وقف «حرب غزة» يُعزز العلاقات «المصرية - الأميركية» عقب «تباينات التهجير»

زيارة مرتقبة لترمب... وكوشنر يُشيد بدور القاهرة في إنجاز الاتفاق

لقاء سابق جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)
لقاء سابق جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)
TT

وقف «حرب غزة» يُعزز العلاقات «المصرية - الأميركية» عقب «تباينات التهجير»

لقاء سابق جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)
لقاء سابق جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - رويترز)

دعمت جهود التفاوض لوقف الحرب في قطاع غزة تعزيز العلاقات «المصرية - الأميركية»، مع تعدد الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين خلال الساعات الماضية لإنجاح المحادثات، والحديث المشترك عن التوجه نحو إحلال السلام، وذلك بعد «تباينات» طفت على السطح في وقت سابق بسبب رفض مصر رؤية الرئيس دونالد ترمب بشأن «تهجير الفلسطينيين».

وأجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس، اتصالاً هاتفياً بنظيره الأميركي «وجّه فيه التهنئة لترمب بسبب نجاح جهوده الحثيثة في وقف الحرب بقطاع غزة»، مشيراً إلى أن «التوصل لاتفاق يعد إنجازاً تاريخياً، وأن ذلك تحقق لحرص وسعي ترمب وجهوده الصادقة لتحقيق السلام».

وحسب بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، يوم الخميس، فإن «السيسي وجّه الدعوة إلى ترمب للمشاركة في الاحتفالية التي ستُقام في مصر بمناسبة إبرام اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، باعتباره اتفاقاً يُتوّج الجهود المشتركة التي بذلتها مصر والولايات المتحدة وسائر الوسطاء خلال الفترة الماضية».

ورحّب ترمب بالدعوة، «مبدياً سعادته بزيارة مصر، خصوصاً مع كونها دولة يكنّ لها كل الاعتزاز والتقدير»، وفق بيان المتحدث الرئاسي، الذي أشار إلى أن الرئيس الأميركي أعرب عن سعادته بصداقته الوطيدة مع نظيره المصري.

كما وجّه كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، الشكر إلى مصر على جهودها في إنجاز اتفاق غزة، مشيراً خلال استقبال الرئيس السيسي الوفد الأميركي المشارك في مفاوضات اتفاق شرم الشيخ، يوم الخميس، إلى قوله: «شكراً سيدي الرئيس على التزامك والتزام فريقك بإتمام هذا الاتفاق، فهو أمر مهم بالنسبة للرئيس ترمب».

وجاءت عبارات الثناء بعد تباينات في الرؤى بين البلدين عقب رفض مصر مقترحاً تقدّم به الرئيس الأميركي في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي بـ«تهجير» سكان غزة لمصر والأردن، وتحويل غزة إلى «ريفيرا الشرق الأوسط»، وفي ذلك الحين جرى الحديث عن إلغاء زيارة كان ينوي أن يقوم بها السيسي إلى الولايات المتحدة.

وقالت عضو الهيئة الاستشارية لـ«المركز المصري للفكر والدراسات»، نهى بكر، إن «التوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة سينعكس بشكل كبير على العلاقة بين مصر والولايات المتحدة، خصوصاً أنه سيزيل القضية الأكثر إلحاحاً (التهجير) من فوق الطاولة»، مضيفة: «سيدخل البلدان في مرحلة جديدة يُهيمن عليها (ارتياح) دبلوماسي، وسيتم الترويج للاتفاق بوصفه نجاحاً للشراكة الثنائية».

ورأت نهى بكر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ما جرى هو اختراق دبلوماسي مشترك، والتوصل لاتفاق يعد انتصاراً للدبلوماسية المصرية والأميركية معاً، فمصر لعبت دوراً محورياً طوال الأزمة، والولايات المتحدة ضغطت باتجاه (صفقة)، ونجاحهما معاً يُعزز الشراكة، ويظهر فاعليتها».

«من المتوقع إعادة التركيز على الأولويات المشتركة، فسيسمح تجاوز أزمة غزة للبلدين بإعادة تركيز الحوار على مجالات التعاون الاستراتيجي التقليدية والأوسع، مثل الأمن الإقليمي، والتعاون الاقتصادي، والشؤون العسكرية»، وفقاً لنهى بكر، التي أشارت إلى أن «نجاح الوساطة المصرية بدعم أميركي سيُعزز مكانة مصر بوصفها طرفاً لا غنى عنه في استقرار المنطقة».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء الوفد الأميركي المشارك في مفاوضات وقف حرب غزة (الرئاسة المصرية)

وعلى مدار الأشهر الماضية، أكدت مصر مراراً رفضها مخطط تهجير الفلسطينيين، وحشدت موقفاً عربياً موحداً ضد الفكرة، ولم تكن القاهرة ضمن محطات الرئيس ترمب خلال زيارته الأخيرة للمنطقة في مايو (أيار) الماضي.

لكن ترمب خلال استقبال الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، الخميس، قال إنه «سيُغادر قريباً إلى الشرق الأوسط»، مضيفاً: «سننتهي بالحصول على سلام بالمنطقة. مَن كان يعتقد ذلك؟... سأحاول زيارة المنطقة، نحن نعمل على التوقيت، سنذهب إلى مصر حيث سيكون لدينا توقيع رسمي على الاتفاق».

وكيل «لجنة العلاقات الخارجية» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، طارق رضوان، قال إن «نجاح مفاوضات شرم الشيخ انعكس بالفعل على العلاقات، خصوصاً على المستوى الثنائي بين الرئيسين، فالاتصالات الأخيرة أكدت رؤية توافقية بين البلدين لإنهاء الحرب، والآن مصر تستعد لزيارة مرتقبة للرئيس ترمب خلال الأيام المقبلة».

وأكّد رضوان لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر لا تريد أن تلتفت إلى الماضي مع تباينات المواقف بشأن التهجير التي جاءت وقتها نتيجة عدم اكتمال الرؤية الأميركية بشأن مستقبل غزة، وانعكاس خطط التهجير على الأمن القومي المصري والأوضاع بالمنطقة بوجه عام، والأهم أن النتيجة النهائية حتى الآن تتماشى مع الرؤية المصرية الرافضة لتصفية القضية الفلسطينية».

وتوقَّع أن يكون اتفاق غزة بداية لتنسيق «مصري - أميركي» مشترك لحل قضايا أخرى عالقة بالمنطقة، في مقدمتها الأزمة الليبية والحرب السودانية.

وحسب متحدث الرئاسة المصرية فإن كوشنر، والمبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أكّدا، الخميس، «تقدير الولايات المتحدة الأميركية الدور المحوري الذي قامت به مصر لإنهاء الحرب واستعادة الاستقرار في المنطقة».

لكن في المقابل، فإن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كامل السيد، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التباينات (المصرية - الأميركية) اختفت في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، لكنها يمكن أن تعود في مراحل تالية أكثر صعوبة، خصوصاً فيما يتعلّق بنزع سلاح حركة (حماس)، ومستقبل حكم غزة وآليات وجود القوات الدولية».


مقالات ذات صلة

تباين مصري إزاء مقترح تشريعي جديد يُغلّظ عقوبة «سرقة الكهرباء»

شمال افريقيا تعديلات قانونية لمواجهة سرقة التيار الكهربائي في مصر (الشركة القابضة للكهرباء)

تباين مصري إزاء مقترح تشريعي جديد يُغلّظ عقوبة «سرقة الكهرباء»

تسبّب مقترح تشريعي لتغليظ عقوبة سرقة التيار الكهربائي في مصر، في حالة جدل واسعة.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التعليم المصري وسط الطلاب في جولة ميدانية (وزارة التربية والتعليم)

حوادث التحرش في مصر... زيادة مقلقة أم وقائع فردية؟

شغلت حوادث «تحرش مدرسي» الرأي العام في مصر خلال الفترة الماضية بعد ضبط «انتهاكات» في أكثر من مدرسة، وأحدثت صدمة لأولياء الأمور الذين تخوفوا على سلامة أبنائهم.

أحمد جمال (القاهرة)
العالم العربي هيئة الدواء المصرية تنفي وجود «نقص في أدوية البرد والأمراض المزمنة» (هيئة الدواء المصرية)

عودة شكاوى «نقص» الأدوية في مصر... والحكومة تطمئن المواطنين

مع تكرار شكاوى «نقص» بعض الأدوية أو عدم توافرها بسهولة أصدر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري الاثنين بياناً ينفي فيه «نقص أدوية البرد والأمراض المزمنة».

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا الفنادق العائمة سمة مميزة لمحافظة الأقصر التي تقع على مجرى نهر النيل

مصرع سائحة إيطالية بحادث تصادم بين مركبين سياحيين في جنوب مصر

قضت سائحة إيطالية، الأحد، إثر حادث تصادم بين مركبين سياحيين في محافظة الأقصر بجنوب مصر، وفقاً لوزارة النقل المصرية ووسائل إعلام إيطالية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي (أ.ف.ب)

وزير الخارجية المصري: لا تسامح ولا تساهل مع أي مساس بمياه نهر النيل

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إن بلاده لن تتساهل أو تتسامح مع أي مساس أو إضرار بمياه نهر النيل «الذي تعتمد عليه مصر اعتماداً كاملاً».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مسؤولون إسرائيليون يحذرون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
TT

مسؤولون إسرائيليون يحذرون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)

حذر مسؤولون عسكريون واستخباراتيون إسرائيليون من أن التسريبات والإحاطات الإعلامية الصادرة من إسرائيل في الأيام الأخيرة، بشأن احتمالية تجدد الاشتباك مع إيران، قد تؤدي بالفعل إلى رد فعل غير مدروس من طهران، وتتسبب في اندلاع حرب أوسع.

هل تشعل التسريبات الإسرائيلية حرباً حقيقية؟

ونقل موقع «واي نت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن المسؤولين، قولهم إنه «إلى جانب صرف الانتباه عن قضايا رئيسية أخرى في إسرائيل - بما في ذلك التحقيق الحكومي في هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والتأخير في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع (حماس) - فإن هذه التنسريبات والإحاطات الإعلامية، التي تُنسب غالباً إلى (مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى)، أو (مصادر استخباراتية غربية)، تُنذر بخطر إشعال حرب حقيقية».

وحذر المسؤولون من أن سوء التواصل مع إيران «قد يُشعل فتيل صراع مُنهك آخر لا ينوي أي من الطرفين خوضه حالياً».

وقد حذر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً هذا العام، لا سيما بعد الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران) الماضي، من أن سوء التعامل مع الملف الإيراني قد يكون الشرارة الرئيسية لتجدد الأعمال العدائية بين البلدين.

تحذير من هجوم إيراني استباقي

وفي الوقت الراهن، تعتمد تقييمات إيران للتهديدات بشكل كبير على التقارير الإعلامية الإسرائيلية، إذ يواجه عملاء المخابرات الإيرانية صعوبة متزايدة في العمل على الأرض داخل إسرائيل. ومنذ بداية الحرب، تم إحباط 34 محاولة تجسس إيرانية داخل إسرائيل.

وحذّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار قائلين: «إذا شعر الإيرانيون بأن رياح الحرب تهب من هنا مجدداً، فقد يفكرون في شنّ هجوم استباقي».

وأضافوا: «إذا كان الهدف هو استئناف الهجمات هناك أو الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، فمن الأفضل التزام الصمت بدلاً من إغراق وسائل الإعلام بمثل هذه الضجة. وقد يكون النشاط غير المعتاد الذي رصدته وكالات الاستخبارات الغربية في إيران نابعاً جزئياً من شائعات لا أساس لها من الصحة انتشرت على قنوات (تلغرام) الإسرائيلية حول الاستعداد للتصعيد».

وقال المسؤولون إن تعافي إيران يمضي قدماً دون عوائق.

ولفتوا إلى أنه «في ظل غياب آلية إنفاذ دولية أو أي ترتيب دبلوماسي للحد من نفوذ طهران، شرعت القوات الإيرانية في إعادة بناء قدراتها الصاروخية فور انتهاء المواجهة التاريخية مع إسرائيل هذا الصيف. واستمر تدفق الخبرات المتقدمة في إنتاج الصواريخ والتمويل الكبير بشكل مطرد خلال الأشهر الأخيرة إلى وكلاء إيران الإقليميين، من اليمن إلى لبنان».

وقد خلص مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إلى أنه في حال استمرار هذا التوجه، فمن المرجح اندلاع جولة أخرى من الأعمال العدائية مع إيران. ومع ذلك، فقد أوصوا إسرائيل بعدم شن أي هجوم إلا في حال تجاوز طهران لشروط بعينها.

الجيش يشكك في تصريحات القيادة السياسية

وفي الوقت الراهن، يعتقد المسؤولون العسكريون أن إيران لم تتجاوز هذه الشروط بعد. وقد أعربت مصادر في الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، عن تشككها إزاء موجة التصريحات العلنية الأخيرة الصادرة عن القيادة السياسية؛ فعلى سبيل المثال، قالوا إن المناورات العسكرية الإيرانية التي أُجريت هذا الشهر، لا تشير بالضرورة إلى استعداد لشن هجوم وشيك على إسرائيل.

ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن إيران لا تزال تفتقر إلى مصلحة استراتيجية في الرد على إسرائيل في هذه المرحلة، وهم يعتقدون أن طهران «تُركز على تحسين قدراتها العسكرية، مستفيدةً من إخفاقاتها خلال الصيف، وتعزيز قدراتها الاستخباراتية، وزيادة تسليح (حزب الله) والحوثيين»، مشيرين إلى أن دافع الحفاظ على الذات لدى النظام الإيراني يطغى حالياً على أي رغبة في الانتقام.


«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
TT

«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية

وضعت الولايات المتحدة وإسرائيل البرنامج الصاروخي الإيراني تحت المجهر، مع تصاعد التوتر الإقليمي وتضارب المعطيات بشأن تحركات عسكرية داخل إيران. وتشير تقديرات غربية إلى أن طهران تسعى إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية بعد حرب يونيو (حزيران)، في حين تؤكد إيران أن برنامجها «دفاعي بحت» وخارج أي مسار تفاوضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل «على علم» بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن الأنشطة النووية الإيرانية ستُبحث خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محذراً من أن أي تحرك إيراني سيُقابل برد عنيف، ومشدداً في الوقت نفسه على أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة.

من جهته، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن طهران «لم تستوعب الرسالة كاملة» بعد القصف الأميركي لمنشأة فوردو خلال حرب يونيو. وفي تل أبيب، أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام تأييده توجيه ضربات لإيران، معتبراً أن إعادة بناء الترسانة الصاروخية باتت تضاهي خطورة البرنامج النووي.

في المقابل، شددت الخارجية الإيرانية على أن البرنامج الباليستي «خارج طاولة التفاوض»، فيما أكد قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي أن القوات المسلحة «تراقب بدقة» تحركات خصومها وسترد «بحزم» على أي اعتداء.

وسجل الداخل الإيراني تبايناً بشأن تقارير عن مناورات صاروخية محتملة، إذ تحدثت وسائل إعلام قريبة من «الحرس الثوري» عن تحركات واختبارات في عدة محافظات، قبل أن ينفي التلفزيون الرسمي إجراء أي مناورات، مؤكداً أن المشاهد المتداولة «غير صحيحة».


نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

TT

نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، ‌إن تل أبيب على ​علم ‌بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة.

وأضاف نتنياهو، وفقاً لوكالة «رويترز»، ‌أن ‍أنشطة طهران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس الأميركي دونالد ​ترمب خلال زيارته في وقت لاحق من هذا الشهر.

و أضاف نتنياهو في بيان مشترك مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس «نحن نراقب الوضع ونتخذ الاستعدادات اللازمة. أود أن أوضح لإيران أن أي عمل ضد إسرائيل سيقابل برد قاس للغاية»، بحسب صحيفة«يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني (واي نت).

ولم يدل نتنياهو بمزيد من المعلومات عن إشارته إلى التدريبات الإيرانية.

تأتي تصريحات نتنياهو في سياق تصاعد التحذيرات الأميركية – الإسرائيلية من عودة إيران إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية، بعد الحرب التي اندلعت بين الطرفين في يونيو (حزيران) الماضي.

ويتزايد القلق في إسرائيل، من أن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة قد لا تكون مجرد تدريبات اعتيادية، بل جزءاً من جهود أوسع لإعادة بناء الترسانة الباليستية التي تضررت خلال الحرب.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين أمس، أن هامش تحمل المخاطر بات أقل من السابق، في ظل تجربة الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما أعقبه من حرب متعددة الجبهات.

ورغم أن التقديرات الاستخباراتية لا تشير إلى هجوم إيراني وشيك، فإن المخاوف تتركز على احتمال سوء تقدير متبادل قد يقود إلى مواجهة غير مقصودة.

وتقول تقديرات أمنية غربية إن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية حساسة خلال تلك الحرب لم تُنه التهديد بالكامل، بل دفعت طهران، وفق هذه التقديرات، إلى السعي لإعادة ترميم قدراتها بأساليب أكثر تحصيناً.

وقال قائد الجيش الإيراني، أمير حاتمي أن القوات المسلحة تراقب «بدقة» تحركات خصومها، وستتعامل «بحزم» مع أي أعمال عدائية.

تباينت وسائل إعلام رسمية في إيران بشأن تقارير عن بدء اختبار صاروخي في عدة محافظات من البلاد، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتواصل الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن مشاهدات ميدانية وتقارير واردة من مواطنين وقوع اختبار صاروخي في نقاط مختلفة من إيران.

وفي وقت لاحق، نفى حساب التلفزيون الرسمي في بيان مقتضب على «تلغرام» إجراء أي مناورات صاروخية.