وزيرة المالية اليابانية الجديدة تُقلق المتعاملين في سوق الين

قالت إن قيمته الحقيقية بين 120 و130 للدولار

وزيرة المالية اليابانية الجديدة ساتسوكي كاتاياما لدى وصولها إلى مقر الحكومة في العاصمة طوكيو (أ.ب)
وزيرة المالية اليابانية الجديدة ساتسوكي كاتاياما لدى وصولها إلى مقر الحكومة في العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

وزيرة المالية اليابانية الجديدة تُقلق المتعاملين في سوق الين

وزيرة المالية اليابانية الجديدة ساتسوكي كاتاياما لدى وصولها إلى مقر الحكومة في العاصمة طوكيو (أ.ب)
وزيرة المالية اليابانية الجديدة ساتسوكي كاتاياما لدى وصولها إلى مقر الحكومة في العاصمة طوكيو (أ.ب)

قال محللون إن تعيين ساتسوكي كاتاياما وزيرة مالية اليابان القادمة، الثلاثاء، قد يُعطي الأسواق سبباً للتوقف قبل دفع الين إلى مستويات منخفضة للغاية، ولكنه قد يُساعد أيضاً رئيسة الوزراء الجديدة، ساناي تاكايتشي، على إيجاد سبل جديدة لتمويل خطط تحفيز اقتصادي جريئة. تعيين تاكايتشي لكاتاياما وزيرةً للمالية - للإشراف على سياسة العملة وإدارة الدين والميزانية - يعني أن اليابان لديها الآن أول رئيسة وزراء وأول امرأة في أعلى منصب مالي. وفي مقابلة مع «رويترز» في مارس (آذار)، قالت كاتاياما، وهي عضوة مخضرمة في مجلس الشيوخ ومسؤولة سابقة في وزارة المالية، إن أساسيات الاقتصاد الياباني تشير إلى أن القيمة الحقيقية للين أقرب إلى 120 - 130 يناً للدولار.

وجاءت هذه التعليقات في وقت انخفض فيه الين إلى نحو 150 يناً مقابل الدولار وسط توقعات السوق بأن «بنك اليابان» سيتباطأ في تشديد السياسة النقدية. وانخفض الدولار لفترة وجيزة إلى نحو 150.50 ين إثر تقرير إعلامي محلي أفاد بأن كاتاياما ستحصل على المنصب، قبل أن يعوض خسائره ويرتفع فوق 151 يناً. وبالنظر إلى تصريحاتها السابقة، يبدو أن كاتاياما تُفضّل عكس مسار ضعف الين. ولعلّ الأسواق رأت في ذلك تشابهاً مع آراء وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، وفقاً لأكيرا موروغا، كبير استراتيجيي السوق في «بنك أوزورا».

وفي حديثها للصحافيين بعد تعيينها، قالت كاتاياما إنه من المستحسن أن تتحرك أسعار صرف العملات الأجنبية بثبات بما يعكس العوامل الأساسية. ورفضت التعليق على سياسة «بنك اليابان». وانتُخبت تاكايتشي، وهي أول رئيسة وزراء لليابان، يوم الثلاثاء، مُحطمةً بذلك حاجزاً غير مرئي أمام النساء في بلد لا يزال الرجال فيه يسيطرون على معظم السلطة - قبل أن تُحدث تغييراً جذرياً بتعيينها لكاتاياما.

وانخفضت عوائد الين والسندات بعد التصويت البرلماني على خلفية توقعات السوق بأن تاكايتشي، المؤيدة للسياسة المالية والنقدية التوسعية، ستُنفق بكثافة وتُعارض أي رفع مُبكر لأسعار الفائدة من قِبَل «بنك اليابان». وكاتاياما، وهي موظفةٌ سابقةٌ في وزارة المالية، خبيرةٌ في الشؤون المالية، وتتمتع بمهارةٍ فيما يعرف باسم «دبلوماسية العملات»؛ أي إدارتها. وقد صادقت مسؤولين تنفيذيين سابقين وحاليين في الوزارة التي تُشرف على سياسة سعر الصرف.

وتُعرَف كاتاياما بصراحتها وسرعة اتخاذها القرارات، وهو ما يتناقض مع وزير المالية الحالي كاتسونوبو كاتو، الذي نادراً ما يخرج عن النص ويحافظ على الهدوء.

وفي مقابلةٍ أُجريت في مارس، صرّحت كاتاياما بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تُريد ضعفاً مُفرطاً للين مقابل الدولار. وقال سكوت بيسنت الأسبوع الماضي إن الين سيصل إلى مستواه إذا اتبع البنك المركزي «سياسةً نقديةً سليمةً» في أحدث انتقادٍ له لبطء وتيرة رفع أسعار الفائدة من قِبَل «بنك اليابان».

• خبرات عميقة

ويأتي تعيين كاتاياما في وقتٍ ترتفع فيه تكاليف المعيشة، ويُعزى ذلك جزئياً إلى ارتفاع أسعار الواردات الناجم عن ضعف الين. وأضرت هذه العوامل بالأسر وبمعدلات تأييد الحزب الحاكم.

وبصفتها موظفة سابقة، تُدرك كاتاياما جيداً آليات صياغة ميزانية وزارة المالية. وفي حين أن خلفيتها في وزارة المالية قد تدفعها إلى الدعوة إلى الانضباط المالي، يرى بعض المحللين أنها قد تستخدم خبرتها لمساعدة تاكايتشي في إيجاد سبل لتمويل خططها الإنفاقية الجريئة.

وقال هيرويوكي ماشيدا، مدير مبيعات العملات الأجنبية والسلع اليابانية في بنك «إيه إن زد»: «ستعرف كيف تجد مصادر دخل إذا أرادت تاكايتشي توسيع الإنفاق المالي». وأضاف: «شخصياً، أعتقد أن هذا التعيين سيُسرّع من تأثير تاكايتشي المالي».

وأوضحت كاتاياما أنها ستركز على إنعاش الاقتصاد من خلال سياسة مالية توسعية. كما سترأس الوزارة التي تُشرف على التواصل الرسمي مع البنك المركزي، على الرغم من قلة المعلومات المتاحة عن موقفها من رفع «بنك اليابان» لأسعار الفائدة.

وقد يسود الواقع الاقتصادي والسياسي في ظل مواجهة اليابان تحديات مختلفة عما كانت عليه قبل عقد من الزمان، عندما طبّق رئيس الوزراء الأسبق شينزو آبي سياسة «آبينوميكس» (Abenomics) التي تجمع بين التحفيز المالي والنقدي، والتي لا تزال تاكايتشي تشيد بها.

ومع تجاوز التضخم هدفه البالغ 2 في المائة، جاء انسحاب «بنك اليابان» العام الماضي من برنامج تحفيز استمر عقداً من الزمان، ورفع أسعار الفائدة مرتين منذ ذلك الحين، وسط ضغوط سياسية لمواجهة انخفاض قيمة الين.

وصرح يويتشي كوداما، كبير الاقتصاديين في معهد «ميجي ياسودا» للأبحاث: «مشكلة اليابان الحالية ليست الانكماش والين القوي، بل التضخم وضعف الين. كما أن هناك ضغوطاً من واشنطن على (بنك اليابان) لرفع أسعار الفائدة». وقال: «سيكون من الصعب على إدارة تاكايتشي ممارسة ضغط قوي على (بنك اليابان) لتأجيل رفع أسعار الفائدة»، متوقعاً احتمال رفعها في ديسمبر (كانون الأول).

• التكيف مع الحقائق

وفي سياق منفصل، صرّح نائب محافظ «بنك اليابان»، ريوزو هيمينو، الثلاثاء، بأنه يجب على الجهات التنظيمية العالمية التكيف مع الحقائق الجديدة في النظام المالي، مثل تزايد نسبة الأصول التي تحتفظ بها المؤسسات المالية غير المصرفية وظهور العملات المستقرة.

وأضاف هيمينو أن اقتصادات مجموعة العشرين الرئيسية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بتطبيق لوائح «بازل3» على النظام المصرفي، لكن المواعيد النهائية مُددت مراراً وتكراراً. وأضاف أنه في غضون ذلك، تغير النظام المالي العالمي، حيث أصبحت نصف الأصول مملوكة الآن لمؤسسات مالية غير مصرفية تقع خارج نطاق «بازل3».

وأشار هيمينو إلى أن العملات المستقرة قد تصبح لاعباً رئيسياً في نظام الدفع العالمي، لتحل جزئياً محل دور الودائع المصرفية. وأكد أن «الجهات التنظيمية تبذل جهوداً كبيرة في هذه المجالات، ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به». وأضاف: «نحن في حاجة إلى مواصلة تحديث المعايير الاحترازية الدولية لمواكبة الحقائق الجديدة والناشئة».

وأضاف هيمينو أن البنوك الأميركية، التي تمتلك أقوى قواعد ودائع بالدولار على الإطلاق، تتمتع بميزة تنافسية كبيرة في السوق المصرفية الدولية، ويمكنها أن تأخذ زمام المبادرة في وضع معايير مشتركة لمنع تجزئة السوق. مشيراً إلى أنه يتعين على السلطات أيضاً إقناع الجمهور بأن تطبيق معايير تنظيمية مالية مشتركة سيكون في مصلحة بلدانهم.


مقالات ذات صلة

«تشاينا فانكي» تنجو مؤقتاً من «مقصلة التخلف»

الاقتصاد عامل يمر أمام بوابة أحد مشروعات شركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

«تشاينا فانكي» تنجو مؤقتاً من «مقصلة التخلف»

نجت شركة «تشاينا فانكي» الصينية بصعوبة من التخلف عن السداد، يوم الاثنين، بعد أن وافق حاملو السندات المحليون على خطة لتمديد فترة السماح.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: البنك مرتاح لتوقعات التضخم في منطقة اليورو

أعرب مسؤول السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي، بيتر كازيمير، يوم الاثنين، عن ارتياح البنك للتوقعات المتعلقة بالتضخم في منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد رجل يمر في طريق قرب محطة كاشيوازاكي - كاريوا الكهربائية النووية شمال غربي العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

اليابان تتأهب لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية بالعالم

اتخذت اليابان الخطوة الأخيرة للسماح لأكبر محطة طاقة نووية في العالم باستئناف عملياتها من خلال تصويت إقليمي يوم الاثنين

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يمر أمام شاشة تعرض سعر الين الياباني مقابل الدولار الأميركي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

الين الياباني يترنّح قرب أدنى مستوياته رغم تحذيرات التدخل

دخل الين الياباني أسبوعاً جديداً وهو يراوح قرب مستويات تاريخية متدنية مقابل العملات الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

الرقم القياسي لتكاليف البناء في السعودية يرتفع 1 % خلال نوفمبر

ارتفع الرقم القياسي لتكاليف البناء السنوية في السعودية إلى 1 %، خلال شهر نوفمبر 2025، مقارنة بنظيره من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
TT

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)

ينتهي العام مخيباً للآمال بالنسبة إلى الدولار الأميركي، مع ظهور علامات على استقرار العملة، إلا أن العديد من المستثمرين يتوقعون أن يستمر انخفاضها في العام المقبل مع تعافي النمو العالمي وتخفيف «الاحتياطي الفيدرالي» السياسة النقدية.

وانخفض الدولار الأميركي بنسبة 9 في المائة هذا العام مقابل سلة من العملات، مما يجعله في طريقه نحو تسجيل أسوأ أداء له خلال ثماني سنوات، مدفوعاً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من «الاحتياطي الفيدرالي»، وتراجع الفارق في أسعار الفائدة مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى، إلى جانب المخاوف بشأن العجز المالي الأميركي وعدم اليقين السياسي. ويتوقع المستثمرون عموماً استمرار ضعف الدولار مع تثبيت البنوك المركزية الكبرى سياساتها أو تشديدها، ومع تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي»، مما قد يدفع بالسياسة النقدية نحو نهج أكثر مرونة، وفق «رويترز».

وعادةً ما يؤدي خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة إلى ضعف الدولار؛ إذ تقلّل أسعار الفائدة الأميركية المنخفضة من جاذبية الأصول المقوّمة بالدولار للمستثمرين، مما يقلّل الطلب على العملة.

وقال كبير استراتيجيي السوق في شركة «كورباي» للمدفوعات العالمية، كارل شاموتا: «الواقع أن الدولار لا يزال مقوّماً بأعلى من قيمته من الناحية الأساسية».

ويُعد فهم مسار الدولار أمراً بالغ الأهمية للمستثمرين، نظراً إلى الدور المركزي للعملة في التمويل العالمي؛ إذ يعزّز ضعف الدولار أرباح الشركات الأميركية متعددة الجنسيات بزيادة قيمة الإيرادات الأجنبية عند تحويلها إلى الدولار، ويزيد أيضاً من جاذبية الأسواق الدولية من خلال رفع قيمتها بالعملات الأجنبية، دون الاعتماد فقط على أداء الأصول الأساسية.

وعلى الرغم من انتعاش الدولار في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع مؤشره بما يقارب 2 في المائة منذ أدنى مستوى له في سبتمبر (أيلول)، حافظ استراتيجيو العملات الأجنبية على توقعاتهم غالباً بضعف الدولار في 2026، وفقاً لمسح أجرته «رويترز» بين 28 نوفمبر (تشرين الثاني) و3 ديسمبر (كانون الأول).

ووصل معدل الصرف الفعلي الواسع للدولار (قيمته مقابل سلة كبيرة من العملات بعد تعديلها للتضخم) إلى 108.7 في أكتوبر (تشرين الأول)، منخفضاً قليلاً عن أعلى مستوى قياسي بلغ 115.1 في يناير (كانون الثاني)، مما يدل على أن العملة الأميركية لا تزال مقوّمة بأعلى من قيمتها، وفق بيانات بنك التسويات الدولية.

النمو العالمي

تستند توقعات ضعف الدولار إلى تلاقي معدلات النمو العالمية، مع توقع انخفاض الميزة النسبية للنمو الأميركي مقابل تعافي الاقتصادات الكبرى الأخرى.

وقال مدير محفظة في «برانديواين غلوبال»، أنوجيت سارين: «ما يميّز هذه المرة أن باقي العالم سينمو بوتيرة أسرع العام المقبل».

ويتوقع المستثمرون أن تقلل حزم التحفيز المالي في ألمانيا، والدعم السياسي في الصين، وتحسّن مسارات النمو في منطقة اليورو، من الفائض النسبي للنمو الأميركي الذي دعّم الدولار في السنوات الأخيرة.

وأضاف مدير استراتيجية الدخل الثابت والعملات في شركة «أموندي» الأوروبية، باريش أوبادهيايا: «عندما يبدأ بقية العالم الظهور بشكل أقوى من حيث النمو، يكون ذلك مؤيداً لاستمرار ضعف الدولار».

حتى المستثمرون الذين يرون أن أسوأ مرحلة من انخفاض الدولار قد انتهت، يؤكدون أن أي ضربة كبيرة للنمو الأميركي قد تؤثر على العملة أيضاً. وقال محلل الاستثمار في شركة «جايدستون فاندز»، جاك هير: «إذا حدث أي ضعف في أي وقت خلال العام المقبل، فقد يكون ذلك سلبياً للأسواق، وسيؤثر بالتأكيد على الدولار»، مع الإشارة إلى أنه لا يتوقع انخفاضاً حاداً إضافياً في العملة بوصفه أساساً لتوقعاته لعام 2026.

تباين سياسات البنوك المركزية

قد يضغط استمرار «الاحتياطي الفيدرالي» في خفض الفائدة، في حين تُبقي البنوك المركزية الكبرى على أسعارها ثابتة أو ترفعها، على الدولار.

وخفّض «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي يشهد انقسامات واضحة بين أعضائه، أسعار الفائدة في ديسمبر، مع توقع غالبية صانعي السياسات خفض ربع نقطة مئوية إضافية العام المقبل. ومع احتمال تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي» خلال عهد ترمب، قد يسعّر السوق في سياسة أكثر تيسيراً، نظراً إلى دعمه خفض الفائدة. وقد أيد العديد من المرشحين المعروفين، بمن في ذلك مستشار البيت الأبيض الاقتصادي كيفين هاسيت، والحاكم السابق لـ«الاحتياطي الفيدرالي» كيفين وورش، والحاكم الحالي كريس والر، خفض أسعار الفائدة عن المستويات الحالية.

وقال المشرف على الأسواق العالمية في «سيتيزنس» ببوسطن، إريك ميرليس: «على الرغم من أن السوق تتوقع إجراءات محدودة من (الاحتياطي الفيدرالي) العام المقبل، فإننا نرى أن الاتجاه نحو نمو أضعف وكذلك توظيف أضعف سيدعم ضعف الدولار مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى».

في الوقت نفسه، يتوقع المتداولون أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة في 2026، مع احتمال رفعها في حال تحسّن النمو. وقد أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار سياسته ثابتة في اجتماعه الأخير ديسمبر، مع مراجعة توقعاته للنمو والتضخم للأعلى.

الدولار ليس على مسار مستقيم

على الرغم من التوقعات طويلة الأجل بضعف الدولار، حذّر المستثمرون من إمكانية حدوث انتعاش قصير الأجل للعملة.

ويمكن أن يوفّر الحماس المستمر تجاه الذكاء الاصطناعي والتدفقات الرأسمالية نحو الأسهم الأميركية دعماً مؤقتاً للدولار.

وقال سارين، من «برانديواين»: «الدعم للنمو الأميركي الناجم عن إعادة فتح الحكومة بعد الإغلاق وخفض الضرائب قد يدفع الدولار إلى الصعود في الربع الأول».

وأضاف: «لكننا نعتقد أن هذا الارتفاع المؤقت لن يكون محركاً مستداماً للدولار على مدار العام».


العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
TT

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع، مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا وسط تجدد الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية مهمة في وقت لاحق من الأسبوع.

وأسهمت مكاسب أسهم التكنولوجيا في أواخر الأسبوع الماضي، بدعم من توقعات قوية لشركة «ميكرون تكنولوجي» وصدور تقرير تضخم معتدل، في تعويض الخسائر التي كان قد تكبدها كل من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «ناسداك» المثقل بأسهم التكنولوجيا. وكان قطاع التكنولوجيا قد تعرّض لضغوط في وقت سابق من الشهر الحالي بفعل مخاوف تتعلق بارتفاع التقييمات والزيادة الكبيرة في الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفق «رويترز».

وأدى الانتعاش الأخير في سوق الأسهم إلى تقليص الفجوة بين مؤشري «ستاندرد آند بورز 500»، و«داو جونز» إلى نحو واحد في المائة فقط، مع اقترابهما من أعلى المستويات القياسية عند الإغلاق، التي سُجلت في 11 ديسمبر (كانون الأول). وارتفع سهم «ميكرون تكنولوجي» بنسبة 3.2 في المائة بتداولات ما قبل افتتاح السوق، في حين حققت شركات تصنيع الرقائق الأخرى، مثل «إنفيديا»، و«برودكوم»، و«إنتل»، و«أدفانسد مايكرو ديفايسز»، مكاسب تجاوزت واحداً في المائة لكل منها.

ويُعد شهر ديسمبر تاريخياً من الفترات القوية لأسواق الأسهم. فمنذ عام 1950، شهد ما يُعرف بـ«ارتفاع سانتا كلوز» صعود مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمتوسط 1.3 في المائة خلال الأيام الخمسة الأخيرة من التداول في العام وأول يومين من التداول في يناير (كانون الثاني)، وفقاً لتقويم متداولي الأسهم.

وأسهم التفاؤل المستمر بشأن الذكاء الاصطناعي، إلى جانب قوة الاقتصاد الأميركي، وتوجهات تيسير السياسة النقدية، في وضع المؤشرات الرئيسية الثلاثة على مسار تحقيق مكاسب للعام الثالث على التوالي، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 15 في المائة منذ بداية العام.

وبحلول الساعة 6:12 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 24.75 نقطة، أو 0.36 في المائة. كما صعدت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» بمقدار 136.5 نقطة، أو 0.53 في المائة، فيما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بمقدار 38 نقطة، أو 0.08 في المائة.

ومن المتوقع أن تظل أحجام التداول منخفضة خلال هذا الأسبوع، إذ تُغلق سوق الأسهم الأميركية أبوابها مبكراً في الساعة 1:00 ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأربعاء، وتظل مغلقة يوم الخميس بمناسبة عطلة عيد الميلاد.

ومع ذلك، من المنتظر صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع، تشمل القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وبيانات ثقة المستهلك لشهر ديسمبر، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية التي قد يكون لها تأثير على توقعات الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية.

وأظهرت بيانات صدرت الأسبوع الماضي أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بوتيرة أبطأ من المتوقع خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما عزز التوقعات بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل.

ويتوقع المتداولون حالياً تخفيفاً لأسعار الفائدة بنحو 60 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2026، أي ما يعادل خفضين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، وفقاً لبيانات جمعتها مجموعة بورصة لندن. ومع ذلك، لا تتجاوز احتمالات خفض الفائدة في يناير 20 في المائة في تقديرات الأسواق.

وفي تحركات أخرى لافتة، قفزت أسهم شركات تعدين المعادن الثمينة المدرجة في الولايات المتحدة، بعدما تجاوز سعر الذهب مستوى 4400 دولار للأونصة لأول مرة، وصعدت الفضة إلى مستوى قياسي، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، واستمرار الطلب على الأصول الآمنة.

كما ارتفعت أسهم «كلير ووتر أناليتكس هولدينغز» بنسبة 7.6 في المائة في تداولات ما قبل الافتتاح، عقب إعلان مجموعة من شركات الأسهم الخاصة بقيادة «بيرميرا» و«واربورغ بينكوس» عن صفقة للاستحواذ على شركة برمجيات الاستثمار والمحاسبة مقابل نحو 8.4 مليار دولار شاملة الديون.


توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
TT

توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)

قال مصدر مطلع، الاثنين، إنه من المتوقع أن ترتفع ​صادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى الصين بمقدار الربع هذا العام، في الوقت الذي تزيد فيه موسكو من مبيعاتها إلى آسيا عموماً وتوطد علاقاتها بأكبر مستهلك للطاقة في العالم، وفقاً لـ«رويترز».

ومع ذلك، أظهرت حسابات «رويترز» أن ‌هذا لن ‌يعوض الانخفاض في الإيرادات الناجم ‌عن ⁠خسارة ​سوق ‌الغاز الأوروبية.

وأعادت روسيا توجيه معظم نفطها إلى الهند والصين منذ بداية الحرب مع أوكرانيا عام 2022، بعدما قطعت موسكو وأوروبا؛ التي كانت ذات يوم سوقها الرئيسية لتصدير السلع الأساسية ومصدر إيراداتها، العلاقات بينهما.

وقال المصدر، ⁠الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لأنه ‌غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، إن شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» تتوقع أن تصل ‍صادرات الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا» إلى ما بين 38.6 و38.7 مليار متر مكعب هذا العام، ​ارتفاعاً من 31 مليار متر مكعب عام 2024، متجاوزة الطاقة السنوية المقررة لخط ⁠الأنابيب البالغة 38 مليار متر مكعب.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أليكسي ميلر، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن الإمدادات عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا1» ستتجاوز 38 مليار متر مكعب هذا العام.

ومع ذلك، فإن العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المشروع، المتمثلة في تحديد سعر الغاز الروسي، لا تزال قائمة ‌دون حل.