يعلن توماس توخيل مدرب منتخب إنجلترا، يوم الجمعة، قائمته الجديدة، مع اقتراب العد التنازلي لبطولة كأس العالم المقبلة التي تنطلق بعد 9 أشهر في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ورغم أن توخيل يدرك ملامح التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها، فإن هناك متسعاً من الوقت أمام بعض التغييرات.
تستعرض «The Athletic» أبرز القضايا التي تشغل المدرب الألماني بعد جولة مثيرة أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز.
من بين الانتقادات الموجهة لتوخيل أنه لا يحضر مباريات كافية لمتابعة لاعبيه المحتملين على أرض الملعب. لكن في دفاعه، فإن ربع اللاعبين فقط في التشكيلات الأساسية لأندية الدوري مؤهلون للعب مع إنجلترا.
فعلى سبيل المثال، لم يضم ليفربول أي لاعب إنجليزي في تشكيلته الأساسية خلال خسارته أمام كريستال بالاس، وكذلك فعل بورنموث أمام ليدز يونايتد. أما توتنهام فقد دفع بداجيد سبينس أمام ولفرهامبتون، بينما اعتمد الصاعد الجديد سندرلاند على لاعبَين إنجليزيَّين فقط في فوزه على نوتنغهام فورست.
في الجولة السادسة، بدأ 47 لاعباً مؤهلاً لإنجلترا المباريات، أي ما نسبته 21 في المائة فقط من أصل 220 لاعباً في التشكيلات الأساسية.
ورغم قلة الخيارات، فإن المنافسة الحادة في الدوري ترفع من مستوى الإنجليز المشاركين. وفي آرسنال، أضاف تألق إيثان نوانيري ومايلز لويس-سكيللي الموسم الماضي، إلى جانب بروز ماكس داومان (15 عاماً) هذا الموسم، بعداً جديداً لمستقبل إنجلترا. لكن توخيل لديه أيضاً نجوم جاهزون في فريق ميكيل أرتيتا، إذ شارك 3 لاعبين أساسيين في الفوز المتأخر على نيوكاسل.
ديكلان رايس شبه مؤكد في التشكيلة الأساسية للمونديال، وسيكون له دور محوري، بينما ستمنح عودة بوكايو ساكا – الذي غاب عن المعسكر الأخير بداعي الإصابة - توخيل خبرة إضافية وخياراً هجومياً مؤثراً من الجهة اليمنى.
أما إيبيريشي إيزي، الوافد من كريستال بالاس، فيواصل تطوره اللافت. فقدّم أداءً مميزاً في مركز صانع اللعب أمام نيوكاسل، وأظهر قدرة على إيجاد المساحات وصناعة الفرص، ما قد يمنحه قيمةً إضافيةً للمنتخب في صيف 2026. اللافت أن إيزي (27 عاماً) يملك 13 مباراة دولية فقط، لكنه يبدو في ذروة عطائه اليوم.
ورغم وفرة الأسماء المرشحة خلف هاري كين مثل جود بيلينغهام وكول بالمر وفيل فودين، فإن مرونة إيزي تمنحه ميزةً تنافسيةً، خصوصاً إذا واصل تألقه مع آرسنال. وقد يصل عدد ممثلي آرسنال في التشكيلة الأساسية إلى 3، وربما ينضم لويس-سكيللي إذا استعاد مكانته مع أرتيتا، إلى جانب نوني مادويكي الذي بدأ الموسم بقوة قبل أن تعوقه الإصابة.
نجاح آرسنال قد يكون أيضاً مكسباً لتوخيل، ويبقى السؤال: كيف سيوظف هذه الأوراق؟
توخيل كان حاضراً هذا الأسبوع في «سيلهرست بارك»، حيث تابع فوز كريستال بالاس على ليفربول. وبينما غاب اللاعبون الإنجليز عن تشكيلة بطل الدوري، لفتت كتيبة بالاس أنظار المدرب الألماني.
آدم وارتون لم يحصل بعد على فرصة دولية ثانية، لكن انطلاقة فريقه المميزة قد تغيِّر ذلك. والأمر ذاته ينطبق على تيريك ميتشل، والحارس دين هندرسون. غير أن الأنظار تتركز أكثر على مارك غويي، قائد الفريق، الذي يرسخ مكانته بوصفه أحد أبرز المدافعين في إنجلترا.
غويي، الذي رفض ناديه انتقاله إلى ليفربول رغم إغراء دوري الأبطال، لم يُظهر أي علامات استياء. بل واصل تقديم مستويات رفيعة، كان آخرها ضد ليفربول. وقد أصبح بالفعل ركيزةً أساسيةً في دفاع توخيل بجانب إيزري كونسا لاعب أستون فيلا.
شخصيته القيادية وأخلاقه العالية تجعلاه مرشحاً قوياً لارتداء شارة القيادة مستقبلاً.
ورغم الإيجابيات الكثيرة، فإن توخيل تلقى خبراً محبطاً بخروج تينو ليفرامنتو مصاباً خلال مباراة نيوكاسل أمام آرسنال. الظهير البالغ 22 عاماً أُجبر على مغادرة الملعب محمولاً على نقالة بعد إصابة في الركبة بدت خطيرة.
ليفرامنتو كان خياراً مهماً في خِطط توخيل بفضل تعدد أدواره، لكن إصابته تهدد مشاركته في المونديال المقبل. وهو غياب يُمثل ضربةً كبيرةً لنيوكاسل وإنجلترا على حد سواء.
