شكاوى من احتجاز عشرات الصوفيين في سجن بشرق ليبيا

«الداخلية» في بنغازي تنفي وجود موقوفين لديها

وزير الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان عصام أبو زريبة (الصفحة الرسمية للوزارة)
وزير الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان عصام أبو زريبة (الصفحة الرسمية للوزارة)
TT

شكاوى من احتجاز عشرات الصوفيين في سجن بشرق ليبيا

وزير الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان عصام أبو زريبة (الصفحة الرسمية للوزارة)
وزير الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان عصام أبو زريبة (الصفحة الرسمية للوزارة)

يطالب حقوقيون ونشطاء ليبيون بتسوية الأوضاع القانونية لعشرات من أتباع الطرق الصوفية، المحتجزين منذ نحو عام في سجن الكويفية بمدينة بنغازي (شرق)، وسط شكاوى عائلاتهم من استمرار حبسهم دون محاكمة.

لكن وزير الداخلية في الحكومة المكلفة من البرلمان، عصام أبو زريبة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذا السجن «يتبع الشرطة القضائية، ويخضع لإشراف النيابة العامة والمحاكم، ولا يُودع فيه أي شخص إلا بموجب قضية».

ونفى أبو زريبة «وجود أي موقوفين على خلفية الانتماء إلى الطرق الصوفية لدى أجهزة وزارته»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد لدينا أي حالات احتجاز تتعلق بالطرق الصوفية، كما ليست لديَّ معلومات عن وجود موقوفين من هذا النوع في سجن الكويفية».

وبحسب تقارير محلية، فإن الاتهامات التي وُجهت لأتباع الصوفية تتعلق بـ«السحر والشعوذة» بموجب قانون أقره البرلمان الليبي، العام الماضي، وسبق أن أثار جدلاً واسعاً حول استخدامه لتجريم الممارسات الدينية الصوفية في البلاد.

وفي هذا السياق، وجهت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان شكوى رسمية إلى النائب العام، طالبت فيها بتسوية الأوضاع القانونية للمحتجزين البالغ عددهم نحو 70 شخصاً، وفق بيان صادر عنها، عادة أنهم «يُحتجزون منذ عام في سجن الكويفية خارج إطار القانون، ودون أي مسوغ قانوني».

عدد من أتباع الطرق الصوفية في زاوية إبراهيم المحجوب في مصراتة (غرب ليبيا) (الصفحة الرسمية للزاوية)

ونشرت المؤسسة الحقوقية، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورة من كشف بأسماء هؤلاء المحتجزين ضمن شكوى قُيّدت لدى مكتب للنائب العام، الأحد الماضي، قائلة إنها «تلقت تظلمات من أسر المعتقلين، الذين ناشدوا السلطات التدخل العاجل لإنهاء معاناتهم المستمرة منذ شهور طويلة».

وحذرت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان» من أن استمرار احتجاز هؤلاء من دون عرضهم على القضاء «يمثل انتهاكاً لضمانات العدالة وحق التقاضي»، ودعت إلى «إحالتهم إلى النيابة العامة، أو الإفراج عنهم فوراً»، مشيرة إلى أن تلك الممارسات «تتناقض مع أحكام قانون الإجراءات الجنائية الليبي، وتُقوِّض مبدأ سيادة القانون».

الصديق الصور النائب العام الليبي (مكتب النائب العام)

وانضم عضو المجلس الأعلى للتصوف في ليبيا، الشيخ محمد البيوضي، إلى المطالبين بتسوية الأوضاع القانونية لهؤلاء المحتجزين، قائلاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الاعتقالات «تثير تساؤلات بشأن احترام حرية الفكر والمعتقد في ليبيا، في ضوء الملاحقات التي يتعرض لها أنصار الصوفية في عموم البلاد».

وطالب البيوضي بـ«إصلاح قانوني وتشريعي لقانون ممارسة السحر والشعوذة»، واصفاً إياه بأنه «أداة مشرعنة لملاحقة أنصار الصوفية»، بعدما استُخدم لتبرير توقيفات جماعية.

الدبيبة خلال لقاء مع عدد من مشايخ الطرق الصوفية في سبتمبر الماضي (مكتب الدبيبة)

ويعاقب القانون، الذي أقره البرلمان الليبي مطلع 2024، بالسجن من 3 إلى 5 سنوات، وغرامة بين 10 و15 ألف دينار ضد كل من يدّعي ممارسة السحر أو الكهانة، أو يهدد بذلك، حتى إن لم يكن الأمر على سبيل الحقيقة. (الدولار يساوي 5.44 دينار في السوق الرسمية و7.20 دينار في الموازية).

وتشير شهادات حقوقية إلى أن هذه الاعتقالات ترافقت مع اتهامات بممارسة «السحر»، وهي التهم التي يقول ناشطون إنها «فضفاضة، وتُستخدم لتجريم المعتقدات الصوفية».

ويُعاقب القانون الليبي كل من ادعى القدرة على القيام بأعمال السحر أو الكهانة، أو هدد أحداً بذلك، وإن لم يكن على سبيل الحقيقة، بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات، ولا تزيد على 5 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف دينار، ولا تزيد على 15 ألف دينار.

وفي مارس الماضي، تم إطلاق سراح شيخ الطريقة القادرية، مفتاح البيجو (79 عاماً)، بعد احتجازه قسراً نحو 13 شهراً منذ اعتقاله في فبراير (شباط) 2024 من منزله بضواحي بنغازي، وظل مصيره مجهولاً حتى وفاته في أغسطس (آب) الماضي.

كما وثّقت منظمة «رصد الجرائم في ليبيا» وفاة مواطن تونسي داخل سجن الكويفية في أبريل (نيسان) الماضي، بعد اعتقاله في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بتهمة تتعلق بممارسة «السحر».

وسبق أن أدان المجلس الأعلى للتصوف في ليبيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي هذه الملاحقات، محذراً من استمرار اعتقال المشايخ والأتباع، وطالب بإحالتهم إلى النيابة العامة فوراً، مؤكداً أن هذه الممارسات «تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية، وتمسّ جوهر التعدد الروحي في البلاد».

ولم تقتصر الملاحقات والتضييق على شرق ليبيا، في بلد يعاني انقساماً بين حكومتين، إحداهما في غرب البلاد، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى تسيطر على الشرق وأجزاء من الجنوب، مكلفة من البرلمان، ويترأسها أسامة حماد.

عدد من أتباع الطرق الصوفية في زاوية إبراهيم المحجوب في مصراتة (الصفحة الرسمية للزاوية)

وتشير مصادر قريبة من المجلس الأعلى للتصوف لـ«الشرق الأوسط» إلى «استمرار حملات التضييق في غرب البلاد، خصوصاً من قبل مجموعات أمنية تابعة لوزارة الدفاع والداخلية، أبرزها ما يُعرف بـ(جهاز الردع)».

من جانبه، أبدى الناشط الحقوقي عياد عبد الجليل استغرابه من ملاحقات وعمليات التضييق على أنصار الصوفية، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه المجموعات الدينية السلمية، لا تمتهن العمل السياسي، في مناخ محتقن تعيشه البلاد منذ أكثر منذ عام 2011».

ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها امتداد لسلسلة من التوترات، التي تواجهها الطرق الصوفية في ليبيا منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، حين بدأت موجة من الاعتداءات على الأضرحة والزوايا الصوفية في مدن عدة، بينها طرابلس وزليتن ومصراتة وبنغازي ودرنة.


مقالات ذات صلة

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

شمال افريقيا الدبيبة خلال افتتاح «المتحف الوطني» في طرابلس الذي أثار انتقادات عدد كبير من الليبيين (رويترز)

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

هيمنت أزمة نقص السيولة على المشهد الليبي؛ في ظل اصطفاف المواطنين أمام المصارف لساعات طويلة، إلى جانب نقاشات موسعة مع خبراء ومسؤولين حول سبل المعالجة.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا افتتاح «الحوار المهيكل» في ليبيا (أرشيفية - البعثة الأممية)

مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي

دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجدداً، عن «الحوار المهيكل» الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، رغم الجدل المثار حول إمكانية نجاحه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه: زعماء ليبيا يتقاعسون عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتَّهمت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أنسميل) الممثلة الخاصة للأمين العام أنطونيو غوتيريش، هانا تيتيه، أصحابَ المصلحة السياسيين الرئيسيين.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا الهيشري القيادي في «جهاز الردع» الليبي خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء (المحكمة)

«الوحدة» الليبية تتابع ملف الهيشري الموقوف لدى «الجنائية الدولية»

قالت سفارة ليبيا في هولندا إن «القسم القنصلي سينظم زيارات دورية للمحتجز الهيشري، ضمن اختصاصاته ومسؤولياته القنصلية تجاه المواطنين الليبيين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه تتهم الزعماء الليبيين بـ«التقاعس» عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتهمت هانا تيتيه، أصحاب المصلحة السياسيين الرئيسيين في ليبيا بـ«التقاعس» عن تنفيذ موجبات العملية السياسية المحددة من المنظمة الدولية.

علي بردى (واشنطن)

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».


10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

TT

10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ إعلان تدخل واشنطن بقوة في هذا الملف.

وذكر روبيو في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد». وقال إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وأكد روبيو في مؤتمر صحافي أن «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد».

وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهك التزاماته، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات. وأضاف: «ما يحدث هناك مروع، إنه فظيع». وتابع: «سيأتي يوم تُعرف فيه القصة الحقيقية لما حدث هناك، وسيبدو كل من شارك في الأمر بمظهر سيئ».

ضغوط على السودان

وفي هذا الصدد، قال مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط»، إن رئيس «مجلس السيادة»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اطلع خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض على دعوة عاجلة للامتثال لخريطة الرباعية للموافقة على تهدئة القتال، وإنه طلب أسبوعاً للرد عليها بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الخطة التي طرحت على البرهان، لا تخرج عن إطار خريطة الرباعية المتفق عليها بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وفي حين لم يشر وزير الخارجية الأميركي إلى أي خطة جديدة، لكنه ألمح إلى أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لممارسة المزيد من الضغوط من أجل الوصول إلى المرحلة الأولى، التي تشمل الهدنة الإنسانية، وربطها في الوقت نفسه بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وربط المصدر السوداني حديث روبيو في هذا التوقيت، بزيارة البرهان إلى السعودية، وتزامنها مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الذي عاد إلى واشنطن بعد جولة طويلة شملت السعودية والإمارات ومصر.

تدخل سعودي حاسم

وصعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات الإدارة الأميركية، بعد التدخل السعودي الحاسم، وطلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب. ووفقاً لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي، حرصه على العمل مع السعودية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للسلام مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.

وبحسب المصدر نفسه، تعكس تصريحات البرهان تحولاً كبيراً في موقف الحكومة السودانية التي سبق أن رفضت مقترح «الآلية الرباعية» بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، مشيراً إلى أن دول الرباعية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بالعمل في إطار هذه المبادرة لوقف الحرب عبر الحل السلمي المتفاوض عليه.

من جهته، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، إن «موقفنا المبدئي هو الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة في السودان». وأضاف أن «الدعم السريع وتحالف تأسيس (المرجعية السياسية لحكومة السلام) في نيالا، على اتفاق تام بالتعاطي مع أي جهود أو تسوية تؤدي إلى إحلال السلام في البلاد... وظللنا منذ اندلاع الحرب نستجيب لكل المساعي الإقليمية والدولية في هذا الصدد».

التحركات الأميركية

وقال دبلوماسي سوداني سابق، إن الإدارة الأميركية لا تلجأ في العادة لتحديد سقف زمني لأي ملف تتحرك فيه دون مؤشرات واضحة أو حصولها على ضوء أخضر، مضيفاً: «صحيح أن القيد الزمني الذي وضعته ضيق جداً، لكنها قد تنجح في اقتلاع موافقة نهائية من طرفي الحرب بخصوص الهدنة الإنسانية في الأيام القليلة المقبلة».

وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن وقف إطلاق النار يتوقف على كلا الجانبين، من حيث الوفاء بالتزاماتهما في تنفيذ المقترح المطروح من قبل «الآلية الرباعية». وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أن إدارة ترمب تركز في الوقت الحالي على جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة للاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة الإنسانية التي تمهد الانتقال إلى مرحلة إيقاف دائم لإطلاق النار، يعقب ذلك تنفيذ الرؤية المضمنة في خريطة الرباعية بخصوص العملية السياسية والانتقال إلى الحكم المدني.وتوقع الدبلوماسي أن تتسارع وتيرة تحركات الرباعية بكثافة في الأيام المقبلة، بعد حديث روبيو، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع طرفي الصراع للالتزام بتنفيذ الهدنة فوراً دون تأخير.

وتنص خريطة «الرباعية» على التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية لمدة 3 أشهر، وإيقاف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، وتطويره إلى وقف إطلاق نار دائم، ثم البدء في مفاوضات سياسية.

ترحيب إماراتي

من جهته، جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة في السودان.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي (وام)

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل.

كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

إدريس إلى نيويورك

من جهة ثانية، توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك، السبت، للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية.

وتأتي هذه الزيارة في ظلّ احتدام المعارك بين الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» في جنوب كردفان، ما يثير مخاوف من فظائع جديدة شبيهة بتلك التي ارتكبت في مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وترافقت سيطرة «قوّات الدعم السريع» على آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب) مع تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب واختطاف.


مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر»، استجابةً لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

وبموجب قرار النائب العام الذي ستجري مخاطبة الجهات المختصة به، سيكون من حق علاء عبد الفتاح، الحاصل على الجنسية البريطانية بجانب جنسيته المصرية، القدرة على مغادرة البلاد بعد نحو 3 أشهر من الإفراج عنه بعفو رئاسي استجابة لمناشدات عدة قدمتها أسرته، ومخاطبة قدمها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر.

وصدر حكم قضائي على علاء عبد الفتاح في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

وجاء الحكم بعد أكثر من عامين على توقيف الناشط، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر (أيلول) 2019.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع اسم علاء عبد الفتاح من «قوائم الإرهاب» في القضية رقم 1781 لسنة 2019 في يوليو (تموز) الماضي، مستندة إلى التحريات التي أفادت بـ«عدم استمراره في أي نشاط لصالح جماعة إرهابية»، وهو القرار الذي ترتّب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج، بما في ذلك المنع من السفر وتجميد الأموال وغيرهما من العقوبات.

وحصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية خلال وجوده في السجن، بعدما تقدمت شقيقتاه بطلب للسلطات البريطانية على خلفية حصول والدته على الجنسية لولادتها هناك، وهو ما جعل موقفه القانوني محل نقاش مستمر بين المسؤولين المصريين ونظرائهم البريطانيين خلال السنوات الماضية.