«أزمة السبلايز»... مصريون يتندرون على «مغالاة المدارس»

في ظل ارتفاع الأسعار وازدياد متطلبات التعليم

طالبات في مدرسة «الكلية الأميركية» بالقاهرة (حساب المدرسة على «فيسبوك»)
طالبات في مدرسة «الكلية الأميركية» بالقاهرة (حساب المدرسة على «فيسبوك»)
TT

«أزمة السبلايز»... مصريون يتندرون على «مغالاة المدارس»

طالبات في مدرسة «الكلية الأميركية» بالقاهرة (حساب المدرسة على «فيسبوك»)
طالبات في مدرسة «الكلية الأميركية» بالقاهرة (حساب المدرسة على «فيسبوك»)

«والبوفتيك، لازم البوفتيك عشان ماحدّش يقول حاجة»؛ أشهر عبارات الفيلم العربي «الحفيد»، على لسان الفنانة كريمة مختار، التقطتها «السوشيال ميديا» للتعبير حديثاً عن ضرورة شراء قائمة الأدوات المدرسية للطلاب مع بداية العام الدراسي، حيث تحولت الجملة السينمائية على لسان الآباء إلى: «والسبلايز، لازم السبلايز عشان ماحدّش يقول حاجة».

مع حلول كل عام دراسي جديد، يتحول المشهد في البيوت المصرية إلى ما يشبه «معركة طريفة»، تتركز حول توفير قائمة الأدوات المدرسية، التي تُعرف حديثاً بمصطلح «السبلايز» (Supplies)، والتي أصبحت تمثل أزمة لميزانية الأسرة خصوصاً في ظل مغالاة المدارس في طلباتها.

وتضمنت قوائم «السبلايز» أدوات مدرسية أساسية، مثل الكراسات، والأقلام، والألوان، والمساطر، بالإضافة إلى لوازم أخرى مثل أدوات النظافة أو أدوات الأنشطة المحددة، التي تختلف من مدرسة إلى أخرى.

وبدأ العام الدراسي الجديد 2025-2026 في مصر مطلع الأسبوع الحالي، حيث استقبلت نحو 27 ألف مدرسة (تتنوع بين الحكومية والخاصة والدولية والتجريبية) 25 مليون طالب تقريباً في مرحلة التعليم الأساسي «قبل الجامعي»، وفق وزارة التربية والتعليم المصرية.

ولأن مصطلح «السبلايز» لا يزال غريباً على أذن جيل الآباء، فقد أصبح محط سخرية وتندٌّر واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وعبّر قطاع كبير من المصريين عن صدمتهم من قوائم الطلبات وأسعارها المتزايدة، شاهرين سلاح التهكم لمواجهة هذا العبء المتكرر.

وأصبح «السبلايز» خلال الأيام الماضية بطلاً لمئات «الكوميكسات» و«البوستات» الساخرة التي انتشرت على منصات «تيك توك» و«إكس» و«فيسبوك»، التي أصبحت بمثابة مسرح يعرض مشاهد من «موقعة السبلايز».

«هو ده سبلايز والّا جهاز عروسة؟»، سؤال طرحه كثيرون بسخرية، في مقارنة تشير إلى ضخامة الطلبات المدرسية التي تفوق تجهيزات الزواج، حيث تتجاوز الأقلام والكراسات، لتشمل أدوات نظافة ومعقمات، ومواد للأنشطة الفنية، وحتى المناديل المبللة.

بينما جاءت مقارنات أخرى لتسخر من واقع الطلاب قديماً وحالياً، حيث بساطة الحياة اليومية في الماضي وتعقيدات السبلايز حالياً، وكيف كانت الأمهات يلجأن إلى الأكياس البلاستيكية لوضع ساندويتشات المدرسة بدلاً من «اللانش بوكس».

وتركز جانب آخر من التندر على المقارنة بين الماضي والحاضر، حيث يتذكر جيل سابق كيف كانت الأدوات المدرسية تقتصر على كراسة وقلم وأستيكة (ممحاة)، وكانت بشكل اختياري، بينما أصبحت اليوم قائمة «السبلايز» تكلّف آلاف الجنيهات.

وظهرت معاناة الآباء على وجه الخصوص محوراً لكثير من مقاطع الفيديو والتدوينات، حيث يشكون بشكل ساخر من أعباء ميزانية «السبلايز»، في ظل طلب أنواع بعينها باهظة الثمن.

ولوقع كلمة «السبلايز» الغريب، أصبح نطقها بالإنجليزية ومعناها مادة خصبة للكوميديا.

السخرية لم تتوقف عند الأدوات، بل امتدت إلى المقارنات الاجتماعية، حيث كتب أحد المغردين: «من ساعة أدوات المدرسة ما أصبح اسمها سبلايز، والفستق بقى اسمه بيستاشيو، وإحنا في طريقنا للعباسية»، في إشارةٍ إلى أن هذا التناقض يؤدي إلى الجنون.

ولجأ البعض الآخر إلى عقد مقارنات ساخرة أخرى بامتداد طلبات «السبلايز» إلى العمل أو الجامعة، التي تتغير لتناسب طبيعة المكان، في إشارةٍ إلى أن كل مرحلة في الحياة باتت تتطلب تجهيزات تفوق طاقة الإنسان العادي.

وبعيداً عن السخرية، وفي ظل ارتفاع الأسعار وازدياد متطلبات التعليم، كانت «السوشيال ميديا» متنفساً أيضاً لغضب أولياء الأمور من قيمة «السبلايز».

وعبَّر أحد أولياء الأمور عن تعجبه من دفع 13 ألف جنيه لـ«السبلايز»، (الدولار يساوي 48.18 جنيه مصري).

وبدورها عبَّرت الإعلامية المصرية، إيمان عز الدين، عن انتقادها لارتفاع مصروفات المدارس وزيادتها بنحو 7 آلاف جنيه بسبب قائمة «السبلايز».

بينما تداول آخرون فيما بينهم، قوائم «السبلايز» التي تطلبها مدارس أطفالهم.

الخبيرة التربوية ومؤسس «ائتلاف أولياء أمور مصر»، داليا الحزاوي، تؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك استياءً شديداً بين أولياء الأمور، لا سيما مَن يدرس أبناؤهم في المدارس الخاصة، من قيام بعض المدارس بفرض مستلزمات مدرسية من ماركات معينة باهظة الثمن، مما يثقل كاهلهم في ظل ازدياد متطلبات الإنفاق على التعليم»، لافتةً إلى أن «المدارس الخاصة تحتاج إلى حوكمة لعدم استغلال أولياء الأمور بالمبالغة في طلباتها أو مصروفاتها».

كما تنتقد داليا احتواء «السبلايز» المدرسي على أشياء لا تمتّ إلى العملية التعليمية بِصلة، مثل أدوات النظافة والمعقمات، التي من الطبيعي أن تتكفل بها إدارة المدرسة، وليس ولي الأمر، كما أن الكميات المطلوبة في كثير من الأحيان تكون غير منطقية.

وفي ظل واقع اقتصادي يزداد فيه العبء على الأسر المصرية، تنصح الخبيرة التربوية أولياء الأمور بالتعامل مع أزمة «السبلايز» من خلال مراجعة الأدوات المتبقية من الأعوام السابقة وإعادة استخدامها ما دامت في حالة جيدة، إلى جانب الشراء من المعارض الحكومية أو أماكن البيع بالجملة لتوفير التكلفة، مع أهمية توعية الأبناء بالحفاظ على هذه المستلزمات.

منصات التواصل الاجتماعي في مصر امتلأت بمئات «الكوميكسات» للتعبير عن أزمة «السبلايز»... (فيسبوك)

كان وكيل شعبة الأدوات المكتبية بالغرف التجارية المصرية، محمد الصفتي، قد استبق العام الدراسي بالإشارة إلى أنَّ المستلزمات المدرسية تشكل عبئاً على أولياء الأمور، كونها تمثل أحد صنوف الأحمال على ميزانية الأسرة.

وأوضح، في تصريحات متلفزة، أنّ «المدارس التي تطلب (سبلايز) بتكلفة مرتفعة لا تمثل النسبة الكبرى، إذ لا تتجاوز 15 في المائة، في حين أن الأغلب يتبع التعليم الحكومي»، ولفت إلى أن «السبلايز» المطلوبة لكل مدرسة تكون وفقاً للفلسفة التي تعتمد عليها، مشيراً إلى أن المدارس الدولية تعتمد أكثر على تنمية مهارات الأطفال، مما يجعل هذه المستلزمات الفنية كبيرة بشكل واضح.


مقالات ذات صلة

تكرار وقائع «تحرش» بمدارس مصرية يفاقم أزمات وزير التعليم

العالم العربي وزير التربية والتعليم المصري يلتقي عدداً من أولياء الأمور في أول يوم دراسي بالعام الحالي (وزارة التربية والتعليم)

تكرار وقائع «تحرش» بمدارس مصرية يفاقم أزمات وزير التعليم

فاقم تكرار وقائع تحرش بطلاب داخل مدارس دولية وخاصة الأسابيع الماضية الأزمات داخل وزارة التربية والتعليم التي صاحبت تعيين الوزير محمد عبد اللطيف.

رحاب عليوة (القاهرة)
العالم العربي توقيع اتفاقية ثلاثية لدعم التعليم في اليمن بتمويل سعودي قدره 40 مليون دولار (سبأ)

40 مليون دولار دعم سعودي إضافي للتعليم في اليمن بشراكة أممية

شهدت الرياض، الخميس، توقيع اتفاقية شراكة ثلاثية بين وزارة التربية والتعليم اليمنية، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومنظمة اليونيسكو، بـ40 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق من مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين هيئة الموسيقى السعودية وشركة «ستاينواي آند صنز» (وزارة الثقافة)

هيئة الموسيقى السعودية تُعزِّز تطوير القطاع مع «ستاينواي آند صنز»

أبرمت هيئة الموسيقى السعودية مذكرة تفاهم مع شركة «ستاينواي آند صنز» العالمية المتخصصة بصناعة البيانو؛ لدعم تطوير قطاع الموسيقى في البلاد، وتعزيز برامجه المهنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق طفلان يكتبان بالقلم (بيكساباي)

لماذا يستمر الآباء في تعليم أطفالهم الكتابة اليدوية وسط التطور الرقمي؟

في هذه الأيام، يتعجب بعض الأطفال من ضرورة تعلمهم الكتابة يدوياً، في حين أن كل شيء يُكتب عادة على لوحة المفاتيح أو يُملى على الهاتف.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا وزارة التربية والتعليم المصرية اتخذت إجراءات صارمة ضد مدرسة دولية جديدة بالإسكندرية (الوزارة)

مصر: اتهامات متعاقبة بـ«التحرش» تُصعّد الانتقادات للتعليم الخاص

بعد اتهامات متعاقبة بوجود وقائع «تحرش جنسي» داخل مدارس خاصة ودولية في مصر، تصاعدت الانتقادات الموجهة لهذه النوعية من المدارس.

أحمد جمال (القاهرة)

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.


الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستقبل الكريسماس بحفل عالمي في الإسكندرية

أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)
أغاني عيد الميلاد في أوبرا الإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

استقبلت دار الأوبرا المصرية احتفالات الكريسماس لهذا العام بحفل غنائي في مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» تضمن عزف مقطوعات موسيقية من أشهر الأعمال الكلاسيكية العالمية المرتبطة بعيد الميلاد والعام الجديد، وكذلك الترنيمات والأغاني المرتبطة بهذه المناسبة.

الحفل الذي قدمته فرقة أوبرا القاهرة، الجمعة، تحت إشراف مديرها الفني عماد عادل احتفالاً بالكريسماس بمصاحبة عازف البيانو مينا حنا وأخرجه حازم طايل، شهد حضوراً جماهيرياً حاشداً، كما حضره رئيس دار الأوبرا، الدكتور علاء عبد السلام، والقنصل التركي بالإسكندرية، دينيز جانكايا، ونائبها علي مرتجان كيليتش، وفق بيان لدار الأوبرا المصرية.

وخلال الحفل الذي مزج بين الموسيقى والأغاني، جاءت الأصوات الفريدة لنجوم الفرقة لتعبر عن أجواء عيد الميلاد، وما تحمله المناسبة من فرحة ودعوة للسلام والمحبة، وتفاعل الحشد الجماهيري الذي امتلأت به مقاعد المسرح التاريخي، وأجاد النجوم ليلى إبراهيم، أحمد الشيمي، جيهان فايد، عزت غانم، مينا رافائيل، أسامة علي، إيمان مصطفى، منى رفلة في أداء أغانٍ من بينها «فليحفظكم الله سعداء»، و«القديسة مريم»، و«ليلة مقدسة»، و«عيد الميلاد الثلجي»، و«إنه عيد الميلاد»، و«بشائر عيد الميلاد»، و«أيا مؤمنون»، و«فلتجلجل الأجراس بقوة»، و«الجليد الأبيض»، و«فلتنعم بعيد ميلاد سعيد»، و«أغنية الأجراس»، و«العذراء تغسل ملابس الطفل وهو نائم»، و«إنه أجمل وقت في السنة»، و«عيد ميلاد مجيد»، و«فلتسقط الثلوج»، و«شجرة الكريسماس».

جانب من حفل الكريسماس بمسرح سيد درويش بالإسكندرية (دار الأوبرا المصرية)

وعدّ رئيس الأوبرا الحفل «يمثل نغمة تفاؤل ورمزاً للرسالة التي يحملها الفن بمختلف صوره والمتضمنة قيم السلام والمحبة»، مشيراً إلى قدرة الموسيقى على جمع القلوب حول مبادئ الخير والجمال.

وكانت وزارة الثقافة المصرية أعلنت عن احتفالات بمناسبة الكريسماس في العديد من مواقعها الثقافية، خصوصاً حفلات الأوبرا، ومن بينها حفل للفنانة نيفين علوبة، بمسرح الجمهورية «وسط القاهرة»، الأحد، يتضمن تقديم مختارات من الأعمال الغنائية العالمية التي عبرت عن هذه المناسبة منها «وقت الكريسماس»، و«نخبكم» من أوبرا كارمن، و«أغنية الكريسماس»، و«شروق... غروب»، و«السلام عليك يا مريم»، و«الفتاة الصغيرة الجميلة»، و«روك أجراس الميلاد»، و«شتاء ساحر»، و«ليلة صامتة»، و«الحلم المستحيل»، و«وقت المرح»، و«أشتاق للجبال»، و«الحياة سهلة»، و«قائمة أمنيات عيد الميلاد»، وغيرها.

ويشارك بالأداء خلال الحفل كارما باسم، وجورج جمال، وحسين حواس، وأندرو عطية، وسراج محمود، وفريدة بركات، وكريستين مجدي، ولوريت، وعمر وردة، ولانا بن حليم، وجورج جمال، وسارة شريف، وزينة، وإيفا البارودي، وكيرولوس محب.

كما أعلنت الأوبرا عن تقديم حفل لأوركسترا القاهرة السيمفوني بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي، بمشاركة الميتزوسوبرانو جالا الحديدي مع كورال كابيلا، بمناسبة الكريسماس على المسرح الكبير بالأوبرا، السبت، متضمناً العديد من المقطوعات الموسيقية العالمية لروسيني وهاندل وتشايكوفسكي وكالمان، والمرتبطة بأعياد الميلاد والكريسماس.


ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
TT

ما السر وراء قفزات الكنغر المميزة؟

صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)
صورة لكنغر من الدراسة مع علامات لفريق البحث تظهر ملامح الحركة ثلاثية الأبعاد (كريغ ماكجوان - جامعة صن شاين كوست)

تتميز حيوانات الكنغر بشكلها الفريد وأسلوب حركتها المميز. عند السرعات المنخفضة، تستخدم هذه الحيوانات مشية خماسية الأرجل؛ حيث تلامس أطرافها الأمامية والخلفية وذيلها الأرض، بينما عند السرعات العالية تستخدم مشيتها المميزة بالقفز، ويمتد هذا التميز ليشمل مقدار الطاقة المستهلكة المطلوبة لاتخاذ هذه الحركات، وفق نتائج دراسة جديدة.

حقق فريق الدراسة من جامعة صن شاين كوست الأسترالية، تقدماً ملحوظاً في فهم كيفية زيادة سرعة قفز الكنغر دون تكبّد تكلفة إضافية من الطاقة المبذولة.

وأظهرت دراستهم، المنشورة في مجلة «إي لايف (eLife)» أن تغير وضعية الكنغر عند السرعات العالية يزيد من إجهاد أوتار القدم ومن عملية تخزين الطاقة واستعادتها، وأن عملية التخزين والاستعادة المتزايدة للطاقة تعادل القوة العضلية المطلوبة عند زيادة السرعة.

توضح لورين ثورنتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة من كلية العلوم والتكنولوجيا والهندسة، جامعة صن شاين كوست، أن فرضية «تكلفة توليد القوة»، التي تم تطويرها في دراسة سابقة، «تشير إلى أنه كلما زادت سرعة حركة الحيوانات وقلّ زمن ملامستها للأرض، زادت تكلفة الطاقة المبذولة، لكن حيوانات الكنغر تخالف هذا الاتجاه».

وتضيف: «لا تزال الآليات الكامنة وراء قدرة حيوانات الكنغر على فصل سرعة قفزها عن تكلفة الطاقة غير واضحة، لذلك شرعنا في معالجة هذا الأمر من خلال دراسة حركة أطرافها الخلفية، والقوى التي تؤثر على هذه الحركة أثناء قفزها بسرعات مختلفة».

يقول محررو «eLife» إن البحث يقدم أدلة دامغة للمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال الذي طال أمده في ميكانيكا الحركة الحيوية، ويمهد الطريق لمزيد من الدراسات للتحقق بشكل أدق من كيفية ارتباط سرعات قفز الكنغر بالتكلفة الأيضية للطاقة.

ابتكرت ثورنتون وزملاؤه نموذجاً ثلاثي الأبعاد للجهاز العضلي الهيكلي للكنغر، بالاعتماد على بيانات التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد ولوحة قياس القوة - المتعلقة بالقوة المبذولة على الأرض أثناء القفز - لتحليل حركات الكنغر الأحمر والرمادي.

باستخدام هذا النموذج، قيّموا كيفية تأثير كتلة جسم الحيوان وسرعته على شكله وحركته أثناء القفز، وما يرتبط بها من إجهاد على أوتار عضلات بسط الكاحل؛ وجهد الكاحل المبذول.

وكشفت تحليلاتهم أن وضعية الطرف الخلفي للكنغر تتغير بتغير كتلة الجسم وسرعته، وأن الطرف الخلفي كان أكثر انحناءً مع زيادة سرعة الحركة.

وأظهر تحليل طاقة مفاصل الكنغر أن معظم العمل والطاقة التي يبذلها الحيوان في كل قفزة في الطرف الخلفي تُؤدى بواسطة مفصل الكاحل. ومع ازدياد انحناء الطرف الخلفي مع زيادة السرعة، انخفضت الطاقة الحركية المرنة للكاحل.

تقول ثورنتون: «وجدنا أنه كلما زادت سرعة قفز الكنغر، زاد انحناؤه، ويعود ذلك أساساً إلى تغيير زوايا مفصلي الكاحل ومشط القدم السلامي، مما يُقلل من الطاقة الحركية المرنة للكاحل. ونتيجة لذلك، يزداد إجهاد وتر أخيل، وبالتالي تزداد كمية الطاقة المرنة التي يمكنه تخزينها وإعادتها في كل قفزة».

وتضيف: «وجدنا أن هذا يساعد الكنغر على الحفاظ على نفس مقدار صافي العمل عند الكاحل، ونفس مقدار العمل العضلي، بغض النظر عن السرعة».