كاد النجم اليافع لنادي برشلونة لامين يامال يصبح أصغر لاعب يتوّج بجائزة الكرة الذهبية الأسبوع الماضي عن 18 عاماً، وتبدو المباراة المرتقبة أمام باريس سان جيرمان، الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أفضل فرصة له لإطلاق سعيه الفعلي للظفر بها العام المقبل.
تُوّج نجم سان جيرمان، عثمان ديمبيلي بالجائزة المقدمة لأفضل لاعب في العالم، إلا أنّه سيغيب عن اللقاء بداعي الإصابة، تاركاً المسرح شاغراً ليامال.
كان يامال، الذي كان في حينها في سن الـ17، من ألهم النادي الكاتالوني في بلوغ نصف نهائي المسابقة القارية المرموقة، ورغم عرضين رائعين أمام إنتر ميلان الإيطالي، فإنّ فريق المدرب الألماني هانزي فليك لم يفلح في بلوغ النهائي لملاقاة سان جيرمان.
تُوّح لاحقاً النادي الباريسي بلقبه القاري الأول على الإطلاق بعد سعيه الدؤوب لسنوات طويلة.
من جهته، وعد يامال بإعادة الكأس إلى خزانة النادي الكاتالوني الذي لم يفز بها منذ عام 2015 خلال فترة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ورغم إمكانات يامال الهائلة التي لا تزال عرضة للتطوّر، نجح برشلونة في التحسّن من دونه هذا الموسم.
ففي موسم 2024-2025، عانى النادي الكاتالوني في ظل غياب يامال، بعد أن اعتمد عليه بشكل كبير، إلا أنّه فاز بخمس مباريات متتالية، من بينها 4 من دونه مطلع هذا الموسم.
وغاب يامال بسبب إصابة في الفخذ، لكنه تألق عند عودته أمام ريال سوسيداد؛ حيث ترك بصمة سريعة بعد دخوله في الدقيقة 58، حيث توغل الجناح الأيمن نحو منطقة الجزاء، ومرّر كرة عرضية أكثر من رائعة لزميله المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي تابعها برأسه في المرمى مسجلاً هدف الفوز، وذلك بعد دقيقة واحدة من دخول يامال إلى أرض الملعب.
كانت طريقة مثالية لإعادة تقديم نفسه، إذ أيقظ الجماهير من سباتها.
قال مدرب ريال سوسيداد، سيرخيو فرانسيسكو «مجرد وجوده على أرضية الملعب يُشكل تهديداً».
وأضاف: «يُثبت كل يوم أنه أفضل لاعب في العالم، فمشاهدته متعة حقيقية».
كان تأثير يامال في مواجهة سوسيداد بمثابة جرعة إنعاش للنادي خلال أسبوع صعب؛ حيث فقد الفريق كلاً من جوان غارسيا والبرازيلي رافينيا بسبب الإصابة، لينضم الثنائي إلى المصابين سابقاً فيرمين لوبيس وغافي.
كذلك، حُرم برشلونة من الحصول على التصريح اللازم للعودة إلى ملعبه «كامب نو» المجدد من مجلس المدينة، بعدما كانت الآمال مرتفعة سابقاً لاستضافة مباراة سوسيداد عليه.
قال فليك «أنا سعيد بعودته، لقد أظهر على الفور قوته المميزة في خلق الفرص وتمرير الكرات الحاسمة. من الجيد أن يكون معنا مرة أخرى».
ورغم صغر سنه، خاض يامال حتى الآن نحو 100 مباراة لبرشلونة، مسجلاً 27 هدفاً، وحاصداً لقب الدوري الإسباني مرتين منذ مشاركته الأولى بعمر الـ15 في 2023.
وغالباً ما يُقارن الدولي الإسباني الشاب، الذي فاز مع منتخب بلاده بكأس أوروبا 2024 بعد يوم من عيد ميلاده السابع عشر، بالأسطورة ميسي، الفائز بجائزة الكرة الذهبية 8 مرات، وأحد أعظم لاعبي برشلونة في التاريخ.
ورث يامال القميص رقم 10 الأيقوني في بداية هذا الموسم الذي سبق أن ارتداه أيضاً الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، والبرازيلي رونالدينيو، من بين نجوم آخرين مرّوا على برشلونة.
وحده الوقت سيكون كفيلاً بالإجابة عمّا إذا كان يامال سيتمكن من مضاهاة الاستمرارية التي ميّزت مسيرة ميسي.
والمفارقة أن ميسي لم يفز بالكرة الذهبية حتى سن الـ22، في حين أن البرازيلي رونالدو يُعد أصغر المتوجين بها بعمر الـ21.
ومع أنه لم ينجح هذا العام في الظفر بالجائزة، لكنّ يامال يبقى قادراً أن يصبح أصغر الفائزين في حال فاز بها في عامي 2026 أو 2027.
وقال يامال على «إنستغرام» بعد حفل توزيع الجوائز في باريس: «عليك أن تتسلق لتصل إلى القمة»، وقد تكون مواجهة سان جيرمان هي أول درجة في هذا السلم.
