يُعقَد في أنقرة، الأحد، اجتماع تركي - سوري موسَّع لبحث التعاون الأمني والتطورات الراهنة.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان، السبت، إن الاجتماع سيُعقد بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورئيسي جهاز المخابرات ومسؤولين من البلدين.
وسبق هذا الاجتماع عقد اجتماعين مماثلين، أولهما في يناير (كانون الثاني) الماضي، تم خلاله مناقشة التطورات الأمنية ومكافحة الإرهاب، والثاني في 13 أغسطس (آب)، ووقع البلدان خلاله مذكرة تفاهم للتعاون العسكري.
ويأتي الاجتماع بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ومباحثاته مع نظيره التركي هاكان فيدان. كما يأتي بعد لقاء فيدان، الجمعة، وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين؛ حيث تم التطرق إلى مسألة مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، وإخلاء السجون والمخيمات التي تضم عناصره وعائلاتهم في شمال شرقي سوريا، والتعاون العراقي - السوري في هذا الصدد.

وأكد حسين، خلال مؤتمر صحافي، عقب المباحثات مع فيدان، ضرورة عقد اجتماعات جديدة لبحث التصدي لعناصر «داعش» التي بدأت تنشط مجدداً في مناطق الحدود العراقية - السورية.
مطالبات كردية
في الوقت ذاته، أكد السياسي الكردي البارز في تركيا، أحمد تورك، أن سوريا «خط أحمر» بالنسبة للأكراد، ملمحاً إلى ضرورة أن تقبل دمشق بهم في شمال شرقي البلاد جاراً بدلاً من الجوار مع تركيا.
وأضاف تورك، وهو رئيس «الحزب الديمقراطي» الذي تم حله بقرار من القضاء التركي ونائب مخضرم بالبرلمان التركي، وتم عزله منذ أشهر من رئاسة بلدية ماردين، جنوب شرقي تركيا، لاتهامات تتعلق بدعم منظمة إرهابية (حزب العمال الكردستاني): «يجب التغلب على العقبات في سوريا التي تؤثر على عملية (السلام الداخلي) في تركيا، ونريد أن نخاطب الحكومة التركية تحديداً: لقد أجبر الأكراد على حمل السلاح لضمان أمنهم، ولم يُشكلوا جيشاً، والآن، يُطلب من الأكراد إلقاء السلاح، خصوصاً من جانب تركيا».

وتساءل تورك، خلال كلمة، في مؤتمر نظمته مبادرة الاتحاد الديمقراطي بماردين، السبت: «إذا ألقى الأكراد أسلحتهم؛ فمن سيضمن الأمن؟ هيئة تحرير الشام (في تلميح إلى الحكومة السورية) لا تملك شرطة، ولا جنوداً، ولا سلطة لها هناك؛ فمن سيضمن أمن هؤلاء الناس؟ علاوة على ذلك؛ هل إذا أصبح الأكراد هم جيران (هيئة تحرير الشام) وليس تركيا، هل ستكون هناك أزمة، وهل ستفتح أبواب الجحيم؟».
خط أحمر
وتطالب تركيا «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمادها الأساسي، بتنفيذ الاتفاق الذي وقعته مع دمشق في 10 مارس (آذار) الماضي بشأن اندماجها في مؤسسات الدولة السورية، وتلوّح باللجوء لعمل عسكري ضدها إذا لم تنفذه.
كما تقول إن النداء التي أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني، السجين، عبد الله أوجلان، في 27 فبراير (شباط) الماضي لحل نفسه وإلقاء أسلحته، تشمل أيضاً «قسد»، التي أعلنت من جانبها أن النداء لا يعنيها.
وقال تورك إن «(روجآفا) في سوريا (تعبير يستخدمه الأكراد للإشارة إلى غرب كردستان) خط أحمر بالنسبة للأكراد، وعليهم جميعاً رفع أصواتهم معاً، واتخاذ موقف لضمان مستقبل ديمقراطي».

وسبق أن أكد أوجلان أن «روجآفا» خط أحمر بالنسبة له، وأن هذا المكان مختلف بالنسبة له، بحسب ما نقلت عنه النائبة بحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، بروين بولدان، خلال زيارة له في سجنه في إيمرالي بغرب تركيا، سبتمبر (أيلول) الماضي.
وقالت بولدان إنه «يجب على تركيا أن تقف إلى جانب الشعب الكردي في قضية (روجآفا) وسوريا. إن عزل الأكرد هناك، وتنفيذ عملية عسكرية ضدهم، والقضاء على مكتسبات الشعب الكردي، لن يعود بأي فائدة على تركيا، ولن يقبل أكراد تركيا بذلك. ويجب أن يُناقش هذا الأمر بهذه الطريقة، وأن يكون التفكير أكثر حكمة، وأن تتخذ قرارات صائبة».
أوجلان يدعم «قسد»
تم الكشف، الشهر الماضي، عن رسالة وجَّهها أوجلان إلى زعماء العشائر العربية والوجهاء في منطقة الجزيرة، شمال شرقي سوريا، لحثهم على دعم «قسد»، في الوقت الذي تواصل تركيا ضغوطها من أجل تنفيذ اتفاق اندماج «قسد» في مؤسسات الدولة السورية.

وفي رسالته، التي تبين أنها مؤرخة في 28 يوليو (تموز) الماضي، والتي تليت في اجتماعات عقدت مع زعماء ووجهاء العشائر العربية في الجزيرة ودير الزور والرقة والطبقة، دعا أوجلان زعماء العشائر العربية إلى تعزيز روابط الأخوّة مع الأكراد، ودعم «قسد» في مواجهة التحديات.
وفي إشارة إلى ترجيحه الحكم الذاتي، في شمال شرقي سوريا، قال أوجلان في رسالته: «لقد بنينا أنفسنا على هذا الأساس، وشكلنا رؤى قائمة على الأخوة والأمة الديمقراطية. يجب أن يكون جميع الناس متساوين، أحراراً، يعيشون معاً ويحكمون أنفسهم. يجب بناء المساواة والعدالة على هذا الأساس، يجب أن يعيش الأكراد والعرب معاً، هذا يعتمد أيضاً على دعمكم لـ(قسد)... دعمكم لها بالغ الأهمية والدلالة».
وتطالب العشائر العربية في مناطق شمال شرقي سوريا بصيغة واقعية وعادلة تراعي خصوصية سوريا وتنوعها، لكن يبدو أن «قسد» تصر على طرح نموذج لنظام حكم لا مركزي سياسي واسع يثير كثيراً من الجدل.






