اعتصام أهالي العسكريين اللبنانيين لدى «داعش» بمشاركة جنود محررين

معلومات عن قيام التنظيم بقتل مواطن من آل الحجيري في عرسال

من اليمين، زوجة وأقرباء العسكري اللبناني سيف ذبيان المختطف لدى «داعش» مع 9 عسكريين آخرين منذ سنة يحملون صوره خلال اعتصام لأهالي الجنود أمام القصر الحكومي في بيروت أمس (إ.ب.أ)
من اليمين، زوجة وأقرباء العسكري اللبناني سيف ذبيان المختطف لدى «داعش» مع 9 عسكريين آخرين منذ سنة يحملون صوره خلال اعتصام لأهالي الجنود أمام القصر الحكومي في بيروت أمس (إ.ب.أ)
TT

اعتصام أهالي العسكريين اللبنانيين لدى «داعش» بمشاركة جنود محررين

من اليمين، زوجة وأقرباء العسكري اللبناني سيف ذبيان المختطف لدى «داعش» مع 9 عسكريين آخرين منذ سنة يحملون صوره خلال اعتصام لأهالي الجنود أمام القصر الحكومي في بيروت أمس (إ.ب.أ)
من اليمين، زوجة وأقرباء العسكري اللبناني سيف ذبيان المختطف لدى «داعش» مع 9 عسكريين آخرين منذ سنة يحملون صوره خلال اعتصام لأهالي الجنود أمام القصر الحكومي في بيروت أمس (إ.ب.أ)

نفذ أهالي العسكريين اللبنانيين التسعة المخطوفين لدى «تنظيم داعش» اعتصاما يوم أمس في ساحة رياض الصلح بوسط بيروت، بمشاركة العسكريين المحررين الذين كانوا مختطفين لدى «جبهة النصرة» وأهاليهم، لمناسبة مرور 500 يوم على خطفهم، فيما أفادت معلومات عن قيام عناصر من «داعش» بقتل المواطن اللبناني علي عبد الله الحجيري في بلدة عرسال، بالبقاع، (شرق لبنان) على الحدود السورية.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن الحجيري وجد جثة مرمية على أطراف منازل عرسال مصابة بعدة طلقات نارية، مشيرة إلى أنه لم تعرف بعد ملابسات الحادث أو الفاعلين. وبينما ذكرت وسائل إعلامية عدة أن التنظيم هو من أقدم على قتله، أشارت مصادر محلية في عرسال لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المعلومات الأولية تشير إلى أن أسباب الجريمة شخصية واضعة إياها في خانة الثأر، وذلك بعدما كان قتل شقيق الحجيري العام الماضي فعمد عندها عبد الله بقتل مواطن سوري في ساحة عرسال.
وفي وقت لا يزال مصير العسكريين المختطفين لدى «داعش» مجهولا، حمّل أهاليهم السلطات اللبنانية مسؤولية ما قد يحصل لأبنائهم، وقال الناطق باسمهم، يوسف حسين: «وقفتنا لنؤكد أن سلامة أولادنا برقبة المسؤولين. باقون في تحركنا حتى يتحرر العسكريون التسعة. ولنقول: إن كل العالم معنا».
أضاف: «كأهالٍ، قصرنا في فترة سابقة لكننا لسنا ضعفاء والعسكريون التسعة في ضمير كل لبناني». وأكد حسين «أننا نلمس كل جدية من المسؤولين من دون أي تقصير وتقاعس، بانتظار فتح أي ثغرة من المسلحين لدى داعش للوصول بالعسكريين إلى بر الأمان».
وهؤلاء العسكريون كانوا قد اختطفوا في شهر أغسطس (آب) 2014 بعد معركة عرسال إلى جانب 16 عسكريا آخرين اختطفتهم «جبهة النصرة» قبل أن تطلق سراحهم قبل نحو عشرة أيام، ضمن صفقة مع الدولة اللبنانية أدت إلى الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح عدد من الموقوفين في السجون اللبنانية والسورية وإدخال المساعدات إلى اللاجئين في جرود عرسال.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.