القطاع الخاص السعودي يجهّز تقريراً يحدد صعوبات «الاعتراض» على مخالفات الجائحة

تمهيداً لرفعه إلى وزارة المالية بهدف وضع الحلول وتحسين أداء الأعمال في المملكة

أحد مراكز التسوق في السعودية وتظهر الإجراءات الاحترازية خلال انتشار فيروس «كورونا» (الشرق الأوسط)
أحد مراكز التسوق في السعودية وتظهر الإجراءات الاحترازية خلال انتشار فيروس «كورونا» (الشرق الأوسط)
TT

القطاع الخاص السعودي يجهّز تقريراً يحدد صعوبات «الاعتراض» على مخالفات الجائحة

أحد مراكز التسوق في السعودية وتظهر الإجراءات الاحترازية خلال انتشار فيروس «كورونا» (الشرق الأوسط)
أحد مراكز التسوق في السعودية وتظهر الإجراءات الاحترازية خلال انتشار فيروس «كورونا» (الشرق الأوسط)

علمت «الشرق الأوسط» أن القطاع الخاص في السعودية يجهّز حالياً تقريراً يحدِّد فيه الصعوبات التي تواجه الشركات والمؤسسات مع خدمة الاعتراض على المخالفات في منصة «إيفاء»، بما في ذلك التحديات التي تواجه القطاع في الاعتراض على المخالفات والغرامات التي فُرضت في أثناء جائحة «كورونا». وتهدف منصة «إيفاء» إلى تمكين المواطنين والمقيمين والزائرين وأصحاب الأعمال من معرفة واستعراض مخالفاتهم كافة لدى الجهات الحكومية بكل يسر وسهولة، وتوحيد إجراءات المخالفات وتبسيطها وتحسينها من خلال هذه المنصة التي ترتبط بها جميع الجهات ذات العلاقة لأخل إصدار مخالفاتها، وتسعى إلى تحقيق الانضباط السلوكي ورفع الوعي لدى أفراد المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التزام أفراد المجتمع بالأنظمة والقوانين. ومن المعلومات أن عدداً من المنشآت في القطاع الخاص ما زالت تحمل ديوناً؛ بسبب تراكم المخالفات التي فُرضت خلال جائحة «كورونا»، ولم تستطع سدادها حتى الوقت الراهن. وطبقاً للمعلومات، جاءت الخطوة بناءً على محضر اجتماع اللجنة التنفيذية لتحسين أداء الأعمال في القطاع الخاص (تيسير)، التي نصّت على قيام اتحاد الغرف السعودية بإعداد تقرير يتضمّن حصر التحديات كافة التي تواجه الشركات والمؤسسات من خدمة الاعتراض على المنصة.

معالجة التحديات

ويتضمّن التقرير تحديد الصعوبات التي تواجه القطاع الخاص في المملكة على خدمة الاعتراض على المخالفات والغرامات في منصة «إيفاء» بما فيها المفروضة خلال جائحة «كورونا»، مع ذكر الأثر السلبي المترتب على هذا التحدي، والحل المقترح لمعالجة هذه الإشكالية، ما يحسّن أداء قطاع الأعمال في البلاد. ووفق المعلومات، سيتم رفع التقرير إلى أمانة اللجنة التنفيذية لتحسين أداء الأعمال في القطاع الخاص (تيسير)، تمهيداً لمشاركته مع وزارة المالية لإبداء المرئيات، ووضع حلول لتلك التحديات، وعرض نتائجها في الاجتماع الدوري للجنة.

الغرامات المالية

وخلال جائحة «كورونا» في عام 2020، اعتمدت الحكومة السعودية لائحةً لوضع الإجراءات الوقائية والحد من التجمعات التي تسهم في تفشي ونقل الفيروس، حيث تعاقب المنشأة المتناهية في الصغر بـ10 آلاف ريال (2.6 ألف دولار)، مع إغلاق المنشأة لمدة 5 أيام، والصغيرة بـ20 ألف ريال (5.3 ألف دولار)، مع إغلاق المنشأة 5 أيام. أما المنشأة المتوسطة فتعاقب بـ50 ألف ريال (13.3 ألف دولار) مع إغلاق المنشأة لمدة 5 أيام، والكبيرة بـ100 ألف ريال (26.6 ألف دولار)، مع إغلاق المنشأة 5 أيام. وتضاعف العقوبة المُوقَّعة في المرة السابقة عند التكرار، وتصل إلى حدود 200 ألف ريال (53.3 ألف دولار)، والإغلاق بما لا يتجاوز 6 أشهر. كما حدَّدت اللائحة معاقبة المسؤول عن فرع المنشأة بالغرامة المالية وفقاً لما هو محدد بحسب حجم منشأته، وتضاعف العقوبة المُوقَّعة في المرة السابقة عند التكرار وتصل إلى 100 ألف ريال. ويحال المسؤول عن فرع المنشأة عند التكرار للمرة الثانية للنيابة العامة للنظر في سجنه وفقاً للإجراءات النظامية المتبعة.

تحسين مناخ الاستثمار

يشار إلى أن أعمال لجنة «تيسير» انطلقت رسمياً في 2017 انسجاماً مع «رؤية 2030»، وتضم العشرات من الجهات الحكومية، وممثلين من القطاع الخاص من ذوي العلاقة بأنظمة الاستثمار وإجراءاته. وتتركز أهدافها في متابعة تنفيذ التوصيات والقرارات المتعلقة بتحسين مناخ الاستثمار في المملكة. وتقوم اللجنة بمتابعة تنفيذ التوصيات التي ترفعها إلى الجهات المختصة لتكون موضع التنفيذ، ولديها آليات للرصد والتقييم والتحقُّق من تطبيق الإصلاحات على أرض الواقع، وذلك بالتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص ومؤسساته. كما تقوم بإعداد تقرير شهري يتم رفعه لوزير التجارة؛ من أجل توضيح ما تم إنجازه، إضافة إلى بيان أبرز العقبات، التي قد تُؤخِّر تنفيذ بعض المهام، وكيفية التغلب عليها وتجاوزها.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان ووزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم في «ملتقى الميزانية السعودية» (الملتقى) play-circle 02:29

«ملتقى الميزانية»: الإنفاق الحكومي السعودي «يتحرر» من «الدورة الاقتصادية»

شكّل «ملتقى الميزانية السعودية 2026» منصة حكومية استراتيجية لتحليل مستهدفات الميزانية التي أقرّها مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزيرا «النقل» و«الإسكان» في «ملتقى الميزانية السعودية» (الملتقى)

«ملتقى الميزانية»: مبادرات تطوير البنية التحتية تدعم «النقل» و«الإسكان» وتوسع فرص الاستثمار

أكد وزيرا «النقل» و«الإسكان» أن القطاعين شهدا نهضة كبيرة، مع استثمارات ضخمة توسع الوظائف وتوفر وحدات سكنية للأسر المستفيدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الإبراهيم يتحدث وإلى جانبه وزير المالية في ملتقى «ميزانية السعودية 2026»... (الشرق الأوسط)

السعودية: لدى «هيوماين» فرصة لقيادة الاقتصاد الوطني مثل «أرامكو»

أعلن وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم، أن المملكة تستعد لدخول مرحلة جديدة سيكون فيها الذكاء الاصطناعي المحرك الأكبر للنمو غير النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المهندس أحمد العوهلي محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية (الملتقى)

ملتقى الميزانية: تقدم كبير في توطين الإنفاق العسكري بالسعودية

كشف المهندس أحمد العوهلي، محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية، عن تطورات نوعية شهدها قطاع الصناعات العسكرية في السعودية خلال السنوات الست الماضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
TT

الولايات المتحدة تعلن تعليق بعض عقوباتها على شركة نفط روسية

لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)
لافتة لشركة «لوك أويل» على منصة النفط فيلانوفسكوغو في بحر قزوين بروسيا (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، تعليق بعض العقوبات التي فرضتها على شركة النفط الروسية العملاقة «لوك أويل»، للسماح لمحطات الوقود في خارج روسيا بمواصلة العمل.

وأكدت وزارة الخزانة الأميركية أن التعامل مع هذه المحطات مجاز به «لتفادي معاقبة» زبائنها ومورّديها، وبشرط ألا يتم تحويل العائدات إلى روسيا. يسري هذا الإعفاء حتى 29 أبريل (نيسان) 2026، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت الولايات المتحدة أضافت في أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أكبر شركتين لإنتاج النفط في روسيا، «لوك أويل» و«روسنفت»، إلى اللائحة السوداء للكيانات الخاضعة للعقوبات، وهو سجل تتابعه العديد من الدول والشركات.

وتواجه الشركات التي تتعامل مع كيانات روسية، خطر التعرض لعقوبات ثانوية، وهو ما قد يمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأميركية التي تشكل العمود الفقري لسوق السلع الأساسية.

ويأتي إعلان وزارة الخزانة بعد يومين من اجتماع في موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ تجريها واشنطن للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.


وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
TT

وزير المالية اللبناني: الظرف الصعب لا يسمح بفرض ضرائب بناءً على طلب «صندوق النقد»

جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزيف عون (إكس)

كشف وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، عن تفاصيل جديدة تتعلق بطلبات «صندوق النقد الدولي»، مؤكداً أن «الصندوق» طلب من لبنان تحقيق فائض في الموازنة العامة إلى جانب فرض مزيد من الضرائب.

وشدد جابر، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية عقب اجتماع مجلس الوزراء، على أن وزارة المالية «لا نية لديها» لتلبية هذه المطالب؛ «تحديداً في هذا التوقيت»، عادّاً أن «الظرف صعب» وأنه لا يتحمل زيادة الأعباء على المواطنين.

وعلى صعيد آخر، قدّم وزير المالية لمحة إيجابية عن الوضع المالي العام في لبنان، وقال إن «الوضع المالي مستقر، وليس هناك عجز، وبدأنا تحقيق الفائض بالليرة اللبنانية».


إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
TT

إنتاج كازاخستان النفطي يتراجع 6 % بسبب تضرر خط أنابيب بحر قزوين

حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)
حقل «كاراتشاغاناك» الكازاخستاني (إكس)

انخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز بنسبة 6 في المائة في أول يومين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لما ذكره مصدر في قطاع النفط والغاز يوم الخميس، وذلك عقب هجوم أوكراني بطائرة مسيّرة على منشأة تحميل تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود.

وكان خط أنابيب بحر قزوين، الذي ينقل أكثر من 80 في المائة من صادرات كازاخستان النفطية، ويتعامل مع أكثر من 1 في المائة من الإمدادات العالمية، قد علق عملياته يوم السبت بعد تعرض مرساة في المحطة الواقعة بالقرب من ميناء نوفوروسيسك الروسي لأضرار.

واستأنف لاحقاً عمليات الإمداد باستخدام مرساة واحدة (SPM) بدلاً من المرساتين اللتين يستخدمهما عادةً. وتعمل وحدة ثالثة، قيد الصيانة حالياً والتي بدأت قبل الإضرابات، كوحدة احتياطية. وانخفض إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز في أول يومين من ديسمبر إلى 1.9 مليون برميل يومياً، مقارنةً بمتوسط ​​الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمصدر وحسابات «رويترز».

ويُظهر انخفاض إنتاج النفط تأثير هجوم طائرة من دون طيار تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين على كازاخستان؛ العضو في «أوبك بلس»، والتي صدّرت نحو 68.6 مليون طن من النفط العام الماضي، وتحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر منتجي النفط في العالم.

وينقل خط أنابيب بحر قزوين، الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر (930 ميلاً)، النفط الخام من حقول تنجيز وكاراتشاغاناك وكاشاغان في كازاخستان إلى محطة يوزنايا أوزيرييفكا في نوفوروسيسك. والموردون الرئيسيون هم حقول في كازاخستان، كما تحصل على النفط الخام من منتجين روس.

وصرح نائب وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكبروف، يوم الخميس، بأن إحدى مراسي شركة النفط والغاز الكازاخستانية (CPC) في محطة البحر الأسود تعمل بكامل طاقتها، ولا توجد أي قيود على نقل النفط.

وأفادت خمسة مصادر في قطاع الطاقة لـ«رويترز» يوم الأربعاء بأن كازاخستان ستُحوّل المزيد من النفط الخام عبر خط أنابيب «باكو-تبليسي-جيهان» في ديسمبر (كانون الأول) بسبب انخفاض طاقة خط أنابيب بحر قزوين.

كما يُصدر المنتجون الكازاخستانيون النفط الخام إلى مينائي نوفوروسيسك وأوست-لوغا الروسيين تحت علامة «كيبكو» التجارية، وإلى ألمانيا عبر خط أنابيب دروجبا، لكن هذه المسارات تُقدّم هوامش ربح أقل، وتعتمد على طاقة شركة «ترانسنفت» الروسية لتشغيل خطوط الأنابيب.

خيارات إعادة توجيه النفط من كازاخستان، وهي دولة غير ساحلية، محدودة نظراً لضغط شبكة خطوط الأنابيب الروسية بعد هجمات متكررة بطائرات من دون طيار على مصافيها ومنشآت التصدير.

وقدّر مصدر آخر في قطاع الطاقة فقدان طاقة تحميل خط أنابيب بحر قزوين عند استخدام خط أنابيب واحد فقط بـ900 ألف طن أسبوعياً.