ للتبادل الثقافي بين العرب والصينيين

يتزامن معرض «صوت التناغم» مع «العام الثقافي السعودي - الصيني 2025» وهو مبادرة ثقافية مشتركة بين البلدين (هيئة المتاحف)
يتزامن معرض «صوت التناغم» مع «العام الثقافي السعودي - الصيني 2025» وهو مبادرة ثقافية مشتركة بين البلدين (هيئة المتاحف)

لقاء استثنائي يجمع الألحان العذبة لشبه الجزيرة العربية والأنغام العريقة الآتية من الصين، في «المتحف الوطني السعودي»، حيث سيسطع إرث الصين الموسيقي والطقوسي العريق، في تناغم مع حيوية التراث الثقافي السعودي، في حدث ثقافي وفني يأخذ زواره في رحلة عبر الموسيقى الصينية القديمة، ليعمق أواصر الصداقة والحوار بين الصين والسعودية.

ويحتضن «المتحف الوطني السعودي» بالرياض فعاليات معرض «صوت التناغم: رحلة عبر الموسيقى الصينية القديمة»، الذي تنظمه «هيئة المتاحف» بالتعاون مع «المتحف الوطني الصيني»، وذلك ضمن فعاليات «العام الثقافي السعودي - الصيني 2025»، الذي يستمر حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

يسطع إرث الصين الموسيقي والطقوسي العريق في تناغم مع حيوية التراث الثقافي السعودي (هيئة المتاحف)

ويضم المعرض أكثر من 100 قطعة موسيقية نادرة ونفيسة، بينها: ناي العظم، وأجراس البرونز، وأنابيب اللُو الاثنتا عشرة، وآلة الغوتشين (القيثارة الصينية) التي تعدّ أداة الحكماء، والتي جمعت بين الجبال والأنهار في أنغامها، وأصبحت رمزاً للسكينة والانسجام مع الكون، وارتبط وجودها بالفلاسفة والحكماء، فكانت وسيلتهم لتهذيب النفس والتأمل في أسرار الكون؛ إذ تجمع أوتارها بين السماء والأرض والإنسان، لتجسد أسمى معاني الانسجام.

وتقدم المعروضات رؤية شاملة لمسار تطور الموسيقى الصينية منذ عصور ما قبل التاريخ، وصولاً إلى أسرتي «مينغ» و«تشينغ». وتجسد هذه الآلات السعي المبكر الدؤوب لفن الصوت في الصين، وتمثل شاهداً خالداً على تنوع الحضارة الصينية واستمراريتها، وارتباط الموسيقى بالطقوس والهوية الثقافية في الصين.

حدث ثقافي وفني انطلق عبر معرض يأخذ زواره في رحلة عبر الموسيقى الصينية القديمة (هيئة المتاحف)

جولة معرفية وفنية

يأخذ المعرض زواره في جولة معرفية وفنية عبر 5 أقسام رئيسية، يكشف كل قسم منها جانباً من ثراء التجربة الموسيقية الصينية، بدءاً من أقدم الآلات التي ابتكرها الإنسان للتواصل مع الطبيعة، مروراً بمكانة الموسيقى في الطقوس والنظم الاجتماعية، ووصولاً إلى تفاعلها مع الثقافات المجاورة، وانعكاسها في التراث الموسيقي الرسمي والشعبي... ففي قسم «التناغم مع السماء والأرض»، تعرض بدايات الموسيقى، حين صنع الإنسان من عظام الطيور ناياته الأولى، وجعل الألحان لغة تواصل مع الكون، ويروي هذا القسم كيف تحوّل صوت الطبيعة إلى نغم، وكيف صارت الألحان لغةً لحفظ النظام الاجتماعي.

ويتعرف الزائر في قسم «أصداء من الحجر والبرونز» على حكاية انتقال الموسيقى في الصين القديمة لتكون جزءاً من نظام الحكم والطقوس، عبر أجراس برونزية ضخمة وأحجار موسيقية ارتبطت بالسلطة والتراتبية الاجتماعية، منذ بزوغ العصر البرونزي، حيث تداخلت الطقوس مع الحكم، وفيه لم تعد الآلات أدوات عزف فقط، بل صارت رموزاً للنظام والسلطة.

تقدم المعروضات رؤية شاملة لمسار تطور الموسيقى الصينية منذ عصور ما قبل التاريخ (هيئة المتاحف)

ويكشف قسم «أنغام متبادلة بين المناطق والغرباء» عن قصة عبور الألحان الآتية من الغرب إلى قلب الصين، وكيف امتزجت بالموسيقى المحلية لتصنع مزيجاً مدهشاً من الأصوات والرقصات، وذلك خلال فترات «وي» و«جين» وسلالتَيْ «سوي» و«تانغ»، حين تدفقت الألحان الوافدة من الغرب ومن المناطق المجاورة إلى الصين، لتصبح جزءاً من الموسيقى الرسمية، وتخلق تناغماً بين المحلي والوافد.

يأخذ المعرض زواره في جولة معرفية وفنية عبر 5 أقسام رئيسية (هيئة المتاحف)

أما قسم «تحية للتراث الموسيقي الصيني»، فيبرز كيف وحّدت الموسيقى بين السلطة والشعب؛ من المعابد والقصور إلى الغابات والقرى، وكيف ارتبطت الموسيقى الصينية بالمراسم الرسمية والفنون الشعبية، في رحلة تكشف كيف جمع التراث الموسيقي الصيني بين المراسم الملكية والألحان الشعبية، ليصبح جسراً بين الحكم والناس، ومرآةً للانسجام. ويختتم المعرض بقسم «الجبال والمياه والريح في الغابة».

يعكس المعرض الفريد في موضوعه العمق التاريخي والدلالات الثقافية للآلات الموسيقية الصينية القديمة (هيئة المتاحف)

ويتجاوز المعرض فكرة عرض القطع الأثرية وحدها، حيث يسعى إلى تقديم رؤية متكاملة عن الدور الفلسفي والروحي الذي لعبته الموسيقى في الحضارة الصينية، بوصفها لغة للتأمل والانسجام والتواصل الإنساني، ومصدراً للقيم المشتركة التي تتجاوز حدود المكان والزمان.

وخلال جولاتهم بين أروقة المعرض يلمس الزوار دور وعمق الحضارة الصينية، والرؤية الفلسفية الكامنة في صوت التناغم الذي تحتضنه الموسيقى الصينية التقليدية، وجسر التعاون الثقافي، وشعلة التبادل الحية؛ لتعزيز التفاهم بين التجربتين العربية والصينية، وليبقى الحوار العابر للجبال والبحار مسموعاً وحيّاً عبر الأجيال.

ويتزامن معرض «صوت التناغم» مع «العام الثقافي السعودي - الصيني 2025»، وهو مبادرة ثقافية مشتركة بين البلدين انطلقت مطلع العالم الحالي، لتعزيز العلاقات الثنائية عبر فعاليات متنوعة تشمل الفنون، والأدب، والمتاحف، والتبادل السياحي... فيما يعكس هذا المعرض الفريد في موضوعه العمق التاريخي والدلالات الثقافية للآلات الموسيقية الصينية القديمة، التي تعزف كل قطعة منها أنغام حوار ثقافي عابر للحدود.


مقالات ذات صلة

القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

يوميات الشرق عبد الحليم رضوي... طاقات تعبيرية ودلالات مفاهيمية ذات طابع معاصر (الشرق الأوسط)

القاهرة تحتفي برائد الفن السعودي عبد الحليم رضوي

يُصاحب معرض رضوي تقديم أعمال نخبة من رواد وكبار التشكيليين المعاصرين في المملكة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من توقيع الاتفاق لتحويل رواية «القبيلة التي تضحك ليلاً» إلى فيلم (الشرق الأوسط)

السينما السعودية تمدّ جسورها إلى الأدب في معرض جدة للكتاب

لم يعد سؤال صنّاع السينما يدور حول عدد العناوين، بل حول أيّ الروايات تصلح لأن تُروى على الشاشة...

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق تحاول الفنانة التشكيلية في هذه المجموعة العبور من المحدود إلى المطلق (الغاليري)

معرض «تفتّحت الزهور من بين حجار الإسمنت المكسور»... عود على بدء

تستخدم ندى صحناوي الألوان الزاهية، بالإضافة إلى الأسود والأبيض. وفي قوالب الزهور الحمراء والبيضاء، يخال للناظر إليها أنها تُشبه كعكة عيد...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق بورتريه مُتخيَّل للإسكندر تظهر في خلفيته عناصر حداثية (مكتبة الإسكندرية)

فنان يوناني يُعيد قراءة الإسكندر الأكبر في معرض بمكتبة الإسكندرية

قصة الإسكندر وغزوه مصر حاضرة بين المعروضات، من بينها لوحة تُصوّره واقفاً في معبد آمون بواحة سيوة.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق إقبال واسع على كتب الفانتازيا العربية في معرض جدة للكتاب (الشرق الأوسط)

كاتبان عربيان يُعيدان تعريف الفانتازيا من جدة إلى السويد

ما بين جدة واستوكهولم، تتشكّل ملامح فانتازيا عربية جديدة، لا تهرب من الواقع، بل تعود إليه مُحمّلة بالأسئلة...

أسماء الغابري (جدة)

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.


الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».