خطة ترمب لغزة تتلاقى مع بنود بالمبادرة السعودية - الفرنسية واقتراحات بلير

وقف النار نهائياً وإطلاق الرهائن... وإنشاء لجنة انتقالية وقوة متعددة الجنسيات

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في نيوجيرسي (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في نيوجيرسي (أ.ب)
TT

خطة ترمب لغزة تتلاقى مع بنود بالمبادرة السعودية - الفرنسية واقتراحات بلير

الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في نيوجيرسي (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب متحدثاً في نيوجيرسي (أ.ب)

خلال أسبوع حافل بالجهود الدبلوماسية العربية والدولية خلال الاجتماعات رفيعة المستوى للدورة السنوية الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، احتل وقف الحرب في غزة مركز الصدارة، وخرجت إلى العلن اقتراحات كثيرة لتحقيق هذا الهدف، وما يتعداه إلى حكم القطاع بوصفه مع الضفة الغربية جزءاً لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية، التي ستنشأ على أساس حل الدولتين.

وشكلت المبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية وفرنسا باكورة هذه الجهود العربية والدولية التي تُوجت بـ«إعلان نيويورك»، الذي تبنته 142 من الدول الـ193 الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وانعكس هذا الاهتمام بالمبادرة السعودية - الفرنسية إيجاباً على الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل وقف الحرب في غزة. وتوصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى خطة تتألف من 21 نقطة تتلاقى، وفق ما تسرب عن تفاصيلها، في عدد من البنود مع «إعلان نيويورك».

وكان «إعلان نيويورك»، والملحق الخاص به هو الثمرة الرئيسية للمؤتمر الدولي الخاص «التسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين». وجاءت الاعترافات التاريخية بالدولة الفلسطينية من 11 دولة - منها فرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا - لترفع عدد الاعترافات الإجمالية إلى 160، في إشارة إلى الإجماع الدولي المتجدد على ضرورة منح الفلسطينيين حق تقرير مصيرهم على أرضهم المحتلة منذ عام 1967، وإنهاء النزاع مع الإسرائيليين.

المبادرة السعودية - الفرنسية

ينص «إعلان نيويورك» أولاً على «إنهاء الحرب في غزة» عبر «العمل من أجل وقف إطلاق نار فوري ودائم، وإطلاق جميع الرهائن، وتبادل الأسرى الفلسطينيين، وإعادة رفات جميع القتلى، وإيصال المساعدات على نطاق واسع إلى كل أنحاء قطاع غزة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2735».

وتشمل الخطوة التالية «توحيد غزة مع الضفة الغربية» على أساس أن القطاع «يشكل جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، مع الضفة الغربية، ومعارضة الاحتلال والحصار وتقليص الأراضي والتهجير القسري»، على أن تنشأ «لجنة إدارية انتقالية تعمل في غزة تحت مظلة السلطة الفلسطينية فترة مؤقتة قصيرة».

ويتضمن العمل على إنشاء بعثة دولية باسم «بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار» تشمل قوة دولية ونشرها «بتفويض من مجلس الأمن، بدعم إقليمي ودولي مناسب، لحماية السكان المدنيين، والحفاظ على اتفاق وقف النار، ودعم جهود السلطة الفلسطينية لاستعادة النظام، بما في ذلك من خلال تقديم الدعم الفعال لقوات الأمن التابعة لها، وتوفير ضمانات لأمن كلا الطرفين داخل أراضيهما»، على أن يجري «تعزيز أمن الحدود من خلال البعثات الدولية ذات الصلة وتعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين».

ويدعو الإعلان إلى إنهاء دور «حماس» في غزة، والاستفادة من تجارب بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو «أنميك»، والقوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان «يونيفيل»، وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك «أندوف» بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متحدثاً في الجمعية العامة (أ.ف.ب)

وتشكل مسألة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وموحدة ومستقلة العمود الفقري في العمل على تأمين «الدعوة إلى تأييد عالمي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، بما في ذلك حقه في دولته المستقلة، التي تضم الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل».

وينص الإعلان على «تعزيز الاعتراف المتبادل والتعايش السلمي والتعاون بين كل دول المنطقة، بما يرتبط بتسوية القضية الفلسطينية سلماً وتنفيذ حل الدولتين بشكل لا رجعة فيه»، وإنشاء «مسار» يشمل سوريا وإسرائيل، ولبنان وإسرائيل، عبر «تجديد الجهود على مساري سوريا وإسرائيل ولبنان وإسرائيل بهدف تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومعالجة كل المطالبات».

خطة ويتكوف... وبلير

المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نيويورك (رويترز)

وتتلاقى البنود المعلنة حول خطة ترمب، والتي وضعها ويتكوف مع الخطوط العريضة للمبادرة السعودية - الفرنسية، وقدمها الرئيس الأميركي خلال اجتماعه مع قادة ومسؤولين من الدول العربية والمسلمة في الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي.

وبموجب الخطة، ستوافق إسرائيل على وقف نهائي للنار عند خطوط القتال الراهنة، وستطلق «حماس» جميع الرهائن الأحياء ورفات الموتى الإسرائيليين لديها في غضون 48 ساعة، على أن يصدر عفو عن عناصر «حماس» الذين يلتزمون التعايش السلمي مع إسرائيل، وتأمين ممر لمن يرغبون في مغادرة غزة.

ويتضمن الاقتراح الأميركي أيضاً التزاماً من الجانبين ببدء حوار جديد حول التعايش السلمي، وتعهداً من إسرائيل بعدم شن هجمات أخرى على قطر، التي اضطلعت مع مصر والولايات المتحدة بدور رئيسي للوساطة في المفاوضات لإنهاء الحرب.

وساد ترقب لمعرفة ما إذا كان الرئيس ترمب سيضغط على نتنياهو للموافقة على نتنياهو، الذي رفض حتى الآن وقف الحملة العسكرية الإسرائيلية. ووجَّه انتقادات حادة لدول العالم التي اعترفت بالدولة الفلسطينية.

توافق على إدارة انتقالية

وعلى غرار ما أوردته المبادرة السعودية - الفرنسية لجهة إنشاء «لجنة إدارية انتقالية» تعمل في غزة، تتضمن المقترحات الأميركية أن تُحكم غزة من «السلطة الانتقالية الدولية في غزة»، على أن يتولى رئيس الوزراء البريطاني سابقاً توني بلير منصب الإشراف على السلطة الانتقالية التي تدعمها «قوة أمنية متعددة الجنسيات»، توفر الأمن عند المعابر الحدودية، و«تمنع عودة ظهور الجماعات المسلحة، وتُعطل تهريب الأسلحة، وتُحيِّد التهديدات غير المتكافئة». ويأمل الأميركيون في أن يؤدي اقتراح بلير إلى تهدئة المخاوف المتزايدة من تهجير الفلسطينيين من غزة.

نازحون من شمال قطاع غزة صوب جنوب القطاع (رويترز)

ومن الواضح أن ترمب تبنَّى أيضاً جزءاً من اقتراحات قدمها بلير بالتعاون مع صهر ترمب، جاريد كوشنر. وتمثل إعادة بلير إلى الواجهة فصلاً جديداً من علاقته مع الشرق الأوسط، علماً أنه تعامل مع النزاع بصفته رئيس وزراء بريطانياً، ومبعوثاً للأمم المتحدة، ومستشاراً خاصاً، ووسيطاً في الظل.

ودائماً ما حافظ بلير على موقف بريطانيا التقليدي المتمثل في الدعم الثابت لإسرائيل، لكنه دعا إلى تسوية دائمة تفاوضية تضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب دولة إسرائيل آمنة.

ويرى الكثيرون أن فكرة تولي بلير أي منصب حاكم في غزة تثير الاستياء، لا سيما بالنظر إلى دوره في غزو العراق عام 2003 مع الرئيس جورج دبليو. بوش، بناءً على تقارير كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.


مقالات ذات صلة

توقعات أميركية بقرب المرحلة الثانية في غزة

المشرق العربي فلسطينيون يركبون عربة تجرها سيارة لعبور شارع غمرته المياه بعد عاصفة في مدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ب)

توقعات أميركية بقرب المرحلة الثانية في غزة

قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، في القدس أمس، إنه يتوقع صدور إعلانات «قريبة» بشأن التقدم إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترمب.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية ماركو روبيو ونظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في مقر الخارجية الأميركية في واشنطن (ا.ف.ب)

روبيو يبحث مع نظيره الإسرائيلي تنفيذ خطة ترمب للسلام في غزة

أفادت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم، أن الوزير ماركو روبيو التقى مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر، حيث بحثا قضايا الأمن الإقليمي وخطة ترمب لوقف النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

ترمب سيعلن أسماء المشاركين في مجلس السلام في غزة العام المقبل

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأربعاء إن من المتوقع أن يُعلَن مطلع العام المقبل عن أسماء قادة العالم الذين سيشاركون في مجلس السلام في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية معبر جسر الملك حسين الحدودي مع الأردن (أ.ف.ب)

إسرائيل تعيد فتح معبر مع الأردن أمام المساعدات المتّجهة إلى غزة

أعادت إسرائيل الأربعاء فتح معبر اللنبي (جسر الملك حسين) الحدودي بين الأردن والضفة الغربية المحتلة أمام دخول الشاحنات المحمّلة بمساعدات لغزة بعد نحو ثلاثة أشهر.

«الشرق الأوسط» (القدس)
شمال افريقيا أطفال يجرون عربة أمام جدارية على مبنى مدمر في مخيم المغازي للاجئين خارج دير البلح (أ.ف.ب) play-circle

تخوفات للوسطاء من «تغييرات ديموغرافية» تهدد «اتفاق غزة»

أثارت تحركات إسرائيل في مناطق سيطرتها في قطاع غزة، تحذيرات متكررة من الوسطاء لا سيما المصري من رفض تقسيم القطاع أو تغيير جغرافيته أو ديموغرافيته.

محمد محمود (القاهرة )

وفاة رضيعة وسط انعدام المأوى... سكان غزة وجهاً لوجه مع الشتاء القارس

فلسطينية نازحة بأحد المخيمات في يوم ممطر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينية نازحة بأحد المخيمات في يوم ممطر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

وفاة رضيعة وسط انعدام المأوى... سكان غزة وجهاً لوجه مع الشتاء القارس

فلسطينية نازحة بأحد المخيمات في يوم ممطر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)
فلسطينية نازحة بأحد المخيمات في يوم ممطر بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

توفيت رضيعة فلسطينية، اليوم الخميس، نتيجة البرد القارس في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية بأن الرضيعة رهف أبو جزر، البالغة من العمر 8 أشهر، توفيت في مدينة خان يونس بسبب البرد القارس.

وأشارت المصادر إلى أن الحادث يعكس خطورة الأوضاع الإنسانية في القطاع، خصوصاً على الأطفال والنازحين الذين يعيشون في خيام ضعيفة وغير مؤهلة لمواجهة الطقس البارد، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).

ويعاني أهالي قطاع غزة من انعدام المأوى والعلاج، وعدم وجود وسائل التدفئة بسبب شح الوقود، في ظل منخفض جوي عاصف وبارد وممطر.

أطفال فلسطينيون يقفون بجوار بركة ماء في يوم ممطر بخان يونس (رويترز)

وفي السياق، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن هطول الأمطار على قطاع غزة يزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها مئات آلاف النازحين، ولا سيما في المخيمات والمناطق التي تفتقر إلى مقومات الحماية الأساسية.

وأوضحت «الأونروا» في منشور عبر منصتها الرسمية على موقع «إكس»، اليوم الخميس، أن الشوارع المغمورة بالمياه وتسرّبها إلى خيام النازحين يزيدان من سوء الأوضاع المعيشية المتدهورة أصلاً، مشيرة إلى أن البرد القارس والاكتظاظ وانعدام النظافة ترفع من خطر الإصابة بالأمراض والعدوى، خصوصاً بين الأطفال.

وأكدت الوكالة أن هذه المعاناة المتفاقمة يمكن تفاديها عبر تدفّق المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما يشمل الإمدادات الطبية ومستلزمات المأوى المناسبة التي تمكّن العائلات من مواجهة ظروف الشتاء القاسية بأمان وكرامة.

خيمة من النيلون فى مواجهة الشتاء

وقف الفلسطيني إسماعيل مرشد من قطاع غزة في منتصف خيمته يندب حظه بعد أن غمرتها مياه الأمطار جراء منخفض جوي عميق يضرب المنطقة. وسيطرت على مرشد، الذي يقطن مع زوجته و5 من أطفاله داخل خيمة في مرفأ ميناء غزة البحري بعد نزوحه من بيته في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حالة من الحزن والغضب على ما وصل إليه حاله.

وقال مرشد بينما وصلت المياه إلى منتصف قدميه إن «مياه الأمطار غمرت خيامنا، ونحن نيام لا حول لنا ولا قوة، ولا نستطيع فعل شيء سوى الاستسلام للأمر الواقع»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

محاولة يائسة من فلسطيني لحماية خيمته من الأمطار (رويترز)

وأضاف مرشد بينما يرفع يديه إلى السماء أن «منسوب المياه وصل إلى 50 سم، ما أدى إلى تلف كل الأغراض داخل الخيمة من طعام وشراب وأغطية وملابس، وكأننا نعوم في وسط البحر». وتابع الرجل المكلوم على حال عائلته: «اتخذنا كل الاحتياطات لمواجهة المنخفض الجوي لكنه كان أعمق وأكبر من المتوقع، ومهما فعلنا لا نستطيع مواجهته بخيمة مصنوعة من النيلون».

ويشكو مرشد من تباطؤ المؤسسات الفلسطينية الحكومية والخاصة والدولية العاملة في القطاع، قائلاً: «غزة قبل الحرب كانت تغرق بمياه الأمطار، فما بالك الآن في ظل دمار البنية التحتية (...) طلبنا خياماً وشوادر وما حد عبرنا وردّ علينا».

منخفض جوي قارس

ويتأثر قطاع غزة الساحلي الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، غالبيتهم يعيشون في خيام ومراكز إيواء، بمنخفض جوي قطبي مصحوب بكتلة هوائية باردة، بدأ صباح يوم الأربعاء ويستمر حتى الجمعة المقبل، وفق دائرة الأرصاد الجوية.

من جهتها، ذكرت دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية أن العاصفة «بايرون» وصلت المنطقة، وستستمر ثلاثة أيام من الطقس العاصف، متوقعة أن ترافق العاصفة رياح قوية قد تصل سرعتها إلى نحو 80 كيلومتراً في الساعة. فيما أفادت الإذاعة العبرية العامة بأن الأمطار تتركز على خط الساحل مع كميات قد تصل إلى 200 ملم، وأن الخطر الأساسي هو الفيضانات، مشيرة إلى أن مدينة تملك أنظمة صرف ممتازة لا يمكنها التعامل مع هذا الكم من المياه في وقت قصير.

سيدة تسير في أحد شوارع حي الصفتاوي غرب مدينة جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

غرق الخيام

وفي السياق ذاته، قال محمود بصل، الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، إن آلاف الخيام غرقت جراء المنخفض الجوي، فيما تلقت طواقم الإنقاذ أكثر من ألف مناشدة ونداء استغاثة من السكان. وذكر بصل لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أن التدخل العاجل ضروري للحد من الأضرار الناجمة عن المنخفض الجوي، داعياً الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار الضغط لإدخال بيوت متنقلة لإيواء النازحين.

خيام سكان غزة بمخيم جباليا في مواجهة موجات من الطقس القارس (أ.ب)

ومن جهتها اعتبرت بلدية غزة أن المنخفضات الجوية تشكل خطراً كبيراً على النازحين والسكان بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، من جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على القطاع.

وقال حسني مهنا، الناطق باسم البلدية، إن «الاحتلال الإسرائيلي دمر 85 في المائة من معدات البلدية ما يعيق عملها لمساعدة السكان»، محذراً من أن الوضع كارثي في القطاع بسبب المنخفضات الجوية والنقص الحاد بالمواد الملحة.

وقال مهنا إن الوضع الحالي يهدد آلاف الأسر، لا سيما مع تلف عدد كبير من خيام الإيواء، ما يُعرّض النازحين لمخاطر التشرد من جديد، في ظل غياب البدائل المناسبة للمأوى، داعياً إلى توفير المعدات والآليات اللازمة والبدء بتأهيل منظومتي الصرف الصحي ومياه الأمطار.

مناشدة دولية

يأتي ذلك فيما أطلقت الحكومة الفلسطينية مناشدة للمؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية، لتوزيع مستلزمات الإيواء بشكل فوري على النازحين الأكثر تضرراً، في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع منذ فجر الأربعاء. وقال بيان صادر عن غرفة العمليات التابعة للحكومة في غزة، إن هطول الأمطار الغزيرة خلال ساعات فجر اليوم أدى إلى غرق عشرات الخيام وتلف ممتلكات النازحين، ما زاد من معاناتهم في ظل غياب وسائل الحماية الكافية من البرد والعواصف.

وحذر البيان من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى وفيات بين الأطفال وكبار السن نتيجة انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل الحماية الأساسية، مؤكداً أن توفير وسائل الحماية العاجلة أصبح مسألة إنقاذ حياة وليس مجرد استجابة إنسانية.

مياه الأمطار في شوارع مخيم جباليا والأنقاض جراء الحرب على القطاع (أ.ف.ب)

وطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، بما في ذلك الخيام والوحدات السكنية مسبقة الصنع، التي تمثل الحل الأمثل لحماية مئات آلاف النازحين من برد الشتاء وموجات الأمطار.

وأوضح البيان أن قطاع غزة بحاجة إلى أكثر من 300 ألف خيمة ووحدة إيواء مؤقتة لتأمين الحد الأدنى من المأوى للعائلات المتضررة، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالمساكن والبنية التحتية خلال العامين الماضيين.

وشدد البيان على أن حماية أرواح النازحين مسؤولية جماعية تتطلب تحركاً سريعاً، معتبراً أن أي تأخير في توفير مستلزمات الإيواء الأساسية قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة يمكن تفاديها بتكاتف الجهود وسرعة الاستجابة.


وزير السياحة السوري: إلغاء قانون «قيصر» يعزز حضورنا على الخريطة الإقليمية والدولية

مواطنون سوريون يلوحون بأعلامهم الوطنية خلال احتفالات الذكرى السنوية الأولى لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في دمشق (أ.ب)
مواطنون سوريون يلوحون بأعلامهم الوطنية خلال احتفالات الذكرى السنوية الأولى لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في دمشق (أ.ب)
TT

وزير السياحة السوري: إلغاء قانون «قيصر» يعزز حضورنا على الخريطة الإقليمية والدولية

مواطنون سوريون يلوحون بأعلامهم الوطنية خلال احتفالات الذكرى السنوية الأولى لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في دمشق (أ.ب)
مواطنون سوريون يلوحون بأعلامهم الوطنية خلال احتفالات الذكرى السنوية الأولى لإطاحة الرئيس السابق بشار الأسد في دمشق (أ.ب)

أكد وزير السياحة السوري، مازن الصالحاني، أن قرار إلغاء قانون «قيصر» يُشكِّل محطةً تاريخيةً تعيد تصحيح مسار العدالة الدولية، وتفتح آفاقاً واسعةً أمام الاقتصاد الوطني.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، اليوم (الخميس)، عن الصالحاني قوله: «إن القطاع السياحي كان ولا يزال الأسرع تعافياً بعد التحرير، وقد أثبت قدرته على النهوض خلال العام الأول».

وأشار إلى أن رفع القيود الخارجية سيُوسِّع مساحة العمل لجذب الاستثمارات، وتسهيل حركة الوفود السياحية، ما يعزِّز حضور سوريا على خريطة السياحة الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن سوريا اليوم تتقدَّم بثبات وثقة نحو إعادة بناء قطاع سياحي قادر على المنافسة إقليمياً ودولياً، وأن إزالة المعوقات أمام حركة الاستثمار والسياحة ستُشكِّل دعامةً إضافيةً لهذا المسار.

وأكد الصالحاني أن أبواب سوريا ستبقى مفتوحةً لكل الراغبين في المساهمة بمرحلة التعافي والنمو، وفق مبادئ السيادة الوطنية والتنمية المستدامة.

وكان مجلس النواب الأميركي صوَّت لصالح إلغاء «قانون قيصر» ضمن قانون موازنة وزارة الدفاع لعام 2026، مساء أمس، وذلك بعد سنوات من فرضه على سوريا؛ بسبب جرائم الحرب التي ارتكبها النظام البائد بحق الشعب السوري.


توقعات أميركية بقرب المرحلة الثانية في غزة

فلسطينيون يركبون عربة تجرها سيارة لعبور شارع غمرته المياه بعد عاصفة في مدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ب)
فلسطينيون يركبون عربة تجرها سيارة لعبور شارع غمرته المياه بعد عاصفة في مدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ب)
TT

توقعات أميركية بقرب المرحلة الثانية في غزة

فلسطينيون يركبون عربة تجرها سيارة لعبور شارع غمرته المياه بعد عاصفة في مدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ب)
فلسطينيون يركبون عربة تجرها سيارة لعبور شارع غمرته المياه بعد عاصفة في مدينة غزة يوم الأربعاء (أ.ب)

قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، مايك والتز، في القدس أمس، إنه يتوقع صدور إعلانات «قريبة» بشأن التقدم إلى المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترمب للسلام في غزة، مؤكداً أن واشنطن لن تسمح لـ«حماس» بإعادة بناء نفسها.

وأوضح والتز أن المُكوّنات الرئيسية للخطة تتمثل في سلطة فلسطينية تكنوقراطية تتولى إدارة الخدمات، وآلية تمويل تضمن تحّمل الأطراف المعنية للتكاليف، وأخيراً قوة استقرار دولية.