بدأت الخميس في ألمانيا محاكمة مهاجر أفغاني شاب هاجم عدداً من الأطفال بسكين فأوقع قتيلين، في قضية أججت الجدل حول ملف المهاجرين، في هذا البلد الذي يشهد تصاعداً لليمين المتطرف.
تستمر المحاكمة 6 أيام، في مدينة أسشافنبورغ ببافاريا، وتتركز المداولات على الصحة العقلية لهذا المهاجر الأفغاني البالغ 28 عاماً، الذي عُرّف باسمه الأول، إنعام الله.

ووفقاً لنوع المحُاكمة التي أمر القضاء بأن يخضع لها، يمكن أن يجري إيداعه في مصحّ نفسي بدلاً من عقوبة السجن.
وارتكب إنعام الله جريمته في ظلّ حملات سياسية سبقت الانتخابات التشريعية، وفي ظل انتقادات لما يعتبره البعض سياسة متراخية في ألمانيا تجاه المهاجرين.
ففي 22 يناير (كانون الثاني) 2025، هاجم إنعام الله معلّمتين مع خمسة أطفال في حديقة عامة.
وأسفر الهجوم عن مقتل طفل من أصل مغربي، ورجل كان يعبر المكان وحاول ردّ المهاجم عن ضحاياه، فيما أُصيبت طفلة من أصل سوري في عنقها.
جاء ذلك في ظلّ صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين. وحقق الحزب في الانتخابات التي جرت في فبراير (شباط) نتيجة قياسية؛ بفوزه بـ20 في المائة من الأصوات.
وبعد نحو تسعة أشهر من هجوم طعن مميت يُشتبه في أن منفذه مريض نفسي، استهدف مجموعة أطفال حضانة في مدينة أشافنبورج الألمانية، بدأت، اليوم (الخميس)، إجراءات محاكمة ضد المتهم. وإلى جانب كشف ملابسات الجريمة، تنظر محكمة أشافنبورج أيضاً في مسألة ما إذا كان المشتبه به غير مسؤول جنائياً عن أفعاله وقت ارتكاب الجريمة، في يناير (كانون الثاني) الماضي.
لائحة الاتهام
ويسعى الادعاء العام الألماني، بالنظر إلى تقرير الطب النفسي الجنائي الأولي الذي خلص إلى انعدام المسؤولية الجنائية للمتهم (28 عاماً) إلى إيداع الأفغاني بشكل دائم في مستشفى للأمراض النفسية. ووفقاً للتحقيقات، فإن اللاجئ هاجم في 22 يناير 2025 في حديقة شونتال بمدينة أشافنبورج مجموعة من أطفال حضانة بسكين مطبخ يبلغ نصله نحو 30 سنتيمتراً. وأُصيب طفل مغربي يبلغ من العمر عامين بجروح أودت بحياته. كما لقي رجل ألماني يبلغ من العمر 41 عاماً حتفه، وكان قد صادف وجوده في المكان، وحاول إنقاذ الأطفال. ويُتهم المشتبه به أيضاً بطعن فتاة سوريا (عامين) ورجل ألماني (73 عاماً)، ونجا كلاهما من الهجوم. كما أُصيبت مربية (59 عاماً) بكسر في ذراعها أثناء الفوضى التي تلت الهجوم.

ويتهم الادعاء العام الرجل الأفغاني بالقتل والشروع في القتل والتهديد والاعتداء الجسدي المتعدد. وجاء في تقرير الطب النفسي الجنائي أن هناك «احتمالاً كبيراً بأن المتهم ارتكب الجريمة في حالة انعدام المسؤولية الجنائية؛ إذ حالت إصابته بمرض نفسي دون القدرة على إدراك عدم مشروعية أفعاله».
وبحسب ما تم التوصل إليه حتى الآن، لاذ المتهم بالفرار سيراً على الأقدام، بعد أن تصدى له عدد متزايد من المارة، وتم القبض عليه دون مقاومة بعد نحو 12 دقيقة من أول بلاغ طارئ بالقرب من خطوط السكك الحديدية. وعثرت السلطات على السكين الملطخ بالدماء على مسافة قصيرة من مكان القبض على المتهم.
وكان الرجل (28 عاماً) معروفاً لدى الشرطة قبل ارتكاب الجريمة بعدة مخالفات، وتم احتجازه مؤقتاً في مستشفى للأمراض النفسية. ومنذ مارس (آذار) 2023، سجلت السلطات عدداً من الحوادث المتعلقة به، وتضمنت تحقيقات في اعتداءات بدنية ومقاومة الشرطة، وإصابات متعمدة، وإهانات، وأعمال تخريب. كما صدرت بحقه أوامر جزائية وغرامات مالية. وتشمل إجراءات المحاكمة أيضاً حادثة وقعت في 29 أغسطس (آب) 2024 بمركز لإيواء اللاجئين في مدينة التسناو؛ حيث يُشتبه في أن الأفغاني خنق إحدى المقيمات وطعنها بسكين. وتم تحديد 6 جلسات للمحاكمة حتى 30 أكتوبر الحالي.

