الرئيس الإيراني: لا ننحني أمام البلطجة

واشنطن تجدد استعدادها لحوار مباشر مع طهران مقابل تعليق برنامجها النووي

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
TT

الرئيس الإيراني: لا ننحني أمام البلطجة

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن «سياسة العقوبات وفرض الضغوط لا تحقق ثمارها بسهولة مع بلد مثل إيران، تحدّه 16 دولة جارة».

وأضاف بزشكيان، خلال ترؤسه اجتماعاً مع رؤساء المحافظات من جميع أنحاء البلاد الاثنين: «لو استطعنا أن ندير تفاعلاتنا بنحو جيد مع الجيران، عند ذلك سنتمكن من التغلب على الضغوط»، موعزاً إلى وزير الداخلية بالتشاور مع رؤساء المحافظات الحدودية لتنظيم خطة بشأن التفاعل والتعاون مع نظيراتها في الدول المجاورة.

وتابع بزشكيان: «نحن في إيران لا نريد فرض إرادتنا على أحد، لكننا في الوقت نفسه لا نرضخ للضغوط، ولا ننحني أمام البلطجة؛ إننا لا نطمع في أرض أحد؛ لكننا سنفقأ، بتكاتفنا وتعاوننا وتضامننا، العين التي تطمع في أرضنا».

وتتعرض إيران لضغوط أميركية وغربية كبيرة، إذ أعيد فرض العقوبات عليها على خلفية ملفها النووي، فيما لا يزال الحوار المباشر بين طهران وواشنطن مقطوعاً.

إلا أن واشنطن ترمي الكرة في المعلب الإيراني، إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن «واشنطن لا تزال مستعدة لإجراء حوار مباشر وجاد مع طهران، إلا أن مسؤولي النظام الإيراني رفضوا هذا العرض حتى الآن».

وأضاف أن الولايات المتحدة، كما أعلن الرئيس دونالد ترمب، مستعدة لإجراء مفاوضات ذات مغزى وتعاون كامل مقابل تعليق البرنامج النووي الإيراني، وفق ما نقلت «إيران إنترناشيونال» عن متحدث باسم «الخارجية» الأميركية الاثنين، من دون أن تسميه.

وأضاف أن «الرئيس ترمب شدد مراراً على أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً. هذا موقف ثابت وغير قابل للتغيير بالنسبة للولايات المتحدة... كما قال الرئيس الأميركي، إذا أراد الإيرانيون التفاوض، فالكرة في ملعبهم. هم من سيستفيدون من هذا الحوار».

ويأتي إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن استعداد واشنطن المشروط للحوار المباشر مع طهران، في وقت كانت فيه السلطات الإيرانية قد ذكرت سابقاً، أن البيت الأبيض لم يرد على رسائل عديدة بعثتها طهران بشأن التفاوض.

ومع ذلك، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الخميس 9 أكتوبر (تشرين الأول)، أن مسؤولين في النظام الإيراني تواصلوا مع إدارته، وأبدوا رغبتهم في «السعي نحو السلام»، ودعمهم القوي للاتفاق، الذي تم التوصل إليه لإنهاء حرب غزة.

وفي اجتماع للإدارة الأميركية بالبيت الأبيض، قال ترمب إنه يأمل في أن يؤدي حل الجمود في الملف النووي الإيراني، إلى تمهيد الطريق لإعادة إعمار البلاد بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، مؤكداً في الوقت ذاته أن إيران «لا يمكنها امتلاك سلاح نووي».

وأضاف ترمب: «أعتقد أن الهجوم على إيران كان ضرورياً جداً، لأنه لو لم يحدث ذلك، لكانت إيران على الأرجح تمتلك الآن عدة أسلحة نووية. في تلك الحالة، حتى لو كنا قد وقعنا اتفاقاً، لكان قد لفه الغموض وجرده من معناه وتأثيره».

وأضاف ترمب: «إيران الآن مختلفة. مسؤولوها أبلغونا بأنهم يريدون العمل من أجل السلام، وأعلنوا دعمهم الكامل لهذا الاتفاق. إنهم يرون أن هذا الاتفاق ممتاز. نحن نقدر موقفهم هذا وسنتعاون مع إيران».

وتابع: «لقد فرضنا عقوبات كبيرة على إيران، لكننا نأمل في أن يتمكنوا من إعادة بناء بلدهم؛ فقط لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي».

وجاءت تصريحات ترمب في وقت فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات إضافية واسعة ضد إيران.

وكان الرئيس الأميركي قد حذر، يوم الأحد 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، من أن الولايات المتحدة «ستتعامل مجدداً مع إيران»، إذا حاولت استئناف برنامجها النووي.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة قد استهدفت في 22 يونيو الماضي، 3 منشآت رئيسية للبرنامج النووي الإيراني، في إطار حملة عسكرية مفاجئة نفذتها إسرائيل ضد طهران، والتي عُدت، بحسب مراقبين، الضربة الأشد للبنية التحتية العسكرية الإيرانية منذ عقود. وأصدر ترمب أمراً بوقف إطلاق النار بعد يومين من تلك الهجمات.

وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح يوم الثلاثاء 7 أكتوبر الحالي، بأنه لا يوجد أي حل سوى التوصل إلى «حل تفاوضي» بين طهران وواشنطن.

وأشار في منشور له على منصة «إكس»، إلى المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، التي جرت في شهر يونيو الماضي، وقال إن طهران وواشنطن كانتا «قريبتين من التوصل إلى اتفاق نووي جديد وتاريخي».

وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد أعطت في 28 أغسطس (آب) الماضي، مهلة مدتها 30 يوماً لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وهي العملية التي انتهت، بعد محاولات من حلفاء طهران لتأجيلها أو التوسط بشأنها، بإعادة فرض العقوبات على طهران.

شمخاني

من جانبه، صرّح عضو المجلس الأعلى للدفاع الوطني في إيران، علي شمخاني، بأن «العقوبات تمنع أي دولة في العالم من التعاون معنا بشكل جدي في التسليح».

وفي تصريحات نقلتها وكالة «إرنا»، قال شمخاني: «كنت أتمنى أن نسعى لامتلاك قنبلة نووية، عندما عُيّنتُ وزيراً للدفاع، في عهد محمد خاتمي (الرئيس الإيراني الأسبق)، ولو عدت إلى تلك الفترة لسعيت بالتأكيد وراء القنبلة الذرية».

كما أقرّ شمخاني بأنّه والرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، «كانا منذ البداية على علم بإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري».

وبشأن مصرع الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، بعد تحطم طائرته، قال شمخاني إنه «وفق الإمكانات الفنية للمحققين، لم يقع أي حادث خارجي أو من جانب إسرائيل، لكن ربما يكون السبب أبعد من قدراتنا التشخيصية».


مقالات ذات صلة

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

شؤون إقليمية إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية بزشكيان يصافح قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي على هامش اجتماع اللجنة العليا لإدارة الإنترنت (الرئاسة الإيرانية)

«إكس» تكشف عن «الإنترنت الخاص» لكبار المسؤولين الإيرانيين

يواجه الإيرانيون العاديون عقوبة قد تصل إلى السجن 10 سنوات أو حتى الإعدام إذا استخدموا منصة «إكس» لكتابة أي شيء تراه الحكومة انتقاداً لها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مركز كيندي سيكون مقراً لسحب قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن (رويترز)

إيران ستحضر قرعة كأس العالم بعد التلويح بالمقاطعة بسبب التأشيرات

ذكرت تقارير إعلامية، اليوم (الخميس)، أن وفداً إيرانيّاً سيحضر قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 غداً (الجمعة) رغم إعلان إيران سابقاً مقاطعة الحفل المقرر بواشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب)

إيران تدعو وزير خارجية لبنان لزيارتها ومناقشة العلاقات الثنائية

قالت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس، إن الوزير عباس عراقجي دعا نظيره اللبناني يوسف رجي لزيارة طهران قريباً لمناقشة العلاقات الثنائية.

«الشرق الأوسط» (طهران)
تحليل إخباري ولدان يجلسان على خط الأنابيب العراقي - التركي في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق (روترز)

تحليل إخباري صراع خطوط الأنابيب... ازدياد النفوذ الأميركي في العراق وتراجع الهيمنة الإيرانية

شهدت الأشهر القليلة الماضية تصعيداً خفياً وفعالاً للضغط الدبلوماسي الأميركي على الحكومة العراقية، نتج عنه إعادة فتح خط أنابيب كركوك-جيهان.

«الشرق الأوسط» (بغداد، واشنطن)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
TT

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)
إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

وأضاف التقرير، أن «الحرس الثوري» شبه العسكري أطلق الصواريخ من عمق البر الرئيسي في إيران، وأصاب أهدافاً في بحر عمان ومنطقة مجاورة بالقرب من مضيق هرمز في تدريبات بدأت الخميس، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

صورة نشرتها قوات «الحرس الثوري» 5 ديسمبر 2025 تظهر قارباً نفاثاً يشارك في مناورة عسكرية بالمياه قبالة سواحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

وحدد الصواريخ بأنها صواريخ كروز، طراز قدر 110- وقدر380- وغدير، يصل مداها إلى ألفي كيلومتر. وأضاف أن «الحرس الثوري» أطلق أيضاً صاروخاً باليستياً هو 303، من دون أن يدل بمزيد من التفاصيل.

وأظهرت لقطات تلفزيونية إطلاق الصواريخ وإصابة أهدافها.

صورة تم توزيعها 5 ديسمبر 2025 من قِبل «الحرس الثوري» الإيراني تظهِر صاروخاً يتم إطلاقه أثناء تدريب عسكري في المياه قبالة ساحل جنوب إيران (إ.ب.أ)

والمناورات هي الثانية في أعقاب الحرب بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران)، التي أسفرت عن مقتل نحو 1100 شخص في إيران، من بينهم قادة عسكريون وعلماء نوويون. وأسفرت الهجمات الصاروخية من قِبل إيران عن مقتل 28 شخصاً في إسرائيل.


تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
TT

تقرير: «خيبة أمل» في «الموساد» جراء اختيار نتنياهو لرومان غوفمان رئيساً للجهاز

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) يعقد مشاورات مع سكرتيره العسكري اللواء رومان غوفمان (د.ب.أ)

قُوبل قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعيين سكرتيره العسكري، رومان غوفمان، رئيساً جديداً لـ«الموساد» بخيبة أمل داخل الجهاز، وفقاً لما قاله مسؤولون حاليون وسابقون على الرغم من أن كثيرين قالوا إن الاختيار لم يكن مفاجئاً، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.

وقال المسؤولون إن نتنياهو تجاوز مرشحي «الموساد» المدعومين منه لتعيين رومان غوفمان، مما أثار مخاوف بشأن افتقاره للخبرة الاستخباراتية واحتمالية استقالته، بينما يقول حلفاؤه إن ولاءه وحكمته وفكره العدواني تناسب منصبه.

وبعد أن اختار نتنياهو شخصاً من خارج جهاز «الشاباك»، وهو ديفيد زيني، لقيادته في وقت سابق من هذا العام، توقع كبار مسؤولي «الموساد» أن يتبع نفس النهج: اختيار شخصيات من خارج الجهاز يراها عدوانية وموالية ومتوافقة آيديولوجياً معه.

ويقول المنتقدون إن هذه الخطوة تعكس معركة نتنياهو الأوسع ضد ما يسميه «النخب» و«الدولة العميقة»، ويقول المؤيدون إن غوفمان موثوق به، وكتوم، ومخلص.

وزعم بعض المسؤولين المطلعين على عملية التعيين أن غوفمان خضع لـ«مقابلة» غير رسمية مع زوجة نتنياهو، سارة، قبل اتخاذ القرار- وهو ادعاء نفاه مكتب رئيس الوزراء ووصفه بأنه «كاذب تماماً».

من اليسار إلى اليمين: وزير الدفاع يسرائيل كاتس والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء اللواء رومان غوفمان وبنيامين نتنياهو ورئيس ديوان مكتبه تساحي برافرمان والقائم بأعمال رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) يظهرون بمركز قيادة خلال الغارات في قطر (الشاباك)

وأشار آخرون إلى إتقانه للغة الروسية ولغته الإنجليزية المحدودة، مما قد يُعقّد التواصل الدبلوماسي، مع أن حلفاءه يجادلون بأن إتقان اللغة الإنجليزية ليس جوهرياً في مهام «الموساد» الأساسية وتوقع العديد من كبار مسؤولي الدفاع موجة استقالات داخل الجهاز عقب الإعلان.

وتجاوز نتنياهو المرشحين الذين أوصى بهم مدير الموساد المنتهية ولايته، ديفيد برنياع، واختار غوفمان بدلاً منه، الذي لم يرتقِ في دوائر الاستخبارات الإسرائيلية. وقال المطلعون على تفكير رئيس الوزراء إن قراره كان مدفوعاً بولائه وحكمته ووصفه مسؤول دفاعي كبير سابق بأنه «مخلص بشدة لنتنياهو» ووصف التعيين بأنه «محير».

ويقول زملاؤه إن غوفمان ضابط جاد ومنضبط وقارئ نهم للتاريخ والاستراتيجيات العسكرية.

ولفت بعض مسؤولي الأمن السابقين إلى أنه قد يكون متهوراً أيضاً، وأشاروا إلى قضية من فترة عمله قائداً للفرقة 210 «باشان»، حيث زُعم أنه أذن باستخدام شاب مدني يبلغ من العمر 17 عاماً، يُدعى أوري ألماكايس، في عملية غير مصرح بها وهي قضية أدت لاحقاً إلى اعتقال المراهق واحتجازه لفترة طويلة قبل إسقاط التهم عنه.

بنيامين نتنياهو ومدير «الموساد» ديفيد برنياع في القدس (د.ب.أ)

وقال ضابط كبير سابق في الاستخبارات العسكرية إنه على الرغم من أن غوفمان «شخص ماكر وشجاع»، فإنه يفتقر إلى الخلفية الاستخباراتية العملياتية المتوقعة عادةً من مدير الموساد.

وأضاف المسؤول: «إنه يتحدث الروسية والعبرية فقط، ولا ينطق بكلمة إنجليزية واحدة لقد شغل منصب لواء لمدة عام واحد فقط ولم يسبق له إدارة منظمة بهذا الحجم».

وفي المقابل، رفضت مصادر مقربة من نتنياهو بشدة الانتقادات لتعيين غوفمان، واصفةً إياه بالتعيين الممتاز، وقالوا إن إتقانه للغة الروسية وفهمه الإقليمي جعلاه لا يُقدر بثمن في مهمات حساسة في موسكو، وأشاروا إلى أنه أصبح، بصفته السكرتير العسكري، أقرب مستشار أمني لنتنياهو، وأضافوا أنه لعب دوراً في عمليات سرية مهمة، بما في ذلك اغتيالات لكبار شخصيات «حزب الله»، ومهام موجهة ضد إيران خلال الصراع معها في وقت سابق من هذا العام.

ويصف المسؤولون الذين عملوا معه من كثب غوفمان بأنه مفكر عدواني وغير تقليدي «ويقاتل بسكين بين أسنانه ويتفوق في الخداع، ويُحاط بالمعلومات الحساسة، وهي سمات يعتبرونها أساسية للموساد»، وقال أحدهم: «إنه المساعد الأمني ​​الأكثر ثقة لرئيس الوزراء. ليس رئيس الأركان، ولا وزير الدفاع - بل كان غوفمان».

وفي حين يشير البعض إلى قلة لغته الإنجليزية كمصدر قلق، يجادل مؤيدوه بأن ساحات الموساد الرئيسية - إيران وسوريا ولبنان - لا تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية بينما تعتبر لغته الروسية ميزة نظراً لعلاقات موسكو مع إيران وغيرها من الجهات المعادية.

وكان رئيس الأركان إيال زامير التقى بغوفمان هذا الأسبوع وهنأه، قائلاً إن الجيش سيدعمه في انتقاله إلى المنصب، وأكد «الموساد» أن برنياع تحدث مع غوفمان وتمنى له النجاح، فيما ذكر نتنياهو أنه اختار غوفمان بعد مقابلات مع عدد من المرشحين، وأشاد بـ«قدراته المهنية الاستثنائية»، مشيراً إلى دوره في مواجهة هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما غادر منزله لقتال مسلحي «حماس» وأصيب بجروح بالغة.


إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تحدد ميزانية «الدفاع» لعام 2026 عند أكثر من 34 مليار دولار

مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
مركبة عسكرية إسرائيلية تغلق مدخل بلدة طمون جنوب طوباس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (الجمعة)، أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية لعام 2026 قد حُددت عند 112 مليار شيقل (34.63 مليار دولار)، بزيادة على 90 مليار شيقل كانت مُدرجة في مسودة سابقة، وفقاً لوكالة «رويترز».

واتفق كاتس ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، على إطار الإنفاق الدفاعي، حيث بدأ مجلس الوزراء مناقشة ميزانية العام المقبل، والتي تجب الموافقة عليها بحلول مارس (آذار)، وإلا قد تؤدي إلى انتخابات جديدة.

وبدأ الوزراء ما يُعرف بجلسة ماراثونية يوم الخميس قبل التصويت الذي قد يُجرى صباح الجمعة. وفي حال إقرارها، ستُعرض على البرلمان للتصويت الأولي.

وأكد كاتس أن الجيش سيواصل جهوده لتلبية احتياجات مقاتليه وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط.

ونقل مكتبه عنه قوله: «سنواصل العمل بحزم لتعزيز جيش الدفاع الإسرائيلي، وتلبية احتياجات المقاتلين بشكل كامل، وتخفيف العبء عن جنود الاحتياط - من أجل ضمان أمن دولة إسرائيل على جميع الجبهات».

وكانت حرب غزة مكلفة لإسرائيل، التي أنفقت 31 مليار دولار في عام 2024 على صراعاتها العسكرية مع «حماس» و«حزب الله» في لبنان.

ومنذ ذلك الحين، أبرمت إسرائيل اتفاقيات لوقف إطلاق النار مع الجماعتين المسلحتين. وصرح مكتب سموتريتش بأن ميزانية الدفاع لعام 2026، شهدت زيادة قدرها 47 مليار شيقل مقارنة بعام 2023 عشية الحرب. وقال سموتريتش، وفقاً لمكتبه: «نخصص ميزانية ضخمة لتعزيز الجيش هذا العام، ولكنها أيضاً ميزانية تسمح لنا بإعادة دولة إسرائيل إلى مسار النمو والراحة للمواطنين».