صدر العدد الثالث عشر من «الأديب الثقافية»، شتاء 2025، وقد زيّن الغلافين الأول والثاني لوحتان للفنان الكوبي ليفريدو لام، وتضمّن عدداً من البحوث المعرفية والدراسات النقدية والملفات الشعرية العربية والعالمية.
افتتح رئيس التحرير العدد بمقالة عنوانها «نظرية اللانظرية في الفكر النقدي»، وهي تُعنى بحركية الفكر النقدي الجديد، لتحرير العقل من ميتافيزيقيا اللاهوت، داعياً فيها إلى بناء «إتيقا جديدة قائمة على المصالحة بين الإنسان والطبيعة»، وذلك من منطلق أنه ليس ثمة نظرية نهائية للفكر النقدي.
وفي حقل (بحوث)، نشرت الدكتورة أسماء جميل دراسة تناولت فيها «الحيزّ المدني في العراق»، وقد تشوّفت فيه «الآمال المتعثرة في فضاء معقّد»، وذلك بسبب انحسار الفضاء أو الحيّز المدني في العراق.
وفي بحث «مسألة المرأة في الخطاب النيتشوي» قدّمت الدكتورة سنا صباح علي رؤية جدلية لإشكالية حضور المرأة واختفائها. وقد توقفت الباحثة عند نصائح نيتشه، ومن هذه النصائح «اعتباره الصداقة بين المرأة والرجل هي أعلى أشكال الحب».
وطرحت الدكتورة إنصاف سلمان، في بحثها الموسوم بـ«ماذا بعد الإنسان؟ هل قدر المرء أن لا يكون ذاته»، مقاربة لتاريخ الغرب الاجتماعي والسياسي والعلمي، ورأت «أن الجزء الكبير من الإنسانية المُحتفى بها هو في حقيقته هامشياً وغير إنساني، وهو بحكم الظروف ما بعد إنساني».
وقدّم الدكتور قيس كاظم الجنابي قراءة في كتاب «القول والقائل - سيرة فاضل ثامر»، ليتوصل إلى أن هذه السيرة «تكشف أنه ناقد آيديولوجي، حاله حالُ نقادنا المنتمين للتيارات اليسارية وغير اليسارية، ويكتب من دون أن يتخلّص من إرثه الماركسي».
وفي دراسته الموسومة بـ«حضور (الأنا) في رحلات المرأة العربية» يسعى الدكتور فاضل عبود التميمي إلى الكشف عن الطبيعة الثقافية لتلك (الأنا)، وهي تنزاح تحت تأثير عوامل شتى، بدءاً من حاضنتها الأولى (بلدها)، وانتهاءً بـ(البلد المرتحلة إليه).
أما الناقد عباس عبد جاسم، فقد تركَّز بحثه على التأسيس لـ«براديغما الفكر النقدي ما بعد النظرية النقدية»، حيث تعرَّض فيه إلى مرحلة ما بعد النقد بوصفها مرحلة انتقالية، وتوقَّف عند إشكالية «البراديغما: من حيث إشكالية المصطلح والمفهوم»، وقام بالتمييز بين «التخصصية البينية والتخصصية التعددية». ويرى في أطروحته الجديدة أن «البراديغما الجديدة بدأت من النسبية التي تجاوزت فيزياء نيوتن، ووضعت الحداثة في مرحلة جديدة من التساؤلات الكونية الجديدة».
وفي حقل «نقد الرواية» أسهمت الناقدة والأكاديمية إيمان عبد دخيل بتقديم رؤية نقدية لرواية «النبيذة» لإنعام كجه جي، من خلال «ثقافة الاختلاف والتعاضد النسوي» في مرحلتين من مراحل تاريخ العراق الحديث.
أما الدكتورة مها خالد سلمان فقد اختارت «الواقعية القذرة» مدخلاً لـ«تمثلات المسكوت عنه في السرد العربي المعاصر»، وقد درست فيها أهم شفرات الانحراف بـ«صيغة الانزياح عن الواقع بهذه الواقعية القذرة - كتيار أدبي ظهر في الولايات المتحدة الأميركية في أواخر القرن العشرين»، من خلال تصورات ريتشارد بيل.
وفي حقل «ثقافة عالمية» نشر الشاعر العراقي فاضل السلطاني دراسة عن «الشاعر والقس الويلزي آر إس توماس في صراعه مع الإله... وتصالحه معه»، وقد تقصّى فيها جذور كهنوتية توماس، وما تحمل من عذابات صوفية وروحية من خلال مجازات اللغة والرمز.
وفي حقل «كتاب العدد»، الذي استحدثته «الأديب الثقافية» بكل عدد، قدّمت كتاب «غزّة... ما لون الحزن؟» للشاعر العراقي عبد الكريم كاصد، وقد ضم الكتاب عدداً من القصائد، وفيها تُشكل غزّة مركز مدار القتل والجوع والخراب.
وقدّم الشاعر إدريس علوش مرئية شعرية أمازيغية حملت عنوان «يمايْنو».
وفي حقل «نقطة ابتداء» كتب الناقد والكاتب حسب الله يحيى عن «ثلاث مؤسسات ثقافية فردية»، تمثلت في ثلاث شخصيات عراقية وهي لطفية الدليمي وعباس عبد جاسم وعلي عبد الأمير.
و«الأديب الثقافية» تصدر بطبعتين ورقية وإلكترونية في آن.
