أحزاب مصرية تنهي استعداداتها عشية إعلان مواعيد انتخابات «النواب»

بدء تلقي طلبات المرشحين السبت

جانب من اجتماعات حزب «مستقبل وطن» استعداداً لانتخابات مجلس النواب (مستقبل وطن)
جانب من اجتماعات حزب «مستقبل وطن» استعداداً لانتخابات مجلس النواب (مستقبل وطن)
TT

أحزاب مصرية تنهي استعداداتها عشية إعلان مواعيد انتخابات «النواب»

جانب من اجتماعات حزب «مستقبل وطن» استعداداً لانتخابات مجلس النواب (مستقبل وطن)
جانب من اجتماعات حزب «مستقبل وطن» استعداداً لانتخابات مجلس النواب (مستقبل وطن)

عشية إعلان مواعيد انتخابات مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، أنهت أحزاب مصرية استعداداتها النهائية بشأن مرشحيها. وتبدأ «الهيئة الوطنية للانتخابات»، السبت، تلقي طلبات الترشيح، كما تعلن الجدول الزمني للانتخابات.

وتُجرى انتخابات «النواب» عبر 143 دائرة تخصص للانتخابات بالنظام الفردي، و4 دوائر انتخابية تخصص للانتخاب بنظام «القوائم»، ويكون عدد مقاعد المجلس 568 مقعداً، نصفها للدوائر الفردية، والنصف الآخر لـ«القوائم المغلقة»، بما يعني فوز أعضاء القائمة كلهم حال تحقيقها أعلى الأصوات، فيما يعين رئيس الجمهورية 5 في المائة من نواب المجلس، بما يعادل 28 مقعداً.

وتتواصل اجتماعات 12 حزباً سياسياً، من بينها «مستقبل وطن»، و«الجبهة الوطنية»، و«حماة الوطن»، و«الشعب الجمهوري»، و«الإصلاح والتنمية»، و«الوفد»، و«المؤتمر» للاستقرار على الأسماء النهائية التي ستخوض الانتخابات ضمن «القائمة الوطنية الموحدة».

نائب رئيس «الحزب المصري الديمقراطي»، فريدي البياضي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن حزبه أنهى استعداداته في ما يتعلق بالترشح على المقاعد الفردية، بالإضافة إلى وجود ممثليه في «القائمة الموحدة».

أما مسؤول ملف الانتخابات في حزب «الدستور»، إسلام أبو ليلة، فأكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب استقر على ترشيح 45 عضواً للمقاعد الفردية، كما ينسق مع حزب (المحافظين) ضمن تحالف (الطريق الحر)».

أحزاب سياسية مصرية بدأت في دعايا «النواب» مبكراً (حزب الدستور)

وأعلن حزب «العدل»، مساء الخميس، برنامجه الانتخابي بعد أيام من إعلان الدفع بـ50 مرشحاً للمقاعد الفردية في 20 محافظة، وأكد حزب «الجبهة الوطنية» أنه سيتم الدفع بمرشحين قادرين على تمثيله وخدمة المواطنين، فيما لم يعلن حزب «مستقبل وطن» صاحب الأغلبية البرلمانية عن عدد مرشحيه للمقاعد الفردية.

ويستحوذ «مستقبل وطن» على نصيب الأغلبية في مجلس النواب الحالي بـ315 مقعداً، ثم حزب «الشعب الجمهوري» بـ49 مقعداً، وحزب «الوفد الجديد» بـ25 مقعداً، و«حماة الوطن» بـ23 مقعداً.

رئيس حزب «المصريين الأحرار» عصام خليل قال لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب لن يعلن عن عدد مرشحيه إلا بعد غلق باب الترشح بشكل كامل، مشيراً إلى أن «طبيعة العملية الانتخابية تجعل كل التغييرات واردة حتى اللحظات الأخيرة».

وأكد نائب رئيس حزب «المؤتمر» السعيد غنيم لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب «يراجع حالياً طلبات المرشحين»، مشيراً إلى أن «100 عضو أبدوا رغبتهم في خوض المنافسة على الانتخابات بالمقاعد الفردية؛ لكن الحزب سيختار الأفضل وأصحاب الفرص الأكبر للفوز لدعمهم».

جانب من دعايا تحالف «الطريق الحر» لخوض انتخابات مجلس النواب في مصر (حزب الدستور)

مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي يرى أن «الاتساع النسبي للدوائر الانتخابية الفردية والتكلفة المرتفعة للحملات الانتخابية تجعل قدرة كثير من الأحزاب محدودة على الدفع بمرشحين على الفردي»، مشيراً إلى «أهمية عدم إغفال الإحباط نتيجة عدم تعديل قانون الانتخابات واستمرار نظام (القائمة) بشكله الحالي بما يجعل مرشحي (القائمة الوطنية) فائزين قبل خوض الانتخابات».

وتوقع الشوبكي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «تكون التغييرات داخل مجلس (النواب) المقبل محدودة باعتبار أنه سيكون امتداداً للمجلس الحالي».

لكن الباحث في «المركز المصري للفكر والدراسات» محمد مرعي أكد أن «الالتزام بالموعد الدستوري للانتخابات، والبدء في التحالفات المبكرة على مدار الأشهر الماضية، يعكسان اهتماماً حزبياً بالانتخابات»، لافتاً إلى «وجود اعتبارات عدة تحكم كل حزب في أعداد المرشحين الذين سيتم الدفع بهم على المقاعد الفردية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض الأحزاب تفضل الدفع بمرشحين لديهم شعبية في الشارع»، مشيراً إلى أن «أكثر من حزب يكثف تحركاته حالياً بهدف حصد مقاعد أكثر في المجلس الجديد بما يعكس الشفافية التي ستجري بها الانتخابات المقبلة».


مقالات ذات صلة

مصر تؤكد رفضها أي اعتداءات إسرائيلية تستهدف الأراضي السورية

المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يلتقي بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منتدى الدوحة بالعاصمة القطرية (صفحة وزارة الخارجية المصرية بفيسبوك)

مصر تؤكد رفضها أي اعتداءات إسرائيلية تستهدف الأراضي السورية

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رفض مصر القاطع لأي اعتداءات إسرائيلية تستهدف الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
شمال افريقيا نائب وزير الصحة المصري عبلة الألفي أثناء مشاركتها في الدورة السابعة للمجلس العربي للسكان والتنمية بالعراق السبت (الصحة المصرية)

خفض معدلات الإنجاب بمصر... حديث متكرر «لا يقلل مخاوف الأزمة السكانية»

أعاد مسؤولون مصريون الحديث عن خفض معدلات الإنجاب، وهو ما عكسته الإحصاءات الرسمية التي تؤكد «استمرار تراجع أعداد المواليد مقارنةً بالسنوات الماضية».

أحمد جمال (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه وزير التربية والتعليم في حضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السبت (الرئاسة المصرية)

توجيه رئاسي بـ«عقوبات مشددة» للمتورطين في «الغش» بامتحانات «الثانوية المصرية»

وجَّه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بـ«تشديد العقوبات المُوقَّعة على مَن يثبت تورطهم في الغش بامتحانات الثانوية العامة».

أحمد جمال (القاهرة )
العالم العربي وزير الخارجية المصري خلال لقائه نظيره القطري في الدوحة (الخارجية المصرية)

عبد العاطي في قطر... دفع لـ«الشراكة» وتنسيق بشأن مستجدات المنطقة

ناقش وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، مع مسؤولين قطريين، سبل دفع «الشراكة» بين مصر وقطر، إلى جانب تنسيق المواقف بشأن المستجدات في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية جانب من محطة «الضبعة النووية» في مصر نهاية الشهر الماضي (هيئة المحطات النووية المصرية)

مصر تدعو إلى «حلول دبلوماسية» للملف «النووي الإيراني»

تواصل مصر اتصالاتها لخفض التصعيد وتعزيز الاستقرار في المنطقة. ودعت، السبت، إلى «حلول دبلوماسية» للملف «النووي الإيراني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

رئيس وزراء السودان يدين «القصف الوحشي» في كلوقي

شاحنة محمّلة بممتلكات شخصية لعائلات نازحة تنتظر مغادرة نقطة جودا-ونثو الحدودية في مقاطعة الرنك بجنوب السودان - 15 نوفمبر (أ.ف.ب)
شاحنة محمّلة بممتلكات شخصية لعائلات نازحة تنتظر مغادرة نقطة جودا-ونثو الحدودية في مقاطعة الرنك بجنوب السودان - 15 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء السودان يدين «القصف الوحشي» في كلوقي

شاحنة محمّلة بممتلكات شخصية لعائلات نازحة تنتظر مغادرة نقطة جودا-ونثو الحدودية في مقاطعة الرنك بجنوب السودان - 15 نوفمبر (أ.ف.ب)
شاحنة محمّلة بممتلكات شخصية لعائلات نازحة تنتظر مغادرة نقطة جودا-ونثو الحدودية في مقاطعة الرنك بجنوب السودان - 15 نوفمبر (أ.ف.ب)

​وصف رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس، الأحد، قصف «قوات الدعم السريع» لروضة أطفال ومستشفى في منطقة كلوقي التابعة لولاية جنوب كردفان، يوم الخميس الماضي، بالعمل «البربري المتوحش»، في وقت تجاوز فيه عدد القتلى أكثر من 114 شخصاً، بينهم 43 طفلاً، بحسب مصادر حكومية محلية.

«جريمة حرب»

وأجرى إدريس اتصالات هاتفية مع أسر الضحايا والمسؤوليين في محلية كوقلي، شملت حاكم الإقليم، وفق ما أفادت به وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا). وقال إدريس إن الحادثة تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وتؤكد أن «قوات الدعم السريع» قد استوفت كل قواعد تصنيفها تنظيماً إرهابياً يستهدف المدنيين، ولو «كانوا في عمر أطفال الرياض».

وناشد رئيس الوزراء السوداني، المنظمات الدولية والحقوقية، لـ«إدانة هذه الحادثة البشعة» التي ارتكبتها «قوات الدعم السريع»، و«من يقف وراءها بالتخطيط والتمويل والتدريب». كما وعد بتقديم الدعم الكامل للضحايا والمتضررين، ومساندة الولاية بكل المعينات الممكنة لتحقيق النصر والاستقرار.

أفراد من «قوات الدعم السريع» يقفون أمام البوابة الرئيسية للفرقة 22 مشاة تابعة للقوات المسلحة السودانية بمنطقة بابنوسة في 1 ديسمير (رويترز)

وأفاد مسؤول حكومي محلي، «الشرق الأوسط»، بأن عدد الضحايا ارتفع إلى 114 قتيلاً و71 مصاباً جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، والقوات المتحالفة معها يوم الخميس الماضي، على مواقع مدنية في كوقلي.

من جانبه، أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، عن إدانته الشديدة لاستهداف مدنيين في جنوب كردفان، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم نساء وأطفال.

وأكد يوسف في بيان الأحد، أن «استهداف المدنيين والعاملين في الطواقم الطبية، يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان».

لاجئون سودانيون من دارفور يجلسون على الأرض أثناء عاصفة رملية في مخيم طولوم على مشارف بلدة إيريبا شرق تشاد - ٣٠ نوفمبر (رويترز)

«دعوة لوقف النار»

ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى «وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار للأعمال القتالية، وضمان حماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية»، مشدداً على ضرورة المساءلة وفتح تحقيقات مستقلة لتقديم المسؤولين إلى العدالة. وجدد التزام الاتحاد الأفريقي بالعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لمنع مزيد من الفظائع ودعم العودة إلى الحوار والسلام والاستقرار.

والسبت، اتهمت وزارة الخارجية السودانية، «قوات الدعم السريع»، بارتكاب «مذبحة جديدة» في مدينة كوقلي، باستهدافها روضة أطفال بصواريخ من طائرة مسّيرة، مما أدى لمقتل عدد كبير من التلاميذ.

بدوره، أدان التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) بقيادة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك، ما وصفه بالهجوم «الوحشي» لـ«قوات الدعم السريع» على كلوقي، وما نجم عنه من مقتل العشرات غالبيتهم من المدنيين.

كما أدان تحالف «صمود» استهداف الجيش السوداني بطائرة مسّيرة، شاحنة إغاثة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي في منطقة أديكون، المدخل الرئيسي لمعبر أدري الحدودي في إقليم دارفور، وأخرى في منطقة حمرة الشيخ بشمال كردفان. وجدد التحالف المناهض للحرب في السودان الدعوة لأطراف الصراع إلى وقف الأعمال العدائية فوراً، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في مناطق النزاع بدارفور وكل أنحاء البلاد.

من جهة ثانية، قالت هيئة «محامي الطوارئ»، وهي منظمة حقوقية مستقلة ترصد الانتهاكات في الحرب السودانية، إن الهجوم الذي استهدف 3 مواقع مدنية في منطقة سكنية بمدينة كوقلي، يهدف لتوسيع نطاق النزاع المسلح إلى المناطق الآمنة. وأضافت في بيان على موقع «فيسبوك»، أن «قوات الدعم السريع» تتحمّل كامل المسؤولية عن هذا الهجوم، الذي «استهدف بشكل مباشر الأطفال الذين يشكلون غالبية الضحايا».


البيت الأبيض يسعى إلى التوسط لعقد قمة بين السيسي ونتنياهو

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
TT

البيت الأبيض يسعى إلى التوسط لعقد قمة بين السيسي ونتنياهو

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)

قال موقع «أكسيوس» الإخباري، اليوم الأحد، نقلاً عن مصدر أميركي وآخر إسرائيلي، إن البيت الأبيض يسعى إلى التوسط لعقد قمة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين لم يحدث اتصال بينهما منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من عامين.

لكن قبل ذلك، يقول مسؤولون أميركيون إن نتنياهو يجب أن يوافق أولاً على صفقة غاز استراتيجية بين إسرائيل ومصر، وأن يتخذ خطوات أخرى تشجع السيسي على القبول بعقد لقاء بينهما.

وأكد «أكسيوس» أن الولايات المتحدة تدرس مبادرات مماثلة تركز على تقديم حوافز اقتصادية لدول عربية، من بينها لبنان وسوريا، في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة كي يمكن إقامة علاقات مع إسرائيل.

ويأمل المسؤولون الأميركيون تحقيق ذلك بالتوازي مع جهودهم الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والمضي في مسار السلام.

ونقل الموقع عن المسؤول الأميركي قوله إن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي أبلغ نتنياهو بأن إسرائيل بحاجة إلى «دبلوماسية اقتصادية وإشراك القطاع الخاص في عملية السلام».

وتراجع نتنياهو سابقاً عن حضور قمة السلام الخاصة بغزة في شرم الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول)، التي كانت قد جرى تنسيقها بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.


الجزائر: تنديد واسع بتنظيم انفصالي يقيم قادته في فرنسا

السكرتير الأول لحزب «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائرية خلال اجتماع في بجاية (إعلام الحزب)
السكرتير الأول لحزب «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائرية خلال اجتماع في بجاية (إعلام الحزب)
TT

الجزائر: تنديد واسع بتنظيم انفصالي يقيم قادته في فرنسا

السكرتير الأول لحزب «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائرية خلال اجتماع في بجاية (إعلام الحزب)
السكرتير الأول لحزب «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائرية خلال اجتماع في بجاية (إعلام الحزب)

أعربت «جبهة القوى الاشتراكية»، أبرز الأحزاب في منطقة القبائل الجزائرية، عن رفضها الكامل لـ«الانحرافات الانفصالية»، في موقف واضح ضد مساعي «حركة الحكم الذاتي» للإعلان عما تسميه «استقلال المنطقة» يوم 14 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في فرنسا.

ويتزامن هذا الموقف من أقدم حزب معارض في الجزائر، مع تنديد واسع في وسائل الإعلام الرسمية بالتنظيم المصنف «جماعة إرهابية»، والذي يقوده المطرب الأمازيغي فرحات مهني، الذي يقع تحت طائلة مذكرة توقيف دولية صدرت من الجزائر.

وعقدت قيادة «القوى الاشتراكية»، السبت، في بجاية (250 كيلومتراً شرق العاصمة)، اجتماعاً لمنتخبيها وكوادرها بالمنطقة «في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الهيكلة السياسية للحزب، وتأكيد مواقفه من السياق الوطني والدولي بالغ الحساسية»، حسب بيان للأمانة الوطنية للحزب الذي يملك حضوراً واسعاً في ولايات القبائل الثلاث: تيزي وزو وبجاية والبويرة.

 

القيادة الوطنية لحزب «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائري (إعلام الحزب)

«معقل الوطنية»

وفي كلمة ألقاها في بداية الاجتماع، أكد السكرتير الأول للحزب يوسف أوشيش، أن بجاية «تشكل أهمية استراتيجية بالنسبة لنا، فهي معقل الوطنية والنضالات الديمقراطية»، مشدداً على «التحديات الكبرى التي يواجهها البلد؛ خصوصاً التوترات الإقليمية ومحاولات التدخل الخارجي، والهشاشة الداخلية المتفاقمة بسبب الإغلاق السياسي، وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي يزيد من مخاوف المواطنين». كما أكد «أهمية التوصل إلى حل سياسي، عبر الحوار والانفتاح وبناء الثقة مجدداً بين الدولة والمجتمع»، حسبما جاء في الكلمة التي نشرها أوشيش بحسابه بالإعلام الاجتماعي.

وأبرز زعيم «القوى الاشتراكية» أن لقاء بجاية «أتاح الفرصة لتأكيد موقف الحزب تجاه التطرف ومحاولات الفرقة، سواء من الانحرافات الانفصالية أو الخطابات العنصرية التي يرفعها أنصار الإقصاء والعداء للأمازيغية»؛ مشيراً إلى «التزام الجبهة بالوحدة الوطنية، والدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد»، ومستنكراً «بشدة، أي استغلال سياسي يمس التماسك الوطني»، وحذَّر من «الإغلاق السياسي والاستبداد اللذين يغذيان اليأس ويعززان التطرف».

وأوضح أوشيش أن «بناء دولة القانون يتطلب تعبئة جميع القوى الوطنية والديمقراطية، ومشاركة واعية وفعالة من المواطنين»، داعياً إلى «تسريع مراجعة القوانين المنظِّمة للحياة العامة، ولا سيما القانون الانتخابي وقانون الأحزاب، لضمان تمثيل ديمقراطي حقيقي للبلاد»، ومؤكداً «ضرورة إلغاء الملاحقات ضد النشطاء المعارضين».

 

أحد المؤثرين المنشقين عن التنظيم الانفصالي «ماك» (التلفزيون الجزائري الحكومي)

«انشقاقات»

ويتزامن حديث أوشيش، ضمناً، عن الحركة الانفصالية المعروفة اختصاراً بـ«ماك»، مع حملة كبيرة يشنها الإعلام الحكومي على التنظيم الذي توجد قيادته وأهم عناصره في فرنسا. وتبث القنوات التلفزيونية العمومية يومياً ومنذ أسبوع: «اعترافات منشقين عن حركة (ماك)»، نددوا فيها بـ«الجهاز الذي أصبح أداة بين أيدي قوى خارجية معادية للجزائر». وعرض التلفزيون شخصاً قال إنه «أحد الكوادر المؤثرين في (ماك)، انشق عنه في 2016»، والذي أكد أن زعيم التنظيم فرحات مهني «أشرف على تدريب بعض أعضائه عسكرياً في الخارج»، وهاجمه بشدة بذريعة أنه «يروِّج للعنف ويخدم مصالح أجنبية».

ويصف منشقون عن «ماك» -حسب تقرير التلفزيون- وضعه الداخلي بأنه «مُنهَك بسبب تناقضات زعيمه»، وبأنه «يعيش على الدعاية الرقمية وافتعال دعم دولي مزعوم، ومحاولات للتلاعب بالرأي العام». كما يؤكد عدد آخر من المنشقين أنهم «استفادوا من تسهيلات إدارية، ومساعدة من المصالح القنصلية (بفرنسا) للعودة إلى الجزائر». وتحدثوا عن «وعي جماعي متزايد بخطورة المشاريع التدميرية لـ(ماك)»، وأن «كثيراً من أعضائه عازمون على قطع صلتهم بهذه الحركة».

وهاجم التلفزيون العمومي فرحات مهني الذي «بات دمية للصهيونية»، لافتاً إلى أنه «يستعدُّ في 14 ديسمبر، من منفاه الباريسي، لإعلان استقلال دولة بلا شعب، وإنشاء كيان وهمي لا يوجد إلا في الهذيان الشيطاني لعقله الواهن». كما وصفه بأنه «عاجز عن جمع مائة شخص حوله، وقد لجأ إلى أحضان القوة الاستعمارية السابقة، فرنسا، التي مارست سياسة الأرض المحروقة ضد منطقة القبائل، معقل الوطنية الجزائرية والمقاومة ضد الاستعمار الفرنسي. ويحمل زعيم (ماك) في نفسه آثار هذا العدوان الفرنسي؛ إذ سقط والده شهيداً من أجل استقلال الجزائر»، مشيراً إلى أن باريس «تُعدُّ مركزاً لنشاط منظمته الانفصالية».

ويملك التنظيم الانفصالي حضوراً محدوداً في منطقة القبائل التي يقطنها نحو 5 ملايين نسمة. وقد بدأ في التشكُّل عام 2001 على خلفية مقتل شاب عشريني على يد عناصر من الدرك في المنطقة. وحينها وصف وزير الداخلية الراحل يزيد زرهوني الشاب بأنه «منحرف»، ما أثار غضب السكان واندلعت مشادات خلَّفت أكثر من 100 قتيل. وفي جو متوتر، طرح المطرب المعروف فرحات مهني فكرة «إطلاق حكم ذاتي»، وتطور المشروع لاحقاً إلى «استقلال المنطقة» بعد حصوله على اللجوء السياسي في فرنسا.

وبعد تصنيف «ماك» على لائحة الإرهاب، ضمن تعديل قانون العقوبات عام 2021، أصدر القضاء الجزائري مذكرة اعتقال دولية ضد فرحات مهني، بعد إدانته مطلع 2024 بالسجن 20 سنة بناء على تهمة «ارتكاب أعمال إرهابية وتخريبية تهدِّد أمن الدولة والوحدة الوطنية».