إسرائيل قلقة من مواقف دول أوروبية لم تعترف بعد بفلسطين

باخرة التضامن مع غرة قبالة اليونان الخميس (رويترز)
باخرة التضامن مع غرة قبالة اليونان الخميس (رويترز)
TT

إسرائيل قلقة من مواقف دول أوروبية لم تعترف بعد بفلسطين

باخرة التضامن مع غرة قبالة اليونان الخميس (رويترز)
باخرة التضامن مع غرة قبالة اليونان الخميس (رويترز)

في إطار التقييمات الجارية في الحكومة الإسرائيلية وزارة الخارجية حول موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، عبرت مصادر رسمية عن انزعاجها أيضاً من الدول التي امتنعت حتى الآن عن الاعتراف؛ لأن موقفها لا يعدّ مناصراً بل تهدد بتغيير موقفها في حال إقدام تل أبيب على خطوات انتقامية.

ولفتت هذه المصادر إلى حقيقة أن عدة دول أوروبية لم تعترف بفلسطين، لكنها أرسلت مندوبين عنها إلى مؤتمر نيويورك، برئاسة السعودية وفرنسا، وألقوا كلمات واضحة عبروا فيها عن تأييدهم للفكرة (الاعتراف بفلسطين)، ولكنهم وضعوا شروطاً لذلك وهي شروط سهلة مقدور عليها.

مبادرة ميلوني

وأشاروا إلى مضامين خطاب رئيسة حكومة إيطاليا جورجيا ميلوني، التي حرصت على التوضيح بأنها لا تستبعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها ترى أن هذا الأمر يحتاج إلى تحقيق شرطين: تحرير المخطوفين وإبعاد «حماس» عن السلطة. «هذه المبادرة»، قالت: «بالتأكيد لا تحظى بدعم (حماس)، وهي لن تحقق الدعم لها من المتطرفين الإسلاميين، لكنها يجب أن تحصل على دعم أصحاب العقل السليم».

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك - 23 سبتمبر 2025 (رويترز)

ثم تكلمت عن الممارسات الإسرائيلية غير المعقولة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، مع العلم بأن ميلوني تعدّ قائدة الجناح اليميني في السياسة الإيطالية.

الدنمارك وفنلندا

ومثلها فعلت حكومتا الدنمارك وفنلندا، اللتان وقّعتا على مذكرة تطالب بوقف الحرب على غزة والسماح للمواطنين في القطاع بتلقي العلاج الطبي السليم. ووزير الخارجية الياباني، تقشي أيوايا، الذي أكد أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للصراع الإسرائيلي – العربي، ولكن بلاده قررت تأجيل تصويتها عليه حتى تنضج الأمور في إسرائيل لإنهاء الحرب.

وكان نتنياهو قد امتنع عن تنفيذ تهديداته بالرد على الحراك الأوروبي - العربي، ووعد بأن يرد بعد عودته من اللقاء مع الرئيس دونالد ترمب في واشنطن، الأسبوع المقبل.

وبحسب عدة مصادر، نشرت وسائل الإعلام العبرية، الخميس، تقديرات تشير إلى أن نتنياهو يضع كل خُرجه وما يحتويه على طاولة ترمب، وسيحاول إقناعه بأن يصبر حقبة أخرى حتى يراه يحتل غزة بالكامل ويدمر «حماس»، ويحقق «انتصاراً أميركياً إسرائيلياً مشتركاً». وقد هاجم قادة أوروبا الحاليين، وقال إنهم سيتبدلون قريباً.

حل الدولتين

وقد عقّب الكاتب في صحيفة «هآرتس» إيتاي روم على ذلك قائلاً: «إسرائيل ستجد نفسها مشتاقة إلى (الرئيس الأميركي السابق باراك) أوباما وإيمانويل ماكرون وزعماء الغرب الآخرين الذين وقفوا رغم كل شيء وتمسكوا بنموذج حل الدولتين. هذا سيحدث عندما يصل قادة المظاهرات المؤيدون لفلسطين وأمثالهم إلى مواقع القوة في الدول الغربية. هم سيشطبون من جدول الأعمال الدولي حل تقسيم البلاد، لكن ليس بالاتجاه الذي يحلم به اليمين الإسرائيلي، بل لصالح حلمهم البديل: تحرير فلسطين من البحر إلى النهر».

لقاء ترمب بزعماء عرب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (أ.ف.ب)

المعروف أن نتنياهو ووزراءه حاولوا التعتيم على مجريات مؤتمر نيويورك، واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتصريحات القادة العرب، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيها. لكن وسائل الإعلام العبرية اهتمت بها. وواصلت، اليوم الخميس، نشر تعليقات بشأنها احتوت على مواقف إيجابية منها.

كذبة نتنياهو

ونشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً للأديب حاييم لفنسون، يقول فيه: «المبادرة السعودية - الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية آخذة في التسارع. الكذبة الكبيرة التي ينشرها نتنياهو هي أسطورة أنه هو فقط يريد تصفية (حماس). وقد أظهر اجتماع الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الإجماع الذي كان قائماً منذ سنتين، والذي يعمل نتنياهو على إلغائه: الدول العربية والولايات المتحدة والدول الغربية، جميعها تريد إزاحة (حماس) عن السلطة واستبدالها قيادة مدنية عادية بها».

خسارة الفرصة

وقال الكاتب آفي شيلون في «يديعوت أحرونوت»، إن «7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لم يكن مجرد كارثة - هو كان أيضاً فرصة. ولشدة الأسف، انتصرنا في الحرب لكننا نخسر الفرصة لتغيير حقيقي لوجه الشرق الأوسط».

وأضاف: «رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، خطب أمام كل العالم، وتعهد بألا تكون (حماس) شريكاً في الحكم، وأن تكون فلسطين بلا جيش، وتعيش إلى جانب إسرائيل بسلام، شجب 7 أكتوبر وطلب إعادة المخطوفين. كما أن أغلبية دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطينية اشترطت تأييدها في أن تجتاز السلطة إصلاحات، بما في ذلك في جهاز التعليم، والدولة لن تقوم دون استجابة لمطالب إسرائيل الأمنية. عملياً، ما حصل في الأسبوع الأخير في الساحة الدبلوماسية هو النصر المطلق. قدرت بأن هكذا سيكون؛ لأن التاريخ أثبت أنه في حالات عديدة تتحقق المصالحة بعد أن يكون الطرفان ضُربا وضَربا. لشدة الأسف، فإن القيادة الإسرائيلية - بكل أطيافها، وليس فقط نتنياهو - ترفض أن تتحدث إليها بصدق، وتتناول خطاب أبو مازن بوصفه موقفاً ابتدائياً يطرح للمفاوضات».

«كف عن الكذب»

ونشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً افتتاحياً اليوم بعنوان: «يا نتنياهو، كف عن الكذب»، فنّدت فيه ادعاءاته بأن الدولة الفلسطينية ستكون دولة إرهاب.

بنيامين نتنياهو (أ.ب)

وقالت: «نتنياهو يكذب. عندما تسلم محمود عباس مهام منصبه رئيساً للسلطة الفلسطينية، في 2006، أعلن صراحة بأن طريقه ستكون سياسية فقط. منذئذ تتعاون السلطة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية كي تمنع الإرهاب. هي ليست ولم تكن (دولة إرهاب) هذا كذب يخدم نتنياهو. حين كانت (حماس) تسيطر في غزة ونتنياهو عاد لرئاسة الوزراء، في 2009، اختار أن يقاطع عباس، ويرعى الانشقاق الفلسطيني، ويعزز حكم الإرهاب لـ(حماس) كورقة تين لرفضه السياسي. على مسافة أقل من ساعة سفر يعيش زعيمان كل واحد مسؤول عن مصير الملايين، ونتنياهو لم يبادر حتى ولا إلى لقاء واحد مع عباس. السبب واضح: نتنياهو لم يرغب في الانشغال بالموضوع المركزي الذي يشغل بال عباس - تقسيم البلاد وإقامة دولة فلسطينية. نعم، يوجد إرهاب فلسطيني، جريمة ليس لها مبرر. لكن مصدره ليس السلطة، ولا يمكن قطعه عن الواقع الوحشي للاحتلال والأبرتهايد».

وأضافت: «المستقبل، وليس الماضي، هو الاختبار. على إسرائيل أن تنصت لعباس ولمعظم دول العالم، أن تنضم إلى الإجماع الدولي وأن تعلن عن الاستعداد لإقامة دولة فلسطينية في أراضي 1967. عليها أن تبني تعاوناً أمنياً، اقتصادياً واجتماعياً. خطوة كهذه ستغير من الأساس وضع إسرائيل: كلما رأى الفلسطينيون أفقاً حقيقياً، هكذا يقل الدافع للإرهاب. واضح أيضاً أن إخراج (حماس) من المعادلة السياسية ونزع سلاحها شرط مُسلَّم به لكل الدول التي انضمت إلى الخطوة. هو عنصر ضروري في مثل هذه التسوية».

التحلي بالسذاجة

وتابعت: «محظور علينا التحلي بالسذاجة: متطرفون من الجانبين سيواصلون المحاولة لتخريب كل اتفاق، مثلما حصل في أعقاب اتفاقات أوسلو في موجة عمليات الإرهاب الفلسطيني، في مذبحة (باروخ غولدشتاين)، وفي اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين على يد مغتال يهودي سعى لوقف السلام، ونجح. لكن هذا ليس سبباً لترك الأغلبية لمصيرها والسماح للإرهابيين بإملاء الواقع».


مقالات ذات صلة

الرئيس الفلسطيني: ماضون في تنفيذ برنامج إصلاحي شامل

المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز) play-circle

الرئيس الفلسطيني: ماضون في تنفيذ برنامج إصلاحي شامل

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان اليوم الأربعاء، إن السلطة ماضية في تنفيذ برنامج إصلاحي وطني شامل، يهدف إلى تطوير وتحديث المنظومة القانونية والمؤسسية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
الخليج صورة جوية لقبة الصخرة والمسجد الأقصى في القدس (رويترز)

إجماع دولي في جدة على دعم فلسطين... ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية

أعلنت وفود دولية رفيعة المستوى من جدة، دعمها لفلسطين ورفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية، مؤكدة ضرورة «حل الدولتين»، وإنهاء الاحتلال، وحماية الحقوق الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج قافلة شاحنات تحمل مساعدات سعودية تدخل سوريا من معبر نصيب مع الأردن 6 يناير (رويترز)

مشاريع «مركز الملك سلمان» في سوريا تتضاعف أكثر من 100 % خلال 2025

أظهرت تحديثات جديدة كشفت عنها المنصة الإلكترونية لـ«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» تسجيل أرقام جديدة حول مشاريع المركز المنجزة.

غازي الحارثي (الرياض)
المشرق العربي وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يستعرض خريطة لتوسيع مستوطنة «معاليه أدوميم» في الضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

تقرير أممي: الاستيطان في الضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ 2017

بلغ التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة مستوى قياسياً هذا العام منذ بدء مراقبة الأمم المتحدة في 2017، وفق تقرير صادر عن الأمين العام للمنظمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الخليج مقر وكالة «الأونروا» في مدينة غزة (أرشيفية - رويترز) play-circle

دول عربية وإسلامية: دور «الأونروا» لا غنى عنه ولا يمكن استبداله

أكدت السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، على الدور الذي «لا غنى عنه» لوكالة «الأونروا» في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

قراصنة من إيران يعلنون «اختراق» هاتف رئيس مكتب نتنياهو

صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
TT

قراصنة من إيران يعلنون «اختراق» هاتف رئيس مكتب نتنياهو

صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)

أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية مرتبطة بإيران، اليوم (الأحد)، أنها اخترقت هاتفاً جوالاً لأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أيام من إعلانها اختراق حساب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على تطبيق «تلغرام».

وأعلنت مجموعة «حندالا» أنها اخترقت هاتف تساحي برافرمان، رئيس ديوان نتنياهو والسفير المُعيّن لدى بريطانيا. وفي بيان نُشر على الإنترنت، ادّعى المخترقون أنهم تمكنوا من الوصول إلى جهاز برافرمان وحذّروا الدائرة المقربة من نتنياهو من تسريب معلومات حساسة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الادعاء قيد التحقيق، وإنه لم يتم تأكيد أي اختراق حتى الآن، حسبما أورد موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت».

ووفقاً للصحيفة، أصدر المخترقون ادعاءات واسعة النطاق بامتلاكهم اتصالات مشفرة ومواد حساسة أخرى، لكنهم لم يقدموا أي دليل يدعم هذه الادعاءات. وأشاروا إلى أنه سيتم نشر معلومات إضافية لاحقاً. كما نشرت المجموعة صوراً لبرافرمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسلفه جو بايدن.

وأعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن اختراق هاتف بينيت الجوال قبل نحو أسبوع ونصف، فيما أطلقت عليه اسم «عملية الأخطبوط». وفي البداية، نفى مكتب بينيت اختراق الهاتف، لكن المخترقين نشروا لاحقاً صوراً ووثائق وآلاف أرقام الهواتف على صفحات متعددة، بما في ذلك أرقام زعموا أنها مرتبطة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وأقرّ بينيت لاحقاً باختراق حسابه على تطبيق «تلغرام». ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية علناً صحة ادعاءات المخترقين الأخيرة، وقالت إن التحقيقات لا تزال جارية.


تقرير: نتنياهو تجاهل تحذيرات الجيش و«الشاباك» بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

تقرير: نتنياهو تجاهل تحذيرات الجيش و«الشاباك» بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

قال مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاهل مخاوف وتحذيرات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بشأن سلسلة من التقارير الكاذبة أضرت بالعلاقات مع القاهرة.

وبحسب صحيفة «إسرائيل هيوم»، فقد شملت هذه التقارير مزاعم بأنّ مصر تُشيِّد قواعد هجومية في سيناء، وهو ما ردّده السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، وأيضاً مزاعم بأنّ شخصيات بارزة في المخابرات المصرية كانت تتقاضى عمولات من تهريب الأسلحة إلى سيناء، وبأنّ مصر كانت متواطئة في خداع إسرائيل قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).

واحتجّت مصر على حملة التشويه، وأثارت القضية في اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين، ولكن دون جدوى. وقد تسبب ذلك في تصاعد الخلاف بين مصر وإسرائيل.

وتتعدد ملفات الخلاف بين مصر وإسرائيل وتتعلق بالأوضاع في قطاع غزة وتحميل إسرائيل مسؤولية عدم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق وقف إطلاق النار»، وكذلك فتح معبر رفح مع وجود رغبة إسرائيلية لأن يكون في اتجاه واحد، وملف تهجير الفلسطينيين، والوجود الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» والتأكيد المصري على ضرورة إيجاد مسار سياسي لدولة فلسطينية، ما يتعارض مع توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وبين الحين والآخر يخرج الجيش الإسرائيلي ببيانات رسمية يشير فيها إلى أنه «أسقط طائرة مُسيَّرة كانت تُهرّب أسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل»، وحدث ذلك أكثر مرة في أكتوبر الماضي قبل قرار تحويل الحدود إلى «منطقة عسكرية مغلقة».

وسبق أن عدَّ رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، أن «اتهامات إسرائيل بتهريب السلاح من مصر خطاب مستهلك»، وأشار في تصريحات إعلامية إلى أن القاهرة «سئمت من هذه الادعاءات التي تُستخدم لإلقاء المسؤولية على أطراف خارجية كلّما واجهت الحكومة الإسرائيلية مأزقاً سياسياً أو عسكرياً».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن نتنياهو «مخاوفه من حشد مصر لقواتها العسكرية في سيناء»، وردت «الهيئة العامة للاستعلامات» بتأكيدها على أن «انتشار القوات المسلحة جاء بموجب تنسيق كامل مع أطراف معاهدة السلام».

وأشارت «الهيئة» حينها إلى أن «القوات الموجودة في سيناء في الأصل تستهدف تأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب».


ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
TT

ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)

سلطت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الضوء على إعلان إسرائيل اعترافها، الجمعة، بإقليم «أرض الصومال»، وقالت الصحيفة إن البعض قد يرى في ذلك بداية عهد جديد من التنافس الدولي في القرن الأفريقي، لكن القضية الحقيقية تكمن في أن الأمر قد يبدو أقرب إلى رقعة شطرنج استراتيجية مما هو عليه في الواقع.

ولفتت إلى أن إقليم «أرض الصومال» يقع في القرن الأفريقي، ويجاور دولاً مثل إثيوبيا وجيبوتي، ويثير هذا الاعتراف تساؤلات أكثر بشأن ما يحيط به عبر خليج عدن والبحر الأحمر، حيث يفصل بينهما مضيق باب المندب، الذي يُعدّ نقطة عبور اقتصادية حيوية للملاحة المتجهة من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الهندي، وبالتالي يُنظر إليه بوصفه منطقةً تجاريةً بالغة الأهمية عالمياً، بالإضافة إلى وجود قوات بحرية متعددة.

ومع ذلك، تعاني العديد من دول هذه المنطقة من الضعف أو الصراعات الداخلية، فالسودان غارق في حرب أهلية منذ سنوات، أما دولة الصومال فقد تفككت إلى حد كبير في أوائل التسعينات، مما استدعى تدخلاً دولياً بلغ ذروته في معركة قُتل فيها جنود أميركيون، وتعاني إريتريا منذ زمن طويل من الفقر والصراعات الداخلية، كما شهدت إثيوبيا صراعات داخلية.

شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

وذكرت الصحيفة أن منطقة القرن الأفريقي أشبه برقعة شطرنج استراتيجية، وصحيح أن وجود قوات بحرية أو أصول عسكرية في هذه المنطقة يبدو مهماً، إلا أن هجمات الحوثيين على السفن أظهرت أنه يمكن تهديد الملاحة البحرية باستخدام طائرات مسيَّرة وصواريخ بسيطة ورخيصة نسبياً، وكذلك اعتاد القراصنة الصوماليون على اختطاف القوارب باستخدام زوارق صغيرة وبنادق كلاشينكوف.

وأضافت أن منطقة القرن الأفريقي تفتقر إلى الموارد الطبيعية، ولذلك فإن العديد من دولها ضعيفة، لذا، قد يكون الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال» أقل من مجموع مصالح دول المنطقة على مستوى الاستراتيجية الكبرى، وصحيح أن للعديد من الدول مصالح فيها، إلا أن هذه المصالح لم تُترجم حتى الآن إلا إلى مشاركة محدودة، وهناك أولويات أخرى أهم، ومعظم الدول تدرك ذلك.