المعارضة الإسرائيلية تحشد لإسقاط نتنياهو رغم تأييدها وقف الحرب

مخاوف بين عائلات الأسرى من التداعيات على الصفقة مع «حماس»

إحدى جلسات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القدس... يوم الاثنين 14 يوليو 2025 (أ.ب)
إحدى جلسات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القدس... يوم الاثنين 14 يوليو 2025 (أ.ب)
TT

المعارضة الإسرائيلية تحشد لإسقاط نتنياهو رغم تأييدها وقف الحرب

إحدى جلسات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القدس... يوم الاثنين 14 يوليو 2025 (أ.ب)
إحدى جلسات الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في القدس... يوم الاثنين 14 يوليو 2025 (أ.ب)

قرر رؤساء أحزاب المعارضة الإسرائيلية الستة، في اجتماعهم الأربعاء، العمل على إسقاط حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو في الشتاء المقبل، وتنسيق أنشطتهم حيال الانتخابات العامة المقبلة، على الرغم من أنه «لا توجد وحدة بينهم، لا في الأفكار ولا حول من سيقود» كتلة هذه الأحزاب، حسبما قال رئيس حزب «مباشرة» الجديد، غادي آيزنكوت.

وجاءت خطوة قادة المعارضة، على الرغم من إعلانهم المسبق دعم مسار صفقة لوقف الحرب في غزة وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بل ومنح الحكومة شبكة أمان برلماني لتمريرها إذا عطلها المتطرفون في الائتلاف الحكومي.

وأثار القرار استياءً بين قطاعات واسعة من جمهور المعارضة، إذ جاء في وقت تجري فيه مفاوضات مصيرية في مدينة شرم الشيخ المصرية، حول إنهاء حرب غزة وتبادل الأسرى، واتهم مراقبون المعارضة بالتناقض مع «الأجواء الإيجابية» التي أطلقتها عندما قررت مساندة الحكومة في الصفقة.

وخيّم الخوف من خطة إسقاط الحكومة على عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس»، واتهم بعضهم قادة المعارضة بأنهم «مثل اليمين الحاكم يفتقدون مشاعر التضامن معهم».

وشارك في الاجتماع كل من يائير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل» الذي يترأس المعارضة في الكنيست (البرلمان)، وأفيغدور ليبرمان، رئيس حزب اليهود الروسي «إسرائيل بيتنا»، وبيني غانتس، رئيس حزب «أزرق أبيض»، وغادي آيزنكوت، رئيس الحزب الجديد الذي انشق عن غانتس، ويائير غولان، رئيس حزب «الديمقراطيين» اليساري، ونفتالي بينيت، رئيس الوزراء الأسبق الذي أقام حزباً جديداً يدعى «نفتالي 2026».

وسعى المشاركون إلى تهدئة المخاوف من تداعيات خطوتهم بالقول في بيان في ختام اجتماعهم إن «رؤساء الأحزاب دعوا إلى تطبيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، من أجل إعادة جميع الـ48 مخطوفاً ومخطوفة»، وشددوا على «اقتراحهم بشأن شبكة أمان للصفقة. وتقرر عقد اجتماع قريب آخر».

مظاهرة في تل أبيب للمطالبة بتحرير الأسرى المحتجزين لدى «حماس» 8 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

وفي خطوة للبرهنة على جديتهم، أعلن قادة المعارضة أنهم من الآن فصاعداً لن يوافقوا على التعاون مع الائتلاف الحكومي في تنسيق تغيب النواب (عادة، يتم الاتفاق على أن يحل نائب مكان الآخر في حالات اضطرارية، فإذا تغيب نائب من المعارضة، لا يحضر نائب من الائتلاف مقابله).

كما قرروا إلغاء سفر أي نائب من المعارضة إلى الخارج في الدورة المقبلة حتى يضمنوا أقصى حد من التجنيد لعرقلة القوانين والقرارات التي تأتي بها كتل الائتلاف.

عنصرية ضد العرب

وتعمد قادة المعارضة ألا يشركوا معهم رؤساء الأحزاب العربية، أيمن عودة وأحمد الطيبي ومنصور عباس، لإرضاء اليمين الليبرالي الذي يطمحون لكسب أصوات منه، وتتهمها الأحزاب العربية وقوى اليسار اليهودية بـ«العنصرية» بسبب هذا القرار.

ونشر مكتبا لبيد وغولان بياناً مشتركاً في نهاية الاجتماع، جاء فيه أن «رؤساء أحزاب المعارضة أنهوا قبل وقت قصير اجتماعاً تنسيقياً. وتناول الاجتماع تنسيق خطوات من أجل إسقاط الحكومة في الدورة الشتوية القريبة (للكنيست) وتشكيل حكومة إصلاح وإشفاء في إسرائيل».

وقد اعتبر آيزنكوت هذا الاجتماع إنجازاً، لأن هذه هي أول مرة تنجح فيها المعارضة في ترتيب اجتماع كهذا من 6 رؤساء أحزاب. وقال خلال اجتماع مغلق، الأسبوع الماضي، إن وضع المعارضة مخزٍ لأن كل رئيس حزب يرى نفسه رئيساً للحكومة المقبلة ولا يوجد اتفاق على برنامج موحد وفي عملنا توجد ثغرات كبيرة تقوي نتنياهو وحكومة الدمار التي يقودها». وقال لبيد إن إسرائيل تواجه أخطاراً استراتيجية بسبب تغليب المصالح الحزبية على المصلحة العامة للدولة.

ما فرص المعارضة؟

ويشكل تحالف المعارضة الإسرائيلية 52 نائباً من مجموع 120 نائباً في الكنيست، بينهم 10 نواب من الأحزاب العربية. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أنهم سيرتفعون إلى 68 حتى 71 نائباً في الانتخابات المقبلة. وهي تحاول تبكير موعد الانتخابات، وتتهم نتنياهو بالسعي إلى إشغال إسرائيل بحرب أخرى حتى يعلن حالة الطوارئ ولا يجري الانتخابات المقبلة في موعدها، 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2026.

بيد أن سلوك المعارضة، وغياب برنامج موحد لها وعجزها عن الاتفاق على قائد واحد لها ينافس نتنياهو بشكل قوي، يجعل الجمهور خائب الأمل بالشخصيات التي تقودها.

وعندما يُسئل المواطنون عمن يرون فيه شخصية ملائمة لرئاسة الحكومة، يقولون إن نتنياهو هو الأنسب، مع أن الغالبية تريد إسقاط حكومته.

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (رويترز)

ويبني نتنياهو على تخفيض مجموع تحصيل المعارضة ولو بشكل بسيط. ويكتفي بالحصول على 51 مقعداً، حتى يمنع المعارضة من تشكيل حكومة، مستنداً إلى قرارها العنصري عدم تشكيل حكومة تعتمد في أكثريتها على النواب العرب. فقد يحصل وضع تحصل فيه المعارضة على 69 نائباً، ولا تشكل فيه حكومة لأن 10 من هؤلاء عرب. ويستغل نتنياهو هذا حتى النهاية، إذ إنه في هذه الحالة ستعاد الانتخابات ويبقى هو رئيس حكومة.


مقالات ذات صلة

الحزب الموالي للجيش يعلن فوزه في الجولة الأولى من انتخابات ميانمار التشريعية

آسيا بائع يقوم بترتيب الصحف التي غطت أخبار الانتخابات العامة في ميانمار في يانغون في 29 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

الحزب الموالي للجيش يعلن فوزه في الجولة الأولى من انتخابات ميانمار التشريعية

أعلن الحزب الرئيسي الموالي للجيش في بورما (ميانمار)، الاثنين، تحقيق فوز ساحق في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية التي نظمها المجلس العسكري، الأحد.

«الشرق الأوسط» (رانغون)
المشرق العربي نواب يحضرون الجلسة الأولى للبرلمان السادس في بغداد (أ.ف.ب)

تسوية حسمت رئاسة البرلمان العراقي في جلسة «انسيابية»

طويت واحدة من أكثر العقد السياسية في العراق، مع انتخاب مجلس النواب، الاثنين، النائب هيبت حمد عباس الحلبوسي رئيساً للبرلمان للدورة السادسة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس البرلمان العراقي الجديد هيبت الحلبوسي (أ.ب)

مَن هو رئيس البرلمان العراقي الجديد؟

انتُخب النائب هيبت حمد عباس الحلبوسي، القيادي في حزب «تقدم»، الاثنين، رئيساً لمجلس النواب العراقي للدورة البرلمانية السادسة بعد جلسة افتتاحية سلسة وحاسمة.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
آسيا رئيسة حزب رواد الشعب في ميانمار، ثيت ثيت خين، تُظهر إصبعها الملطخ بالحبر بعد الإدلاء بصوتها في مركز الاقتراع رقم 1 في بلدة كاماوت خلال الانتخابات العامة في يانغون (رويترز)

ميانمار: إقبال خجول على أول انتخابات تشريعية بعد 5 سنوات من الحرب الأهلية

شهدت مراكز الاقتراع في ميانمار اليوم (الأحد) إقبالاً خجولاً من الناخبين في انتخابات تشريعية يعتبرها المجلس العسكري الحاكم عودة إلى الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (رانغون (بورما))
آسيا لوحة إعلانية تحمل صور مرشحين من حزب الشعب في رانغون (أ.ف.ب)

ميانمار إلى صناديق الاقتراع وسط حرب أهلية وأزمة إنسانية حادة

يتوجه الناخبون في ميانمار (بورما) إلى صناديق الاقتراع غداً لاختيار برلمانهم في خضم حرب أهلية دمرت أجزاء من البلاد وسببت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في آسيا.

«الشرق الأوسط» (رانغون)

إردوغان: قرار إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال غير مقبول وغير مشروع

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان: قرار إسرائيل الاعتراف بأرض الصومال غير مقبول وغير مشروع

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

كشف ​الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الثلاثاء، أن قرار إسرائيل الاعتراف الرسمي بجمهورية أرض ‌الصومال المعلَنة ‌من ‌جانب ⁠واحد ​خطوة ‌غير مشروعة وغير مقبولة، مضيفاً أنها تسعى إلى جرّ منطقة القرن الأفريقي إلى ⁠حالة من عدم ‌الاستقرار.

وفي مؤتمر صحافي ‍مع ‍نظيره الصومالي ‍حسن شيخ محمود في إسطنبول، قال إردوغان أيضاً إن ​تركيا تخطط لبدء عمليات تنقيب عن ⁠مصادر الطاقة في البحر قبالة سواحل الصومال عام 2026، بموجب اتفاقية ثنائية، مضيفاً أنها تعتزم إضافة سفينتيْ حفر جديدتين ‌إلى أسطولها.


صحيفة: إسرائيل ستسحب تراخيص 37 منظمة إنسانية بدعوى «صلتها بالإرهاب»

موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)
موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)
TT

صحيفة: إسرائيل ستسحب تراخيص 37 منظمة إنسانية بدعوى «صلتها بالإرهاب»

موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)
موظف يرتدي سترة منظمة «أطباء بلا حدود» (رويترز)

نقلت صحيفة «هآرتس» عن الحكومة الإسرائيلية قولها، الثلاثاء، إنها تعتزم سحب تراخيص 37 منظمة إنسانية منها «أطباء بلا حدود» و«أكشن إيد» و«أوكسفام» بدعوى «صلتها بالإرهاب».

وقالت وزارة شؤون الشتات الإسرائيلية في بيان نشرته الصحيفة إن الحكومة ستسحب تراخيص هذه المنظمات الإنسانية بسبب ما وصفتها بأنها «انتهاكات لمعايير الأمن والشفافية». وأضاف البيان: «التحريات الأمنية كشفت عن تورط موظفين ببعض المنظمات في أنشطة إرهابية... لا سيما منظمة (أطباء بلا حدود)».


إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب

جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب

جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)

قرر الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية منح صفة «المتوفى بعد الخدمة» للجنود الذين خدموا في الحرب على غزة وجبهات أخرى خلال العامين الأخيرين، وانتحروا بعد تسريحهم من الخدمة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الثلاثاء، فإن «القرار يأتي في إطار الرغبة في مساعدة عائلات الجنود، التي ستحصل عند الاعتراف بهذه الصفة، على إعانة شهرية من وزارة الدفاع لمدة عامين».

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن نهج الاعتراف سيكون «شاملاً ومتكاملاً»، وسيتم النظر لاحقاً في إمكانية تمديد مدة العامين، في حال ثبت أن هناك علاقة ما بين سبب الانتحار والخدمة العسكرية.

ودرست لجنة خاصة الطلبات المقدمة من أسر جنود خدموا نظامياً واحتياطياً، وانتحروا بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وفي ظروف قد تكون مرتبطة بخدمتهم خلال مدة الحرب.

توصيات للدفن والتحقيق

كما أوصت اللجة بـ«دفن أي جندي ينتحر مجدداً في مقبرة مدنية مع وضع شاهد قبر مدني، وبإشارة عسكرية أخرى، تشمل تأبينه عسكرياً، على أن يتم التحقيق في غضون ساعات من انتحاره، فيما إذا كان المنتحر قد خدم خلال فترة الحرب كجندي».

وأشارت إلى أنه ستستمر مرافقة الجيش الإسرائيلي للجثمان خلال فترة 7 أيام، وبعدها ستقوم لجنة الاعتراف التابعة لوزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي بدراسة ملابسات القضية لتحديد مدى الصلة بين الأسباب الظاهرة للانتحار والخدمة العسكرية في الحرب، وذلك بالتشاور مع قادة الجندي، والحصول على رأيهم في خدمته.

جنود إسرائيليون يبكون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة يناير 2024 (رويترز)

وأكدت اللجنة أنه «إذا تم تحديد وجود صلة، فلن يُعترف بالجندي كضحية من ضحايا الجيش الإسرائيلي أو كشخص معوَّق توفي نتيجة إصابته، بل كشخص (توفي بعد انتهاء خدمته)، وستتلقى عائلته معاشاً شهرياً عدة سنوات».

وتناولت اللجنة، التي ضمت خبراء في الصحة النفسية ومستشارين قانونيين وكبار المسؤولين من قسم شؤون الأسرة، الظاهرة المنهجيةللانتحار وليس الحالات الفردية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه عند دراسة حالة المنتحر، ستتم مراعاة مدة الخدمة، وطبيعة المنصب، والتعرض لأحداث غير عادية، والمدة الزمنية بين تاريخ التسريح والوفاة، وغيرها من الظروف الشخصية الخاصة.

ما حدود الظاهرة؟

وحتى الآن، ووفقاً للجيش الإسرائيلي، سُجلت 15 حالة انتحار خلال حرب «السيوف الحديدية» أي الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وسط توقعات بارتفاع هذا العدد مستقبلاً.

جنود إسرائيليون يحملون نعش زميل لهم خلال مراسم تشييعه في مقبرة بتل أبيب (أ.ب)

وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أنه منذ بداية العام الحالي وحتى شهر أغسطس (آب) الماضي سُجلت 16 حالة انتحار في صفوف الجنود، منهم 7 من قوات الاحتياط، و4 انتحروا خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، بينهم اثنان في أثناء الخدمة، وآخران بعد إتمام خدمتهما الاحتياطية.

وفي عام 2024، انتحر 21 جندياً منهم 12 من قوات الاحتياط، وفي 2023، انتحر 17 جندياً.

وأظهر تقرير صدر عن مركز أبحاث ومعلومات الكنيست الإسرائيلي، في شهر أكتوبر الماضي، أنه مقابل كل جندي انتحر سُجلت 7 محاولات انتحار إضافية.