جهود مكثفة من الوسطاء لإحياء «هدنة غزة» بعد مبادرة ترمب

مصر تدعو إلى وقف «فوري» لإطلاق النار في القطاع

أحد ضحايا القصف الإسرائيلي خلال نقله إلى «مستشفى العودة» في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)
أحد ضحايا القصف الإسرائيلي خلال نقله إلى «مستشفى العودة» في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)
TT

جهود مكثفة من الوسطاء لإحياء «هدنة غزة» بعد مبادرة ترمب

أحد ضحايا القصف الإسرائيلي خلال نقله إلى «مستشفى العودة» في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)
أحد ضحايا القصف الإسرائيلي خلال نقله إلى «مستشفى العودة» في مخيم النصيرات للاجئين (أ.ف.ب)

زخم يتواصل بشأن وقف الحرب في قطاع غزة بعد جمود في مفاوضاتها منذ يوليو (تموز) الماضي، مع جهود مكثفة من الوسطاء لإقرار هدنة بعد طرح الرئيس الأميركي دونالد ترمب مبادرة في هذا الصدد.

تلك الجهود التي زادت وتيرتها منذ إعلان ترمب عن ملامح مبادرته في 23 سبتمبر (أيلول) الجاري مع عدد من قادة ومسؤولي دول عربية وإسلامية في نيويورك، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها ستسهم في هدنة قريبة مع احتمال أن يضع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، شروطاً إضافية خلال لقاء الرئيس الأميركي الاثنين من أجل تعزيز فرصه التفاوضية لاحقاً.

وقال ترمب، السبت، في منشور عبر حسابه بمنصات التواصل: «أجرينا مفاوضات مكثفة ومناقشات ملهمة ومثمرة على مدى 4 أيام (بشأن غزة)، وسنواصل ما دام الأمر اقتضى ذلك، من أجل التوصل إلى اتفاق كامل بنجاح»، مضيفاً: «(حماس) على دراية كبيرة بهذه المناقشات، وتم إبلاغ إسرائيل على جميع المستويات».

وتضم تلك المبادرة «نحو 21 بنداً»، وفق ما ذكره مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في تصريحات، غداة اجتماع ترمب مع المجموعة العربية - الإسلامية، مضيفاً أن الخطة «تعالج هواجس إسرائيل، وكل الجيران في المنطقة. وواثقون بأننا سنتمكَّن في الأيام المقبلة من إعلان اختراقٍ ما»، وسط تسريبات نقلتها «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، تشير إلى عدم وجود تهجير فيها للفلسطينيين، وعدم وجود «حماس» بالمستقبل.

ودعا وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال مقابلات متلفزة ولقاءات واجتماعات وزارية ومع مسؤولين غربيين على مدار يومَي الجمعة والسبت، في نيويورك، لدعم جهود الوسطاء، والوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وفق بيانات لـ«الخارجية المصرية».

وطرح عبد العاطي ذلك في اجتماع وزراء خارجية دول «مجموعة بريكس»، وخلال لقاء مع وزير خارجية كوريا الجنوبية، رئيس مجلس الأمن الحالي، تشو هيون، وفي الاجتماع الوزاري التنسيقي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.

وفي إطار الجهود العربية المكثفة، التقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ببنيامين نتنياهو، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وخلال اللقاء، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، شدد الشيخ عبد الله بن زايد على «ضرورة إنهاء الحرب الدموية في قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار».

فلسطينيون يسيرون حاملين أكياساً من المساعدات الإنسانية في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

المحلل السياسي الفلسطيني، سهيل دياب، يرى أن التحرك العربي - الإسلامي في نيويورك كان له أثر حاسم في ظهور مبادرة ترمب، خاصة بعد الدور السعودي - الفرنسي في مؤتمر «حل الدولتين»، وما تلاه من اعترافات غربية في نيويورك قبل أيام، مما شكل هاجساً ضاغطاً على الطرف الأميركي، لافتاً إلى أن «هذا التكتيك العربي - الإسلامي له دور كبير في فهم أن تغير الموقف الأميركي سيؤدي لوقف تعنت إسرائيل، وهذا ما حدث، ورأينا جهوداً مكثفة من الوسطاء، لا سيما من واشنطن». ويعتقد أن هذا التحرك متعدد الأطراف العربي - الإسلامي، كذا تحرك الوسطاء، أوصل ترمب إلى أن يكون بين سيناريوهين؛ إما الاستمرار في التماهي مع إسرائيل، مما يؤدي لانقلاب داخلي في الحزب الجمهوري الحاكم، أو يترك الأمور على طبيعتها، مما يؤدي لارتفاع مشروع «حل الدولتين»، موضحاً: «لذلك نرى جهود ترمب المكثفة لإقرار تهدئة قريبة في غزة لمنع إسرائيل من مخاطر أكبر في المستقبل بإقامة دولة فلسطين، إلى حين تهدأ الأمور وتستطيع الإدارة الأميركية وإسرائيل إجهاض مسار (حل الدولتين)».

في حين يرى المحلل السياسي الأردني، صلاح العبادي، أن مصر وقطر تلعبان دوراً مهماً في جهود الوساطة للوصول إلى مسار سياسي من أجل إنهاء الحرب، لكن التوصل إلى هدنة في غزة أو وقف إطلاق النار «أمر يحتاج إلى ضغط من قبل ترمب».

امرأة فلسطينية وأطفالها يهرعون بعيداً عن موقع غارات جوية إسرائيلية على مبنى من ستة طوابق غرب جباليا (أ.ف.ب)

وقال نتنياهو، السبت: «نحن نقترب من النهاية؛ إعادة رهائننا إلى الوطن، وهزيمة أعدائنا، وبناء السلام مع جيراننا، والسيف في أيدينا. هذا ما نفعله الآن»، وفق تصريحات نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت».

حديث نتنياهو جاء غداة إعلانه في خطابه بالأمم المتحدة: «إذا وافقت (حماس) على مطالبنا، يمكن للحرب أن تتوقف الآن»، في إشارة إلى مطالب خمسة طرحتها إسرائيل عقب انسحابها في يوليو الماضي رفقة واشنطن من مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في غزة، وتتضمّن نزع سلاح الحركة الفلسطينية.

وتأتي تلك التطورات قبيل لقاء الاثنين بين ترمب ونتنياهو، والذي سيتطرق لمبادرة إنهاء الحرب في غزة، بحسب ما نقلته «القناة 12» الإسرائيلية غداة إعلان الرئيس الأميركي خطته.

ويرجح دياب أنه من قبل لقاء ترمب ونتنياهو، الاثنين، هناك استعدادات جارية بشأن إيجاد صيغة مناسبة لمخرجاته التي تتجه لها كل الأنظار لمعرفة مستقبل المبادرة الأميركية.

ويتوقع العبادي أن يتناول لقاء ترمب ونتنياهو السيناريوهات المطروحة لـ«اليوم التالي» في القطاع، ووضع ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، في ظل رغبة لدى الرئيس الأميركي في إنهاء الحرب وحمل رئيس الوزراء الإسرائيلي على الموافقة على الخطة، ليخرج بصورة «البطل الذي حقق السلام». ويرجح احتمال عدم خضوع نتنياهو بشكل كامل لهذا التوجه، مع محاولة إقناع ترمب أن الخطة لا تستجيب للمصالح الإسرائيلية، وسيضع شروطاً إضافية، مثل بقاء منطقة أمنية عازلة في غزة، وحرية العمل العسكري في القطاع.


مقالات ذات صلة

تحذيرات مصرية من عرقلة «مسار اتفاق غزة» وتجزئة الإعمار

تحليل إخباري فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين بغزة (أ.ف.ب)

تحذيرات مصرية من عرقلة «مسار اتفاق غزة» وتجزئة الإعمار

تتواصل جهود الوسطاء للدفع بالمرحلة الثانية في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مخاوف وتحذيرات مصرية

محمد محمود (القاهرة )
المشرق العربي مركبات للشرطة الإسرائيلية تعمل أثناء مداهمة في الضفة الغربية... 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

الشرطة الإسرائيلية: مقتل شخصين في هجوم شنه فلسطيني 

قالت السلطات الإسرائيلية ​اليوم الجمعة إن شخصين قتلا في هجوم نفذه فلسطيني بالطعن والدهس في ‌شمال ‌إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

توالت اجتماعات الوسطاء لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المتعثر حالياً، واستضافت القاهرة وأنقرة اجتماعين بشأن تنفيذ بنود الاتفاق

محمد محمود (القاهرة)
المشرق العربي مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية (رويترز) play-circle

إسرائيل تعتبر إدانة قرارها إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة «خطأ أخلاقياً»

رفضت إسرائيل إدانة صادرة عن 14 دولة لقرارها إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ووصفت الانتقادات بأنها تنطوي على «تمييز ضد اليهود».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

ندّدت 14 دولة من بينها فرنسا وبريطانيا، الأربعاء، بإقرار إسرائيل الأخير إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عنه

«الشرق الأوسط» (باريس)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».


العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)
العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)
TT

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)
العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

وضع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، خطوطاً حمراء واضحة أمام أي محاولات لفرض واقع عسكري جديد في محافظتي حضرموت والمهرة، مؤكداً أن ما يجري هناك لا يندرج في إطار خلاف سياسي، بل يمثل مساراً متدرجاً من الإجراءات الأحادية والتمرد على مرجعيات المرحلة الانتقالية.

وفي اجتماع موسّع مع هيئة المستشارين، شدد العليمي على أن حماية المدنيين مسؤولية الدولة، وأن القيادة السياسية طلبت رسمياً تدخل تحالف دعم الشرعية، الذي استجاب فوراً، لاحتواء التصعيد وحقن الدماء وإعادة الأوضاع إلى نصابها الطبيعي.

خلال الاجتماع - بحسب الإعلام الرسمي - استعرض العليمي تطورات الأوضاع في المحافظات الشرقية، لافتاً إلى أن الدولة تعاملت بـ«مسؤولية عالية» مع تصعيد وصفه بالخطير، فرضته تحركات عسكرية للمجلس الانتقالي هدفت إلى فرض أمر واقع بالقوة وتقويض مرجعيات المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض.

وأوضح أن مسار التصعيد في حضرموت اتسع من قرارات إدارية إلى تحركات عسكرية شملت مديريات غيل بن يمين والشحر والديس الشرقية، عادّاً أن الادعاء بمحاربة الإرهاب استُخدم ذريعة لتغيير موازين السيطرة على الأرض.

موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج (أ.ف.ب)

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أن مكافحة الإرهاب مسؤولية حصرية لمؤسسات الدولة النظامية، وأن أي أعمال خارج هذا الإطار لا تحاصر التطرف، بل تفتح فراغات أمنية خطيرة تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي.

وتطرق العليمي إلى الانتهاكات الإنسانية المصاحبة للتصعيد، مشيراً إلى تقارير ميدانية وحقوقية تؤكد سقوط ضحايا مدنيين واعتداءات على ممتلكات عامة وخاصة، فضلاً عن تقويض المركز القانوني للدولة اليمنية.

تحرك التحالف ودعم الوساطة

أحاط العليمي - وفق ما ذكرته المصادر الرسمية - هيئة المستشارين بنتائج اجتماع مجلس الدفاع الوطني، الذي خلص إلى توصيف التصعيد بعدّه خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية وتمرداً على مؤسسات الدولة الشرعية، مؤكداً واجب الدولة في حماية المدنيين وفرض التهدئة ومنع إراقة الدماء.

وقال إن القيادة السياسية، وبناءً على توصيات المجلس، تقدمت بطلب رسمي إلى تحالف دعم الشرعية لاتخاذ تدابير فورية لحماية المدنيين في حضرموت، وهو ما استجابت له قيادة القوات المشتركة بشكل فوري، حرصاً على حقن الدماء وإعادة الاستقرار.

العليمي اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في حضرموت (إ.ب.أ)

وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أن أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد أو تعرض المدنيين للخطر سيتم التعامل معها مباشرة، بما يضمن حماية الأرواح وإنجاح جهود الأشقاء في السعودية والإمارات، وخروج قوات المجلس الانتقالي من معسكرات حضرموت والمهرة وتسليمها لقوات «درع الوطن»، وتمكين السلطات المحلية من ممارسة صلاحياتها الدستورية.

وجدد العليمي دعمه الكامل للوساطة التي تقودها الرياض وأبوظبي، مثمناً الدور الرائد للبلدين في دعم اليمن ووحدته واستقراره، ومشيداً بتصريحات الأمير خالد بن سلمان التي عكست حرصاً أخوياً صادقاً على استعادة مؤسسات الدولة.

كما أكد أن حل القضية الجنوبية سيظل التزاماً ثابتاً عبر التوافق وبناء الثقة، محذراً من مغبة الإجراءات الأحادية التي لا تخدم سوى أعداء اليمن، ومؤكداً أهمية إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وحشد الطاقات لمواجهة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.