يعيش الشارع الإندونيسي حالة من الترقب والقلق الشديد؛ إذ تظهر التوقعات أن حظوظ المنتخب «غارودا» في بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 تكاد تكون ضئيلة، حيث تقدّر مراكز التحليل الكروي أن فرص التأهل لا تتجاوز خمسة في المائة فقط. وتشير التقارير إلى أن المنتخب دخل مرحلة الحسم في المجموعة الثانية، إلى جانب السعودية والعراق، في ظل توقعات سلبية تجاه مستقبله.
وتُظهر الإحصاءات الإندونيسية أن السعودية مرشّحة بنسبة 67 في المائة للتأهل المباشر، تليها العراق بنسبة 28 في المائة، بينما لا تتعدّى حظوظ إندونيسيا الـ5 في المائة. وعند تفصيل الترتيب، تُرجّح توقعات أن تحل إندونيسيا في المركز الثالث بنسبة 75 في المائة، والثاني بنسبة 20 في المائة فقط، في حين تبقى آمالها في الصدارة محدودة للغاية.
إلا أن بعض المحللين يرون أن فوزاً على السعودية في اللقاء الافتتاحي قد يكون نقطة تحول؛ إذ يُعتقد أن ذلك من شأنه رفع إمكانية التأهل إلى 18 في المائة، وربما تصل إلى 31 في المائة في حال انتصار مفاجئ في جدة.
ورغم ما تبدو قساوة الأرقام للمنتخب الإندونيسي، فإن جماهير إندونيسيا لم تستسلم، بل اجتمعت حول دعم فريقها عبر منصات التواصل، مستخدمة وسم «هيا غارودا» للتعبير عن حماسها. كتب أحد المشجعين: «خمسة في المائة فرصة، وخمسة وتسعون في المائة روح قتالية»، فيما دعا آخر إلى تحويل المستحيل إلى ممكن.
وسلطت الصحف الإندونيسية الضوء على عودة لاعب الوسط مارك كلوك بعد غياب دام أكثر من عام ونصف العام، ليمنح دفعة معنوية كبيرة للفريق. اللاعب الهولندي الأصل عبّر عن فخره قائلاً إن المهمة صعبة، لكنه مع زملائه سيبذل كل جهد ليُمثل إندونيسيا على أفضل وجه.
كما شارك كلوك في مباراة ودية ضد تايوان في سبتمبر (أيلول) الماضي، وسجّلها في سجله كلاعب مؤثر، قائلاً بعد اللقاء: «العودة للمنتخب شرف عظيم. أنا فخور بانتمائي لهذا البلد».
وتتواصل الاستعدادات المكثفة في جدة قبل مواجهتي السعودية والعراق، وسط اهتمام إعلامي لافت، في حين يعمل الجهاز الفني على تكثيف التدريبات والتركيز على الانضباط والتمركز وقراءة الكرات الثابتة باعتبارها مفتاحاً محتملاً أمام خصوم أقوياء.
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم إيريك توهير أن الهدف هو تحقيق أفضل النتائج رغم صعوبة المهمة وميزة الأرض للمنتخبات المستضيفة. وقال إن قرار الاتحاد الآسيوي بإقامة المباريات في السعودية وقطر يجب احترامه، مضيفاً: «الأهم أن نستعد جيداً وألا نستسلم قبل خوض المعركة. لا نريد أن نكون أمة تتراجع قبل القتال، بل أمة تقاتل حتى النهاية».



