العراق يطلق عملية عسكرية لملاحقة خلايا «داعش»

فرنسي مرتبط بهجوم نيس عام 2016 سيحاكَم في بغداد

جانب من عمليات الجيش العراقي ضد «داعش»... (وزارة الدفاع)
جانب من عمليات الجيش العراقي ضد «داعش»... (وزارة الدفاع)
TT

العراق يطلق عملية عسكرية لملاحقة خلايا «داعش»

جانب من عمليات الجيش العراقي ضد «داعش»... (وزارة الدفاع)
جانب من عمليات الجيش العراقي ضد «داعش»... (وزارة الدفاع)

أطلقت القوات العراقية مجدداً عملية عسكرية لتعقب خلايا تنظيم «داعش» في المناطق الحدودية بين محافظتي صلاح الدين وديالى.

وتهدف العملية إلى تطهير مناطق، مثل حمرين وحوض العظيم، تشهد توترات أمنية متكررة. وتقول السلطات إنها «تكثف الجهود الأمنية لمكافحة بقايا (داعش)» في المناطق التي غالباً ما تسميها «الرخوة» أمنياً.

وأكد مصدر أمني أن العملية، التي تشارك فيها وحدات من الجيش والشرطة، تأتي ضمن استراتيجية لتعزيز الاستقرار ومنع «داعش» من إعادة تنظيم صفوفه، وفق ما أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.

وقال المصدر: «التحرك يجري وفق خطط استخبارية دقيقة، ويستهدف الأودية والقرى النائية التي يتخذها المسلحون ملاذات آمنة».

عائدون من «الهول»

في سياق متصل، شدد وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، خلال زيارته محافظة الأنبار (غرب)، على أن جميع العائدين من «مخيم الهول» السوري يخضعون لإجراءات تدقيق أمني صارمة، بالإضافة إلى برنامج لإعادة التأهيل النفسي قبل دمجهم مجدداً في المجتمع.

وأوضح الشمري أن «العائدين يجري استقبالهم في معسكر (الأمل) بمحافظة نينوى، حيث يُخضعون للتدقيق والمطابقة البيانية؛ لتقييم التهديدات المحتملة»، مشيراً إلى أن السلطات تعمل بالتعاون مع منظمات دولية لإعادة دمج نحو 18 ألف شخص أعيدوا من المخيم، في وقت لا يزال فيه نحو 5 آلاف شخص داخله.

وفي عام 2019، بعد هزيمة «داعش»، جرى إيواء نحو 40 ألف فرد من عائلات العناصر في هذا المخيم الواقع بمنطقة يسيطر عليها الكرد في شمال شرقي سوريا.

لكن السلطات في بغداد تخشى أن يصبح المخيم أرضاً خصبة لعناصر جديدة للتنظيم؛ إذ يُعتقد أن هناك نحو 4500 من المسلحين، بينهم مقاتلون أجانب، محتجزون في سجون بهذه المنطقة.

مخيم الهول خلال عمليات تفتيش (أرشيفية - الشرق الأوسط)

محاكمة فرنسي

في تطوّر لافت، سيحاكم الفرنسي آدريان غيال، المعروف بـ«أبو أسامة الفرنسي»، في العراق، إلى جانب 46 فرنسياً آخرين، نقلوا من سوريا قبل نحو شهرين، وفق مصدر مقرب من التحقيق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

غيل، الذي يُعد أحد أبرز عناصر تنظيم «داعش»، كان قد أعلن تبنّي التنظيم هجوم مدينة نيس عام 2016، الذي أسفر عن مقتل 86 شخصاً.

وقال المصدر إن جميع المتهمين المنقولين من سوريا ينتمون إلى «داعش»، وإنهم قيد التحقيق حالياً لدى السلطات في بغداد، استعداداً لمحاكمتهم.

ويأتي هذا التحرك القضائي في ظل جهود عراقية متصاعدة لتقديم الجناة إلى العدالة، وتعزيز دور بغداد بوصفها شريكاً دولياً في مكافحة الإرهاب، سواء أكان عبر العمليات العسكرية الميدانية، أم المحاكمات القضائية المعتمدة على ملفات أمنية دقيقة.

وانتقل غيال إلى سوريا للالتحاق بالتنظيم في 2015، وألقت قوات «قسد» القبض عليه في الرقة (شمال) خلال مايو (أيار) 2018.وأمضى غيال سنوات في سجون الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، قبل نقله مع 46 فرنسياً في يوليو (تموز) إلى العراق حيث يُحقق معهم في جرائم مرتبطة بالتنظيم يُفترض أنها ارتُكبت في البلاد.

وكان جهاز المخابرات العراقي قد أعلن أنه تسلم من الجانب السوري 47 فرنسياً ينتمون إلى «داعش» وأنهم مطلوبون للقضاء العراقي.

«مؤتمر ضحايا الإرهاب»

في نيويورك، أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، استعداد بغداد لاستضافة المؤتمر الدولي المقبل لضحايا الإرهاب في عام 2026.

جاء ذلك خلال ترؤسه الاجتماع الوزاري السادس لـ«مجموعة أصدقاء ضحايا الإرهاب»، الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة، بحضور ممثلين عن دول عدة.

وقال حسين إن «العراق يعمل حالياً على تطوير استراتيجيته الوطنية لمكافحة الإرهاب للفترة من 2026 إلى 2030»، مؤكداً أن دعم ضحايا الإرهاب يشكل محوراً أساسياً في هذه الاستراتيجية. كما دعا إلى تعزيز التعاون الدولي لملاحقة مرتكبي الجرائم الإرهابية، خصوصاً تلك التي طالت الإيزيديين والمكونات الأخرى، والعمل على الاعتراف بها بوصفها جرائم إبادة جماعية.


مقالات ذات صلة

مواقف عراقية متضاربة حول مرشح تسوية لرئاسة الحكومة

المشرق العربي قادة «الإطار التنسيقي» وقّعوا على بيان لإعلانهم «الكتلة الأكثر عدداً» في البرلمان العراقي الجديد (واع)

مواقف عراقية متضاربة حول مرشح تسوية لرئاسة الحكومة

قال قيادي في تحالف «الإطار التنسيقي» بالعراق إن القوى الشيعية قطعت مراحل مهمة في التوافق على اختيار رئيس الوزراء المقبل، مع اقتراب انعقاد جلسة البرلمان.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)

قضاء العراق «يجرم» المتورطين في الحرب الروسية - الأوكرانية

توعد القضاء العراقي من أسماهم المتورطين في حرب أوكرانيا بالسجن، مشدداً على مكافحة تجنيدهم للقتال على أراضٍ أجنبية.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مقاتلون يرفعون شعار «الحشد الشعبي» خلال تدريبات عسكرية (أرشيفية-الحشد الشعبي)

فصائل عراقية لا تمانع «التطبيع بشروط» مع واشنطن

أكدت مصادر مطلعة على كواليس الفصائل العراقية أنها لا تمانع «صيغة مقبولة» لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، لكن بـ«شروط محددة».

فاضل النشمي (بغداد)
الاقتصاد علم العراق يرفرف أمام حقل نفطي (رويترز)

العراق يسعى لرفع حصته في «أوبك» 300 ألف برميل يومياً

أكد المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، مظهر محمد صالح، الثلاثاء، أن العراق يسعى لزيادة حصته من إنتاج النفط ضمن دول «أوبك» بنحو 300 ألف برميل يومياً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي إنزال الأمن السوري حمولة صواريخ «غراد» بمحافظة حمص في سيارة معدة للتهريب باتجاه الحدود اللبنانية (أرشيفية - الداخلية السورية)

واشنطن تتدخل لتهدئة الاشتباكات بين «قسد» والأمن السوري

تقارير: إيران ليس لديها أي تردد في إبرام ترتيبات تكتيكية مع الجماعات المتطرفة مثلما حدث مع تنظيم «القاعدة» و«طالبان»، وقد تتبنى هذا التكتيك في سوريا مع «داعش».

هبة القدسي (واشنطن)

عائلة الضابط اللبناني المختطَف: استدرجه مغترب

عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
TT

عائلة الضابط اللبناني المختطَف: استدرجه مغترب

عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)

روت عائلة النقيب المتقاعد من «الأمن العام» اللبناني، أحمد شكر، تفاصيل جديدة بشأن اختفائه قبل أيام، مشيرة إلى أن مغترباً لبنانياً في كينشاسا يُدعى «ع . م» تواصل مع أحمد لاستئجار شقته في جنوب بيروت، وأنه زار لبنان مراراً.

وقال عبد السلام، شقيق الضابط المختفي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المغترب طلب لاحقاً من أحمد المساعدة في بيع قطعة أرض في زحلة لِمُتموّل يُدعى سليم كساب، لكن تبين لاحقاً أنه اسم مستعار.

وفي يوم اختفاء أحمد، ذهب لمقابلة المتمول، لكن المغترب اعتذر من عدم الحضور. وأظهرت كاميرات المراقبة تحرك سيارة باتجاه بلدية الصويرة، حيث فُقد أثر أحمد؛ مما أثار الشكوك بشأن تعرضه للاختطاف، من دون وجود أدلة واضحة.

ونفت العائلة أي علاقة لأحمد بملف الطيار الإسرائيلي رون آراد المفقود منذ 1986، وأيَّ علاقة له بالأحزاب.


الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة جديدة

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
TT

الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة جديدة

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)

أفاد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بأن العلاقات السورية - الروسية تدخل عهداً جديداً مبنياً على الاحترام المتبادل.

وقال الشيباني، خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أمس، إن مناقشة العلاقة بين البلدين تجري بقدر أكبر من الصراحة والانفتاح، مشدداً على أن دمشق تتطلع إلى بناء علاقات متوازنة وهادئة مع جميع الدول.

والتقى الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، الثلاثاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتناول اللقاء سبل تطوير الشراكة العسكرية، بما يعزز القدرات الدفاعية للجيش السوري، ويواكب التطورات الحديثة في الصناعات العسكرية.

وأوردت «الوكالة العربية السورية للأنباء» أن الرئيس الروسي «جدّد موقف موسكو الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية»، وأكّد رفضه «أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا».


العراق يلاحق «مجندين» في حرب أوكرانيا

صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)
صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)
TT

العراق يلاحق «مجندين» في حرب أوكرانيا

صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)
صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)

كثّف العراق ملاحقته القضائية لمواطنين تورطوا في القتال ضمن الحرب الروسية – الأوكرانية، محذّراً من عقوبات بحق من يلتحق بقوات عسكرية أجنبية من دون موافقة رسمية.

وأكد رئيس مجلس القضاء فائق زيدان أن القانون يعاقب بالسجن كل من يشارك في نزاعات خارجية، مشدداً على تجريم شبكات التجنيد والاتجار بالبشر.

جاء ذلك بالتزامن مع عمل لجنة حكومية خاصة بمكافحة تجنيد العراقيين للقتال في أراض أجنبية، وسط تضارب بشأن أعداد المجندين.

وتتحدث تقارير صحافية عن وجود نحو 50 ألف عراقي جُندوا للقتال في صفوف القوات الروسية، في حين تشير إحصاءات غير رسمية إلى نحو 5 آلاف مقاتل يتوزعون بواقع 3 آلاف مع الجيش الروسي، وألفي مقاتل مع الجيش الأوكراني.

وكانت محكمة عراقية قد أصدرت حكماً بالسجن المؤبد بحق مدان بتجنيد مقاتلين للقتال مع روسيا.