نشاط القطاع الخاص غير النفطي السعودي يسجل أقوى نمو في 6 أشهر

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

نشاط القطاع الخاص غير النفطي السعودي يسجل أقوى نمو في 6 أشهر

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

أظهر أحدث البيانات الصادرة عن مؤشر بنك الرياض لمديري المشتريات، أن اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية سجل أقوى تحسن له في ظروف التشغيل منذ ستة أشهر، خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وجاء هذا الأداء القوي مدفوعاً بتسارع نمو الإنتاج واستمرار قوة الطلبات الجديدة المحلية والخارجية.

وسجل مؤشر مديري المشتريات، الصادر عن بنك الرياض، ارتفاعاً ملحوظاً من 56.4 نقطة في شهر أغسطس (آب) إلى 57.8 نقطة في سبتمبر، متجاوزاً بذلك مستوى 50.0 نقطة المحايد، مما يشير إلى تحسن قوي في ظروف التشغيل على مستوى الاقتصاد غير المنتج للنفط، وهو أقوى تحسن يُسجَّل منذ شهر مارس (آذار) الماضي.

وأكد التقرير أن الشركات أفادت بأن ظروف الطلب القوية محلياً وخارجياً هي التي دعّمت النمو، إلى جانب تحسن التفاؤل بشأن مستقبل الأعمال، على الرغم من استمرار تضخم أسعار مستلزمات الإنتاج.

الإنتاج والطلبات الجديدة

كان العنصر الأساسي في النتائج هو التحسن الحاد في نمو النشاط التجاري (الإنتاج)، حيث رفعت الشركات غير المنتجة للنفط مستويات الإنتاج إلى أعلى حد منذ شهر فبراير (شباط).

- نمو الإنتاج: أفاد نحو 27 في المائة من الشركات المشاركة في التقرير بحدوث توسع في الإنتاج، بينما أشار 1 في المائة فقط إلى انخفاض، مسجلاً بذلك المؤشر الفرعي للإنتاج أكبر مكسب شهري له في أربع سنوات.

- تسارع الطلبات: سجل حجم الطلبات الجديدة تسارعاً في النمو، واستفادت الشركات من ظروف السوق القوية، والعملاء الجدد، وزيادة جهود التسويق.

- قوة الطلب الخارجي: ازداد حجم الأعمال الجديدة من العملاء الدوليين، للشهر الثاني على التوالي.

قفزة في المشتريات والتوظيف المستمر

شجعت تحركات الطلب الإيجابية شركات القطاع الخاص غير المنتج للنفط على زيادة نشاطها:

- المشتريات والمخزون: تسارع نمو المشتريات إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، ما أدى إلى أقوى زيادة في مستوى المخزون منذ شهر أبريل (نيسان)، كجزء من استراتيجية الشركات لترشيد إدارة المخزون والتخطيط للاستفسارات المستقبلية.

- التوظيف: استمر التوظيف في التوسع بوتيرة حادة، حيث قامت الشركات بتوظيف عمالة إضافية للتعامل مع أعباء العمل المتزايدة وتعزيز فِرق المبيعات. وعلى الرغم من تباطؤ نمو التوظيف بشكل طفيف، لكن وتيرته الإجمالية ظلت قوية وأسهمت في تخفيف الضغوط على الطاقة الإنتاجية.

ثقة الأعمال: ارتفعت ثقة الشركات تجاه العام المقبل، للشهر الثاني على التوالي، مدعومة بتوقعات استقرار الطلب ونجاح جهود التسويق.

ضغط التكاليف وأسعار البيع

أشارت البيانات إلى جانب من الحذر يتعلق بهوامش التشغيل، إذ ظل تضخم تكاليف مستلزمات الإنتاج أقوى من متوسط السلسلة التاريخي، مدفوعاً بضغوط الأجور المتزايدة وقيام المورّدين بتمرير التكاليف الأعلى.

وارتفعت أسعار البيع، لكن معدل الزيادة تباطأ إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر، حيث خففت بعض الشركات الأسعار؛ في محاولة للحفاظ على القدرة التنافسية.

وعلّق الدكتور نايف الغيث، خبير اقتصادي أول ببنك الرياض، قائلاً: «تحسنت ظروف الأعمال في القطاع الخاص غير المنتج للنفط في المملكة، خلال شهر سبتمبر، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات لبنك الرياض إلى 57.8 نقطة... هذا التحسن يُمثل أقوى أداء منذ شهر مارس، ويعكس نمواً أسرع للإنتاج وزيادة في الطلب المحلي وطلبات التصدير. تُظهر نتائج الدراسة صمود القطاع وقدرته على مواجهة ضغوط التكلفة، مستفيداً، في الوقت نفسه، من قوة الطلب واستمرار التوظيف، مما يضع الاقتصاد في وضع جيد مع دخوله الربع الأخير من عام 2025».


مقالات ذات صلة

معدل البطالة الإجمالي في السعودية يسجل 3.4 % في الربع الثالث

الاقتصاد موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)

معدل البطالة الإجمالي في السعودية يسجل 3.4 % في الربع الثالث

سجّل معدل البطالة الإجمالي للسعوديين وغير السعوديين في المملكة انخفاضاً سنوياً بمقدار 0.3 نقطة مئوية خلال الربع الثالث من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات في أحد شوارع العاصمة السعودية الرياض التي تشهد زخماً في استقبال الشركات الكبرى (رويترز)

شركة استشارات مصرية لإنشاء بنك استثماري شامل في السعودية

توقع العضو لشركة «كاتليست بارتنرز» للاستشارات إغلاق صفقتين في قطاع الأغذية السعودي بـ150 مليون دولار بالتعاون مع صندوق الاستثمارات العامة قبل يونيو المقبل.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد جانب من الدورة الثانية عشرة للجنة السعودية التونسية المشتركة في الرياض (الشرق الأوسط)

الخريف يدعو الشركات السعودية والتونسية إلى بناء شراكات في الصناعات الواعدة

طالب وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، الشركات السعودية والتونسية إلى بناء شراكاتٍ عملية في الصناعات الواعدة وسلاسل القيمة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيدات يعملن في إحدى الجهات بالسعودية (واس)

النساء يقدن 46.8 % من المنشآت الصغيرة والمتوسطة في السعودية

أسهمت زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل بشكل إيجابي في الاقتصاد السعودي ومناخ الاستثمار، من خلال توفير قاعدة أوسع من الكفاءات، وتقليص فجوة الأجور بين الجنسين.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 29 يونيو 2019 (رويترز)

2025... عام التصعيد المحسوب والرهانات الكبرى بين أميركا والصين

على امتداد أشهَر عامٍ اتسم بالتقلبات، حافظت واشنطن وبكين على نهج «التصعيد المحسوب»، بحيث ارتفعت وتيرة الإجراءات من دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.

لمياء نبيل (القاهرة)

معدل البطالة الإجمالي في السعودية يسجل 3.4 % في الربع الثالث

موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)
موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)
TT

معدل البطالة الإجمالي في السعودية يسجل 3.4 % في الربع الثالث

موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)
موظفات في السعودية يقمن بعملهن (واس)

سجّل معدل البطالة الإجمالي للسعوديين وغير السعوديين في المملكة انخفاضاً سنوياً بمقدار 0.3 نقطة مئوية خلال الربع الثالث من عام 2025، مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024، رغم ارتفاعه على أساس فصلي بمقدار 0.2 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من العام ذاته، ليبلغ 3.4 في المائة، حسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء.

وأظهرت البيانات تراجع معدل المشاركة في القوى العاملة الإجمالي للسعوديين وغير السعوديين إلى 66.9 في المائة، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من عام 2025، في حين سجل ارتفاعاً سنوياً بمقدار 0.3 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024.

وفيما يخص السعوديين، بلغ معدل البطالة 7.5 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2025، مسجلاً انخفاضاً سنوياً بمقدار 0.3 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024، رغم ارتفاعه فصلياً بمقدار 0.7 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من العام نفسه.

كما أظهرت النتائج انخفاض معدل المشتغلين السعوديين إلى السكان إلى 45.3 في المائة، بتراجع قدره 0.6 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من عام 2025، وانخفاض سنوي بمقدار 2.1 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024.

وسجل معدل مشاركة السعوديين في القوى العاملة تراجعاً إلى 49 في المائة خلال الربع الثالث من عام 2025، بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثاني من العام ذاته، إضافة إلى انخفاض سنوي بمقدار 2.5 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الثالث من عام 2024.


النفط يرتفع بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية

حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
TT

النفط يرتفع بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية

حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)
حفارة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط، خلال جلسة يوم الاثنين، بداية تعاملات الأسبوع، مع ترقب المستثمرين تصاعد التوترات في الشرق الأوسط التي قد تؤثر ​على الإمدادات، بينما لا تزال هناك عقبة رئيسية في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 57 سنتاً أو 0.94 في المائة إلى 61.21 دولار للبرميل، بحلول الساعة 01:12 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 54 سنتاً أو 0.95 في المائة إلى 57.‌28 دولار.

وانخفض كلا ‌الخامين القياسيين بأكثر من 2 في المائة، ⁠يوم الجمعة، ​حيث ‌وازن المستثمرون بين تخمة المعروض العالمي التي تلوح في الأفق، وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا قبل محادثات مطلع الأسبوع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال يانغ آن، المحلل بشركة هايتونج فيوتشرز، وفقاً لـ«رويترز»: «يُعد استمرار التوترات الجيوسياسية السبب ⁠الرئيسي لارتفاع الأسعار، حيث واصلت روسيا وأوكرانيا استهداف البنية التحتية للطاقة لدى ‌كل منهما، خلال عطلة نهاية الأسبوع».

وأضاف ‍يانغ: «شهد الشرق الأوسط أيضاً اضطرابات، في الآونة الأخيرة... قد يكون هذا هو ما يدفع مخاوف السوق بشأن الاضطرابات المحتملة في ​الإمدادات».

وقال ترمب، الأحد، إنه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «يقتربان كثيراً، وربما ⁠يكونان قريبين جداً» من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، على الرغم من اعتراف الزعيمين بأن بعض التفاصيل الشائكة لا تزال عالقة.

وأوضح ترمب أنه سيتضح «في غضون أسابيع قليلة» ما إذا كانت المفاوضات لإنهاء الحرب ستنجح أم لا.

ومن المتوقع أن يؤثر كل هذا على تداولات النفط، مع ترقب الإجراءات الأميركية ضد شحنات النفط الفنزويلية وأي تداعيات محتملة للضربة العسكرية الأميركية ضد أهداف «داعش» في نيجيريا التي تنتج نحو 1.5 مليون برميل يومياً.


الأسهم الأوروبية تتصدر مستويات قياسية مع استئناف التداول

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسهم الأوروبية تتصدر مستويات قياسية مع استئناف التداول

رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

سجَّلت الأسهم الأوروبية مستويات قياسية يوم الاثنين، بقيادة أسهم شركات الموارد الأساسية، مع استئناف التداول بعد عطلة عيد الميلاد وعيد الصناديق (يحتفل به في 26 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام غداة عيد الميلاد).

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.02 في المائة ليصل إلى 588.71 نقطة عند الساعة 08:20 بتوقيت غرينتش، متراجعاً عن أعلى مستوى سجله في وقت سابق من الجلسة عند 589.61 نقطة. وفي عموم المنطقة، انخفض مؤشر «داكس» الألماني بنسبة في المائة 0.2، في حين استقر مؤشرا «فوتسي 100» البريطاني و«كاك 40» الفرنسي تقريباً، وفق «رويترز».

وعلى صعيد القطاعات، ارتفعت أسهم شركات الموارد الأساسية بنسبة 0.7 في المائة مدعومة بارتفاع أسعار المعادن النفيسة، بينما ساهم قطاعا التكنولوجيا والرعاية الصحية في دعم السوق بشكل عام. في المقابل، تراجع قطاع الدفاع والطيران بنسبة 1.3 في المائة بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الأحد، التي أشار فيها إلى قرب التوصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مع الإشارة إلى أن مصير منطقة دونباس لا يزال قضية رئيسية عالقة.

ويركز المستثمرون خلال هذا الأسبوع القصير بسبب العطلة على صدور محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» الأخير يوم الثلاثاء. وقد خفَّض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة في وقت سابق من الشهر الحالي، مع توقع خفض إضافي واحد فقط خلال العام المقبل، بينما يشير متداولون إلى إمكانية خفضين إضافيين على الأقل، متوقعين أن يتبنى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

وعلى مستوى الشركات، ارتفعت أسهم شركة التكنولوجيا الحيوية «أبيفاكس» بنسبة 3.2 في المائة لتكون من بين أبرز الرابحين على المؤشر القياسي.