بوتين متمسك بالحوار مع واشنطن... وبلاده لا تخشى تصعيد سباق التسلح

«الرابطة المستقلة» تطلق مساراً للتوسع وتضع أساساً جديداً للتعاون في أمن الطاقة

الرئيس القرغيزي صادر جاباروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن يحضرون حفل استقبال قمة رابطة الدول المستقلة في دوشانباي يوم 10 أكتوبر (إ.ب.أ)
الرئيس القرغيزي صادر جاباروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن يحضرون حفل استقبال قمة رابطة الدول المستقلة في دوشانباي يوم 10 أكتوبر (إ.ب.أ)
TT

بوتين متمسك بالحوار مع واشنطن... وبلاده لا تخشى تصعيد سباق التسلح

الرئيس القرغيزي صادر جاباروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن يحضرون حفل استقبال قمة رابطة الدول المستقلة في دوشانباي يوم 10 أكتوبر (إ.ب.أ)
الرئيس القرغيزي صادر جاباروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن يحضرون حفل استقبال قمة رابطة الدول المستقلة في دوشانباي يوم 10 أكتوبر (إ.ب.أ)

وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل عدة إلى الولايات المتحدة والغرب عموماً، وإلى شركاء بلاده في الفضاء السوفياتي السابق، في ختام أعمال قمتين إقليميتين توليهما موسكو أهمية كبرى.

وفي اليوم الثاني لنشاط سياسي مكثف شهدته عاصمة طاجكستان دوشانباي، عقد رؤساء رابطة الدول المستقلة اجتماعاً شكّل نقطة انطلاق جديدة للرابطة التي شهدت ترهّلاً على مدى سنوات، وتقلصت أهميتها بسبب الخلافات وتباين الأولويات بين أعضائها من الجمهوريات السوفياتية السابقة. وبدا أن الاجتماع كُرّس لضخّ دماء جديدة في آليات عمل الرابطة. وكان القادة المجتمعون في دوشانباي عقدوا في اليوم السابق قمة لا تقل أهمية جمعت رؤساء روسيا وبلدان منطقة آسيا الوسطى.

وشكلت قمة «روسيا - آسيا الوسطى» حدثاً بارزاً وفريداً، كونها ركزت للمرة الأولى على علاقات روسيا مع التكتل، ليس في إطار المنظمات الإقليمية التقليدية مثل «شانغهاي» و«بريكس»، بل في إطار منفصل يُقرّ عملياً بتنامي دور هذه المجموعة، وتصاعد التنافس بين القوى الإقليمية والدولية على النفوذ في المنطقة.

وفي ختام القمتين، وجّه بوتين رسائل مهمة، كان أبرزها إلى الولايات المتحدة، التي تجاهل في حديثه عنها أي إشارة إلى الخلافات ولهجة التحذير والتهديدات الصادرة من إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى بلاده، وركّز بدلاً من ذلك على التزام بلاده بالتوافقات التي تم التوصل إليها في القمة الوحيدة التي جمعته بترمب في ألاسكا قبل أسابيع.

العلاقة مع واشنطن

قال بوتين إن بلاده والولايات المتحدة «لا تزالان ملتزمتين باتفاقيات ألاسكا». وأكد بوتين أن الطرفين «يدركان الاتجاه الذي يتعين عليهما اتباعه لإنهاء النزاع (الأوكراني) سلمياً».

الرئيس الأميركي ونظيره الروسي خلال مؤتمر صحافي بقاعدة «إلمندورف ريتشاردسون» المشتركة في أنكوريج بألاسكا 15 أغسطس (أ.ف.ب)

وفي تجاهل كامل للتطورات التي أعقبت تصاعد ما وُصف بأنه «خيبة أمل» أميركية تجاه بوتين، قال الرئيس الروسي: «ربما سنتمكن من تحقيق الكثير بناءً على الاتفاق والمناقشات في أنكوريج». وأقرّ بوتين بأن الطرفين «لم يكشفا بشكل كامل عن المواضيع التي نوقشت في قمة ألاسكا»، لكنه أضاف أن «ترمب ملتزم التزاماً صادقاً بحل الأزمة في أوكرانيا».

وعلّق بوتين أيضاً على حفل توزيع جائزة نوبل للسلام. وأكّد أنه ليس من حقه أن يقرر ما إذا كان الزعيم الأميركي يستحق الجائزة، لكنه أشار إلى أن «ترمب يبذل الكثير من الجهود لحل الأزمات المعقدة وطويلة الأمد».

وأضاف بوتين: «كانت هناك حالات منحت فيها اللجنة جائزة نوبل للسلام لأشخاص لم يفعلوا شيئاً من أجل السلام. برأيي، أضرت هذه القرارات بشكل كبير بمكانة هذه الجائزة».

الأمن الاستراتيجي

مع هذه اللهجة الهادئة تجاه واشنطن وترمب، تطرّق الرئيس الروسي إلى نقطة خلافية حاسمة على خلفية معطيات عن توجه أميركي لتسليم أوكرانيا أنظمة صاروخية قادرة على الوصول إلى العمق الروسي من طراز «توماهوك».

ووصف بوتين الحديث عن هذه الصواريخ بأنه «استعراض»، وأكد أن «ردّنا هو تعزيز نظام الدفاع الجوي للاتحاد الروسي».

الرئيس القرغيزي صادر جاباروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن يحضرون حفل استقبال قمة رابطة الدول المستقلة في دوشانباي، يوم 10 أكتوبر (إ.ب.أ)

كما تطرّق إلى ملفات الأمن الاستراتيجي وتقليص التسلح التي تشكل بدورها أساساً لخلافات عميقة مع واشنطن. وفي إشارة لافتة، قال بوتين إن «سباق التسلح قائم بالفعل في العالم». وزاد أن «بلداناً عدة تدرس، بل تستعد، لإجراء تجارب نووية... وروسيا لديها معلومات ذات صلة وقادرة على اتخاذ خطوات جوابية رادعة ومتكافئة».

وأشار إلى المبادرة التي أطلقها قبل أسبوعين لتمديد العمل بمعاهدة «ستارت» التي تنظم تقليص الأسلحة الهجومية الاستراتيجية لمدة عام بعد انقضاء مدتها في فبراير (شباط) المقبل. وسأل بوتين: «هل ستكون هذه الأشهر القليلة كافية لاتخاذ قرار بشأن التمديد؟ أعتقد أنها ستكون كافية إذا توافرت حسن النية لتمديد هذه الاتفاقيات». وأكد أن رفض الولايات المتحدة للمبادرة الروسية «لن يكون تطوراً حاسماً، مع أن مثل هذا القرار سيكون مؤسفاً».

قادة أذربيجان (من اليسار إلى اليمين) وكزاخستان وروسيا وبيلاروسيا وأوزبكستان وطاجيكستان وأرمينيا يصلون إلى مقر قمة رابطة الدول المستقلة في دوشانباي يوم 10 أكتوبر (إ.ب.أ)

وقال بوتين: «نحن مستعدون للتفاوض إذا كان ذلك مقبولاً ومفيداً للجانب الأميركي. وإن لم يكن كذلك، فلا بأس. لكن سيكون من المؤسف؛ لأنه حينها لن يتبقى شيء من حيث الردع في مجال الأسلحة الاستراتيجية الهجومية».

وجدّد التلويح بقدرات الردع النووي الروسي في مواجهة احتمالات تفاقم الوضع، وقال بوتين إن «الردع النووي الروسي أكثر ابتكاراً من ردع الدول الأخرى. علاوة على ذلك، تجري تجارب أسلحة جديدة بنجاح». وأضاف: «نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة، وأعتقد أننا سنتمكن قريباً من الإعلان عن الأسلحة الجديدة التي أعلنّا عنها سابقاً».

العلاقات مع الفضاء السوفياتي

في الملفات الأخرى، أعرب بوتين عن ارتياح واسع بسبب نجاح لقائه مع نظيره الأذري إلهام علييف على هامش أعمال القمة بكسر الجمود وإعادة تطبيع العلاقات بين موسكو وباكو، بعد عام من التوتر المتفاقم بين البلدين. وأشاد بعلاقات بلاده مع بلدان الرابطة المستقلة، وتحدّث خصوصاً عن طاجكستان التي تستضيف اللقاءات، ووصفها بأنها «شريك مهم للغاية في آسيا الوسطى». علماً بأن هذا البلد هو الوحيد حالياً في المنطقة الذي يمنح روسيا وجوداً عسكرياً في قاعدة ضخمة، في مقابل تنفيذ موسكو برنامجاً شاملاً لتحديث وتسليح الجيش الطاجيكي.

صورة جماعية وُزّعت من وكالة «سبوتنيك» الروسية تُظهر قادة أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وكزاخستان وروسيا وطاجيكستان وقرغيزستان وتركمانستان وأوزبكستان خلال الجلسة الموسعة لمجلس رؤساء دول الرابطة في قصر الأمة بدوشانباي، يوم 10 أكتوبر (أ.ف.ب)

وأكّد بوتين أن الحفاظ على رابطة الدول المستقلة وتعزيزها «أمر بالغ الأهمية لمستقبلنا». وأكد أن الرابطة لم تفقد أهميتها، بما في ذلك أثرها الإنساني. ونبّه إلى أنه «من المهم لروسيا ودول آسيا الوسطى ألا تنفصلان عن بعضها؛ فموسكو والمنطقة تشتركان في العديد من المصالح المشتركة».

وزاد أنه «يجب ألا نكتفي بالعيش في ظل هذه الظروف، بل أن نفكر أيضاً في كيفية تطوير هذه المساحة، والمضي قدماً، مع الحفاظ على المزايا التنافسية التي نشأت نتيجةً لإنشاء رابطة الدول المستقلة في الاتحاد السوفياتي السابق. لوجيستيات وتعاون صناعي موحد، وثقافة موحدة، على الرغم من التنوع الثقافي لشعوب الاتحاد السوفياتي. صُممت رابطة الدول المستقلة للحفاظ على كل هذا».

وخلص إلى أن «الغالبية العظمى من الناس لم تدرك مباشرة عواقب انهيار الاتحاد السوفياتي، وإنشاء رابطة الدول المستقلة».

وتطرق إلى الوضع في أفغانستان المجاورة. وأشار إلى أن الحكومة الحالية تبذل قصارى جهدها لتطبيع الوضع في البلاد، لكن لا تزال هناك مشاكل عديدة. وأكد الرئيس الروسي ضرورة تأمين الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان. كما تطرق إلى ملف غزة، مؤكداً دعم روسيا للخطة الأميركية للتسوية. وقال إنه «إذا اكتمل ما بدأ، فسيكون حدثاً تاريخياً».

تطوير الرابطة

صورة جماعية لقادة دول الرابطة المستقلة في قصر الأمة بدوشانباي، يوم 10 أكتوبر (سبوتنيك - رويترز)

عقب اجتماع مجلس رؤساء الدول في دوشانباي، وقّع قادة دول رابطة الدول المستقلة حزمةً من الوثائق المتعلقة بالتعاون الاقتصادي والأمني، شملت قراراً بإنشاء صيغة «رابطة الدول المستقلة بلس»، في خطوة تسمح بتوسيع الرابطة مستقبلاً. وتم منح منظمة «شنغهاي» للتعاون صفة عضو مراقب فيها.

كما وقع القادة وثيقة تنص على إطلاق آليات لـ«التعاون العسكري المنفتح، وغير منحاز، وغير موجه ضد دول ثالثة». واشتملت وثيقة أخرى على برنامج للتعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف؛ كما وقع الزعماء إعلاناً بشأن التعاون في أمن الطاقة الإقليمي.


مقالات ذات صلة

الكرملين ينفي سعي بوتين للسيطرة على أوكرانيا بالكامل

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحضر قمة المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى في سانت بطرسبرغ الأحد (أ.ب)

الكرملين ينفي سعي بوتين للسيطرة على أوكرانيا بالكامل

نفي الكرملين تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للسيطرة على أوكرانيا بالكامل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا كيريل دميترييف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز) play-circle

الكرملين: مبعوث بوتين سيقدم له تقريراً مفصلاً بعد مفاوضات ميامي

قال الكرملين، اليوم (الأحد)، إن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين لم يرسل أي معلومات أو رسائل إلى الوفد الأميركي عبر مبعوثه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)

أمين عام «الناتو»: ترمب الوحيد القادر على إجبار بوتين على إبرام اتفاق سلام

أشارت تقديرات مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن الحلف بمقدوره الاعتماد على الولايات المتحدة في حال الطوارئ.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا بوتين ولوكاشينكو خلال لقائهما في سان بطرسبرغ الأحد (أ.ف.ب)

بوتين ولوكاشينكو يؤكدان متانة التعاون بين البلدين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الأحد، أن حكومتي روسيا وبيلاروس تعملان معاً بشكل وثيق للغاية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيسان الروسي والفرنسي في لقاء سابق (إ.ب.أ)

«الإليزيه» يرحب باستعداد بوتين للتحاور مع ماكرون

رحبت الرئاسة الفرنسية، الأحد، بإعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استعداده للتحاور مع نظيره إيمانويل ماكرون.

«الشرق الأوسط» (باريس)

منفذا هجوم شاطئ بونداي تدربا على إطلاق النار في الريف الأسترالي

نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

منفذا هجوم شاطئ بونداي تدربا على إطلاق النار في الريف الأسترالي

نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
نافيد أكرم المتهم في حادثة إطلاق النار خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الحالي يتدرب على استخدام الأسلحة النارية بموقع يُشتبه في أنه بولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا... وذلك في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من وثيقة محكمة نُشرت في 22 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

تدرب المتهمان بالهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي في مدينة سيدني الأسبوع الماضي على إطلاق النار بمناطق ريفية في أستراليا، وفق ما كشفت عنه الشرطة الاثنين، بينما قدم رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، اعتذاره ليهود البلاد وتعهد تشديد القوانين حيال الكراهية.

تُظهر هذه الصورة المُرفقة بوثيقة من معروضات المحكمة التي نشرتها محاكم نيو ساوث ويلز ضمن «نشرة حقائق الشرطة» بتاريخ 22 ديسمبر 2025 منظراً عاماً لعلمٍ محلي الصنع لتنظيم «داعش» يبدو أنه مصنوع من طلاء أبيض على قماش أسود وُجد داخل السيارة رقم CN59DR المسجلة باسم نافيد أكرم في سيدني (أ.ف.ب)

وتتهم السلطات نافيد أكرم ووالده ساجد بإطلاق النار خلال احتفال يهودي على شاطئ بونداي في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات، في أسوأ اعتداء تشهده البلاد منذ نحو 3 عقود.

وأردت الشرطة ساجد أكرم (50 عاماً) قتيلاً خلال وقوع الهجوم، بينما أصيب نافيد (24 عاماً). وأعلنت الشرطة نقله من المستشفى إلى السجن الاثنين.

وأظهرت وثائق للشرطة أن المتهمَين «تدربا على الأسلحة النارية» في ريف ولاية نيو ساوث ويلز قبل الهجوم. ونشرت صوراً يظهر فيها المتهمان وهما يطلقان النار من بنادق، ويتحركان بأسلوب وصفته الشرطة بـ«التكتيكي».

وأشارت إلى أن المتهمَين «خططا للهجوم بدقة متناهية» على مدى أشهر.

إلى ذلك، أفادت الشرطة بأن الرجلين سجلا مقطع فيديو ينددان فيه بـ«الصهاينة» قبل تنفيذ هجومهما.

تُظهر هذه الصورة المُرفقة بوثيقة من معروضات المحكمة التي نشرتها محاكم نيو ساوث ويلز ضمن «نشرة حقائق الشرطة» بتاريخ 22 ديسمبر 2025 قنبلتين أنبوبيتين لم تنفجرا وقد قُيِّمتا مبدئياً على أنهما عبوتان ناسفتان (أ.ف.ب)

وقد ظهرا في تسجيل فيديو، عُثر عليه في هاتف أحدهما، جالسَين أمام راية تنظيم «داعش» وهما يتلوان آيات من القرآن الكريم ثم يتحدثان عن «دوافعهما وراء هجوم بونداي».

وذكرت الوثائق أيضاً أن ساجد ونافيد أكرم أجريا رحلة استطلاعية إلى شاطئ بونداي قبل أيام من تنفيذ هجومهما.

كما أشارت الشرطة إلى أنهما ألقيا قنابل باتجاه الموجودين عند شاطئ بونداي خلال الهجوم، لكنها لم تنفجر.

وأحيت أستراليا الأحد ذكرى مرور أسبوع على الهجوم بدقيقة صمت عند الساعة الـ6:47 مساء (07:47 بتوقيت غرينيتش).

وبدأت الحياة العودة إلى طبيعتها تدريجاً على شاطئ بونداي. ووضع عدد من رواده زهوراً عند أحد الجسور والجدران استذكاراً للضحايا، وفق ما شاهد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

«تحمل المسؤولية»

وفي مواجهة ضغوط متصاعدة على خلفية الهجوم، تعهد ألبانيزي اعتماد قوانين أشد صرامة حيال خطاب التطرف والكراهية.

تحدث رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز خلال مؤتمر صحافي لتقديم آخر المستجدات بشأن حادث إطلاق النار المميت الذي وقع خلال احتفال يهودي بـ«عيد الأنوار - حانوكا» على شاطئ بونداي... بمبنى برلمان ولاية نيو ساوث ويلز في سيدني بأستراليا يوم 22 ديسمبر 2025 (رويترز)

وقال رئيس الوزراء الاثنين: «لن نسمح لإرهابيين يستلهمون تنظيم (داعش) بالانتصار. لن نسمح لهم بتقسيم مجتمعنا، وسنتجاوز ذلك معاً».

وأضاف: «بصفتي رئيساً للوزراء، أشعر بتحمل المسؤولية عن فظاعة ارتُكبت خلال ولايتي، وأنا آسف لما خبره المجتمع اليهودي وبلادنا بشكل عام».

وشدد على أن «الحكومة ستعمل يومياً على حماية اليهود الأستراليين» وضمان حقهم الأساسي «بأن يفخروا بما هم عليه، ويمارسوا شعائرهم الدينية، ويعلّموا أولادهم، وينخرطوا في المجتمع الأسترالي على أكمل وجه ممكن».

وأعلنت الحكومة المركزية في أستراليا سلسلة إصلاحات متعلقة بقوانين حيازة الأسلحة، وخطاب الكراهية، ومراجعة إجراءات الشرطة وأجهزة الاستخبارات.

كما أعلن ألبانيزي مقترحاً واسع النطاق لـ«إزالة الأسلحة من شوارعنا». وخطة إعادة الشراء هذه هي الكبرى منذ عام 1996 حين عملت أستراليا على ضبط حيازة الأسلحة عقب مقتل 35 شخصاً بإطلاق نار في بورت آرثر.

من جهتها، طرحت حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، حيث وقع الهجوم، على البرلمان المحلي سلسلة إصلاحات متعلقة بحيازة الأسلحة وصفتها بـ«الأشد في البلاد».

وقال رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، للصحافيين: «لا يمكننا ادعاء أن العالم هو نفسه الذي كان عليه قبل الحادث الإرهابي الأحد».

وبموجب الإجراءات الجديدة، يمكن للأفراد امتلاك 4 قطع سلاح في حد أقصى، أو 10 للأفراد المُستثنين مثل المزارعين. وتنتشر في الولاية أكثر من 1.1 مليون قطعة سلاح ناري، وفق المسؤولين.

كما يحظر التشريع الجديد عرض «رموز إرهابية»، بما في ذلك راية تنظيم «داعش»، التي عُثر عليها في سيارة مسجلة باسم أحد المشتبه فيهما.

وسيكون بإمكان السلطات أيضاً حظر الاحتجاجات لمدة تصل إلى 3 أشهر عقب وقوع حادث إرهابي.

وأشار مينز إلى أنه سينظر في تقييد خطاب الكراهية السنة المقبلة، بما في ذلك فرض قيود على عبارة «عولمة الانتفاضة» التي تُتداول خلال التحركات المؤيدة للفلسطينيين.


الهند: طائرة «بوينغ 777» تعود أدراجها لانخفاض ضغط زيت أحد المُحركات

طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)
طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)
TT

الهند: طائرة «بوينغ 777» تعود أدراجها لانخفاض ضغط زيت أحد المُحركات

طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)
طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية تستعد للهبوط في مومباي (أرشيفية - رويترز)

قالت هيئة تنظيم الطيران بالهند، اليوم ‌الاثنين، ‌إن ‌طائرة ⁠تابعة ​للخطوط ‌الجوية الهندية (إير إنديا) من طراز «بوينغ 777» ⁠اضطرت للعودة ‌بعد الإقلاع، على أثر انخفاض ضغط الزيت إلى الصفر في أحد ​مُحركاتها.

وأوضحت المديرية العامة للطيران المدني، ⁠في بيان، أن الطاقم أغلق المحرك، وهبطت الطائرة بسلام في دلهي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال مصدر بالهيئة العامة للطيران المدني إن الطائرة عادت أدراجها بعد أن لاحظ طاقم الطائرة، أثناء سحب رفارف الأجنحة بعد الإقلاع، انخفاضاً في ضغط زيت المحرك الأيمن. وأضاف المصدر أن ضغط زيت المحرك انخفض إلى الصفر، وأن الفحص جارٍ.

وأشار المصدر أيضاً إلى أن مراجعة السجلات السابقة لا تُظهر أي خلل في استهلاك الوقود.

ووفقاً لشركة الطيران، تخضع الطائرة حالياً للفحوصات اللازمة، وقد جرى اتخاذ الترتيبات البديلة.


اليابان تستعد لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية في العالم

محطة كاشيوازاكي كاريوا للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (رويترز)
محطة كاشيوازاكي كاريوا للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (رويترز)
TT

اليابان تستعد لإعادة تشغيل أكبر محطة نووية في العالم

محطة كاشيوازاكي كاريوا للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (رويترز)
محطة كاشيوازاكي كاريوا للطاقة النووية التابعة لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية (رويترز)

من المتوقع أن تصادق منطقة نيجاتا ​اليابانية على قرار إعادة تشغيل أكبر محطة للطاقة النووية في العالم، اليوم (الاثنين)، وهي لحظة فاصلة في عودة البلاد إلى الطاقة النووية منذ ‌كارثة فوكوشيما ‌عام 2011.

زلزال وتسونامي دمّرا محطة فوكوشيما للطاقة النووية في مارس 2011 (أرشيفية - أ.ب)

كانت ‌محطة ⁠كاشيوازاكي-​كاريوا، ‌الواقعة على بعد حوالي 220 كيلومتراً شمال غربي طوكيو، من بين 54 مفاعلاً تم إغلاقها بعد أن تسبب زلزال هائل وتسونامي في ⁠تعطل محطة فوكوشيما دايتشي في ‌أسوأ كارثة نووية منذ ‍كارثة ‍تشيرنوبل.

ومنذ ذلك الحين، أعادت ‍اليابان تشغيل 14 مفاعلاً من أصل 33 لا تزال قابلة للتشغيل، إذ تحاول الاستغناء عن ​الوقود الأحفوري المستورد. وستكون محطة كاشيوازاكي-كاريوا هي الأولى ⁠التي تقوم بتشغيلها شركة طوكيو للطاقة الكهربائية التي كانت تدير محطة فوكوشيما المنكوبة.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن الشركة تدرس إعادة تشغيل أول مفاعل من أصل سبعة مفاعلات في المحطة في 20 يناير (كانون الثاني)، ‌إذا تمت الموافقة على ذلك.