بعد غزة... ترمب يتقدّم نحو اختبار أوكرانيا الأصعب

موسكو تراهن على الوقت وواشنطن على الزخم وأوروبا قلقة من صفقة تستثنيها

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ينزل من الطائرة الرئاسية في قاعدة أندروز بمريلاند عائداً من الشرق الأوسط الثلاثاء (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ينزل من الطائرة الرئاسية في قاعدة أندروز بمريلاند عائداً من الشرق الأوسط الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

بعد غزة... ترمب يتقدّم نحو اختبار أوكرانيا الأصعب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ينزل من الطائرة الرئاسية في قاعدة أندروز بمريلاند عائداً من الشرق الأوسط الثلاثاء (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ينزل من الطائرة الرئاسية في قاعدة أندروز بمريلاند عائداً من الشرق الأوسط الثلاثاء (أ.ف.ب)

لم تكن حرب غزة، في جوهرها، سوى مختبر جديد لعودة دونالد ترمب إلى المسرح الدولي. ومع أن اتفاق وقف النار، الذي رعته واشنطن حمل كثيراً من الجدل والتناقضات، فإن العالم، خصوصاً أوروبا، وجد نفسه أمام مشهد مختلف: رئيس أميركي يستخدم أدوات الدبلوماسية والإكراه معاً، ويعيد تعريف «الوساطة» بوصفها مزيجاً من الضغط والوعيد والمناورة.

من هذه الزاوية تحديداً، ينظر الأوروبيون اليوم إلى تحرّك ترمب المتزايد حيال أوكرانيا، متسائلين عمّا إذا كان «الإنجاز الغزّاوي» مؤشراً على ما هو آتٍ، أم مجرد لحظة سياسية عابرة في ملف معزول؛ فالرهان هذه المرة أكبر بكثير، والخصم أقوى، والبيئة الجيوسياسية أكثر تعقيداً.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قمة شرم الشيخ الاثنين (رويترز)

واشنطن تستعيد الثقة بالنفس

الإنجاز الذي دوّنه ترمب في غزة لم يكن مجرد اتفاق ميداني؛ بل لحظة استعادة رمزية لـ«هيبة القرار الأميركي» التي فقدتها الإدارات السابقة؛ فالرئيس الذي كان يُتهم في فترته الأولى بالانسحاب من الشرق الأوسط عاد اليوم ليُظهر أنه قادر على فرض اتفاق في ملف بالغ التشابك، مستخدماً أدوات سياسية واقتصادية وعسكرية في آنٍ واحد.

لكن ما يعده أنصاره نجاحاً في غزة يراه خصومه تجربة محدودة النطاق، لا تصلح مرجعية في الملفات الكبرى. فروسيا ليست حركة مقاومة محاصرة، ورئيسها فلاديمير بوتين ليس خصماً يسهل عزله أو إرغامه على التنازل عبر الوساطات الإقليمية، بل هو رئيس لدولة نووية تمتلك عمقاً استراتيجياً وتحالفات صلبة مع الصين وإيران وكوريا الشمالية، واحتياطات مالية ضخمة مكّنتها من تحمّل كلفة الحرب.

مع ذلك، ثمة من يرى في واشنطن أن «المزاج السياسي» الأميركي تغيّر فعلاً؛ فترمب، المدعوم من قاعدة انتخابية ترى في «الصرامة» عنوان القوة، يميل إلى دبلوماسية هجومية توظّف عنصر المفاجأة، وتقوم على الصفقات السريعة لا المفاوضات الطويلة.

رهانات كييف

في الأيام الأخيرة، ارتفعت في كييف نبرة التفاؤل الحذر؛ فزيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إلى واشنطن قد تشهد، وفق بعض التسريبات، طرح ملف تسليم صواريخ «توماهوك» بعيدة المدى، القادرة على إصابة أهداف في العمق الروسي، وهو سيناريو لوّحت به الإدارة الأميركية من دون أن تحسم قرارها، مثلما لوحت سابقاً بفرض عقوبات اقتصادية قاسية أيضاً.

ترمب يعرض النسخة التي وقَّع عليها لاتفاق غزة في شرم الشيخ الاثنين (أ.ف.ب)

أوساط قريبة من البيت الأبيض تقول إن ترمب يستخدم هذا الملف ورقة ضغط سياسية أكثر منها عسكرية؛ فإطلاق تهديد بإرسال تلك الصواريخ يهدف إلى خلق «ضغط نفسي على الكرملين» لحمله على التفاوض، لا إلى تغيير جذري في موازين الميدان.

لكن كييف تبدو مصممة على تحويل هذه الورقة إلى واقع؛ فالحرب بالنسبة إليها لم تعد قضية «استنزاف متبادل»، بل معركة بقاء تتطلب أدوات جديدة. وقد نفّذت أوكرانيا خلال الصيف أكثر من 140 هجوماً بطائرات مسيَّرة على منشآت النفط والغاز داخل روسيا؛ ما أدى إلى تعطيل قرابة 20 في المائة قدرات التكرير، ورفع أسعار الوقود داخل السوق الروسية إلى مستويات غير مسبوقة.

ويرى البعض أن هذه الضربات رغم أنها لم تشلَّ الاقتصاد الروسي، لكنها أصابت مزاج الشارع، وأعادت الحرب إلى داخل روسيا بعد أن كانت بعيدة عنها.

بوتين بين صبر طويل ومأزق داخلي

في المقابل، تراهن موسكو على «الزمن الطويل» بوصفه حليفها الأول، فبوتين يدرك أن المجتمع الغربي يعاني من تعب الحرب، وتراجع الحماسة الشعبية لمواصلة الدعم المالي والعسكري لكييف، وأن الأزمات الداخلية في أوروبا، من التضخم إلى الهجرة، جعلت الشعوب أقل استعداداً لدفع تكلفة حرب لا تبدو قريبة النهاية.

الرئيس الأميركي دونالد مستقبلاً نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض بواشنطن في 18 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

إلا أن هذا الرهان لا يخلو من أخطار. فكلما طال أمد الحرب، ازدادت عزلة روسيا الاقتصادية، وتفاقمت حاجتها إلى الأسواق الآسيوية، خصوصاً الصين، التي بدأت تُظهر بدورها إشارات تململ خفية من التكلفة السياسية لتحالفها المفرط مع الكرملين.

وكثيراً ما قيل إن بوتين يعتمد على أن الانقسامات الغربية لمنحه الوقت، لكن ما لا يُحسب بدقة هو أن ترمب قد يعيد تعريف قواعد اللعبة بسرعة غير متوقعة.

الصين الحاضر الغائب في الحرب

أحد أبرز التحديات التي تواجه أي مبادرة أميركية هو الدور الصيني المتعاظم في دعم روسيا. فبحسب بيانات تجارية حديثة، ارتفعت صادرات الصين إلى روسيا بنحو 70 في المائة خلال العام الحالي، خصوصاً من الكابلات الليفية والبطاريات الليثيومية، المستخدمة في صناعة الطائرات المسيَّرة، ما مكَّن موسكو من إنتاج جيل جديد من المسيَّرات «المقاومة للتشويش الإلكتروني» الأميركي التي غيَّرت موازين القتال في الجبهة الشرقية. وتعد هذه الأرقام مؤشراً على دور صيني متزايد في تمكين موسكو من مواصلة الحرب رغم العقوبات الغربية.

ويرى خبراء في مراكز بحث أميركية أن بكين «اختارت مسار دعم تقني غير مباشر» يمنحها هامش إنكار سياسي مع الاستمرار في تمويل المجهود الحربي الروسي. وقالت كاترينا بوندار، الباحثة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إن «الصين لم ترسل سلاحاً جاهزاً، لكنها سمحت بتدفق المكونات الحيوية التي تُصنع منها المسيَّرات الميدانية».

ورغم تصاعد التوتر بين واشنطن وبكين على خلفية تهديد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100 في المائة على الواردات الصينية، وإدراك الدور الذي تلعبه بكين، فإن واشنطن تختار حالياً لغة مزدوجة: انتقاد معلن، ومحادثات خلف الكواليس. ويؤكد مسؤولون أميركيون أن قنوات الاتصال لا تزال مفتوحة، وقد يلتقي ترمب نظيره شي جينبينغ على هامش «قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ» في كوريا الجنوبية نهاية الشهر الحالي، في محاولة لضبط التوتر التجاري، وفتح نافذة تفاهم جزئي حول الملف الأوكراني.

الرئيس الأميركي ونظيره الروسي في ختام مؤتمر صحافي بقاعدة «إلمندورف ريتشاردسون» المشتركة في أنكوريج بألاسكا في 15 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

لكن الأوروبيين، وفق دبلوماسيين في بروكسل «قلقون من أن تؤدي المواجهة الاقتصادية بين واشنطن وبكين إلى عرقلة أي تعاون ضروري لاحتواء موسكو. وثمة قلق واضح من أن أي تفاهم أميركي - صيني محتمل حول أوكرانيا قد يتم من دون مشاركة القارة العجوز، كما حدث في ملفات أخرى. وهو ما يثير تساؤلات عن موقع أوروبا الفعلي في موازين النظام الدولي الجديد.

دبلوماسية الصفقات والحدود الأخلاقية

تنقل صحيفة «وول ستريت جورنال» عن فريد فليتس، المستشار السابق في مجلس الأمن القومي الأميركي خلال ولاية ترمب الأولى، قوله، إن «ترمب يمارس نوعاً جديداً من الدبلوماسية لا يقوم على القيم ولا على التحالفات، بل على الصفقات والنتائج». هذه المقاربة، برأيه، «قد تنجح حيث فشلت البيروقراطية التقليدية، لكنها تثير تساؤلات حول استدامة تلك النتائج ومصداقيتها».

من هنا، يرى محللون أن أي «صفقة كبرى» محتملة بين واشنطن وموسكو، سواء تضمنت تجميد القتال أم إعادة ترسيم حدود السيطرة الميدانية، ستثير جدلاً أخلاقياً داخل الغرب؛ فالتنازل عن أجزاء من الأراضي الأوكرانية، ولو مؤقتاً، قد يُفسّر كاستسلام سياسي لقوة الغزو، وهو ما يتناقض مع الخطاب الغربي عن «الدفاع عن النظام الدولي».

لكن آخرين يردّون أن الواقعية السياسية تفرض نفسها؛ فالحروب الطويلة تُحسم بالتفاوض لا بالمبادئ، وأن «سلاماً ناقصاً» أفضل من حرب مفتوحة تُنهك الجميع.

البيت الأبيض أمام اختبار القيادة العالمية

يبدو أن ترمب يدرك تماماً أن نجاحه في غزة منحه رصيداً سياسياً داخلياً يمكن استثماره في أوكرانيا، لكن هذا النجاح نفسه قد يتحول عبئاً إذا فشل في تحقيق نتيجة ملموسة في أوروبا؛ فالناخب الأميركي لا يرى فارقاً بين شرق أوسط مضطرب وأوروبا متوترة؛ ما يهمه هو صورة الرئيس الذي «يجلب السلام»، ويعيد «الهيبة الأميركية».

بينما تستعد كييف لجولة جديدة من الضغوط والمفاوضات، يبدو أن أوروبا، التي دفعت الجزء الأكبر من تكلفة الحرب الاقتصادية، تقف في موقع المتفرج القَلِق؛ فالدبلوماسية الأميركية تتحرك بوتيرة سريعة ووحدها، بينما يخشى الأوروبيون أن تنتهي اللعبة بصفقة ثنائية لا تراعي مصالحهم، ولا تحفظ الأمن الإقليمي.

ومع ذلك، يبقى احتمال الاتفاق مفتوحاً؛ فالحرب التي بدأت بشعار «كل شيء أو لا شيء» قد تنتهي بتسوية رمادية، يخرج منها الجميع بإعلان نصر جزئي. وفي هذه التسوية تحديداً، سيُختبر ما إذا كان ترمب قادراً على تحويل دبلوماسية غزة إلى «نموذج قابل للتصدير»، أم أن حرب أوكرانيا ستبقى عصية على أي صفقة مهما بلغت براعة المساومين.


مقالات ذات صلة

زامير: الجيش الإسرائيلي «يدرس بشجاعة» إخفاقات 7 أكتوبر

شؤون إقليمية زامير: الجيش الإسرائيلي «يدرس بشجاعة» إخفاقات 7 أكتوبر play-circle

زامير: الجيش الإسرائيلي «يدرس بشجاعة» إخفاقات 7 أكتوبر

قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن الجيش "يستفيد من تحقيقاته في إخفاقاته" المتعلقة بهجوم "حماس" على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية جنديان إسرائيليان في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

قيادي بـ «حماس»: انفجار رفح وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل

قال محمود مرداوي القيادي في حركة «حماس» إن الانفجار الذي وقع في منطقة رفح في جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء كان في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) play-circle

نتنياهو يسعى لتحميل «حماس» انفجار رفح قبل زيارته لأميركا

سعى ​رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط من «لواء غولاني» بالجيش ⁠الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي سيدة تجلس بجوار خيمتها داخل زقاق بمخيم مؤقت للنازحين الفلسطينيين في دير البلح وسط قطاع غزة (أ.ب)

«حماس» تبلغ أنقرة استيفاءها متطلبات الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة

قال مصدر في وزارة الخارجية التركية، إن الوزير هاكان فيدان التقى اليوم مع مسؤولين من المكتب ‌السياسي لحركة «حماس» ‌في أنقرة، لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا أرشيفية من داخل محكمة العدل الدولية (رويترز)

بلجيكا تنضم إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية

أعلنت محكمة العدل الدولية، الثلاثاء، انضمام بلجيكا إلى الدعوى المرفوعة من جانب جنوب إفريقيا، والتي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
TT

ولاية أسترالية تشدد قوانين حيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب بعد هجوم بونداي

نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)
نصب تذكاري بالقرب من شاطئ بونداي (نيويورك تايمز)

أقرت ولاية نيو ساوث ويلز في أستراليا، الأربعاء، حزمة واسعة من القواعد الجديدة المتعلقة بحيازة الأسلحة ومكافحة الإرهاب، وذلك عقب واقعة إطلاق النار العشوائي التي حدثت على شاطئ بونداي، وأدت إلى فرض «قيود على حيازة الأسلحة النارية» وحظر عرض «الرموز المتعلقة بالإرهاب» في الأماكن العامة، و«تعزيز صلاحيات الشرطة للحد من الاحتجاجات».

وأقر برلمان ولاية نيو ساوث ويلز مشروع قانون لتعديل تشريع الإرهاب وتشريعات أخرى، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، بعد أن وافقت الغرفة العليا في البرلمان عليه، بغالبية 18 صوتاً مقابل 8 أصوات، خلال جلسة طارئة.

كريس مينز رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز (رويترز)

وقال كريس مينز، رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، إن بعض السكان في الولاية يرفضون حزمة التعديلات ‌الصارمة، لكنه أكد ‌أن الحكومة ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على سلامة ‌المواطنين.

يأتي ​ذلك ‌في أعقاب إطلاق النار الذي وقع في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، خلال احتفال بعيد «حانوكا» اليهودي، وأدى إلى مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات.

وأضاف مينز للصحافيين: «لقد تغيّرت سيدني وولاية نيو ساوث ويلز إلى الأبد نتيجة ذلك العمل الإرهابي».

وكانت الغرفة الأدنى في البرلمان أقرت مشروع القانون، الثلاثاء، بدعم من «حزب العمال» الحاكم المنتمي إلى تيار يسار الوسط، و«حزب الأحرار» المعارض، فيما عارض «الحزب الوطني» إجراء تعديلات على تشريعات الأسلحة، قائلاً إن «وضع حد لحيازة الأسلحة سيضر بالمزارعين».

وأدى هجوم بونداي المسلح، الأكثر ‌إزهاقاً للأرواح في أستراليا منذ نحو ‍3 عقود، إلى إطلاق دعوات لتشديد قوانين الأسلحة النارية، واتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد معاداة السامية.

خبراء الأدلة الجنائية خلال معاينة جثة أحد الضحايا بموقع إطلاق النار بشاطئ بونداي في سيدني (أرشيفية - إ.ب.أ)

وتنص القوانين الجديدة على أن يكون الحد الأقصى لمعظم التراخيص الممنوحة للأفراد هو 4 قطع من الأسلحة النارية، مع السماح بما يصل إلى 10 للمزارعين.

وتعتقد الشرطة أن المسلحَين المشتبه في تنفيذهما الهجوم استلهما أفكارهما من تنظيم «داعش» الإرهابي. وقُتل أحد المنفذَين واسمه ساجد أكرم (50 عاماً) برصاص الشرطة، في حين اتُّهم ابنه نافيد (24 عاماً) بارتكاب 59 جريمة؛ منها القتل والإرهاب.

لكن جماعات ناشطة نددت بالقانون، وأشارت إلى عزمها الطعن فيه دستورياً. وقالت جماعات «فلسطين أكشن» و«يهود ضد الاحتلال» و«بلاك كوكاس»، إنها ستتقدم بطعن قانوني ضد ما وصفتها بأنها «قوانين قمعية مناهضة للاحتجاج» جرى تمريرها على عجل في برلمان الولاية.

وأضافت في بيان: «من الواضح أن حكومة (الولاية) تستغل هجوم بونداي المروع للدفع بأجندة سياسية تقمع المعارضة السياسية وانتقاد إسرائيل، وتحد من الحريات الديمقراطية».

لقطة من فيديو بصفحة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على «إكس» تُظهره وهو يلتقي بمستشفى في سيدني السوري أحمد الأحمد الذي انتزع سلاح أحد المهاجمَين خلال هجوم شاطئ بونداي (أ.ف.ب)

وتوعد رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، بتشديد الإجراءات ضد خطاب الكراهية، إذ تعتزم الحكومة الاتحادية تقديم تشريعات لتسهيل ملاحقة من يروجون للكراهية والعنف، وإلغاء أو رفض منح التأشيرة لأي شخص متورط في خطاب الكراهية.

ورداً على الانتقادات الموجهة للحكومة بأنها لا تبذل جهوداً كافية ‌للحد من معاداة السامية، قال ألبانيزي إنه تحدث إلى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، الثلاثاء، ودعاه إلى إجراء زيارة رسمية لأستراليا في أقرب وقت ممكن.

اعتقال مؤيد

وفي السياق ذاته، قالت شرطة أستراليا الغربية إن رجلاً اعتقل في بيرث عقب تحقيق في كتابته «تعليقات معادية للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي». وبعد ساعات من الهجوم المميت على احتفال يهودي بشاطئ بونداي تردد أن الرجل أبدى دعمه لمطلقَي النار عبر تطبيق «إنستغرام». ونقلت وسائل الإعلام المحلية المنشور الذي يقول: «أدعم مائة في المائة مطلقَي النار في نيو ساوث ويلز. الحق في الدفاع عن النفس ضد اليهود، وكل اليهود المستقبليين». واتُّهم الرجل، الذي يبلغ 39 عاماً، «بارتكاب سلوك يهدف إلى المضايقة العنصرية، وحمل أو حيازة سلاح ممنوع، وتخزين سلاح ناري ومواد ذات صلة في مخزن غير ملائم».

رواد شاطئ بونداي يفرون بعد إطلاق النار (أ.ف.ب)

وصادرت الشرطة كثيراً من الأسلحة المسجلة، وكذلك كمية من الذخيرة عند تنفيذ مذكرة تفتيش بمنزل الرجل، الثلاثاء، في إطار «عملية دالوود» التي أطلقتها شرطة أستراليا الغربية عقب الهجوم الإرهابي بشاطئ بونداي. وقالت نائبة رئيس وزراء أستراليا الغربية، ريتا سافيوتي، في مؤتمر صحافي الأربعاء، إن الشرطة عثرت «على أسلحة ممنوعة وأعلام على صلة (بميليشيا) حزب الله و(حماس)». وقالت شبكة «إيه بي سي» الأسترالية إن ممثلي الادعاء قالوا، أمام إحدى محاكم بيرث، إن قائمة تسوق لإعداد قنبلة، و6 بنادق مسجلة، ونحو 4 آلاف طلقة، عثر عليها في مقر سكن الرجل».


روسيا تتهم أميركا بممارسة «سلوك رعاة البقر» ضد فنزويلا

الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي الذي عقد في نيويورك (أ.ف.ب)
الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي الذي عقد في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

روسيا تتهم أميركا بممارسة «سلوك رعاة البقر» ضد فنزويلا

الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي الذي عقد في نيويورك (أ.ف.ب)
الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي الذي عقد في نيويورك (أ.ف.ب)

اتهمت الصين وروسيا، الثلاثاء، الولايات المتحدة بممارسة «التنمر» وانتهاج «سلوك رعاة البقر» تجاه فنزويلا، خلال اجتماع طارئ محتدم لمجلس الأمن الدولي عُقد في نيويورك.

وخلال الاجتماع الذي دعت إليه كاراكاس، أعلن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ليس رئيساً شرعياً؛ بل هو «مجرم» يستثمر عائدات مبيعات النفط في صفقات مخدرات، حسبما نقلته «وكالة الأنباء الألمانية».

السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال الاجتماع (أ.ف.ب)

من جانبه، اتهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة باتباع «سلوك رعاة البقر» في حملتها للضغط على فنزويلا، بما في ذلك فرض حصار غير قانوني على سواحل الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال الاجتماع (إ.ب.أ)

وقال نيبينزيا إن هذا الحصار يشكل انتهاكاً للمعايير الأساسية للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة، ويمثل «أوضح وأخطر عمل عدواني حقيقي»، محذراً من عواقب كارثية على سكان فنزويلا.

أما الصين التي تستورد النفط من فنزويلا، فوصفت الإجراءات الأميركية الأحادية بأنها «تنمر»، وانتقدت التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الكاريبية. وقال الممثل الصيني سون لي إن هذه السياسات تهدد السلام والاستقرار في أميركا اللاتينية، مؤكداً ضرورة ضمان حرية الملاحة.

سفير الصين لدى الأمم المتحدة سون لي خلال الاجتماع (إ.ب.أ)

بدوره، رفض السفير الفنزويلي لدى الأمم المتحدة، صامويل مونكادا، الاتهامات الأميركية، واتهم واشنطن بشن «حرب حصار غير قانونية».

وقال مونكادا: «يجب أن يعلم العالم أن التهديد ليس فنزويلا، التهديد هو حكومة الولايات المتحدة الحالية»، مضيفاً أن هدف واشنطن «ليس المخدرات، ولا الأمن، ولا الحرية؛ بل النفط والمناجم والأراضي».

السفير الفنزويلي لدى الأمم المتحدة صامويل مونكادا (إ.ب.أ)

ووصف الممثل الفنزويلي لدى الأمم المتحدة الادعاء باستخدام عائدات النفط لتمويل تجارة المخدرات بأنه «أمر عبثي».

وكانت كاراكاس قد طلبت عقد اجتماع مجلس الأمن بدعم من موسكو وبكين. ولم يصدر عن الاجتماع أي قرار رسمي.


رئيس وزراء غرينلاند «حزين» لتجدد اهتمام ترمب بالاستحواذ على الجزيرة

وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن (أرشيفية - رويترز)
وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن (أرشيفية - رويترز)
TT

رئيس وزراء غرينلاند «حزين» لتجدد اهتمام ترمب بالاستحواذ على الجزيرة

وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن (أرشيفية - رويترز)
وزراء غرينلاند ينس-فريدريك نيلسن (أرشيفية - رويترز)

​قال رئيس وزراء غرينلاند، ينس-فريدريك نيلسن، الثلاثاء، إنه يشعر بـ«الحزن» ‌إزاء تعبير ‌الرئيس ⁠الأميركي ​دونالد ‌ترمب مجدداً عن اهتمامه بالاستحواذ على الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي.

وأدلى ⁠نيلسن بتصريحاته ‌على «فيسبوك» بعد ‍أن أكد ‍ترمب أمس، أن الولايات المتحدة تحتاج إلى ​غرينلاند لأسباب تتعلق بأمنها القومي، مشيراً ⁠إلى أن المبعوث الخاص الذي عيَّنه للجزيرة الشاسعة الغنية بالمعادن «سيقود هذه المهمة».