اختراق صفحة مجمع اللغة العربية بمصر يعيد «الجرائم الإلكترونية» للواجهة

قرصنة صفحة مجمع اللغة العربية على «فيسبوك» (مجمع اللغة العربية)
قرصنة صفحة مجمع اللغة العربية على «فيسبوك» (مجمع اللغة العربية)
TT

اختراق صفحة مجمع اللغة العربية بمصر يعيد «الجرائم الإلكترونية» للواجهة

قرصنة صفحة مجمع اللغة العربية على «فيسبوك» (مجمع اللغة العربية)
قرصنة صفحة مجمع اللغة العربية على «فيسبوك» (مجمع اللغة العربية)

أعاد حادث اختراق صفحة «مجمع اللغة العربية» بمصر على «فيسبوك»، الخميس، الحديث عن «الجرائم الإلكترونية» إلى الواجهة.

وإن كان المتحدث الإعلامي باسم المجمع قد أكد أن الاختراق تم في الساعات الأولى من صباح الخميس، وتم إبلاغ مباحث الإنترنت، فإن الصفحة تم حجبها تماماً، خصوصاً بعد أن نشر المخترقون صوراً إباحية على الصفحة؛ ما أدى إلى خروج عدد كبير منها يقدّر بالآلاف، وفق تصريحات المتحدث الإعلامي للمجمع نشرتها وسائل إعلام محلية.

ونشر موقع المجمع على الإنترنت تنبيهاً مهماً قال فيه: «تعرَّضت صفحة مجمع اللغة العربية بالقاهرة الرسمية على (فيسبوك) للاختراق، وتواصل المجمع مع إدارة (فيسبوك) لاستعادة الصفحة، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية مع الجهات المختصة».

ويدير صفحة مجمع اللغة العربية على «فيسبوك» شخصان فقط، وفق تصريحات للمتحدث الإعلامي باسم المجمع، مصطفى عبد المولى، الذي أكد لوسائل إعلام محلية، أن عدد المتابعين للصفحة وصل إلى أكثر من 240 ألف متابع، وأنها لم تتعرض لاختراق من قبل.

وأشار إلى تقديم المجمع بلاغاً لمباحث الإنترنت حول الواقعة، وكذلك مخاطبة «فيسبوك» لاسترداد الصفحة التي شهدت تفاعلاً كبيراً في الفترة الماضية، إلا أنها خسرت آلاف المتابعين بعد اختراقها، وفق تصريحاته.

ويرى الخبير في الجرائم الإلكترونية، محمد جلال عبد الرحمن، أن «هذه الواقعة استفادت مما توصلت إليه التقنيات الحديث وتم تطويعها لارتكاب الجرائم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «التطورات التقنية السريعة والكبيرة التي شهدها القرن الحادي والعشرون أفرزت أيضاً ما نسميه (مجرم الإنترنت)، وللأسف الشديد يتم الآن الاعتداء على المعلومات التي تتم ترجمتها إلى أموال، ما يطلق عليه المال المعلوماتي، وهي أمور مجرَّمة في القانون المصري في جريمة الدخول غير المشروعة، ويعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه».

ويرى جلال أن «العقوبات المقررة لجرائم المعلومات ليست كافية، ومع تطور التقنيات وخطورة الجرائم، تجب إعادة النظر في العقوبات المقررة على جرائم تقنية المعلومات، خصوصاً الجرائم التي تحدث بالاحتيال الإلكتروني على الأموال أو اختراق المواقع المهمة».

مؤكداً على «الحاجة إلى استحداث موقف تشريعي جديد بالقانون المصري للجرائم الإلكترونية؛ نظراً لخطورتها على الأمن والسلم الاجتماعي، خصوصاً بعد وصول هذه الجرائم لجمهور أوسع ومؤسسات عامة».

ويعدّ مجمع اللغة العربية بمصر من المؤسسات العلمية العريقة، وتم إنشاؤه عام 1932 تحت مسمى «مجمع اللغة العربية الملكي» وكان تابعاً لوزارة المعارف وقتها (التربية والتعليم حالياً)، ومن أغراضه الحفاظ على سلامة اللغة العربية وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها، ملائمة لحاجات الحياة في الوقت الحاضر، ويتبع المجمع حالياً وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتولى رئاسة المجمع منذ إنشائه حتى اليوم 9 علماء، من بينهم أحمد لطفي السيد، وطه حسين، وشوقي ضيف وصلاح فضل، ورئيسه الحالي عبد الوهاب عبد الحافظ.


مقالات ذات صلة

الشرطة تبحث عن مشتبه ثانٍ في حادث إطلاق النار بجامعة براون الأميركية

الولايات المتحدة​ لقطة من مقطع فيديو نشرته شرطة بروفيدنس تُظهر شخصاً قد يكون مشتيهاً به في إطار التحقيق بإطلاق النار في جامعة براون (رويترز)

الشرطة تبحث عن مشتبه ثانٍ في حادث إطلاق النار بجامعة براون الأميركية

تبحث السلطات الأميركية عن شخص ثانٍ، في إطار التحقيق في عملية إطلاق نار أوقعت، السبت، قتيلين وتسعة جرحى في جامعة براون، وفق ما أعلنت الشرطة المحلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الميليشياوي أحمد الدباشي (العمو) (حسابات ليبية موثوثة)

ليبيا: اشتباكات واسعة في صبراتة تنهي أسطورة «العمو»

طوت ليبيا صفحة أسطورة الميليشياوي أحمد الدباشي، المعروف بـ«العمو»، والمطلوب دولياً في قضايا اتجار بالبشر والمخدرات، بعد إعلان مقتله إثر اشتباكات واسعة.

علاء حموده (القاهرة)
أوروبا عنصر من الشرطة البريطانية (رويترز)

بريطانيا: إطلاق سراح 12 سجيناً إضافياً «عن طريق الخطأ»

صرح وزير العدل البريطاني ديفيد لامي، بأنه تم إطلاق سراح 12 سجيناً عن طريق الخطأ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لا يزال اثنان منهم طليقين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا سيارة إطفاء متوقفة بالقرب من موقع الحادث الذي اصطدمت فيه سيارة بحشد من مشجعي ليفربول أثناء مسيرة للاحتفال بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في وسط ليفربول - بريطانيا 28 مايو 2025 (رويترز) play-circle

بريطاني يقر بالذنب في دهس حشد خلال احتفال نادي ليفربول بالفوز بالدوري الإنجليزي

أقر بريطاني، الأربعاء، بالذنب في قضية دهس حشد خلال احتفال نادي ليفربول بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز في كرة القدم في مايو (أيار)، في تطور بالقضية.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
أوروبا أفراد من الشرطة الفرنسية يقفون بجوار مصعد استخدمه اللصوص لدخول متحف اللوفر على رصيف فرنسوا ميتران في باريس... 19 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

الادعاء الفرنسي يوقف 4 أشخاص على صلة بسرقة متحف اللوفر

أوقفت السلطات الفرنسية، الثلاثاء، 4 أشخاص آخرين، على خلفية التحقيق بشأن سرقة مجوهرات من التاج الملكي الفرنسي من متحف اللوفر الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

نهاية البريد الورقي... الدنمارك تودّع 400 عام من الرسائل التقليدية

إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (إ.ب.أ)
إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (إ.ب.أ)
TT

نهاية البريد الورقي... الدنمارك تودّع 400 عام من الرسائل التقليدية

إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (إ.ب.أ)
إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (إ.ب.أ)

بجوار مسارات قطارات محطة كوبنهاغن، في قلب العاصمة الدنماركية، يقف مبنى من الطوب الأحمر يتزين بواجهة رائعة وقبة مكسوّة بالنحاس تغيّر لونها مع مرور الزمن. وعندما افتُتح المبنى عام 1912 تحت اسم «المبنى المركزي للبريد»، عكس بجلاله ازدهار خدمات البريد والبرق التي كانت تربط الدنماركيين بعضهم ببعض.

بعد أكثر من قرن، تحوَّل المبنى الآن إلى فندق فاخر، في دولة لم تعد فيها خدمة البريد توصل الرسائل. ستسلم شركة البريد الدنماركية «بوست نورد» آخر رسالة لها يوم الثلاثاء، منهية بذلك مسيرة استمرت 400 عام، لتُصبح الدنمارك أول دولة في العالم تُقرر أن البريد الورقي لم يعد ضرورياً أو مجدياً اقتصادياً.

شهدت خدمة البريد انخفاضاً حاداً في عدد الرسائل؛ فسلَّمت خدمة البريد الدنماركية أقل من 10 في المائة من الرسائل التي كانت توصلها عام 2000، في حين انخفضت رسائل خدمة البريد الأميركية بنسبة 50 في المائة مقارنة بعام 2006. ومع تحوُّل المراسلات إلى الرسائل الرقمية، ومكالمات الفيديو، أو حتى تبادل الميمات، تغيرت وسائل التواصل واللغة المستخدمة أيضاً.

قال ديرك فان ميرت، أستاذ في معهد هويغنز بهولندا، إن الرسائل الورقية أصبحت غالباً أكثر خصوصية مقارنة بالنظائر الرقمية، مضيفاً أن الشبكات المعرفية التي كانت الرسائل تسهّلها تتوسع الآن عبر الإنترنت، ما يزيد الوصول إلى المعلومات، ولكنه يرفع أيضاً من انتشار المعلومات المضللة؛ وفق «سي إن إن».

بدأت شركة «بوست نورد» منذ يونيو (حزيران) الماضي إزالة 1500 صندوق بريد في أنحاء الدنمارك. وعند بيعها للتبرعات في 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حاول مئات الآلاف من الدنماركيين شراء صندوق، بأسعار تراوحت بين 1500 و2000 كرونة دنماركية.

بدلاً من الرسائل التقليدية، سيضطر الدنماركيون الآن إلى تسليم رسائلهم في مَحالّ، لتوصلها شركة خاصة تُدعى «DAO» محلياً ودولياً، في حين ستستمر «بوست نورد» في توصيل الطرود مع استمرار شعبية التسوق عبر الإنترنت.

الدنمارك هي من أكثر الدول الرقمية في العالم، حتى إن القطاع العام يستخدم بوابات إلكترونية عدّة، ما يقلل الاعتماد على البريد التقليدي. وقال أندرياس برثفاد، المتحدث باسم «بوست نورد»: «أغلب الدنماركيين رقميون بالكامل، لذلك لم تعد الرسائل الورقية تؤدي الغرض السابق».

ومع ذلك، لا تزال الحاجة إلى البريد التقليدي قائمة حول العالم؛ حيث لا يزال نحو 2.6 مليار شخص دون اتصال بالإنترنت، وفقاً للاتحاد البريدي العالمي، ويعاني كثيرون ضعف الأجهزة أو التغطية أو المهارات الرقمية. وقد يتأثر كبار السن في الدنمارك أيضاً بهذه التغييرات، وفقاً لمنظمات الدفاع عن حقوقهم.

وتغيّرت الرسائل عبر التاريخ من البردي والألواح الشمعية إلى الورق الرقمي والأجهزة الإلكترونية. وقال فان ميرت إن الطلاب في القرن الـ17 كانوا يتعلَّمون كتابة رسائل بأساليب مختلفة، من رسائل التعزية والثناء إلى الرسائل الدبلوماسية الرسمية. تمثل الرسائل عنصراً من الحنين والدوام الذي لا يمكن للتكنولوجيا منافسته، حسب نيكول إليسون، أستاذة التواصل الرقمي في جامعة ميشيغان.

ومع ذلك، تطورت وسائل التواصل الرقمية لتعوض بعض اللمسات الشخصية والعاطفية التي كانت الرسائل اليدوية تقدمها، باستخدام الرموز التعبيرية، والصور المتحركة، والألوان المختلفة. ومع نهاية البريد التقليدي في الدنمارك، بدأت موجة من الحنين تظهر بين السكان.

قال أحد مستخدمي موقع «إكس» مع صورة لصندوق بريد: «خلال 5 سنوات سأشرح لطفل عمره 5 سنوات ما كان صندوق البريد في الماضي».


3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
TT

3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)

يُعرف التفكير المفرط بأنه نمط ذهني يقوم على تكرار استحضار أحداث الماضي أو الإفراط في توقُّع سيناريوهات المستقبل، في عملية تحليل مستمرة لا تتوقف حتى بعد زوال السبب المباشر للقلق.

ويرى مختصون أن هذا السلوك يرتبط بجهاز عصبي يظل في حالة قلق، بحثاً عن اليقين، ما يدفع العقل إلى إعادة التجربة ذاتها مراراً، وكأن جولة إضافية من التفكير قد تُفضي إلى حل نهائي.

ويشير الخبراء إلى أن هذا النمط غالباً ما تغذِّيه مشاعر داخلية بعدم الاكتمال أو بقاء أمور عالقة دون حسم. وفي مواجهة مشاعر غامضة أو غير مريحة، يلجأ البعض إلى التفكير المفرط بوصفه خياراً أقل تهديداً من التعامل المباشر مع تلك المشاعر، غير أن ما يبدأ كآلية لحماية الذات قد يتحول تدريجياً إلى وسيلة غير فعَّالة للتكيُّف.

وتُظهر دراسات نفسية أن الأفراد الذين نشأوا في بيئات لا تحتمل الخطأ أو يسودها القلق من المجهول، يطوِّرون ميلاً مبكراً للاستعداد الذهني لكل الاحتمالات. ومع مرور الوقت، تتحول هذه الحالة من الحذر إلى يقظة دائمة، وتجعل العقل يبحث عن المخاطر حتى في غيابها، لتغدو الآلية الوقائية التي خدمتهم في الطفولة سبباً لاجترار الأفكار في مرحلة البلوغ.

ويرى مختصون أن إدراك الجذور النفسية للتفكير المفرط، ولا سيما ارتباطها بتجارب الطفولة، قد يُسهم في تخفيف الشعور بالذنب أو لوم الذات. فالعقل -وفق هذا الفهم- لا يعاني خللاً بقدر ما يعمل بأقصى طاقته، ما يفتح المجال أمام توجيهه وتنظيمه بدلاً من مقاومته.

1- حوِّل التفكير المفرط إلى تنظيم

عندما يشعر المرء بأن أفكاره عالقة في حلقة مفرغة، فإن أسرع طريقة للتخلص من هذا الشعور هي إخراجها إلى حيز الواقع. وعلى سبيل المثال، يمكنه تخيُّل انتزاع هذه الأفكار من رأسه، حرفياً، ووضعها في مكان يراها. يكفي تدوينها أو تقسيمها إلى أسئلة بسيطة -مثل: «ما الذي أحاول فهمه حقاً؟» أو: «ما الخطوة الصغيرة التي يمكنني اتخاذها؟»- لتوضيح الأمور.

يُعدُّ هذا التمرين البسيط مثالاً على «فك الارتباط المعرفي»، وهي ظاهرة تحدث عندما يبتعد المرء عن أفكاره مسافة كافية تمكنه من استقبال المعلومات التي تحاول الوصول، بدلاً من اعتبارها أوامر يجب اتباعها، حسبما أفاد تقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

وقد وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين كانوا أكثر قدرة على الابتعاد عن أفكارهم (بوصفها أحداثاً ذهنية وليست حقائق مطلقة) كانوا أكثر كفاءة بشكل ملحوظ في استخدام ذاكرتهم وبصيرتهم ووعيهم الذاتي لحل المشكلات.

في الأساس، كان التفكيك المعرفي بمثابة أداة حوَّلت الضوضاء العقلية غير المتماسكة إلى وضوح قابل للتنفيذ.

2- واجه التفكير المفرط بـ«ماذا لو؟»

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأسئلة والمواقف الافتراضية تستحوذ على تفكيرنا باستمرار، هو أن الأمور العالقة تغذي شكوكنا الذاتية. وأفضل طريقة لوقف هذه الدوامة هي حسم الأمور نهائياً.

على سبيل المثال: بدلاً من تكرار سؤال: «ماذا لو فشلت؟» مراراً وتكراراً، يمكنك مقاطعة هذا النمط بسؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟». وحسب الموقع، فإن هذا التغيير البسيط ظاهرياً قد يكسر حلقة التفكير في أسوأ السيناريوهات. ذلك لأن هذا التغيير لا يسمح لك فقط بتجربة الخوف؛ بل بتجاوزه أيضاً.

بإخراج نفسك من هذه الحلقة، تمنح عقلك حرية البحث عن إجابات، بدلاً من التركيز على التهديدات المتزايدة الخطورة.

باختصار، هذا التحول يحوِّل مسار تفكيرك من القلق إلى الهدوء والتأمل.

وخلصت دراسة أجريت عام 2023 إلى أنه عندما يواجه الناس حالة من عدم اليقين، فإن لحظة «الحسم النهائي» لا ترتبط بالضرورة بالتوصل إلى حل واضح تماماً. ويعزو البحث هذه اللحظة من الحسم المفاجئ إلى خيار معرفي يقوم به الفرد بالتوقف عن التفكير المطول.

لذا، فإن سؤال «ماذا بعد؟» يمنح العقل مخرجاً من حسابات التكلفة والفائدة: هل سيكون التفكير الإضافي مفيداً حقاً، أم أنه سيستنزف أكثر مما سيفيد؟

يدفع الجهد الذهني المصاحب للقرارات المصيرية الفرد إلى وضع حد حاسم لدائرة الاجترار، والمضي قدماً رغم حالة عدم اليقين.

3- توجيه التفكير المفرط نحو الاستشراف

يُعدُّ التفكير المفرط ضاراً عندما يدور حول الخوف نفسه، ولكنه يكون بالقدر نفسه من القوة عندما يتجه نحو المستقبل. وتُظهر البحوث في مجال الإدراك أن العقل مُهيأ لمحاكاة الاحتمالات المستقبلية؛ وهذا ما يُعرف بـ«التفكير الاستباقي» أو الاستشراف.

بمعنى آخر: نلاحظ الإشارات المفاجئة، ونتخيل ما قد يحدث، ونخطط بناءً عليها، ونتخذ خطوة تحضيرية صغيرة، ثم نستخدم هذا التحضير عند حدوث الموقف.

خير مثال على ذلك هو الموقف الشائع جداً: الخروج من المنزل ورؤية غيوم ممطرة، وتخيل المطر الوشيك، والعودة غريزياً إلى الداخل لأخذ مظلة.

عندما تتخيل عقولنا سيناريوهات مختلفة، فإنها في الأساس تلتزم بفطرتها. وبناءً على ذلك، يصبح السؤال: هل هذه المحاكاة تؤدي إلى نتيجة مفيدة؟ إن لم تكن كذلك، فقد حان الوقت لأخذ زمام المبادرة. يكفي إجراء فحص ذاتي بسيط، كأن تسأل نفسك: «هل يساعدني هذا التمرين الذهني على الاستعداد؟ أم أنني أعاقب نفسي؟» للتأكد من أن السيناريو يقود إلى حل مفيد، لا إلى مزيد من الخوف غير المجدي.

ويكمن الفرق بين التفكير المفرط الضار والتفكير المفيد في النية. فإذا كانت أفكارك تهدف إلى السيطرة، فستخلق فوضى، أما إذا كانت تهدف إلى الفهم، فستخلق وضوحاً. الأشخاص الذين يستخدمون تفكيرهم المفرط بشكل بنَّاء قادرون على تمييز الإشارات من الضوضاء، وبالتالي، يستجيبون لعقولهم بتعاطف، لا بعدوانية.


سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
TT

سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)

في واحدة من أكثر عمليات السطو جرأة في ألمانيا، استخدم لصوص مثقاباً ضخماً لاختراق خزنة فرع لبنك ادخار في مدينة غيلسنكيرشن بغرب البلاد، والاستيلاء على ما يُقدَّر بنحو 30 مليون يورو نقداً ومقتنيات ثمينة، في عملية وصفتها الشرطة بأنها نُفذت «باحترافية عالية» وتشبه أفلام السطو الهوليوودية.

العملية، وفق «بي بي سي»، استهدفت بنك «شباركاسه» الواقع على شارع رئيسي، حيث نجح الجناة في كسر أكثر من 3 آلاف صندوق أمانات كانت تحتوي على أموال وذهب ومجوهرات. ولم يُكشف عن الجريمة إلا في الساعات الأولى من صباح الاثنين، بعدما انطلق إنذار حريق داخل المبنى، مما استدعى تدخل الشرطة وإدارة الإطفاء لتفتيش المكان.

ووفق التحقيقات الأولية، استغل اللصوص هدوء أيام عيد الميلاد لتنفيذ خطتهم، إذ تشير الأدلة إلى أنهم دخلوا إلى البنك وغادروه عبر مرأب سيارات مجاور في حي بوئر. وأفاد شهود عيان برؤية عدة رجال يحملون حقائب كبيرة في درج المرأب خلال ليل السبت وصباح الأحد، مما عزَّز فرضية هروبهم المنظم.

كما أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة سيارة «أودي RS6» سوداء تغادر المرأب الواقع في شارع دي-لا-شوفاليري في وقت مبكر من صباح الاثنين، في مشهد بدا وكأنه لقطة من فيلم سينمائي.

وعلى الرغم من حجم السرقة، أكدت الشرطة أنها لم تُلقِ القبض على أي مشتبه به، ولا يزال الجناة طلقاء. في المقابل، طلب بنك «شباركاسه» من عملائه المتضررين التواصل معه عبر خط ساخن خُصص لهذا الغرض.

وعبَّر أحد المتضررين عن قلقه قائلاً لقناة «فِلت» الإخبارية: «لم أستطع النوم الليلة الماضية، ولا نحصل على أي معلومات»، مضيفاً أن الصناديق التي تعرضت للسرقة كانت تضم مدخراته المخصصة لسنوات التقاعد.