شيرين لـ«الشرق الأوسط»: «المتزوجون» رسَّخت نجوميتي

الفنانة المصرية تحدثت عن مواقف مؤثرة جمعتها بمحمد نجم

لقطة من مسرحية «المتزوجون»... (الشركة المنتجة)
لقطة من مسرحية «المتزوجون»... (الشركة المنتجة)
TT

شيرين لـ«الشرق الأوسط»: «المتزوجون» رسَّخت نجوميتي

لقطة من مسرحية «المتزوجون»... (الشركة المنتجة)
لقطة من مسرحية «المتزوجون»... (الشركة المنتجة)

أكدت الفنانة المصرية شيرين عشقها لمدينة الإسكندرية الساحلية، وعبّرت عن امتنانها للقائمين على مهرجان «الإسكندرية السينمائي» في دورته الـ41، التي تُقام حالياً، مشيرة إلى أن تكريمها في المهرجان أسعدها كثيراً. وخلال الحوار، تطرّقت الفنانة المصرية إلى بداياتها الفنية، وعلاقتها بأسرتها، إضافةً إلى كواليس مشاركتها في مسرحية «المتزوجون».

ونوّهت خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، بأنها قدّمت في سن مبكرة عدداً من المسرحيات إلى جانب كبار النجوم، مثل صلاح السعدني، وسهير الباروني، والسيد راضي، من بينها مسرحية «الدنيا مزيكا»، وكانت أول عمل يجمعها بالفنان الراحل محمد نجم، إضافةً إلى مسرحية «عيون بهية» للدكتور رشاد رشدي، وأيضاً «حبيبتي يا مصر».

الفنانة المصرية شيرين (الشرق الأوسط)

وأوضحت شيرين أن «المسرح يسري في دمائها»، ووصفت علاقتها بخشبته بأنها أشبه بـ«الحاجة إلى الأكسجين»، قائلة: «أحب ستارة المسرح ورائحة جدرانه، فقد توافقت طبيعتي معه من حيث الانتظام في المواعيد والتفاني في البروفات والتحضيرات. كما أنني خضت جولات دولية وعرضت في دول عدة، ووجدت تفاعلاً كبيراً، وهذا بحد ذاته يمثل علامة فارقة في حياة الفنان».

وأشارت إلى تجربتها الأولى في دار الأوبرا الخديوية خلال طفولتها، حيث انضمت لاحقاً إلى فرقة باليه القاهرة بفضل إصرار عميدة معهد الباليه، وكانت حينها في عامها الدراسي الأول.

وتطرّقت شيرين إلى كواليس بداياتها المسرحية وتعاونها مع الفنان الراحل محمد نجم، موضحةً أنها عملت معه قبل زواجه، ثم ارتبطت بعلاقة وطيدة بأسرته وزوجته فيما بعد، مؤكدة أنها تعتبر نفسها مدينة له بالوفاء منذ أن جمعتهما الأعمال الفنية الأولى، وكثيراً من المواقف الإنسانية المؤثرة، كان أبرزها خلال فترة مرضه الأخيرة.

جانب من حفل مهرجان «الزمن الجميل»... (إدارة المهرجان)

تطرّقت شيرين إلى موقف مؤثر جمعها بالفنان الراحل محمد نجم خلال فترة علاجه في المستشفى، موضحةً أن زوجته تواصلت معها بناءً على طلبه، وحينها لم يكن قادراً على التعرّف إلى أحد. تقول: «عندما اقتربت من أذنيه وناديت: (يا نجم)، تعرف عليّ مباشرةً، نتيجة ارتباطنا الوثيق وعلاقتنا الطيبة عبر مسيرة طويلة جمعتنا. وأنا أستكمل هذه المسيرة حالياً مع نجله الفنان شريف نجم، وأحرص على المشاركة في مسرحياته التي يقدّمها في الإسكندرية بكل حب وود».

وعن دور مسرحية «المتزوجون» في مسيرتها الفنية، أوضحت شيرين أنها كانت قد شاركت في أعمال كثيرة قبلها، مثل مسلسل «عيون الحب» مع الفنان كمال الشناوي والفنانة سناء جميل، إلى جانب أعمال أخرى. لكنها أكدت أن مسرحية «المتزوجون» كان لها الفضل الأكبر في ترسيخ نجوميتها وانتشارها جماهيرياً، خصوصاً بعد تقديمها في أكثر من دولة عربية، من بينها الكويت، تقول: «لم أصدق نفسي وقت العرض في الكويت من شدة الأعداد التي أحاطت بنا. كما قدّمنا المسرحية في محافظات مصرية عدّة، من بينها أسيوط وسوهاج، مسقط رأس سمير غانم وجورج سيدهم، وكانت القاعات تمتلئ عن آخرها خلال العروض».

الملصق الدعائي لمسرحية «المتزوجون»... (الشركة المنتجة)

وكشفت شيرين عن كواليس مشاركتها في مسرحية «المتزوجون»، مؤكدةً أنها كانت بديلة لهويدا، ابنة الفنانة الراحلة صباح. وأضافت: «عندما عدت من معهد الباليه، فوجئت بشخص ينتظرني، وكان أمير سيدهم، قال لي نصاً: (سمير غانم هاتفني من اليونان، وجورج سيدهم هاتفني من دبي، وطلبا مشاركتك في المسرحية بالاسم)، وذلك من دون أي اتفاق مسبق بينهما».

كما أكدت أن الفنانة الراحلة صباح حضرت المسرحية كاملة من بدايتها حتى نهايتها، رغم انقطاع الكهرباء لمدة ساعتين، إذ ظلت في الكواليس تتابع العرض. وتابعت شيرين: «عندما أخبرتها بأنه لا ذنب لي في إسناد الدور إليّ بدلاً من ابنتها هويدا، أثنت على أدائي قائلةً: (سعادتي بكِ لا توصَف، فقد أتقنتِ الدور وقدمتِه أفضل من ابنتي هويدا)».

لقطة من مسرحية «المتزوجون»... (الشركة المنتجة)

وانتقلت شيرين إلى الحديث عن حياتها الخاصة، موضحةً أنها انتظرت 9 سنوات بعد الزواج حتى رزقت بابنتها الوحيدة ميريت، التي تعدّها ثمرة رحلة كفاح طويلة. وأكدت أنها حرصت على تعليمها الدين والأصول قبل التعليم الأكاديمي، وأنها فخورة بها وبأسرتها الصغيرة وبأحفادها.

وأضافت أنها كانت حريصة على توثيق اللحظات المهمة في حياتها بالصور والاحتفاظ بها في ألبومات عدة، كي يشاهدها أولادها وأحفادها يوماً ما. وتابعت: «كنت أُحدِّث نفسي بأن أسرتي ستفرح بذكريات رحلاتي وأعمالي ومقتنياتي، لكن يبدو أن الزمن تغيّر».

وعن عودة ابنتها ميريت إلى التمثيل بعد مشاركات فنية محدودة، قالت شيرين: «لها حياتها الخاصة، وهي مَن اتخذت قرار الابتعاد عن التمثيل بإرادتها. البداية والنهاية عندها، وهي وحدها من يقرر ماذا تفعل».

كما أوضحت أنها لا تجد حرجاً في تقديم أدوار الأم أو الحماة، مؤكدةَ: «أحب التنوع في شخصياتي».

وعن التكريم الذي نالته في الدورة الثامنة من مهرجان «الزمن الجميل» في لبنان، عبّرت شيرين عن سعادتها البالغة، مشيرةً إلى أن لبنان ليس غريباً عنها، ومشيدةً بالجهود الوطنية لرئيس المهرجان الدكتور هراتش، الذي أصرّ على تنظيم مثل هذه الفعاليات رغم الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.

وبعيداً عن الفن، أشارت شيرين إلى أنها تقضي معظم وقتها مع حفيدتيها، وتشعر كأنها تعيش في الجنة بقربهما، من خلال الاهتمام بأدق تفاصيل حياتهما.

جدير بالذكر أن الفنانة شيرين جسّدت على مدار مشوارها الفني شخصيات متنوّعة، وقدّمت دور البطولة النسائية في كثير من السهرات الدرامية والأعمال السينمائية والتلفزيونية. ومن أبرز أعمالها: مسلسلات «لما التعلب فات»، و«سابع جار»، و«بيت العيلة»، إلى جانب مسرحيات «المتزوجون»، و«دربكة همبكة»، و«مكتوبلي أغنّيلك». كما شاركت في أفلام «الصفقة»، و«الطائر الجريح»، و«غراميات سايس»، و«الشنطة». وكان أحدث أدوارها شخصية «الحماة درية» في مسلسل «أشغال شقة جداً»، الذي عُرض في موسم دراما رمضان 2025.

شيرين شاركت الزعيم عادل إمام في أعمال عدة (أرشيفية)

وشاركت شيرين مع «الزعيم» عادل إمام في بطولة عدد من الأعمال البارزة، من بينها أفلام: «الإرهابي»، و«بخيت وعديلة»، و«هالو أميركا»، إضافةً إلى مسلسلَي «العراف» و«مأمون وشركاه». مؤكدةً أن تعاونها معه حقق لها جماهيرية واسعة ونجاحاً منقطع النظير، كما أن التمثيل معه له طبيعة خاصة، وأن كواليس العمل معه دائماً ما كانت مليئة بالحب والتفاني.


مقالات ذات صلة

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من كواليس التصوير (حساب ياسمينا العبد على «فيسبوك»)

«ميد تيرم»... حكايات طلابية في زمن الخصوصية الهشّة

يقدّم مسلسل «ميد تيرم» معالجة درامية تنطلق من الحياة اليومية داخل الجامعة بوصفها مساحة تتكثف فيها الأسئلة والضغوط والتجارب الأولى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

حزن في الوسط الفني المصري لرحيل الوجه الأرستقراطي سمية الألفي

خيَّمت حالة من الحزن على الوسط الفني بمصر، السبت، لرحيل الفنانة سمية الألفي، التي توفيت بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً.

أحمد عدلي (القاهرة )

«متحف باكثير»... يستعيد روائع الأديب اليمني الكبير برؤية معاصرة

العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)
العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)
TT

«متحف باكثير»... يستعيد روائع الأديب اليمني الكبير برؤية معاصرة

العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)
العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)

استعاد العرض المسرحي «متحف باكثير» جانباً من روائع الأديب اليمني المصري علي أحمد باكثير في القاهرة، بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ115 لميلاده.

العرض الذي أُقيم على خشبة المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، مساء الاثنين، كان ضِمن فعالية ثقافية وفنية عكست حضور اسمه المتجدد في الوجدان العربي، نظّمتها مؤسسة «حضرموت للثقافة» السعودية، بالشراكة مع «ضي للثقافة والإعلام».

لم تقتصر الاحتفالية، التي نُظّمت تحت عنوان «علي أحمد باكثير... 115 عاماً من التأثير»، على استدعاء السيرة الإبداعية للأديب الكبير، بل سعت إلى تحويل إرثه الأدبي إلى فعل حي على خشبة المسرح بوصفه أحد الفضاءات الأساسية التي شكّلت مشروعه الإبداعي، من خلال العرض الذي استمر لنحو 80 دقيقة، حيث قُدِّم من دراماتورج وإخراج أحمد فؤاد، برؤية تقوم على فكرة المتحف بوصفه مساحة جامعة، تتجاور فيها العصور والشخصيات والأفكار، وتتحول فيها النصوص الأدبية إلى لوحات حية نابضة بالحركة والصوت.

المخرج أحمد فؤاد قدّم العرض بصورة بصرية جذابة (الشركة المنتجة)

اعتمد العرض على استلهام عدد كبير من أعمال علي أحمد باكثير، التي تحولت عبر العقود إلى نصوص مسرحية وسينمائية مؤثرة، من بينها «وا إسلاماه» و«الشيماء»، إلى جانب مسرحيات مثل «جلفدان هانم» و«قطط وفئران» و«الحاكم بأمر الله»، وغيرها من الأعمال التي كشفت عن انشغاله الدائم بالتاريخ والهوية والإنسان.

ومن خلال هذا التنوع، تنقّلَ العرض بين العصور الفرعونية والإسلامية والحديثة، مستحضراً شخصيات تاريخية وأسطورية ومتخيلة، في معالجة درامية سعت إلى إبراز الأسئلة الكبرى التي شغلت الكاتب؛ من الحرية والعدل، إلى الصراع بين السلطة والضمير، وعبر فتاة شابة من جيل «زد» تدخل متحفاً يضم عدداً من الشخصيات التي قدّمها.

يقول أحمد فؤاد، مؤلف العرض ومُخرجه، لـ«الشرق الأوسط»، إن عرض «متحف باكثير» جاء انطلاقاً من إيمان عميق بأهمية إعادة تقديم أعمال علي أحمد باكثير بصيغة مسرحية معاصرة تتيح للجمهور، اليوم، الاقتراب من عالمه الفكري والإنساني دون حواجز زمنية، مشيراً إلى أن اختيار فكرة المتحف كان المدخل الأنسب للتعامل مع هذا الإرث المتنوع؛ نظراً لما تزخر به أعمال باكثير من شخصيات تنتمي إلى عصور وخلفيات مختلفة، من مصر القديمة، مروراً بالتاريخ الإسلامي، وصولاً إلى الشخصيات المتخيَّلة والمعاصرة.

وأضاف أن «العرض صُمِّم على هيئة قاعات متحفية متجاورة، ينتقل بينها المتفرج، بحيث تقوده الأحداث في مسار درامي واحد، تتقاطع داخله الشخصيات والأفكار، في محاولةٍ للكشف عن الخيط الإنساني المشترك الذي يربط هذه العوالم المتباعدة ظاهرياً».

العرض قُدّم على مدار 80 دقيقة على خشبة المسرح الكبير بالأوبرا (الشركة المنتجة)

وأوضح فؤاد أنه اعتمد في بناء العرض على دراسة وقراءة عدد كبير من نصوص باكثير، قبل الاستقرار على اختيار 12 نصاً مسرحياً كُثِّفت وأُعيدت صياغتها داخل بنية واحدة. وعَدّ «التحدي الأكبر تمثل في ضغط الزمن، ومحاولة تجميع هذا الكم من الأعمال في إطار جذاب بصرياً ودرامياً، دون الإخلال بالفكرة الأساسية لكل نص؛ لأن الهدف كان تقديم عرض نوعي، قريب من المتفرج، يُعيد طرح سؤال عن باكثير وقدرته المتجددة على مخاطبة الحاضر».

ووفق الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، فإن عنوان عرض «متحف باكثير» قد يوحي، منذ الوهلة الأولى، بطابع وثائقي تقليدي، إلا أن التجربة المسرحية جاءت مغايرة تماماً لهذا الانطباع، وقال، لـ«الشرق الأوسط»: «استطاعت التجربة أن تحصد إعجاب الجمهور بفضل طبيعتها المختلفة واعتمادها الواضح على الحركة فوق خشبة المسرح، كما أن تعدد الشخصيات وتنوعها، والتنقل بينها بسلاسة، منح العرض حيوية خاصة، وخلق حالة من التفاعل المستمر مع المتلقي، بعيداً عن الجمود أو السرد المباشر».

العرض نال إشادات من الحضور (الشركة المنتجة)

وأضاف عبد الرحمن أن «عناصر العرض الفنية جاءت متوازنة، إذ اتسم الحوار بالجاذبية والقدرة على الإمتاع دون إسهاب أو خطابية، مدعوماً بمتعة بصرية واضحة على مستوى الحركة والتشكيل المسرحي»، لافتاً إلى أن الموسيقى لعبت دوراً أساسياً في تكوين المناخ العام للعمل؛ لاعتمادها على إرث أعمال باكثير.

وخلال الاحتفالية أُعلن إطلاق جائزة سنوية تحمل اسم علي أحمد باكثير، تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار أميركي، وتُمنح في مجالات عدّة تعكس تنوع تجربته الإبداعية، من بينها الشعر، والكتابة المسرحية، والرواية، والترجمة الأدبية، والنقد الأدبي، في خطوة تستهدف دعم الإبداع العربي وتشجيع الأصوات الجديدة، بجانب تكريم أسماء عدد من الفنانين الذين ارتبطت أعمالهم به، منهم أحمد مظهر، ولبنى عبد العزيز، وسميرة أحمد، وحسين رياض.


مطاعم أميركية تقدم وجبات أصغر لإرضاء مستخدمي علاجات إنقاص الوزن

لينا أكسماشر في مطعم «لو بوتي فيلاج» (أ.ف.ب)
لينا أكسماشر في مطعم «لو بوتي فيلاج» (أ.ف.ب)
TT

مطاعم أميركية تقدم وجبات أصغر لإرضاء مستخدمي علاجات إنقاص الوزن

لينا أكسماشر في مطعم «لو بوتي فيلاج» (أ.ف.ب)
لينا أكسماشر في مطعم «لو بوتي فيلاج» (أ.ف.ب)

لطالما كانت لينا أكسماشر من كبار مرتادي المطاعم في نيويورك إلى أن بدأت تتناول دواء «أوزمبيك» لإنقاص الوزن فلم يعد في وسعها تناول ما لذّ وطاب، غير أنها وجدت حلّاً لهذه المعضلة في مطاعم تقدّم وجبات أصغر تلبية لحاجات هذه الفئة من الزبائن.

وما زالت لينا السويدية الأصل والبالغة من العمر 41 عاماً تصرّ على «مخالطة الناس» وارتياد المطاعم، حتّى لو أنها لم تعد تأكل كالسابق.

وقد سهّل عليها أحد مطاعمها المفضّلة «لو بوتي فيلاج» (القرية الصغيرة) الأمر، وبات كمطاعم كثيرة غيره يقدّم وجبات بكمّيات أصغر وأسعار أقل.

ويعزى هذا القرار إلى الإقبال الكثيف الذي تشهده في الولايات المتحدة أدوية إنقاص الوزن الحديثة التطوير المستخدمة لمعالجة البدانة والسكّري.

وبحسب استطلاع أجراه مركز الأبحاث «كاي إف إف» المتخصّص في مسائل الصحة في نوفمبر (تشرين الثاني)، يلجأ أميركي واحد من كلّ ثمانية إلى هذه العلاجات المسوّقة تجارياً تحت أسماء «أوزمبيك» أو «ويغوفي» أو «مونجارو» والتي أوصت «منظمة الصحة العالمية» أخيراً بها.

والاثنين، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي إيه) على نسخة أولى بالأقراص من «ويغوفي» الذي يوفّر عادة كغيره من هذه العلاجات على شكل محلول قابل للحقن.

وبفضل هذه التقنية المتطوّرة التي تقوم على محاكاة عمل الهرمون الهضمي «جي إل بي-1» الضابط للشهيّة، فُتحت سوق لتلبية حاجات ملايين الأشخاص الراغبين في خسارة الوزن.

وقال أريستوتل هاتسييوريو الذي يملك خمسة مطاعم في نيويورك: «لاحظت أن الناس باتوا يأكلون كمّيات أصغر بكثير»، مخلّفين الكثير من الطعام في أطباقهم.

تقليص حجم الوجبات

وفي ظلّ هذه التغيّرات، بادر رجل الأعمال إلى تقليص حجم الوجبات مع كمّيات أصغر وعدد أقلّ من المأكولات والمشروبات.

وشهدت قوائم الأطعمة المقلّصة هذه نجاحاً كبيراً، بحسب هاتسييوريو، في أوساط مستخدمي علاجات إنقاص الوزن وأيضا الزبائن الراغبين في عدم دفع مبالغ كبيرة لتناول وجبات في المطاعم في مدينة معروفة بغلاء المعيشة الفاحش.

أطباق طعام في مطعم «لو بوتي فيلاج» (أ.ف.ب)

وما زال تناول «أوزمبيك» وغيره من العلاجات المخفّضة للوزن محدود النطاق في الولايات المتحدة بسبب الأسعار المرتفعة لهذه العقاقير. غير أنه من المتوقع أن تصبح هذه العلاجات ميسورة الكلفة على نحو متزايد، وقد تعهّد الرئيس دونالد ترمب شخصياً بذلك.

ويُحدث الاستخدام المتزايد لهذه العلاجات تحوّلاً في العادات الغذائية في البلاد، بحسب ماريون نستله اختصاصية علم التغذية في جامعة نيويورك التي قالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «عندما يصبح الطعام الذي لطالما كان من أكبر ملذّات الحياة عدوّاً، تتغيّر المعادلة برمّتها».

«معجزات»

صحيح أن هذه العلاجات غالباً ما تترافق مع آثار جانبية، غير أنها أحدثت «معجزات» للبعض، بحسب نستله.

غير أن الأستاذة الجامعية حذّرت من أن الآثار بعيدة المدى لهذه المنتجات ليست معروفة بعد، سواء على الصعيد الجسدي أو الاجتماعي، إذ يشكّل الاستخدام الواسع النطاق لهذه العلاجات «تجربة بشرية كبيرة».

وأقرّت لينا أكسماشر بأنها تتوقّف أحيانا عن تناول «أوزمبيك» كي «تستمتع أكثر بالحياة». وقالت: «أريد أن أشعر بالجوع وأتناول ما يحلو لي».

وقد ساعدها تناول «أوزمبيك» على اكتساب عادات حميدة، مثل ممارسة الرياضة بوتيرة أكبر واستهلاك الكحول بكميّة أقلّ.

واعتبرت ماريون نستله أنه لا ضير في تقديم وجبات أصغر في الولايات المتحدة، بغضّ النظر عن العلاجات الرائجة لخفض الوزن.

وأكّد أريستوتل هاتسييوريو أن هذه الوجبات المقلّصة «قد تكون الأنسب حجماً» للزبائن.


«شتاء طنطورة»... تجربة ثقافية بين تاريخ العلا ومستقبلها الواعد

أهالي العُلا يحتفون بفعالية «الطنطورة» تقليداً ثقافياً ارتبط بتنظيم المواسم وبداية مربعانية الشتاء (واس)
أهالي العُلا يحتفون بفعالية «الطنطورة» تقليداً ثقافياً ارتبط بتنظيم المواسم وبداية مربعانية الشتاء (واس)
TT

«شتاء طنطورة»... تجربة ثقافية بين تاريخ العلا ومستقبلها الواعد

أهالي العُلا يحتفون بفعالية «الطنطورة» تقليداً ثقافياً ارتبط بتنظيم المواسم وبداية مربعانية الشتاء (واس)
أهالي العُلا يحتفون بفعالية «الطنطورة» تقليداً ثقافياً ارتبط بتنظيم المواسم وبداية مربعانية الشتاء (واس)

شتاء ثقافي يمدُّ جسوراً معرفية وإثرائية بين الماضي بقيمته الثمينة المحفورة على صخور العلا، والمستقبل الواعد الذي تتطلع إليه المدينة التاريخية، حيث تفتح أبوابها كل شتاء لتروي قصصها، وتكشف أسرارها.

الموسم الثقافي السنوي، الذي اختار اسم «شتاء طنطورة»، تستضيفه بلدة العلا القديمة في المدينة المنورة شمال غربي السعودية، وسُمّي هذا المهرجان الاستثنائي نسبة إلى «طنطورة»، الساعة الشمسية التقليدية في قلب البلدة القديمة، التي اعتمدها أهل العلا لمعرفة الوقت والاحتفال بدخول المربعانية وبداية موسم الزراعة.

تعامد ظل عمود من طين أمام حجر مغروس يحدث مرة واحدة سنوياً ولمدة وجيزة (واس)

يضم المهرجان سلسلة من الفعاليات والتجارب التي تحتفي بالتراث العريق، والثقافة المحلية الأصيلة، والفنون التقليدية، ويستقطب آلاف الزوار الذين يتدفقون لاكتشاف أسرار المواقع التاريخية التي تُمثِّل كُتباً مفتوحة على التاريخ الحي، بدءاً بالحِجر (مدائن صالح)، بمقابرها النبطية الضخمة المنحوتة في الصخر، منذ كانت عاصمة نبطية جنوبية، مروراً بالبلدة القديمة التي تظهر تطور العمارة المحلية، مروراً بوادي دادان عاصمة مملكتي دادان ولحيان، وصولاً إلى جبل عكمة المعروف بـ«المكتبة المفتوحة» وآلاف النقوش الأثرية المنتشرة فيه.

تقول أمل الجهني، إحدى رواة التاريخ في موقعي دادان وجبل عكمة، إن زوار العلا من داخل السعودية وخارجها لا تغادرهم الدهشة أبداً، ويعودون مراراً لاستكشاف مزيد من أسرارها وآثارها.

«الطنطورة»... تقليد يعكس دورة الحياة

برنامج ثقافي يعرض تنوّع الفنون والموروثات الشعبية ويعكس عمق ذاكرة المجتمع المحلي (واس)

وفي موعد يتكرَّر كل عام، التأم أهالي العلا، الاثنين، لإحياء تقليد ثقافي موروث، يعتمد على الساعة الشمسية التقليدية (مزولة)، أو ما يعرف بـ«الطنطورة» التي كانت تُحدِّد مواقيت الفصول ودخول المواسم الزراعية، حين كان أهالي وسكان العُلا قديماً يعتمدون عليها لتنظيم دورة العمل الزراعي وتنظيم الحياة اليومية.

عند تعامد ظل عمود من الطين يقف على أحد مباني البلدة القديمة أمام حجر مغروس في الأرض، وهو حدث يحدث مرة واحدة سنوياً ولمدة وجيزة، يعلن الأهالي رسمياً دخول مربعانية الشتاء في العلا، وهي فترة يشتد فيها البرد وتستمر 40 يوماً، ومن هنا جاء الاسم.

أمسيات مميّزة تتضمّن عروض فنية تراثية تقام طوال الموسم في البلدة القديمة (واس)

وعلى الرغم من التوقف عن استخدام الطنطورة أداة لضبط أوقات الحياة في الزمن المعاصر، بقي هذا التقليد مستمراً للاحتفاء بقيمته الثقافية والتاريخية لأهالي العلا، حيث تتهيأ الفرصة لاستعادة طيف من الماضي القديم بذكرياته وتفاصيله التي بقيت في ذاكرة الأجيال عبر العقود.

ليالي البلدة القديمة... فن وتراث

تُقدِّم ليالي البلدة القديمة أمسيات فنية وتراثية مميزة طوال موسم «شتاء طنطورة»، تقام بين البلدة القديمة وقلعة العلا التاريخية، وبين التكوينات الصخرية المذهلة خلف مدرّج البلدة القديمة، مع إطلالات ساحرة على قلعة العلا التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي، حيث يستمتع الزوار بعروض فنية مستوحاة من ذكريات البلدة القديمة وتراث واحة العلا العريق.

وفي داخل قلعة العلا التاريخية، تُحاكى أجواء احتفالات الأعراس التقليدية، مع إطلالات بانورامية على البلدة القديمة ليلاً، لتعكس الهوية الثقافية للعلا وثراءها الحضاري، وتمنح الزائر تجربة حيَّة في قلب المشهد التراثي للمكان.

العُلا تحتفي بفعالية «الطنطورة» ضمن تقليد ثقافي سنوي (واس)

على مسرح «ليالي البلدة القديمة»، يُنظَّم برنامج ثقافي متنوع يُبرز الفنون الشعبية والموروثات المحلية، ويعكس عمق الذاكرة الثقافية للمجتمع المحلي.

ولا تكتمل زيارة البلدة القديمة دون الجولات التفاعلية داخل 3 منازل مُرمَّمة، ومزوّدة بتقنيات سمعية وبصرية، لتسليط الضوء على العادات والتقاليد المحلية. تستعرض هذه الجولات محطات مميزة من حياة المجتمع المحلي، مثل مراسم الزواج، وذكريات الطفولة، وحكايات كبار السن الغنية بالحكمة، لتمنح الزائر تجربة ثقافية وإنسانية متكاملة.