سماعات «إيربودز» باهرة تترجم اللغات في أذنيك

توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي

سماعات «إيربودز» باهرة تترجم اللغات في أذنيك
TT

سماعات «إيربودز» باهرة تترجم اللغات في أذنيك

سماعات «إيربودز» باهرة تترجم اللغات في أذنيك

التقيت صديقاً قديماً هذا الأسبوع، وحكى لي عمّا كان يفعله خلال الصيف، والعجيب أنه تحدث عن كل ذلك بالإسبانية، لغة لم أتعلمها من قبل، ومع ذلك فهمت كل كلمة تفوه بها.

سماعات جديدة وباهرة

أما السر وراء هذا الإنجاز، فيكمن في ارتدائي سماعات «آبل» الجديدة التي طرحت أخيراً في المتاجر. وتعتمد سماعات «إيربودز برو 3» AirPods Pro 3، بسعر 250 دولاراً، على الذكاء الاصطناعي للترجمة الفورية، مما يعتبر أهم ميزة جديدة لها. (أما السماعات نفسها، فباستثناء تحسين طفيف في خاصية عزل الضوضاء، فلا تختلف كثيراً عن الإصدار السابق). وفي الوقت الذي كان صديقي يتحدث، لعبت المساعدة الافتراضية «سيري» دور المترجمة، إذ حوّلت الكلمات الإسبانية مباشرةً إلى الإنجليزية بصوت آلي في أذني.

لاحقاً، راجعت نص المحادثة الذي سُجّل على هاتفي للتأكد من دقة الترجمة. وباستثناء بعض الأخطاء البسيطة (حين خلطت «سيري» بين الضمائر، إذ أشارت إلى صديقة صديقي بضمير «هو» بدلاً من «هي»)، جاءت الترجمة جيدة للغاية.

في الواقع، انبهرت من النتيجة. وكان هذا أقوى مثال رأيته لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهي تعمل على نحو سلس وعملي، يعود بالنفع على أعداد كبيرة. على سبيل المثال، قد يسهِّل هذا الأمر على أبناء المهاجرين الذين يفضل آباؤهم التحدث بلغتهم الأم، أو على المسافرين في بلدان أجنبية لفهم سائقي سيارات الأجرة، أو موظفي الفنادق وشركات الطيران.

كما ستساعدني هذه التكنولوجيا بالتأكيد في حياتي اليومية لفهم شخص لا يتحدث الإنجليزية، ويشرح لي ما وجده أسفل منزلي.

وبصراحة، غمرني شعور المفاجأة كذلك، فقد سبق وأن كان اقتحام «آبل» مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي - التكنولوجيا التي تقف وراء روبوتات المحادثة مثل «تشات جي بي تي» من شركة «أوبن إيه آي» و«جيميناي» من «غوغل»، شديد التعثر.

خطوة «أبل» في الذكاء الاصطناعي

ولم تكمل الشركة إطلاق بعض مزايا الذكاء الاصطناعي التي وعدت بها العام الماضي لهاتف «آيفون 16»، لأنها لم تعمل جيداً. وحتى الأدوات المتاحة حالياً من «آبل» لتحرير الصور أو تلخيص المقالات، جاءت مخيبة للآمال، مقارنة بما تقدمه «غوغل».

ومع ذلك، تأتي تكنولوجيا الترجمة القوية في سماعات «إيربودز» بمثابة مؤشر على أن «آبل» لا تزال في سباق الذكاء الاصطناعي، رغم بداياتها المتعثرة. ومع أن أجهزة الترجمة الرقمية ليست جديدة، فإن طريقة تفعيل «آبل» لهذه الميزة عبر «إيربودز»، تعد ملائمة تماماً للأذن، ستحدث فرقاً كبيراً في مدى استخدام الناس لها.

على مدار سنوات طويلة، اضطر المستهلكون إلى التعامل مع تطبيقات ترجمة لغوية عبر الهواتف كانت مزعجة في استخدامها، مثل «غوغل ترانسليت» و«مايكروسوفت ترانسليتر»، إذ كان على المستخدم أن يقرّب ميكروفون الهاتف من المتحدث بلغة أجنبية، ثم ينتظر الترجمة لتُعرض على الشاشة أو تُبث عبر سماعة الهاتف الصغيرة. وغالباً ما كانت الترجمات غير دقيقة.

في المقابل، لا يحتاج مستخدمو «إيربودز» سوى إيماءة صغيرة لتفعيل المترجم الرقمي. وفي غضون نحو ثانية من تحدث شخص ما، يمكن سماع الترجمة في لغة المستخدم المفضلة عبر السماعات.

استخدام المترجم الذكي

إليك ما تحتاج معرفته حول كيفية استخدام المترجم، وكيف تعمل هذه التكنولوجيا، ولماذا تبدو أفضل من تطبيقات الترجمة السابقة.

> بداية التشغيل. تميز إعداد سماعات «إيربودز برو» بالسهولة. فبعد أن فتحت العلبة بجوار هاتفي الـ«آيفون»، ضغطت على زر لاقتران السماعات. وللاستفادة من برنامج الترجمة، كان عليّ تحديث النظام التشغيلي إلى الإصدار الأحدث «آي أو إس 26» وتفعيل «آبل إنتليجنس»، برنامج الذكاء الاصطناعي من «آبل».

بعد ذلك فتحت تطبيق الترجمة الجديد من «آبل»، «ترانسليت»، وقمت بتحميل اللغات التي أردت الترجمة بينها. وفي الوقت الراهن، تتوفر الإسبانية والفرنسية والألمانية والبرتغالية والإنجليزية، مع وعود بإضافة المزيد قريباً. من جهتي، اخترت اللغة التي يتحدث بها الطرف الآخر (في هذه الحالة الإسبانية) واللغة التي أريد سماعها.

بوجه عام، هناك عدة طرق مختصرة لتفعيل المترجم، لكن أبسطها الضغط مع الاستمرار على ساقي السماعتين لبضع ثوانٍ حتى يَصدر صوتٌ. من هناك يمكن للطرفين الانطلاق في الحديث، ويظهر نص مكتوب في تطبيق الترجمة، بينما يصدر الصوت المترجَم بصوت مسموع.

كما يمكن لأصحاب «إيربودز برو 2» (من 2022)، و«إيربودز برو 4» (من العام الماضي مع خاصية عزل الضوضاء) كذلك الاستمتاع بتكنولوجيا الترجمة من خلال تحديث برمجي. ومع ذلك، يتطلب الأمر كذلك امتلاك «آيفون» حديث، مثل «آيفون برو 15» أو أحد أجهزة سلسلة 16، لتشغيل «آبل إنتليجنس» من أجل أداء مهمة الترجمة.

وللحصول على محادثة سلسة تُترجَم في كلا الاتجاهين، من الأفضل أن يكون كلا الطرفين يرتديان سماعات «إيربودز». ونظراً لشعبية هذه السماعات التي بيع منها مئات الملايين حول العالم، يبدو هذا الأمر محتملاً للغاية.

ومع ذلك، هناك مواقف سيكون هذا الابتكار مفيداً فيها حتى لو كان شخص واحد فقط يرتدي السماعات. مثلاً، فإن كثيراً من المهاجرين الذين أتعامل معهم - مثل المربية وحماتي - مرتاحون للتحدث بلغتهم الأم فقط، لكن يمكنهم فهم ردودي بالإنجليزية. لذا فإن قدرتي على فهمهم بدوري ستُحدث فارقاً كبيراً.

التنبؤ بالكلمات

> لماذا تتحسن الترجمة؟ يعتمد أداء الترجمة في «إيربودز» على ما يعرف بنماذج اللغة الكبيرة، تكنولوجيا تستخدم إحصاءات معقدة للتنبؤ بالكلمات التي يُفترض أن ترد معاً، مما يجعل الترجمة أكثر دقة من التقنيات السابقة، حسب ديميترا فيرغيري، مديرة تقنيات النطق في معهد الأبحاث «إس آر آي»، الذي طوّر النسخة الأولى من «سيري» قبل أن تستحوذ عليها «آبل»

الملاحظ أن بعض الكلمات تحمل معاني مختلفة حسب السياق، ونماذج اللغة الكبيرة قادرة على تحليل مجمل المحادثة لتفسير ما يقوله الناس بشكل صحيح. أما أساليب الترجمة القديمة، فكانت تترجم جملة بجملة دون أخذ السياق العام بعين الاعتبار، مما يسفر عن أخطاء كبيرة، حسبما قالت فيرغيري.

ومع ذلك، قد لا تخلو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الـ«إيربودز» من ثغرات قد تؤدي إلى مواقف اجتماعية محرجة، بحسب ما أضافت؛ فالكلمات وحدها لا تعكس كل السياقات الأخرى مثل المشاعر والفوارق الثقافية. في بلاد المغرب مثلاً، قد يُعتبر من غير اللائق الدخول مباشرة في الحوار دون تحية مناسبة، والتي غالباً تتضمن السؤال عن العائلة والصحة.

وقالت ديميترا فيرغيري: «لا يزال هناك فجوة في التواصل الحقيقي»، لكنها أضافت أن «تكنولوجيا الترجمة ستصبح أكثر أهمية مع اتساع عمل الموظفين عبر الثقافات المختلفة، وحاجتهم إلى التواصل عالمياً».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

تكنولوجيا نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

ذكرت دراسة «كاسبرسكي» أن نصف موظفي السعودية تلقوا تدريباً سيبرانياً ما يجعل الأخطاء البشرية مدخلاً رئيسياً للهجمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا أطلقت «يوتيوب» أول ملخص سنوي يمنح المستخدمين مراجعة شخصية لعادات المشاهدة خلال عام 2025

«ملخص يوتيوب»: خدمة تعيد سرد عامك الرقمي في 2025

يقدم الملخص ما يصل إلى 12 بطاقة تفاعلية تُبرز القنوات المفضلة لدى المستخدم، وأكثر الموضوعات التي تابعها، وكيفية تغيّر اهتماماته على مدار العام.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الأوتار الاصطناعية قد تصبح وحدات قابلة للتبديل لتسهيل تصميم روبوتات هجينة ذات استخدامات طبية واستكشافية (شاترستوك)

أوتار اصطناعية تضاعف قوة الروبوتات بثلاثين مرة

الأوتار الاصطناعية تربط العضلات المزروعة بالهياكل الروبوتية، مما يرفع الكفاءة ويفتح الباب لروبوتات بيولوجية أقوى وأكثر مرونة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يعدّ «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» أكبر حدث من نوعه حضوراً في العالم (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني)

بمشاركة دولية واسعة وازدياد في المحتوى... «بلاك هات 25» ينطلق بأرقام قياسية جديدة

أكد متعب القني، الرئيس التنفيذي لـ«الاتحاد السعودي للأمن السيبراني»، أن مؤتمر «بلاك هات - الشرق الأوسط وأفريقيا» يحقق هذا العام أرقاماً قياسية جديدة.

غازي الحارثي (الرياض)

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.


تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
TT

تقرير: مؤسس «أوبن إيه آي» يتطلع إلى تأسيس شركة صواريخ لمنافسة ماسك في الفضاء

سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)
سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» (أ.ب)

كشف تقرير جديدة عن أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، يتطلع إلى بناء أو تمويل أو شراء شركة صواريخ لمنافسة الملياردير إيلون ماسك، مؤسس «سبيس إكس»، في سباق الفضاء.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الخميس، بأن ألتمان يدرس شراء أو الشراكة مع مزود خدمات إطلاق صواريخ قائم بتمويل.

وأشار التقرير إلى أن هدف ألتمان هو دعم مراكز البيانات الفضائية لتشغيل الجيل القادم من أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما أفادت الصحيفة بأن ألتمان قد تواصل بالفعل مع شركة «ستوك سبيس»، وهي شركة صواريخ واحدة على الأقل، ومقرها واشنطن، خلال الصيف، واكتسبت المحادثات زخماً في الخريف.

ومن بين المقترحات سلسلة استثمارات بمليارات الدولارات من «أوبن إيه آي»، كان من الممكن أن تمنح الشركة في نهاية المطاف حصة مسيطرة في شركة الصواريخ.

وأشار التقرير إلى أن هذه المحادثات هدأت منذ ذلك الحين، وفقاً لمصادر مقربة من «أوبن إيه آي».

ووفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، جاء تواصل ألتمان مع شركة الصواريخ في الوقت الذي تواجه فيه شركته تدقيقاً بشأن خططها التوسعية الطموحة.

ودخلت «أوبن إيه آي» بالتزامات جديدة بمليارات الدولارات، على الرغم من عدم توضيحها لكيفية تمويلها عملية التوسعة الكبيرة.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلن ألتمان حالة من القلق الشديد على مستوى الشركة بعد أن بدأ برنامج «شات جي بي تي» يتراجع أمام روبوت الدردشة «جيميني» من «غوغل»؛ ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل عمليات الإطلاق الأخرى، وطلب من الموظفين تحويل فرقهم للتركيز على تحسين منتجها الرائد.

يرى ألتمان أن اهتمامه بالصواريخ يتماشى مع فكرة أن طلب الذكاء الاصطناعي على الطاقة سيدفع البنية التحتية للحوسبة إلى خارج الأرض.

لطالما كان من دعاة إنشاء مراكز بيانات فضائية لتسخير الطاقة الشمسية في الفضاء مع تجنب الصعوبات البيئية على الأرض.

تشارك كل من ماسك وجيف بيزوس وسوندار بيتشاي، رئيس «غوغل»، الأفكار نفسها.

تُطوّر شركة «ستوك سبيس»، التي أسسها مهندسون سابقون في «بلو أوريجين»، صاروخاً قابلاً لإعادة الاستخدام بالكامل يُسمى «نوفا»، والذي تُشير التقارير إلى أنه يُطابق ما تسعى «سبيس إكس» إلى تحقيقه.

الملياردير الأميركي إيلون ماسك (أ.ف.ب)

وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن الشراكة المقترحة كانت ستُتيح لألتمان فرصةً مُختصرةً لدخول قطاع الإطلاق الفضائي.

تُسلّط محادثات ألتمان الضوء على التنافس المستمر بينه وبين ماسك. فقد شارك الاثنان في تأسيس شركة «أوبن إيه آي» عام 2015، ثم اختلفا حول توجه الشركة، ليغادر ماسك بعد ثلاث سنوات.

ومنذ ذلك الحين، أطلق ماسك شركته الخاصة للذكاء الاصطناعي، xAI، بينما وسّع ألتمان طموحات «أوبن إيه آي»، ودعم مؤخراً مشاريع تُنافس مشاريع ماسك مباشرةً، بما في ذلك شركة ناشئة تُعنى بالدماغ والحاسوب.

ألمح ألتمان إلى طموحاته في مجال الفضاء في وقت سابق من هذا العام، وقال: «أعتقد أن الكثير من العالم يُغطى بمراكز البيانات بمرور الوقت. ربما نبني كرة دايسون كبيرة حول النظام الشمسي ونقول: مهلاً، ليس من المنطقي وضع هذه على الأرض».

ثم في يونيو (حزيران)، تساءل: «هل ينبغي لي أن أؤسس شركة صواريخ؟»، قبل أن يضيف: «آمل أن تتمكن البشرية في نهاية المطاف من استهلاك قدر أكبر بكثير من الطاقة مما يمكننا توليده على الأرض».