أفادت تقارير بريطانية أن نادي أستون فيلا أبلغ أفراد الأمن والمنظمين في ملعبه بأنهم غير ملزمين بالعمل خلال مباراة الفريق المرتقبة أمام مكابي تل أبيب الإسرائيلي ضمن منافسات الدوري الأوروبي، وذلك بسبب «مخاوف محتملة تتعلق بالسلامة».
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، جاء هذا القرار بعد إعلان شرطة ويست ميدلاندز حظر حضور جماهير مكابي تل أبيب إلى إنجلترا للمباراة المقررة في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مشيرة إلى أن القوة الأمنية غير قادرة على ضمان تأمين اللقاء بشكل كامل، في ظل «أحداث عنف وجرائم كراهية» وقعت خلال مواجهة سابقة للفريق الإسرائيلي أمام أياكس أمستردام عام 2024 في هولندا.
وزارة الداخلية البريطانية عرضت تقديم دعم إضافي للشرطة في محاولة لإلغاء قرار الحظر، كما تم تحديد موعد لاجتماع طارئ الأسبوع المقبل مع لجنة السلامة المحلية في برمنغهام لمراجعة الأوضاع.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن نادي أستون فيلا أرسل في الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) رسالة إلكترونية إلى العاملين في الملعب، جاء فيها: «ندرك أن بعضكم قد يشعر بالقلق من الحضور إلى العمل في مباراة مكابي تل أبيب، ويمكنكم تقديم طلب غياب استثنائي لهذا اليوم دون أن يؤثر ذلك على الحد الأدنى المطلوب من الحضور بنسبة 80 في المائة في عقودكم».
وأوضح التقرير أن بعض المنظمين أبدوا بالفعل تحفظات بشأن العمل يوم المباراة، وأن عدد من سيغيب منهم ما زال غير محدد بعد، على أن تُقدّم طلبات الإعفاء قبل أربعة أيام من موعد اللقاء.
الشرطة صنّفت المباراة على أنها «عالية الخطورة»، استناداً إلى معلومات استخباراتية، وذكّرت بحوادث العنف التي شهدها لقاء مكابي وأياكس في أمستردام، حيث اعتُقل أكثر من 60 شخصاً بعد أعمال شغب وصفتها السلطات الهولندية بأنها «مزيج سام من معاداة السامية والتطرف والعنف».
وتشير تقارير الشرطة الهولندية إلى أن بعض جماهير مكابي حينها أحرقوا علماً فلسطينياً كانوا قد نزعوه من أحد المباني، ورددوا شعارات مسيئة للعرب، مما أدى إلى مواجهات عنيفة أسفرت عن أحكام بالسجن لعدد من المتورطين المحليين.
القرار الأخير للشرطة البريطانية جاء بدعم من النائب المستقل أيوب خان، الذي شدد في تصريح لبرنامج «نيوزنايت» على أن القضية لا تتعلق بمعاداة السامية بل «بسلوك جماهير عنيفة»، داعياً رئيس الوزراء إلى «عدم التدخل في شؤون العمليات الأمنية».
من جهتها، أعلنت «الحملة ضد معاداة السامية» نيتها رفع دعوى قضائية ضد قرار منع جماهير مكابي، معتبرة أنه «قرار خطير يثير غضباً واسعاً في البلاد»، بينما وصف زعيم حزب العمال كير ستارمر الإجراء بأنه «خاطئ»، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده «لن تتسامح مع أي مظاهر لمعاداة السامية في الشوارع».
بدوره، دعا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) السلطات البريطانية إلى السماح لجماهير مكابي بالحضور، بينما أكد نادي أستون فيلا في بيان رسمي أنه على تواصل دائم مع النادي الإسرائيلي والجهات المحلية المعنية «لضمان سلامة المشجعين والسكان المحليين على حد سواء قبل اتخاذ أي قرار نهائي».
