بدء محاكمة مهاجر أفغاني هاجم أطفالاً بسكين في ألمانيا

تستمر المحاكمة 6 أيام في بافاريا وتتركز على الصحة العقلية للمشتبه به

لقطة من مقطع فيديو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تُظهر المتهم الأفغاني إنعام الله أ. البالغ من العمر 28 عاماً جالسًا في قاعة المحكمة بأشافنبورغ (غرب ألمانيا) في بداية محاكمته - 16 أكتوبر 2025 بتهمة الاعتداء بالسكين على أطفال صغار (أ.ف.ب)
لقطة من مقطع فيديو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تُظهر المتهم الأفغاني إنعام الله أ. البالغ من العمر 28 عاماً جالسًا في قاعة المحكمة بأشافنبورغ (غرب ألمانيا) في بداية محاكمته - 16 أكتوبر 2025 بتهمة الاعتداء بالسكين على أطفال صغار (أ.ف.ب)
TT

بدء محاكمة مهاجر أفغاني هاجم أطفالاً بسكين في ألمانيا

لقطة من مقطع فيديو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تُظهر المتهم الأفغاني إنعام الله أ. البالغ من العمر 28 عاماً جالسًا في قاعة المحكمة بأشافنبورغ (غرب ألمانيا) في بداية محاكمته - 16 أكتوبر 2025 بتهمة الاعتداء بالسكين على أطفال صغار (أ.ف.ب)
لقطة من مقطع فيديو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تُظهر المتهم الأفغاني إنعام الله أ. البالغ من العمر 28 عاماً جالسًا في قاعة المحكمة بأشافنبورغ (غرب ألمانيا) في بداية محاكمته - 16 أكتوبر 2025 بتهمة الاعتداء بالسكين على أطفال صغار (أ.ف.ب)

بدأت الخميس في ألمانيا محاكمة مهاجر أفغاني شاب هاجم عدداً من الأطفال بسكين فأوقع قتيلين، في قضية أججت الجدل حول ملف المهاجرين، في هذا البلد الذي يشهد تصاعداً لليمين المتطرف.

تستمر المحاكمة 6 أيام، في مدينة أسشافنبورغ ببافاريا، وتتركز المداولات على الصحة العقلية لهذا المهاجر الأفغاني البالغ 28 عاماً، الذي عُرّف باسمه الأول، إنعام الله.

وصل المتهم إنعام الله أ. (وسط الصورة) إلى بداية محاكمته في المحكمة الإقليمية بأشافنبورغ في ألمانيا - 16 أكتوبر 2025... ويُتهم المتهم الأفغاني إنعام الله أ. بقتل طفل يبلغ من العمر عامين ورجل يبلغ من العمر 41 عاماً بسكين في حديقة بأشافنبورغ - 22 يناير 2025 وإصابة 3 أشخاص آخرين بجروح خطيرة (أ. ف.ب)

ووفقاً لنوع المحُاكمة التي أمر القضاء بأن يخضع لها، يمكن أن يجري إيداعه في مصحّ نفسي بدلاً من عقوبة السجن.

وارتكب إنعام الله جريمته في ظلّ حملات سياسية سبقت الانتخابات التشريعية، وفي ظل انتقادات لما يعتبره البعض سياسة متراخية في ألمانيا تجاه المهاجرين.

ففي 22 يناير (كانون الثاني) 2025، هاجم إنعام الله معلّمتين مع خمسة أطفال في حديقة عامة.

وأسفر الهجوم عن مقتل طفل من أصل مغربي، ورجل كان يعبر المكان وحاول ردّ المهاجم عن ضحاياه، فيما أُصيبت طفلة من أصل سوري في عنقها.

جاء ذلك في ظلّ صعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المعادي للمهاجرين. وحقق الحزب في الانتخابات التي جرت في فبراير (شباط) نتيجة قياسية؛ بفوزه بـ20 في المائة من الأصوات.

وبعد نحو تسعة أشهر من هجوم طعن مميت يُشتبه في أن منفذه مريض نفسي، استهدف مجموعة أطفال حضانة في مدينة أشافنبورج الألمانية، بدأت، اليوم (الخميس)، إجراءات محاكمة ضد المتهم. وإلى جانب كشف ملابسات الجريمة، تنظر محكمة أشافنبورج أيضاً في مسألة ما إذا كان المشتبه به غير مسؤول جنائياً عن أفعاله وقت ارتكاب الجريمة، في يناير (كانون الثاني) الماضي.

لائحة الاتهام

ويسعى الادعاء العام الألماني، بالنظر إلى تقرير الطب النفسي الجنائي الأولي الذي خلص إلى انعدام المسؤولية الجنائية للمتهم (28 عاماً) إلى إيداع الأفغاني بشكل دائم في مستشفى للأمراض النفسية. ووفقاً للتحقيقات، فإن اللاجئ هاجم في 22 يناير 2025 في حديقة شونتال بمدينة أشافنبورج مجموعة من أطفال حضانة بسكين مطبخ يبلغ نصله نحو 30 سنتيمتراً. وأُصيب طفل مغربي يبلغ من العمر عامين بجروح أودت بحياته. كما لقي رجل ألماني يبلغ من العمر 41 عاماً حتفه، وكان قد صادف وجوده في المكان، وحاول إنقاذ الأطفال. ويُتهم المشتبه به أيضاً بطعن فتاة سوريا (عامين) ورجل ألماني (73 عاماً)، ونجا كلاهما من الهجوم. كما أُصيبت مربية (59 عاماً) بكسر في ذراعها أثناء الفوضى التي تلت الهجوم.

يجلس المتهم إنعام الله أ. بقاعة المحكمة في بداية محاكمته بالمحكمة الإقليمية في أشافنبورغ بألمانيا - 16 أكتوبر 2025... وهو متهم بقتل طفل يبلغ من العمر عامين ورجل يبلغ من العمر 41 عاماً بسكين في حديقة بأشافنبورغ في 22 يناير 2025 وإصابة 3 أشخاص آخرين بجروح خطيرة (أ.ب.أ)

ويتهم الادعاء العام الرجل الأفغاني بالقتل والشروع في القتل والتهديد والاعتداء الجسدي المتعدد. وجاء في تقرير الطب النفسي الجنائي أن هناك «احتمالاً كبيراً بأن المتهم ارتكب الجريمة في حالة انعدام المسؤولية الجنائية؛ إذ حالت إصابته بمرض نفسي دون القدرة على إدراك عدم مشروعية أفعاله».

وبحسب ما تم التوصل إليه حتى الآن، لاذ المتهم بالفرار سيراً على الأقدام، بعد أن تصدى له عدد متزايد من المارة، وتم القبض عليه دون مقاومة بعد نحو 12 دقيقة من أول بلاغ طارئ بالقرب من خطوط السكك الحديدية. وعثرت السلطات على السكين الملطخ بالدماء على مسافة قصيرة من مكان القبض على المتهم.

وكان الرجل (28 عاماً) معروفاً لدى الشرطة قبل ارتكاب الجريمة بعدة مخالفات، وتم احتجازه مؤقتاً في مستشفى للأمراض النفسية. ومنذ مارس (آذار) 2023، سجلت السلطات عدداً من الحوادث المتعلقة به، وتضمنت تحقيقات في اعتداءات بدنية ومقاومة الشرطة، وإصابات متعمدة، وإهانات، وأعمال تخريب. كما صدرت بحقه أوامر جزائية وغرامات مالية. وتشمل إجراءات المحاكمة أيضاً حادثة وقعت في 29 أغسطس (آب) 2024 بمركز لإيواء اللاجئين في مدينة التسناو؛ حيث يُشتبه في أن الأفغاني خنق إحدى المقيمات وطعنها بسكين. وتم تحديد 6 جلسات للمحاكمة حتى 30 أكتوبر الحالي.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا جانب من ترحيل السلطات الليبية لمهاجرين من الجنسية الغانية (وزارة الداخلية بغرب ليبيا)

ليبيا ترحّل دفعات جديدة من المهاجرين... براً وجواً

تعمل السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الهجرة غير النظامية في ليبيا على إعادة دفعات جديدة من الموقوفين إلى دولهم، براً وجواً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يستعد لتوسيع حملته على الهجرة في 2026

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتوسيع حملته على المهاجرين في عام 2026، بإضافة تمويلات جديدة تصل إلى مليارات الدولارات، وتتضمن مداهمة مزيد من مواقع العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا تمرّ السيارات بينما تهدم حركة «طالبان» سينما «أريانا» التاريخية في كابل يوم 18 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

حريق هائل بسوق في كابل يخلف خسائر قدرها 700 ألف دولار

ذكر مسؤولون أن حريقاً هائلاً اندلع بسوق «مندوي» التاريخية في كابل، فجر الأحد؛ ما أدى إلى تدمير عشرات المتاجر وتسبب في خسائر تقدر بنحو 700 ألف دولار.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا يقف أفراد الأمن حراساً بالقرب من كاتدرائية القديس يوحنا قبيل احتفالات عيد الميلاد في بيشاور 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

السلطات الباكستانية تخلي مخيماً للاجئين بعد هجوم على سيارة شرطة

أفادت تقارير بقيام مسلحين بالهجوم على سيارة تابعة للشرطة بالقرب من مخيم للاجئين الأفغان يقع على طريق كوهات في بانو بإقليم خيبر باختنخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )

تساؤلات حول مبادرة ماكرون باستئناف الحوار مع بوتين

الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)
الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)
TT

تساؤلات حول مبادرة ماكرون باستئناف الحوار مع بوتين

الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)
الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)

يعود آخر اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي ونظيره الروسي بمبادرة من الأول إلى يوم الثلاثاء في 1 يوليو (تموز) الماضي. وقتها، أفاد قصر الإليزيه بأن الاتصال دام أكثر من ساعتين، وتركز بشكل خاص على الملف النووي الإيراني، وذلك بعد أيام قليلة على الضربات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت المنشآت النووية والخبراء وأعضاء في القيادات العسكرية الإيرانية.

لكن الاتصال تطرق أيضاً للحرب في أوكرانيا. ووفق الإليزيه، فقد كان أشبه بـ«حوار طرشان» للتمايز العميق في مقاربة الطرفين. ورغم ذلك، أفاد بيان الإليزيه بأن ماكرون وبوتين «قررا استكمال التواصل بينهما حول هذه النقطة».

كان ماكرون الوحيد بين القادة الغربيين، باستثناء الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي كسر قاعدة فرض العزلة الدبلوماسية على بوتين رغم أنه، في العامين الأخيرين، سعى لتزعم الجناح المتشدد في التعاطي مع روسيا، إن لجهة فرض العقوبات المالية والاقتصادية عليها، أو في دعم أوكرانيا مالياً وعسكرياً، أو في الدعوة إلى إنشاء «تحالف الراغبين» في إرسال وحدات عسكرية ترابط على الأراضي الأوكرانية لـ«ردع» روسيا عن مهاجمة جارتها أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف الأعمال العدائية.

كذلك، سعى ماكرون ليكون «مرجعاً» للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعاه إلى باريس ثلاث مرات في الآونة الأخيرة ووقَّع معه «مذكرة تفاهم» لتزويد أوكرانيا بمائة طائرة مقاتلة من طراز «رافال» من الجيل الرابع.

الرئيس الأركاني فولوديمير زيلينسكي محاطاً في برلين بقادة أوروبيين وبأمين عام الحلف الأطلسي والمفاوضين الأميركيين في ملف الحرب الأوكرانية 15 ديسمبر (إ.ب.أ)

يغرّد خارج السرب الأوروبي

مرة أخرى، يغرّد ماكرون خارج السرب الأوروبي. ففي المؤتمر الصحافي، الذي عقده عقب انتهاء القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل التي أقرَّت قرضاً لأوكرانيا قيمته 90 مليار يورو، فاجأ ماكرون جميع الحاضرين بدعوته إلى معاودة الحوار المباشر مع بوتين. وبرر دعوته بقوله: «أرى أن هناك أشخاصاً يتحدثون إلى فلاديمير بوتين؛ لذا أعتقد أنه من مصلحتنا نحن الأوروبيين والأوكرانيين إيجاد إطار لإعادة فتح هذه المناقشة بشكل رسمي وإلا سنظل نناقش الأمور فيما بيننا، بينما يتفاوض المفاوضون وحدهم مع الروس. وهذا ليس مثالياً».

وكان ماكرون يشير إلى الرئيس الأميركي الذي لا يجد غضاضة في الاجتماع مع بوتين وجهاً لوجه كما حصل في ألاسكا، أو التواصل معه هاتفياً أكثر من مرة. وجاء الرد من الرئيس الروسي سريعاً؛ إذ قال يوم الأحد، بمناسبة مؤتمره الصحافي السنوي، إنه «مستعد للحوار» مع ماكرون. لذا؛ سارعت مصادر الرئاسة الفرنسية إلى القول إنه «من المرحّب به أن يمنح الكرملين موافقته العلنية على هذه المبادرة. سننظر خلال الأيام المقبلة في أفضل طريقة للمضي قدماً».

ولأن مبادرة ماكرون جاءت مفاجئة، فإن مصادر الإليزيه حرصت على الرد سلفاً على أي انتقادات بتأكيدها أن «أي نقاش مع موسكو سيتم بكل شفافية» مع زيلينسكي ومع الأوروبيين، وأن هدفها يظل التوصل إلى «سلام متين ودائم» للأوكرانيين. وفي معرض تبريره غياب الحوار مع ورسيا، قال قصر الإليزيه: «إن غزو أوكرانيا وإصرار الرئيس بوتين على الحرب وضعا حداً لأي إمكانية للحوار خلال السنوات الثلاث الماضية». أما توقيت استئنافه، فإنه سيحصل بمجرد أن تتضح ملامح وقفٍ لإطلاق النار و(انطلاق) مفاوضات سلام، (عندها) يصبح من المفيد مجدداً التحدث إلى بوتين».

الرئيس الأوكراني وجهاً لوجه مع الرئيسين الأميركي والفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني في البيت الأبيض 18 أغسطس (أ.ب)

مبررات مبادرة ماكرون

تقول مصادر ديبلوماسية أوروبية في باريس إن مبادرة ماكرون تعكس، وإن جاءت متأخرة، قلقاً فرنسياً - أوروبياً مما هو جارٍ على صعيد الوساطة التي تتفرد الولايات المتحدة بين روسيا وأوكرانيا. ورغم نجاح الأوروبيين في حجز مقعد لهم في الأسابيع الأخيرة، فإنهم يستشعرون رغبة أميركية في استبعادهم عنها. ثم جاء كلام ترمب لموقع «أطلنتيكو» الأسبوع الماضي صادماً؛ إذ قال فيه إن الأوروبيين «يتحدثون كثيراً ولا يفعلون شيئاً، والدليل أن الحرب ما زالت قائمة...». كذلك، نددت تولسي غابارد، مديرة المخابرات الوطنية الأميركية بالأوروبيين وذلك في تغريدة على منصة «إكس» الأسبوع الماضي أيضاً؛ إذ اتهمتهم واتهمت الحلف الأطلسي بـ«تصعيد الحرب وسعيهم لاجتذاب الولايات المتحدة في نزاع مباشر مع روسيا». وإضافة إلى ما سبق، تتساءل المصادر المشار إليها: «لماذا لا يحق للأوروبيين أن يتناقشوا مع بوتين، خصوصاً أنهم هم من يتحمل عبء الحرب من خلال دعم كييف بينما قطعت واشنطن عنها المساعدات عنها» لتضيف أن مصير الحرب يمس أمن وسلامة دول الاتحاد الأوروبي والقارة القديمة بشكل عام؛ ولذا من الضروري والمهم أن يكون هناك حوار مباشر وليس بالواسطة مع بوتين.

لم تنزل مبادرة ماكرون برداً وسلاماً على شركائه في الاتحاد الأوروبي، لا على زيلينسكي ولا على المستشار الألماني الذي يريد أن يلعب دور الزعيم الأوروبي في مواجهة روسيا. واكتفى شتيفن ماير، نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية، بالقول إن الحكومة «أٌحيطت علماً» بمبادرة ماكرون، مضيفاً أنه «لا توجد مخاوف من تصدع الوحدة الأوروبية بسبب هذا الملف».

ماكرون ونابليون بونابرت

يؤخذ على ماكرون أمران أساسيان: الأول، تغير نهجه من السعي لممارسة أقصى الضغوط على روسيا وبوتين إلى الانتقال إلى الحوار معه مع وجود كثير من التحفظات حول ما يمكن أن يحصل عليه ولم يحصل عليه المفاوض الأميركي؛ والآخر، أن ماكرون كسر الجدار الأوروبي والعزلة الدبلوماسية المُحكمة التي أقيمت حول بوتين؛ فهو بمبادرته يوفر له الفرصة للعب على الانقسامات الداخلية الأوروبية وعلى افتراق الرؤى مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون متحدثاً في مؤتمر صحافي ببروكسل عقب انتهاء القمة الأوروبية حيث أعلن انفتاحه على محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

وكتبت صحيفة «لو موند» في عددها ليوم الاثنين، أن زيلينسكي اعترف بأن ماكرون ناقش معه مبادرته، وأنه أبدى تحفظات بشأنها. كذلك نقلت عن دبلوماسي أوروبي قوله: «الجميع في أوروبا يدرك أنه سيتعيّن في يومٍ ما التحدث إلى بوتين، ولا سيما إذا ما فشلت الوساطة الأميركية. أما ما سيكون معقداً، فهو مسألة الإطار الأنسب لإجراء هذه المناقشات، هل يكون ذلك ضمن صيغة (الترويكا الأوروبية) أم في إطار أوسع». وتضم «الترويكا» فرنسا وألمانيا وبريطانيا. ويعني هذا التساؤل ما إذا كان ماكرون سيتحدث باسم فرنسا أم أنه سينال تفويضاً من زيلينسكي ومن نظرائه الأوروبيين للتحدث باسمهم؟

لا شك أن هناك تنافساً بين قادة «الترويكا» الثلاثة وإن بقي مضمراً. وفي أي حال، يبدو من المبكر التكهن بما قد يحصل في الأيام والأسابيع المقبلة، وما ستكون عليه الصيغة التي يريدها بوتين الذي لم يتردد، في مؤتمره الصحافي الأخير عن وصف القادة الأوروبيين بـ«صغار الخنازير». أما الصحافة الروسية، فإنها لا تتردد بتذكير ماكرون بالهزيمة التي ألحقتها روسيا القيصرية بالإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت الذي غزا روسيا عام 1812، حيث خسر جيشه الجرار وكانت تلك المغامرة بداية سقوطه.


رئيس وزراء غرينلاند: مصير الإقليم يُحسم على أراضيه

رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)
رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)
TT

رئيس وزراء غرينلاند: مصير الإقليم يُحسم على أراضيه

رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)
رجل يمر بجوار تمثال لهانز إيغيده الذي اضطلع بدور مهم في تاريخ غرينلاند ويبدو العلم الدنماركي (رويترز)

أكد رئيس وزراء غرينلاند، الثلاثاء، أن القرارات المتعلقة بمستقبل الجزيرة تُتَّخذ على أراضيها، وذلك ردّاً على محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتكررة لضمّ هذا الإقليم الدنماركي المتمتع بحكم ذاتي.

وكتب ينس فريدريك نيلسن، عبر «فيسبوك»: «غرينلاند بلدنا. قراراتنا تُتَّخذ هنا». وأعرب عن «حزن» بعد سماعه ترمب يُكرر رغبته في السيطرة على غرينلاند.

وكان ترمب كرّر، الاثنين، أنّ بلاده «بحاجة» إلى غرينلاند؛ لضمان أمنها في مواجهة الصين وروسيا. وسبق له أن أدلى بهذا التصريح بعد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.

وقال نيلسن: «هذه الكلمات تختزل بلدنا في مسألة أمن وسلطة. هذه ليست نظرتنا إلى أنفسنا، ولا يمكن ولا يجوز أن تُوصف حالتنا في غرينلاند بهذه الطريقة».

وشكر شعب غرينلاند على ردّ فعله «الهادئ والراقي». وأعرب عن امتنانه لدعم عدد كبير من الدول، مضيفاً: «هذا الدعم يؤكد أننا لسنا وحدنا هنا على أرضنا».

في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن غرينلاند «ملك لشعبها» وأن «الدنمارك هي ضامنتها». وكتب عبر منصة «إكس»: «أضمّ صوتي إلى أصوات الأوروبيين لأعرب عن تضامننا الكامل».


الملجأ المضاد للإشعاعات بمحطّة تشيرنوبيل النووية قد ينهار بضربة روسية

محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)
محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)
TT

الملجأ المضاد للإشعاعات بمحطّة تشيرنوبيل النووية قد ينهار بضربة روسية

محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)
محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا (أ.ف.ب)

قد تؤدّي ضربة روسية إلى انهيار الملجأ المضاد للإشعاعات داخل محطّة تشيرنوبيل النووية التي توقّفت عن العمل راهناً في أوكرانيا، بحسب ما قال مدير المنشأة سيرغي تاراكانوف لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وصرّح تاراكانوف خلال مقابلة أجرتها معه «وكالة الصحافة الفرنسية» الأسبوع الماضي: «في حال أصابه صاروخ أو مسيّرة مباشرة أو حتّى سقط في محيطه مثلاً صاروخ من نوع (إسكندر)، لا قدّر الله، فقد يُحدث ذلك زلزالاً صغيراً في المنطقة».

وأكّد أن «لا أحد في وسعه أن يضمن أن الملجأ سيبقى قائماً بعد ذلك. وهذا هو أكبر تهديد».

والمحطّة النووية مدّعمة بهيكل من الفولاذ والإسمنت من الداخل أقيم على عجالة بعد الكارثة النووية سنة 1986 وهي مغلّفة أيضاً بغلاف خارجي حديث وعالي التطوّر يطلق عليه اسم «عازل الأمان الجديد» (NSC).

وقد تعرّض الغلاف الخارجي لأضرار كبيرة إثر ضربة بمسيّرة روسية في فبراير (شباط) تسبّبت في حريق ضخم في التكسية الخارجية للهيكل الفولاذي.

وأشار تاراكانوف إلى أن «عازلنا خسر الكثير من مهامه الرئيسية. ونحن بحاجة إلى ثلاث أو أربع سنوات لإعادة هذه الخصائص».

وما زال مستوى الإشعاعات في الموقع «مستقرّاً وبحدود العادة»، وفق المدير.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مطلع الشهر أن بعثة تفتيش لاحظت أن الملجأ «فقد مهامه الأمنية الأساسية، لا سيّما قدراته العازلة، لكن ما من أضرار دائمة في الهيكليات الداعمة أو أنظمة المراقبة».

وتمّت تغطية الفجوة التي خلّفتها الغارة الروسية بستار حامٍ، بحسب تاراكانوف، لكن لا بدّ من سدّ 300 ثغرة صغيرة أحدثها عناصر الإطفاء لمكافحة النيران.

وكان الجيش الروسي قد استولى على المحطّة في بداية الحرب سنة 2022 قبل أن ينسحب منها بعد بضعة أسابيع.