أزمات تضرب مدارس مصرية مع أول أيام العام الدراسي

فصل طالب اعتدى على مُعلم... واستبعاد مدير متهم بـ«التحرش»

وزير التربية والتعليم المصري داخل أحد الفصول الدراسية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم المصري داخل أحد الفصول الدراسية (وزارة التربية والتعليم)
TT

أزمات تضرب مدارس مصرية مع أول أيام العام الدراسي

وزير التربية والتعليم المصري داخل أحد الفصول الدراسية (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم المصري داخل أحد الفصول الدراسية (وزارة التربية والتعليم)

ضربت أزمات تعليمية وتربوية مدارس مصرية مع أول أيام العام الدراسي، تمثلت في «هروب للطلاب»، و«اعتداء على معلم»، و«تحرش بطالبات»، و«مشاجرات»، ما أثار تساؤلات حول فاعلية عمليات تطوير التعليم المستمرة منذ سنوات.

وانطلق العام الدراسي رسمياً في البلاد، مطلع الأسبوع الحالي، حاملاً وقائع مختلفة كان لمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) النصيب الأكبر منها، بين ضبط مدير مدرسة لتحرشه بالطالبات، وصولاً إلى اعتداء طالب على مدرس.

وألقت قوات الأمن في القليوبية، الاثنين، القبض على مدير مدرسة، عقب بلاغ من طالبة (15 عاماً) يفيد بمحاولته التحرش بها، وبفحص هاتفه وجدت مقاطع صور أخرى لفتيات تحرش بهن، وفق وسائل إعلام محلية. وقررت وزارة التربية والتعليم استبعاد مدير المدرسة.

كما قررت «التعليم»، الأربعاء، فصل طالب في المرحلة الثانوية لمدة عام دراسي كامل، إثر اعتدائه على معلم. وإحالته للنيابة، التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

كما قررت الوزارة توجيه اتهام لوالد الطالب باقتحام المدرسة والتعدي على مسؤولين فيها.

وكان المُعلم المُصاب ظهر في صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، وبه آثار ضرب وإصابات متفرقة، فضلاً عن تمزيق ملابسه.

الخبير التربوي المصري، عاصم حجازي، يرى أن واقعة «فصل الطالب» تعد «نتيجة طبيعية لحالة التراخي في مواجهة التجاوزات التي تحدث داخل بعض المدارس».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من المديرين يحاولون حل الأزمات بطريقة ودية حفاظاً على سمعة المدرسة، وعدم تعريض نفسه لأي مساءلة أو اعتباره مقصراً»، مطالباً بأن «تحول لائحة الانضباط في المدارس، التي أصدرها وزير التربية والتعليم، محمد عبد اللطيف، قبل بدء العام الدراسي إلى قانون».

وتتدرج العقوبات في لائحة «الانضباط المدرسي» وفق المخالفة التي يرتكبها الطالب، وتبدأ من «عدم الالتزام بالزي المدرسي أو الغياب دون عذر، وصولاً للتنمر أو الاعتداء على زميل أو معلم، وتصل العقوبات فيها للفصل عاماً».

وزير التربية والتعليم في محيط إحدى المدارس مع بدء العام الدراسي (وزارة التربية والتعليم)

حجازي قال: «نحتاج إلى قانون للانضباط المدرسي، يُعرّض ليس الطالب فقط للعقاب؛ لكن عائلته لغرامات كبيرة، وكذلك المعلم حال تجاوزه في حق الطلاب، ما سينعكس في الحد من هذه الأفعال».

وتصف ريحاب الزيات حالة التعليم في مصر، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة بين الطالب والمعلم، بـ«المعقدة»، قائلة لـ«الشرق الأوسط»، إنها «نتاج إرث كبير، بدأ بأساليب تعليمية خاطئة تعتمد على الضرب، ومع منع ذلك، كان الأهالي والطلاب في حالة تحفز ضد المعلمين تتطور حتى مشاهد التجاوز».

وأضافت أن «مُعلم القليوبية ليس أول معلم يُضرب من طالب، فهذه الوقائع تتكرر كثيراً داخل المدارس، وعادة ما يتم الضغط على المعلم للتنازل».

وقبل مشهد ضرب المُعلم، حاز مشهد آخر اهتمام الرأي العام في مصر، مع مصادفة محافظ بورسعيد، محب حبشي، 5 طالبات في الشارع بزي المدرسة خلال اليوم الدراسي، وباصطحابهن للمدرسة، قالت إحدى الطالبات إن «واحد جه وقال اللي عايز يمشي يمشي». وقرر المحافظ إحالة مديرة المدرسة للتحقيق في هروب الطالبات خلال اليوم الدراسي.

ولا يلقي حجازي باللوم في هذا المشهد على «الطالبات»، أو حتى «مديرة المدرسة»، في ظل «النقص الشديد في أعداد المدرسين وعمال الأمن في كثير من المدارس»، لافتاً إلى أن «غالبية المدارس تعتمد على معلمين بالحصة (يحصلون على أجر بالحصة)، ولا يتم تسكينهم في وظائفهم سوى بعد مرور أسبوع أو أكثر من الدراسة». وتساءل: «كيف أطالب الطالب بالانضباط في حين أن المدرسة نفسها غير منضبطة تجاهه؟ والمديرون معذورون في كثير من الأحيان في ظل العجز وعدم توفر الإمكانيات».

واعتبر أن الأزمات التي انفجرت في أول أيام الدراسة، «أمر طبيعي، نتيجة ما حدث من تغيرات في السنوات الماضية، وهي تغيرات مستمرة في المناهج والنظم التعليمية، على حساب الأولويات الأخرى مثل توفير معلمين وزيادة أعداد المدارس، وإتاحة بيئة مستقرة للطلاب تمهد لارتباطهم بالمدرسة».

أما الأزمة من وجهة نظر أدمن غروب «حوار مجتمعي تعليمي»، منى أبو غالي، فهي «أزمة تربوية»، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن «التربية لم تعد جزءاً مدركاً في العملية التعليمية منذ سنوات». وأضافت أنها تطلع على كثير من الشكاوى الخاصة «بنقص المعلمين، وتجاوزات في حق الطلاب، ولا يتم الالتفات لها من قبل المسؤولين، إلا في حالة أثارتها ضجة إعلامية».

في حين ترى الخبيرة التربوية ومؤسسة «ائتلاف أولياء أمور مصر»، داليا الحزاوي، أن «أحداث العنف المؤسفة التي حدثت في بعض المدارس هذه الأيام تحتاج إلى وقفة، واتخاذ جميع الإجراءات لضمان عدم تكرارها، فمن حق الطلاب والمعلمين الوجود في بيئة تعليمية آمنة».

وطالبت بالتركيز على «تفعيل الأنشطة داخل المدارس والرياضة لمساعدة الطلاب على التفريغ لأي توجهات عنيفة، وبناء شخصية سوية، وغرس القيم والأخلاق، مع عودة الدور الفعال للاختصاصي الاجتماعي في المدارس، لتعديل السلوكيات غير المنضبطة بالتعاون مع الأسر».

وأشادت الحزاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«ردود الفعل الرسمية السريعة في هذه الوقائع لردع المتورطين فيها».

وضمن ردود الفعل الرادعة والسريعة، أعلنت وزارة الداخلية، الأربعاء، ضبط طالبة مقيمة في منطقة مصر القديمة بوسط القاهرة، بعد تداول فيديو لها، وهي تتعدى بالسب والضرب على زميلة لها أمام المدرسة، وإحداث إصابة بها.


مقالات ذات صلة

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

شمال افريقيا علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر» استجابة لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا محادثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الخارجية الروسي في القاهرة السبت (الرئاسة المصرية)

مصر وروسيا… «شراكة استراتيجية» تحمل أبعاداً اقتصادية وسياسية

أعرب الرئيس المصري خلال لقاء لافروف، السبت، عن «تقديره لمسار العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وموسكو، التي تشهد نمواً متواصلاً في مختلف المجالات»

فتحية الدخاخني (القاهرة )
شمال افريقيا ناخبون في محافظة بورسعيد المصرية خلال المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب (تنسيقية شباب الأحزاب)

«النواب» المصري يواجه «طعوناً» جديدة على نتائج الدوائر الملغاة

تواجه نتائج انتخابات مجلس النواب المصري «طعوناً» جديدة أمام القضاء الإداري، تخص نتائج دوائر سبق إلغاؤها وإعادة الاقتراع بها.

علاء حموده (القاهرة)
تحليل إخباري الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017 (رويترز)

تحليل إخباري ما تأثير التوترات بين مصر وإسرائيل على استدامة «اتفاقية الغاز»؟

قال رئيس «هيئة الاستعلامات» المصرية، ضياء رشوان، إن الحديث عن الترتيب للقاء بين الرئيس المصري ورئيس الوزراء الإسرائيلي في واشنطن «شائعة لا أساس لها».

أحمد جمال (القاهرة )
شمال افريقيا بدر عبد العاطي خلال محادثات مع وزير خارجية جمهورية الكونغو في القاهرة السبت (الخارجية المصرية)

مصر والكونغو لتعميق التعاون في مجالات الأمن والطاقة والتنمية

أكد عبد العاطي «أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع الكونغو وزيادة حجم التبادل التجاري بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».


10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

TT

10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ إعلان تدخل واشنطن بقوة في هذا الملف.

وذكر روبيو في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد». وقال إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وأكد روبيو في مؤتمر صحافي أن «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد».

وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهك التزاماته، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات. وأضاف: «ما يحدث هناك مروع، إنه فظيع». وتابع: «سيأتي يوم تُعرف فيه القصة الحقيقية لما حدث هناك، وسيبدو كل من شارك في الأمر بمظهر سيئ».

ضغوط على السودان

وفي هذا الصدد، قال مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط»، إن رئيس «مجلس السيادة»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اطلع خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض على دعوة عاجلة للامتثال لخريطة الرباعية للموافقة على تهدئة القتال، وإنه طلب أسبوعاً للرد عليها بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الخطة التي طرحت على البرهان، لا تخرج عن إطار خريطة الرباعية المتفق عليها بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وفي حين لم يشر وزير الخارجية الأميركي إلى أي خطة جديدة، لكنه ألمح إلى أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لممارسة المزيد من الضغوط من أجل الوصول إلى المرحلة الأولى، التي تشمل الهدنة الإنسانية، وربطها في الوقت نفسه بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وربط المصدر السوداني حديث روبيو في هذا التوقيت، بزيارة البرهان إلى السعودية، وتزامنها مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الذي عاد إلى واشنطن بعد جولة طويلة شملت السعودية والإمارات ومصر.

تدخل سعودي حاسم

وصعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات الإدارة الأميركية، بعد التدخل السعودي الحاسم، وطلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب. ووفقاً لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي، حرصه على العمل مع السعودية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للسلام مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.

وبحسب المصدر نفسه، تعكس تصريحات البرهان تحولاً كبيراً في موقف الحكومة السودانية التي سبق أن رفضت مقترح «الآلية الرباعية» بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، مشيراً إلى أن دول الرباعية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بالعمل في إطار هذه المبادرة لوقف الحرب عبر الحل السلمي المتفاوض عليه.

من جهته، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، إن «موقفنا المبدئي هو الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة في السودان». وأضاف أن «الدعم السريع وتحالف تأسيس (المرجعية السياسية لحكومة السلام) في نيالا، على اتفاق تام بالتعاطي مع أي جهود أو تسوية تؤدي إلى إحلال السلام في البلاد... وظللنا منذ اندلاع الحرب نستجيب لكل المساعي الإقليمية والدولية في هذا الصدد».

التحركات الأميركية

وقال دبلوماسي سوداني سابق، إن الإدارة الأميركية لا تلجأ في العادة لتحديد سقف زمني لأي ملف تتحرك فيه دون مؤشرات واضحة أو حصولها على ضوء أخضر، مضيفاً: «صحيح أن القيد الزمني الذي وضعته ضيق جداً، لكنها قد تنجح في اقتلاع موافقة نهائية من طرفي الحرب بخصوص الهدنة الإنسانية في الأيام القليلة المقبلة».

وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن وقف إطلاق النار يتوقف على كلا الجانبين، من حيث الوفاء بالتزاماتهما في تنفيذ المقترح المطروح من قبل «الآلية الرباعية». وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أن إدارة ترمب تركز في الوقت الحالي على جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة للاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة الإنسانية التي تمهد الانتقال إلى مرحلة إيقاف دائم لإطلاق النار، يعقب ذلك تنفيذ الرؤية المضمنة في خريطة الرباعية بخصوص العملية السياسية والانتقال إلى الحكم المدني.وتوقع الدبلوماسي أن تتسارع وتيرة تحركات الرباعية بكثافة في الأيام المقبلة، بعد حديث روبيو، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع طرفي الصراع للالتزام بتنفيذ الهدنة فوراً دون تأخير.

وتنص خريطة «الرباعية» على التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية لمدة 3 أشهر، وإيقاف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، وتطويره إلى وقف إطلاق نار دائم، ثم البدء في مفاوضات سياسية.

ترحيب إماراتي

من جهته، جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة في السودان.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي (وام)

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل.

كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

إدريس إلى نيويورك

من جهة ثانية، توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك، السبت، للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية.

وتأتي هذه الزيارة في ظلّ احتدام المعارك بين الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» في جنوب كردفان، ما يثير مخاوف من فظائع جديدة شبيهة بتلك التي ارتكبت في مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وترافقت سيطرة «قوّات الدعم السريع» على آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب) مع تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب واختطاف.


مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر»، استجابةً لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

وبموجب قرار النائب العام الذي ستجري مخاطبة الجهات المختصة به، سيكون من حق علاء عبد الفتاح، الحاصل على الجنسية البريطانية بجانب جنسيته المصرية، القدرة على مغادرة البلاد بعد نحو 3 أشهر من الإفراج عنه بعفو رئاسي استجابة لمناشدات عدة قدمتها أسرته، ومخاطبة قدمها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر.

وصدر حكم قضائي على علاء عبد الفتاح في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

وجاء الحكم بعد أكثر من عامين على توقيف الناشط، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر (أيلول) 2019.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع اسم علاء عبد الفتاح من «قوائم الإرهاب» في القضية رقم 1781 لسنة 2019 في يوليو (تموز) الماضي، مستندة إلى التحريات التي أفادت بـ«عدم استمراره في أي نشاط لصالح جماعة إرهابية»، وهو القرار الذي ترتّب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج، بما في ذلك المنع من السفر وتجميد الأموال وغيرهما من العقوبات.

وحصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية خلال وجوده في السجن، بعدما تقدمت شقيقتاه بطلب للسلطات البريطانية على خلفية حصول والدته على الجنسية لولادتها هناك، وهو ما جعل موقفه القانوني محل نقاش مستمر بين المسؤولين المصريين ونظرائهم البريطانيين خلال السنوات الماضية.