عزفت امرأة مُصابة بداء «باركنسون» (الشلل الارتعاشي) على آلة الكلارينيت خلال إخضاعها لجراحة تحفيز الدماغ، مقدّمةً إلى الجرّاحين دليلاً فورياً مسموعاً على نجاح العملية.
وشعرت دينيس بيكون، من مدينة كروبورو في مقاطعة شرق ساسكس، بتحسُّن فوري في حركات أصابعها مع بدء توصيل التيار الكهربائي. وخضعت اختصاصية التخاطب واللغة المتقاعدة لجراحة تحفيز الدماغ، بهدف التخفيف من عوارض داء «باركنسون»، التي شملت بطء الحركة الجسدية وتصلّب العضلات. وقد شُخّصت حالتها عام 2014، لكنها كانت قبل ذلك تعاني من تراجع قدرتها على المشي والسباحة والرقص والعزف على آلتها الموسيقية.
وذكرت «الإندبندنت» أنّ أستاذ الجراحة العصبية، كيومارس أشكان، أجرى العملية التي استمرّت 4 ساعات في مستشفى «كينغز كوليدج»، للمساعدة في تخفيف العوارض، فيما كانت بيكون في حالة يقظة. وعملية تحفيز الدماغ هي إجراء جراحي تُزرع فيه أقطاب كهربائية داخل المخ، وتُستخدم لعلاج بعض الاضطرابات، من بينها داء «باركنسون». وقد أظهرت نتائج فورية؛ إذ تمكّنت دينيس من تحريك أصابعها فوراً، مما أتاح لها العزف على آلة الكلارينيت بسهولة.
وقال الأستاذ أشكان: «جرى عمل فتحات بحجم نصف عملة خمسة بنسات في جمجمة دينيس بعد وضع إطار ذي إحداثيات دقيقة محدّدة على رأسها، ليكون بمثابة نظام ملاحي يرشدنا إلى المواضع الصحيحة داخل الدماغ لزرع الأقطاب الكهربائية. وبمجرّد وضع تلك الأقطاب على الجانب الأيسر من مخّها، جرى تشغيل التيار الكهربائي ولاحظنا تحسُّناً فورياً في حركات اليد على الجانب الأيمن من جسدها». وأضاف: «حدث الشيء نفسه على الجانب الأيسر حين زرعنا الأقطاب الكهربائية على الجانب الأيمن من دماغها. وبكونها عازفة كلارينيت ماهرة، اقترحنا أن تُحضر آلتها إلى غرفة العمليات لمعرفة ما إذا كانت العملية قد حسَّنت قدرتها على العزف، وهو أحد الأهداف الرئيسية بالنسبة إلى دينيس. وسعدنا حين رأينا تحسُّناً فورياً في حركات يدها مكَّنها من العزف بمجرّد تحفيز الدماغ».
وقالت دينيس إنها «سعيدة» بهذا التأثير. وقد حُقنت بمخدّر موضعي لتخدير فروة الرأس والجمجمة، إذ كانت تعزف الكلارينيت سابقاً مع فرقة «إيست غرينستيد كونسيرت» قبل أن تتوقّف عن المشاركة قبل 5 أعوام بسبب عوارض المرض. وأضافت: «أتذكر الشعور بحركة يدي اليمنى بسهولة أكبر بمجرّد بدء التحفيز، وأدّى هذا بدوره إلى تحسين قدرتي على عزف الكلارينيت، وهو ما أسعدني كثيراً». وأوضحت: «أشعر فعلاً بتحسُّن في قدرتي على السير، وأنا حريصة على العودة إلى حوض السباحة وحلبة الرقص لأرى ما إذا كانت قدراتي هناك قد تحسَّنت أيضاً أم لا».
واختارت دينيس نوعاً قابلاً لإعادة الشحن من بطارية مولّد النبضات المزروعة داخل صدرها، إذ يمكنها الاستمرار في العمل لمدة 20 عاماً قبل الحاجة إلى استبدالها. ويتابع هذا الجهاز نشاط دماغها، ويمكنه تعديل التحفيز الكهربائي تلقائياً عند الحاجة.
وختم أشكان: «تتيح التطوّرات الحديثة في هذه التكنولوجيا اليوم جعل العلاج أكثر توافقاً مع حاجات المرضى، وإحداث تأثير إيجابي في حياتهم».

