ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء، حيث عززت المؤشرات المبكرة على انفراج التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين معنويات السوق، مما خفف المخاوف بشأن الطلب العالمي على الوقود.
وصرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الاثنين، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لا يزال ملتزماً بلقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ في كوريا الجنوبية هذا الشهر، في الوقت الذي يسعى فيه البلدان إلى تهدئة التوتر بشأن تهديدات الرسوم الجمركية وضوابط التصدير. وأضاف أن اتصالات مكثفة جرت بين الجانبين خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومن المتوقع عقد مزيد من الاجتماعات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتاً، أو 0.4 في المائة، لتصل إلى 63.54 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:05 بتوقيت غرينيتش، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59.71 دولار للبرميل، بزيادة 22 سنتاً، أو 0.4 في المائة.
وفي الجلسة السابقة، ارتفع خام برنت بنسبة 0.9 في المائة، وأغلق خام غرب تكساس الوسيط الأميركي مرتفعاً بنسبة 1 في المائة.
وصرح محللو «ساكسو بنك» في مذكرة: «استقرت أسعار النفط مع موازنة المستثمرين للتوترات بين الولايات المتحدة والصين مقابل الطلب»، مضيفين أن ترمب خفف من حدة لهجته، وأشار إلى انفتاحه على التوصل إلى اتفاق.
ولطالما دعمت احتمالات تحسن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم أسواق النفط، حيث يتوقع المستثمرون نمواً عالمياً أقوى، وزيادة في الطلب على الوقود.
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة، مثل توسيع بكين لضوابط تصدير المعادن النادرة وتهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100 في المائة وقيود على تصدير البرمجيات بدءاً من 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، أثرت سلباً على المعنويات.
وفي الأسبوع الماضي، سجلت أسعار النفط خسائر أسبوعية، ولامست أدنى مستوياتها منذ مايو (أيار).
كما شكك ترمب في احتمالات عقد اجتماع مع شي خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية، المقرر عقدها في 30 أكتوبر (تشرين الأول) و1 نوفمبر (تشرين الثاني)، قائلاً على منصة «تروث سوشيال»: «يبدو الآن أنه لا يوجد سبب يدعو لذلك». في حين يبدو أن موجة البيع في الأسواق محدودة بسبب النبرة الأكثر تصالحية بين واشنطن وبكين، من المتوقع أن تبقى علاقاتهما في دائرة الضوء.
وصرح دانيال هاينز، المحلل في بنك «إيه إن زد»: «لا يزال قطاع النفط يتعامل مع القضايا الجيوسياسية». وأضاف: «أعلنت الصين أنها ستفرض رسوماً على السفن المملوكة للولايات المتحدة التي تصل إلى شواطئها، بما في ذلك ناقلات النفط. وقد أدى ذلك إلى عدة إلغاءات في اللحظات الأخيرة وارتفاع في أسعار الشحن».
ومما حدّ من ارتفاع السوق، إعلان ترمب يوم الاثنين، انتهاء حرب غزة التي استمرت عامين والتي زعزعت استقرار الشرق الأوسط.
وفي تقريرها الشهري الصادر يوم الاثنين، قالت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وحلفاؤها، بما فيهم روسيا، إن نقص المعروض في سوق النفط سيتقلص في عام 2026، مع استمرار تحالف «أوبك بلس» الأوسع في زيادات الإنتاج المخطط لها.
