بشرى: انسحابي من «الجونة» أعاد اكتشاف مواهبي الفنية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن كواليس مجال الإنتاج مليئة بالحروب

بشرى تحلم بتقديم شخصية داليدا (صفحتها على «فيسبوك»)
بشرى تحلم بتقديم شخصية داليدا (صفحتها على «فيسبوك»)
TT

بشرى: انسحابي من «الجونة» أعاد اكتشاف مواهبي الفنية

بشرى تحلم بتقديم شخصية داليدا (صفحتها على «فيسبوك»)
بشرى تحلم بتقديم شخصية داليدا (صفحتها على «فيسبوك»)

قالت الفنانة المصرية بشرى إن مشاركاتها في لجان تحكيم عدد من المهرجانات الفنية، كان أحدثها «بغداد السينمائي» في دورته الثانية، أكسبتها خبرات جديدة، مؤكدة أن خوض تجربة التحكيم ليست جديدة عليها. وأشارت إلى أن مشاركتها في تأسيس مهرجان الجونة السينمائي كانت مرحلة، وانسحابها من العمل التنفيذي في المهرجان ساعدها على إعادة اكتشاف مواهبها الفنية.

وتطرقت بشرى، في حوارها لـ«الشرق الأوسط»، إلى كواليس عملها مع الفنان عادل إمام والمخرج محمد سامي، وكواليس عالم الإنتاج الفني الذي خاضت تجربة فيه، وقالت إن به حروباً ضد النساء المنتجات.

وأوضحت بشرى، أن مشاركاتها في المهرجانات الدولية والمحلية منحتها خبرة واسعة وثقة كبيرة من القائمين على هذه الفعاليات، مشيرة إلى أن وجودها في مهرجان «موسكو السينمائي» أخيراً، بوصفها ممثلة وحيدة لمصر والعالم العربي، شكّل تجربة ثرية، أتاحت لها الاطلاع على ثقافات مختلفة في صناعة السينما.

وعن تجربتها مع مهرجان الجونة السينمائي الذي شاركت في تأسيسه، أكدت بشرى أن وجودها في تنظيم المهرجان أصبح بالنسبة إليها من الماضي؛ إذ ترى أن «الاستمرار في موقع واحد لفترة طويلة يُضعف الشغف، ويحدّ من التجديد والإبداع، خصوصاً مع اختلاف الرؤى».

بشرى شاركت في تحكيم العديد من المهرجانات (صفحتها على «فيسبوك»)

وقالت بشرى: «أفضّل تسديد ركلات في مرمى أي مكان أذهب إليه، بعدما قضيت سنوات كثيرة في العمل التنفيذي والإداري على حساب مسيرتي الفنية، لكنني اليوم أرى أن تمثيل بلدي في المحافل الدولية بوصفي ممثلة، أهم بكثير من أي منصب إداري في مهرجان أو بالإنتاج كما فعلت في السنوات الأخيرة».

وأكدت بشرى أن انشغالها بـ«الجونة» انعكس سلباً على مشوارها. وأضافت: «لقد تسبب وجودي في إدارة المهرجان في خلق عداوات لم أكن طرفاً فيها؛ إذ كان البعض يحمّلني مسؤولية قرارات متعلقة بالدعوات أو التنظيم، في حين أن للمهرجان مؤسسة إدارية كبيرة». وتابعت: «انسحابي من العمل التنفيذي في الجونة ساعدني على إعادة اكتشاف مواهبي الفنية».

وأشارت الفنانة المصرية إلى امتلاكها عديداً من المواهب «في الغناء بلهجات ولغات عدة، وفي الاستعراض ورقص الباليه، وغيرها من ألوان الفنون»، على حد تعبيرها، وعلى الرغم من ذلك ومع حصولها على جوائز دولية في التمثيل فإن بشرى تشكو عدم اختيارها للأعمال الفنية، وعن ذلك تقول: «كانت حجتهم انشغالي في تأسيس المهرجانات والإنتاج، وهي حجج لم تعد موجودة».

الفنانة بشرى (حسابها على موقع «فيسبوك»)

وأضافت: «لم أعد أنتظر أي شيء من أحد، وأصبح شعور (الاستغناء والزهد) يلازمني بعد الإغفال سنوات عن موهبتي، بل توقفت عن المجاملات الفنية التي لا تُؤتي ثمارها في الواقع».

وأكدت بشرى أن احترامها لشخصها يمنعها من الإنتاج لنفسها، بهدف الوجود على الساحة، وترى أن موهبتها لا بد أن تكون المتحدث الرسمي عنها، خصوصاً بعد اعترافات وشهادات تلقتها من نجوم كبار، على غرار عادل إمام، ومحمود ياسين، وسعيد صالح، وكذلك عملها مع نجوم في التمثيل والإخراج، مثل: نبيلة عبيد، وسميرة أحمد، وميرفت أمين، وشريف عرفة، ورامي إمام، ومحمد سامي، وعلي إدريس؛ «فجميعهم أشادوا بموهبتي وانضباطي»، وفق تصريحاتها.

وتوقفت بشرى عند محطة عملها مع الفنان عادل إمام، مؤكدة أنه يعشق الفنان الملتزم والشاطر ويدعمه، كما أنه متابع جيد لكل الفنانين على الساحة، ولا يتردد في المبادرة بالاتصال والثناء على الأداء.

بشرى وعادل إمام في كواليس مسلسل «عوالم خفية» (صفحتها على موقع «فيسبوك»)

وقالت بشرى: «الوقوف أمام عادل إمام وتقديم دور الابنة العاقة في مسلسل (عوالم خفية) كان صعباً وجعلني أفكر طويلاً كيف سأقف أمامه لتجسيد هذه الشخصية الصعبة، فذهبت إلى المخرج رامي إمام، وقلت له إنني سأقع في الفخ أمام الأستاذ، وسيكرهني الناس، لكنه أكد لي مدى الاحترافية التي أتمتع بها، ولا بد من تقديم الدور كما هو مكتوب، وبالفعل نجح الدور واستفز الناس، حتى إنهم سعدوا كثيراً عندما صفعني (الزعيم) في النهاية».

وتذكرت بشرى ما قاله لها عادل إمام في الكواليس، مشيداً بأدائها «(يا بنت يا بشرى أنا فخور بك، لأنك تعصرين الشخصية حتى آخرها)، وكانت هذه شهادة فنية كبيرة سعدت بها».

أما عن الغناء والمسرح فكشفت بشرى عن أن معظم المطربين أصبحوا ينتجون أعمالهم؛ لأن عمق الإنتاجات الفنية أصبح يتمحور حول لعبة التوزيع، موضحة أنها تلقت أيضا عروضاً مسرحية كثيرة خلال السنوات الماضية، ولم تشارك فيها لظروف مختلفة.

الفنانة بشرى تتصدر الملصق الترويجي لمسلسل «سيد الناس» (صفحتها على موقع «فيسبوك»)

وعن تجربتها في الإنتاج، تقول: «واجهت صعوبات كبيرة، كوني امرأة في مجال يسيطر عليه الرجال، ولا يوجد ترحيب بالسيدة المنتجة في الحقل الإنتاجي، والكواليس مليئة بالحروب الخفية للحد من مشاركتي وعملي». وأردفت: «لمست ذلك في فيلمي (أولاد حريم كريم)، و(ليه تعيشها لوحدك)؛ إذ ازداد حجم المقاومة التي تواجهها المرأة في هذا المجال، ومن ثم قررت التركيز على التمثيل والغناء فقط، وتعطيل العمل في الإنتاج حتى إشعار آخر».

الفنانة بشرى عملت في مجال الإنتاج (صفحتها على «فيسبوك»)

وعن العمل مع المخرج محمد سامي بمسلسل «سيد الناس»، في رمضان 2025، عبّرت بشرى عن تقديرها الكبير له، ووصفت تعامله بالاحترافي والإنساني في الوقت نفسه، مؤكدة أنه منحها تقديراً خاصاً وأشاد بموهبتها، واعتذر منها عن حجم الدور، ولعدم متابعته لها بشكل كافٍ من قبل، وأنه فخور بها وباجتهادها.

ولفتت إلى أن «جدل اعتزال محمد سامي للإخراج التلفزيوني مؤخراً ليست له علاقة بالانتقاد الذي صاحب عرض مسلسل (سيد الناس)»، موضحة أنه «تحدث معهم منذ أول يوم بالتصوير عن حلم يطمح إلى تحقيقه خارج مصر».

بشرى قدمت أعمالاً متنوعة في السينما والتلفزيون (صفحتها على «فيسبوك»)

وأكدت بشرى أن حلم تقديم شخصية الفنانة الراحلة داليدا في عمل فني ما زال يراودها، مشيرة إلى أن المرحلة العمرية تحتم العمل عليه سريعاً قبل المشيب.

وحول حياتها الشخصية، أكدت بشرى أنها تؤمن بالحب وترى فيه قيمة عظيمة. وأضافت: «طبيعة العمل الفني لا تتيح الفرصة الكافية للتعرف إلى حقيقة الشخص قبل الارتباط، لكنني مستعدة للزواج 10 مرات حتى أجد الشخص الذي يناسبني».


مقالات ذات صلة

المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

يوميات الشرق المخرج المصري أبو بكر شوقي (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج المصري أبو بكر شوقي: أبحث عن عوالم جديدة في أفلامي

قال المخرج المصري، أبو بكر شوقي، إنه يبحث دوماً عن الأفلام التي تدخله عوالم جديدة، كما في فيلميه السابقين «يوم الدين» و«هجان».

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر (مهرجان البحر الأحمر)

آن ماري جاسر لـ«الشرق الأوسط»: «فلسطين 36» يربط النكبة بالمأساة الجديدة

من العرض العالمي الأول في مهرجان تورنتو للعرض العربي الأول في النسخة الماضية من مهرجان البحر الأحمر، مروراً باختياره في «القائمة المختصرة» لجوائز الأوسكار.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق أحمد رضوان قدَّم دور ابن شقيقة أم كلثوم (الشرق الأوسط)

أحمد رضوان لـ«الشرق الأوسط»: «السِّت» لا يحمل أي إساءة لأم كلثوم

لم يكن سهلاً على ممثل شاب أن يدخل إلى عالم مغلق تحيط به هالة من الرهبة، وأن يتحرك داخله، من دون أن يقع في فخ التقليد أو المبالغة.

أحمد عدلي (القاهرة )
خاص الفنان التونسي ظافر العابدين (حسابه على «فيسبوك»)

خاص ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

أكد الفنان التونسي ظافر العابدين أن مشاركته بالجزء الثاني من فيلم «السلم والثعبان» المعروض حالياً بالصالات السينمائية ارتبطت بعدة عوامل منها إعجابه بالجزء الأول

أحمد عدلي (القاهرة )

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
TT

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)
خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

في مسيرة بعض الممثلين، تأتي الأدوار المهمّة في وقت متأخر، وهو ما حصل مع الممثلة السعودية خيرية نظمي، بطلة فيلم «هجرة»، التي تحدَّثت بشفافية لـ«الشرق الأوسط»، قائلةً: «حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين»، مُعبّرةً عن سعادتها الغامرة بهذه التجربة التي نقلتها إلى منطقة مختلفة، بوصفها ثمرة رحلة طويلة من التراكم الفنّي والتجربة الإنسانية.

بطولة «هجرة» جاءت في مرحلة شعرت فيها خيرية بأنّ علاقتها بالتمثيل أصبحت أوضح وأكثر هدوءاً. وتتحدَّث عن هذه التجربة بثقة، مؤكدةً أن مرحلة ما بعد الخمسين حوَّلت العمر من مجرّد رقم إلى رصيد من المشاعر والمواقف والقدرة على قراءة الشخصيات بعمق، ممّا غيّر زاوية نظرها للأمور، وجعل اختياراتها أكثر وعياً ومسؤولية.

وللمرة الأولى، سارت خيرية نظمي على السجادة الحمراء في مهرجانات عالمية بصفتها نجمة سينمائية عبر بطولتها فيلم المخرجة شهد أمين «هجرة»، الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان البندقية، وهناك حصد جائزة «نيتباك» لأفضل فيلم آسيوي، ثم واصل حضوره في مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بجدة، ليفوز بجائزتين هما «جائزة اليسر من لجنة التحكيم» وجائزة «فيلم العلا لأفضل فيلم سعودي».

خيرية، التي التقتها «الشرق الأوسط» في «البحر الأحمر»، تُشير إلى أن الفرق بين الأدوار الرئيسية وتحمُّل بطولة كاملة يكمُن في الإيقاع اليومي للتصوير، وفي الالتزام الجسدي والنفسي المستمرّ، قائلةً: «التصوير في (هجرة) امتد ساعات يومياً، وعلى مدى شهرين ونصف الشهر تقريباً، وهو ما تطلَّب جهداً مضاعفاً، وانغماساً كاملاً في الشخصية». هذا التعب، كما تصفه، أثمر لاحقاً مع خروج الفيلم إلى الجمهور، وظهور ردود الفعل في العروض الأولى، والإشادات التي ركّزت على الأداء والنظرة والتعبير الصامت.

خيرية نظمي على السجادة الحمراء (مهرجان البحر الأحمر)

سنوات من الكوميديا

قبل «هجرة»، رسَّخت خيرية حضورها في الأعمال الكوميدية، وتتوقَّف عند هذه المرحلة بكونها مدرسة أساسية في مسيرتها، تعلَّمت خلالها الإيقاع، والتوقيت، والقدرة على التقاط التفاصيل الصغيرة. وتستذكر تجربتها في مسلسل «سكة سفر» من خلال شخصية «بركة»، التي تقول إنها كانت قريبة من روحها، وتفاعلت معها بعفوية عالية. تبتسم وهي تتحدَّث عن «بركة»، مضيفةً: «هذه الشخصية خرجت مني بشكل تلقائي»، موضحةً أنها تعاملت مع النص بطاقة مفتوحة، وسمحت للارتجال بقيادة كثير من اللحظات. هذا التفاعل العفوي، كما ترى، وصل إلى الجمهور السعودي والعربي، وصنع حالة قبول واسعة، وأكد قدرتها على حمل الدور الكوميدي وصناعة شخصية تعيش خارج إطار الحلقة.

وتشير إلى أنّ «سكة سفر» شكّل إحدى أبرز تجاربها، ضمن مسار متنوّع سبقها، مؤكدةً أنّ انغماسها في الكوميديا أثبت نجاحه، وساعدها على بناء علاقة مباشرة مع الجمهور، وهي مرحلة منحتها ثقة إضافية، ووسَّعت أدواتها، إذ ترى أنّ الكوميديا فنّ يحتاج إلى حسّ داخلي عالٍ وصدق في الأداء.

خيرية نظمي وحفيدتها في الفيلم لمار فادن في مشهد من «هجرة» (الشرق الأوسط)

«هجرة»... اختبار العمق

في تلك المرحلة، كانت خيرية تتطلَّع إلى تنويع أدوارها، وتؤمن بأن التنقّل بين الأنواع يكشف عن جوانب مختلفة من الموهبة، ويمنح الممثل فرصة أوسع للتجريب. هذا التطلُّع قادها إلى أدوار تحمل ثقلاً مختلفاً، وتضعها أمام تحدّيات جديدة، خصوصاً في الدراما، وهو ما وجدته في فيلم «هجرة»، إذ انتقلت إلى منطقة أكثر كثافة، ودور يعتمد على الحضور الداخلي أكثر من الحوار المباشر.

في «هجرة»، قدَّمت شخصية «ستي»، الجدّة التي تعتزم الذهاب إلى الحج برفقة اثنتين من حفيداتها، وفي أثناء الرحلة تضيع إحداهن، فتتحمّل مسؤولية البحث عنها. وهي شخصية مركّبة، حازمة في ظاهرها، قوية في مواقفها، وتحمل في داخلها ضعفاً إنسانياً واضحاً. وتصف خيرية هذا التركيب بأنه «تحدٍّ حقيقي، لأنّ التوازن بين الصلابة والانكسار يحتاج إلى وعي نفسي دقيق، وقدرة على الإمساك بالتفاصيل الصغيرة».

وتضيف: «كثير من المَشاهد اعتمد على النظرة أكثر من الكلمة، وعلى الصمت أكثر من الحوار»، مؤكدةً أنّ ذلك جاء نتيجة مباشرة للتدريب والتحضير المُسبَق. وتولي خيرية أهمية كبيرة لمرحلة التحضير، مشيرةً إلى أنّ وجود المُخرجة شهد أمين، وحرصها على بناء الشخصية من الداخل إلى الخارج، صنعا فارقاً واضحاً في الفيلم الذي اختارته المملكة لتمثيلها في سباق «الأوسكار» لعام 2026.

ترى خيرية أنّ فيلم «هجرة» يشكّل مرحلة تحوّل في مسيرتها الفنّية (مهرجان البحر الأحمر)

رَمش العين... التحدّي الأكبر

تتوقف خيرية عند تفصيل صغير، وتبتسم وهي ترويه، موضحةً أنّ المخرجة طلبت منها تخفيف الرَّمش، لأن الكاميرا الكبيرة تلتقط كل حركة. في البداية، شعرت بالغرابة، ثم عادت إلى البيت وهي تفكر في وجهها، وفي عادات ملامحها، وفي تفاصيل تؤدّيها تلقائياً. وتضحك وهي تقول إنّ عضلات وجهها اعتادت الابتسامة حتى في لحظات السكون، كأنّ الوجه تعلَّم هذا التعبير مع الزمن.

وتؤكد أن شخصية «ستي» احتاجت إلى وجه جامد، ونظرة ثابتة، وحضور صامت يخلو من أي ليونة. التحكُّم في رمشة العين، كما تقول، تحوّل إلى تمرين يومي ومحاولة واعية للسيطرة على فعل طبيعي، مضيفةً: «هذه التجربة جعلتني أدرك أنّ التحكُّم في النظرة يكشف عن جوهر الممثل أكثر من التحكُّم في الكلام أو الحركة، لأنّ العين تفضح الإحساس قبل أن يُقال».

تحدَّثت خيرية نظمي عن أصعب اللحظات التي واجهتها خلال التصوير (إنستغرام)

طبقات الحزن والفرح

عند الحديث عن التوحُّد مع الشخصية، تتحدَّث خيرية عن علاقتها بالألم الشخصي، وتقول: «كلّ إنسان يحمل في داخله تجارب موجعة». وتستدعي هذه التجارب خلال الأداء، بما يمنح المشهد صدقاً داخلياً ويجعل التعبير أقرب إلى الواقع. كما توضح أنّ هذا الإحساس رافقها بعد انتهاء التصوير، مع استمرار جولات الفيلم في المهرجانات، وردود الفعل التي تلقتها من الجمهور.

وعن المرحلة المقبلة، تتحدَّث بنبرة هادئة وحاسمة، مؤكدةً أنّ خياراتها تتّجه نحو أدوار تحمل عمقاً حقيقياً، وتمنحها فرصة لاكتشاف مساحات جديدة في أدائها، قائلة: «كلّما كان الدور أقوى، ازدادت حماستي له، لأني أرى في التحدّي جوهر التجربة الفنية».

وتتوقّف عند تقييمات المخرجين والمنتجين، التي تعدّها مرآة مهمّة لتطورها، مشيرةً إلى أنّ أحدهم قال لها إنّ من أبرز نقاط قوتها قدرتها على خلق طبقات متعدّدة من الحزن والفرح، بما يمنح المخرج مرونة كبيرة في بناء المشهد، سواء احتاج إلى إحساس هادئ، أو دمعة واحدة، أو انفعال كامل.

وفي ختام حديثها، تعود خيرية إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات، وترى أنّ هذا الشعور انعكس على أدائها، ومنحها حضوراً أكثر هدوءاً وثباتاً أمام الكاميرا. هذا السلام، في رأيها، يرتبط بمرحلة نضج إنساني يصل إليها الإنسان بعد رحلة طويلة من التجربة، وفي هذه المرحلة يصبح التعبير أكثر صدقاً، ويصبح الصمت أبلغ، وتصل الأدوار في توقيتها الصحيح.


مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
TT

مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)

أصبحت مهندسة ألمانية، أول مستخدم لكرسي متحرك يخرج إلى الفضاء، بعد قيامها برحلة قصيرة على متن مركبة تابعة لشركة «بلو أوريجين».

وأطلقت الشركة المملوكة للملياردير الأميركي جيف بيزوس، صاروخها «نيو شيبرد» في مهمة جديدة شبه مدارية في تمام الساعة 8,15 صباحاً (14,15 بتوقيت غرينتش) من قاعدتها في تكساس.

بنتهاوس تتحدث إلى هانز كونيغسمان المدير التنفيذي المتقاعد من شركة «سبيس إكس» الذي ساعد في تنظيم رحلتها ورعايتها (ا.ب)

واجتازت ميشيلا بنتهاوس، مهندسة الطيران والفضاء والميكاترونيكس في وكالة الفضاء الأوروبية، مع خمسة سياح فضائيين آخرين خط كارمان الذي يشكل الحد الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء في الرحلة التي استغرقت نحو 10 دقائق.

المهندسة الألمانية ميشيلا بنتهاوس داخل نموذج أولي لكبسولة فضائية يوم الاثنين 15 ديسمبر (ا.ب)

وتستخدم ميشيلا بنتهاوس الكرسي المتحرك نتيجة تعرضها لإصابة في النخاع الشوكي إثر حادث دراجة هوائية جبلية.

وقالت في مقطع فيديو نشرته شركة «بلو أوريجين»: «بعد الحادث الذي تعرضت له، أدركت بحق كم أن عالمنا لا يزال مغلقاً أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة».

وأضافت: «إذا أردنا أن نكون مجتمعاً شاملاً، علينا أن نكون شاملين في كل جانب، وليس فقط في الجوانب التي نرغب أن نكون فيها كذلك».

وأقلع الصاروخ الذي يعمل بشكل آلي بالكامل نحو الفضاء، ثم انفصلت عنه الكبسولة التي تحمل السياح الفضائيين قبل أن تهبط برفق في صحراء تكساس.

وهذه هي الرحلة المأهولة الـ16 لشركة «بلو أوريجين» التي تقدم منذ سنوات برنامج رحلات سياحية فضائية بواسطة صاروخها «نيو شيبرد»، دون الاعلان عن كلفتها.

وبعث رئيس وكالة «ناسا» الجديد، جاريد ايزاكمان، بتهنئة إلى ميشيلا في منشور على منصة إكس، قائلاً: رلقد ألهمت الملايين للنظر إلى السماء وتخيل ما هو ممكن».

وسافر عشرات الأشخاص إلى الفضاء مع «بلو أوريجين»، بمن فيهم المغنية كايتي بيري، والممثل ويليام شاتنر الذي جسد شخصية الكابتن كيرك في مسلسل «ستار تريك».

ميشيلا بنتهاوس بعد هبوط كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» (ا.ب)

وتسعى شركات الفضاء الخاصة التي تقدم رحلات فضائية إلى الترويج لخدماتها عبر الشخصيات المشهورة والبارزة، من أجل الحفاظ على تفوقها مع احتدام المنافسة.

وتقدم «فيرجن غالاكتيك» تجربة طيران فضائي مماثلة.

ولدى «بلو أوريجين» أيضاً طموحات لمنافسة شركة «سبايس إكس» التابعة لإيلون ماسك في سوق الرحلات الفضائية المدارية.

وهذا العام نجحت شركة بيزوس في تنفيذ رحلتين مداريتين بدون طاقم باستخدام صاروخها الضخم نيو غلين الأكثر تطوراً من «نيو شيبرد».


رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري وترك بصمة خاصة».

بدأت سمية الألفي مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي عبر المسرح، ثم انتقلت إلى التلفزيون، لتنطلق في مسيرة قدَّمت خلالها عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما التلفزيونية في المسلسلات والسهرات، أو المسرحيات، بالإضافة إلى بعض المشاركات السينمائية.

وشكَّلت مشاركتها في مسلسل «ليالي الحلمية» بشخصية «البرنسيسة نورهان» نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية. وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» إنَّ السينما لم تكن المساحة الأوسع في مسيرتها، لكن تميُّزها الحقيقي كان في تقديم الأدوار الأرستقراطية بشكل غير مفتعل.