تيتيه تؤكد التزامها بوحدة ليبيا قبل اجتماع «النواب» و«الدولة» بشأن الانتخابات

وسط تجاهل الدبيبة تجدد الاشتباكات المسلحة في الزاوية

اجتماع تيتيه مع لجنة «خريطة الطريق» بالمجلس الأعلى للدولة (البعثة الأممية)
اجتماع تيتيه مع لجنة «خريطة الطريق» بالمجلس الأعلى للدولة (البعثة الأممية)
TT

تيتيه تؤكد التزامها بوحدة ليبيا قبل اجتماع «النواب» و«الدولة» بشأن الانتخابات

اجتماع تيتيه مع لجنة «خريطة الطريق» بالمجلس الأعلى للدولة (البعثة الأممية)
اجتماع تيتيه مع لجنة «خريطة الطريق» بالمجلس الأعلى للدولة (البعثة الأممية)

تجاهل رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، اشتباكات عنيفة اندلعت الأربعاء على نحو مفاجئ فى مدينة الزاوية غرب البلاد، فيما استبقت رئيسة بعثة الأمم المتحدة، هانا تيتيه، اجتماعاً مرتقباً ووشيكاً بين مجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بنغازي حول شأن المناصب السيادية والانتخابات، بتأكيد «الالتزام الأممي بدعم وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها».

وشهدت مدينة الزاوية اشتباكات مسلحة عنيفة بين جهاز التهديدات الأمنية ومجموعات مسلحة، معروفة محلياً بـ«الكابوات»، إثر قيام الجهاز بإلقاء القبض على عدد من عناصرها، وامتدت المواجهات إلى عدة أحياء، بينها منطقة الحرشة، حيث سقطت قذيفة على أحد المنازل، ما أسفر عن أضرار جسيمة وخسائر بشرية.

وأكدت مصادر محلية وفاة محمد سالم خماج، أحد أفراد جهاز حرس المنشآت النفطية، بعد سقوط قذيفة هاون خلال الاشتباكات، كما بثت وسائل إعلام محلية لقطات تظهر استخدام مبنى مدرسة خاصة في تبادل إطلاق النار، الأمر الذي زاد من مخاطر الأوضاع على المدنيين.

مصفاة الزاوية النفطية (وكالة الأنباء الليبية)

وفي خضم التوترات، أعربت شركة الزاوية لتكرير النفط عن قلقها من تداعيات العنف على المجمع النفطي، قبل أن تعلن لاحقاً انتهاء حالة الطوارئ عقب عودة الهدوء إلى محيطه، مثمنة تدخل الأجهزة الأمنية لفض الاشتباكات، لكنها حذرت في بيانها من عواقب تكرار مثل هذه الحوادث على المنشآت النفطية والعاملين فيها. كما تأثرت مرافق خدمية أخرى بالاشتباكات، حيث أعلنت الشركة العامة للكهرباء خروج ست وحدات توليد بمحطة جنوب طرابلس عن الخدمة نتيجة الأضرار، التي لحقت بشبكة الكهرباء، ما أدى إلى اضطرابات ملحوظة في الإمدادات للمواطنين.

في غضون ذلك، دعت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان سكان مدينة الزاوية إلى التزام منازلهم، والابتعاد عن النوافذ والمناطق القريبة من مواقع القتال، كما حذرت مستخدمي الطريق الرابط بين طرابلس والزاوية من الاقتراب من مناطق الاشتباكات حفاظاً على سلامتهم.

ولم يعلق الدبيبة على هذه التطورات؛ لكنه أكد في كلمته خلال الاحتفالية، التي أقيمت بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس ديوان المحاسبة الليبي، الأربعاء، على أهمية التعاون الكامل بين السلطة التنفيذية وديوان المحاسبة، مبرزاً التزام حكومته بدعم الديوان واحترام استقلاليته وحمايته من أي تدخلات سلبية. وعدّ «التعاون بين المؤسسات الرقابية والسلطة التنفيذية يمثل الضامن لتحقيق النزاهة والشفافية وحماية المال العام».

الدبيبة خلال الاحتفال بالذكرى السبعين لديوان المحاسبة (حكومة الوحدة)

كما لفت الدبيبة إلى إصداره تعليمات واضحة لجميع الوزراء ورؤساء الهيئات والمصالح الحكومية بضرورة التعاون التام مع ديوان المحاسبة وتسهيل مهامه، بما يعزز دوره الرقابي، ويحافظ على مقدرات الدولة. مؤكداً أن مكافحة الفساد «لا تتحقق بالشعارات، بل عبر مؤسسات فاعلة، وإرادة سياسية واضحة، وتكاتف وطني شامل».

وكانت تيتيه قد ناقشت، مساء الثلاثاء في طرابلس، مع لجنة «خريطة الطريق» المشكلة من المجلس الأعلى للدولة، عناصر خريطة الطريق السياسية، حيث أوضحت أن الحوار المهيكل سيكون بمثابة منبر لجميع الليبيين من مختلف أنحاء البلاد، يناقشون خلاله القضايا الوطنية المهمة، ويسهمون في صياغة مستقبل ليبيا، علاوة على ضمان أن تصل أصواتهم إلى قادة البلاد والمجتمع الدولي. كما أكدت تيتيه مجدداً التزام الأمم المتحدة بدعم وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، ومساندة الليبيين في سعيهم لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين، والتنمية المستدامة.

بدوره، قال المجلس «الأعلى للدولة» إن الاجتماع ناقش بعض الأمور المتعلقة بالجزء الثاني من «خريطة الطريق» لحل الأزمة السياسية، التي قدمتها تيتيه لمجلس الأمن الدولي أخيراً، خاصة ما يتصل بالحوار المهيكل والحكومة، مشيراً إلى استماع أعضاء اللجنة إلى رأي البعثة بشأنهما، واطلاعهم على مخاوفها بشأن مسار التنفيذ، إضافةً إلى الضمانات التي يمكن العمل على تعزيزها لضمان نجاح هذا المسار.

وأدرج الاجتماع في إطار استكمال عمل اللجنة، بعد أن شارفت على إنهاء الجزء الأول من تقريرها حول «خريطة الطريق»، المتعلق بالمفوضية والإطار الانتخابي. وأوضح أن التقرير بات في صيغته النهائية، تمهيداً لتسليمه إلى مكتب الرئاسة لعرضه خلال جلسته المقبلة.

ومن المقرر وفقاً لما أعلنه أعضاء في المجلس «الأعلى الدولة» عقد اجتماع الخميس فى بنغازي بين لجنتي المناصب السيادية في مجلسي «النواب» و«الدولة» لبحث تعديل تشكيل مجلس مفوضية الانتخابات. ويسعى الاجتماع لتوحيد هيئتي مكافحة الفساد في طرابلس وبنغازي لتفادي الفساد والخلل الإداري، لتعزيز الرقابة على المال العام ومكافحة الفساد.

وعقد عضوا لجنة مجلس النواب المكلَّفة بالتواصل مع مجلس «الدولة» اجتماعاً تشاورياً، مساء الثلاثاء، في بنغازي لاستكمال الاستحقاقات المطلوبة، بما في ذلك تشكيل مجلس إدارة المفوضية العليا للانتخابات والمناصب السيادية.

كما يفترض أن يبدأ الفريق الأمني بالبعثة الأممية سلسلة لقاءات في بنغازي، الأربعاء، ضمن المسار الأمني المنبثق من مؤتمر برلين، تبدأ بلقاء مع قيادة الجيش الوطني، وأعضاء اللجنة العسكرية 5+5 عن المنطقة الشرقية، ومستشار الأمن القومي.

إلى ذلك، توقّفت على نحو مفاجئ حركة عبور المسافرين في اتجاه تونس، عبر منفذ رأس اجدير على الحدود البرية المشتركة، بعدما أغلق محتجون الطريق في منطقة أبوكماش أمام المسافرين المتجهين إلى تونس، وأشعلوا الإطارات.

من جهة أخرى، التزم جهاز «الردع» المناوئ لحكومة الوحدة، بإمرة عبد الرؤوف كارة، الصمت حيال معلومات كشفت عن اعتزامه تسليم 14 مطلوباً إلى مكتب النائب العام، بينهم 5 من عناصر الشرطة القضائية. وبحسب تقارير محلية، فقد بدأ جهاز الردع في إزالة شعار الشرطة القضائية من السيارات والآليات العسكرية التابعة له، وتركيب شعار الحرس الرئاسي والمخابرات العامة.


مقالات ذات صلة

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

شمال افريقيا الدبيبة خلال افتتاح «المتحف الوطني» في طرابلس الذي أثار انتقادات عدد كبير من الليبيين (رويترز)

ليبيا: أزمة السيولة واحتياجات المواطنين تفجّران جدلاً حول «مشاريع التنمية»

هيمنت أزمة نقص السيولة على المشهد الليبي؛ في ظل اصطفاف المواطنين أمام المصارف لساعات طويلة، إلى جانب نقاشات موسعة مع خبراء ومسؤولين حول سبل المعالجة.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا افتتاح «الحوار المهيكل» في ليبيا (أرشيفية - البعثة الأممية)

مصراتة تنتفض لـ«حل الأجسام المسيطرة» على المشهد الليبي

دافعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجدداً، عن «الحوار المهيكل» الذي ترعاه في العاصمة طرابلس، رغم الجدل المثار حول إمكانية نجاحه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه: زعماء ليبيا يتقاعسون عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتَّهمت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أنسميل) الممثلة الخاصة للأمين العام أنطونيو غوتيريش، هانا تيتيه، أصحابَ المصلحة السياسيين الرئيسيين.

علي بردى (واشنطن)
شمال افريقيا الهيشري القيادي في «جهاز الردع» الليبي خلال مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية الأربعاء (المحكمة)

«الوحدة» الليبية تتابع ملف الهيشري الموقوف لدى «الجنائية الدولية»

قالت سفارة ليبيا في هولندا إن «القسم القنصلي سينظم زيارات دورية للمحتجز الهيشري، ضمن اختصاصاته ومسؤولياته القنصلية تجاه المواطنين الليبيين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من إحاطة تيتيه أمام أعضاء مجلس الأمن حول الأزمة الليبية (المجلس)

تيتيه تتهم الزعماء الليبيين بـ«التقاعس» عن تنفيذ «خريطة الطريق»

اتهمت هانا تيتيه، أصحاب المصلحة السياسيين الرئيسيين في ليبيا بـ«التقاعس» عن تنفيذ موجبات العملية السياسية المحددة من المنظمة الدولية.

علي بردى (واشنطن)

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
TT

روبيو يكثّف الدعوات لهدنة في السودان

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، الجيش و«قوات الدعم السريع».

وذكر روبيو في تصريحات، الجمعة، أنَّ «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد»، في تكثيف للتحرك الأميركي من أجل الوصول إلى هدنة إنسانية.

وقال إنَّ بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، للدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

وقال روبيو: «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أنَّ العام الجديد والأعياد المقبلة تُمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك».


10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

TT

10 أيام فاصلة... ما ملامح خطة أميركا لوقف حرب السودان؟

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)
روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنياً من 10 أيام لتثبيت هدنة إنسانية في السودان، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تحدد فيها الإدارة الأميركية مواقيت زمنية أمام طرفي النزاع؛ الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ إعلان تدخل واشنطن بقوة في هذا الملف.

وذكر روبيو في تصريحات صحافية، الجمعة، أن «هدف واشنطن الفوري وقف الأعمال القتالية في السودان قبل بداية العام الجديد». وقال إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية عديدة، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في السعودية والإمارات ومصر، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.

روبيو في حديث هامس مع الرئيس ترمب خلال طاولة مناسبات سابقة (أ.ف.ب)

وأكد روبيو في مؤتمر صحافي أن «99 في المائة من تركيزنا ينصب على هذه الهدنة الإنسانية والتوصل إليها في أسرع وقت ممكن». وأضاف: «نعتقد أن العام الجديد والأعياد المقبلة تمثل فرصة عظيمة لكلا الجانبين للاتفاق على ذلك، ونحن نبذل قصارى جهدنا في هذا الصدد».

وقال روبيو إن كلا الجانبين انتهك التزاماته، وأعرب عن قلقه إزاء التقارير الجديدة التي تفيد بتعرض قوافل مساعدات إنسانية لهجمات. وأضاف: «ما يحدث هناك مروع، إنه فظيع». وتابع: «سيأتي يوم تُعرف فيه القصة الحقيقية لما حدث هناك، وسيبدو كل من شارك في الأمر بمظهر سيئ».

ضغوط على السودان

وفي هذا الصدد، قال مصدر سوداني مطلع لــ«الشرق الأوسط»، إن رئيس «مجلس السيادة»، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، اطلع خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض على دعوة عاجلة للامتثال لخريطة الرباعية للموافقة على تهدئة القتال، وإنه طلب أسبوعاً للرد عليها بعد إجراء مشاورات مع حلفائه في الداخل.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الخطة التي طرحت على البرهان، لا تخرج عن إطار خريطة الرباعية المتفق عليها بين الدول الأربع؛ الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر. وفي حين لم يشر وزير الخارجية الأميركي إلى أي خطة جديدة، لكنه ألمح إلى أن الإدارة الأميركية قد تلجأ لممارسة المزيد من الضغوط من أجل الوصول إلى المرحلة الأولى، التي تشمل الهدنة الإنسانية، وربطها في الوقت نفسه بإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مناطق النزاع.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

وربط المصدر السوداني حديث روبيو في هذا التوقيت، بزيارة البرهان إلى السعودية، وتزامنها مع وجود كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، الذي عاد إلى واشنطن بعد جولة طويلة شملت السعودية والإمارات ومصر.

تدخل سعودي حاسم

وصعد ملف الحرب في السودان إلى سلم أولويات الإدارة الأميركية، بعد التدخل السعودي الحاسم، وطلب ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان من الرئيس دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب. ووفقاً لوزارة الخارجية السودانية، أكد البرهان خلال زيارته إلى الرياض الأسبوع الماضي، حرصه على العمل مع السعودية والرئيس دونالد ترمب ومبعوثه للسلام مسعد بولس لوقف الحرب في السودان.

وبحسب المصدر نفسه، تعكس تصريحات البرهان تحولاً كبيراً في موقف الحكومة السودانية التي سبق أن رفضت مقترح «الآلية الرباعية» بهدنة إنسانية لمدة 3 أشهر، مشيراً إلى أن دول الرباعية أكدت مراراً وتكراراً التزامها بالعمل في إطار هذه المبادرة لوقف الحرب عبر الحل السلمي المتفاوض عليه.

من جهته، قال مستشار «قوات الدعم السريع»، محمد المختار، إن «موقفنا المبدئي هو الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب ومعالجة جذور الأزمة في السودان». وأضاف أن «الدعم السريع وتحالف تأسيس (المرجعية السياسية لحكومة السلام) في نيالا، على اتفاق تام بالتعاطي مع أي جهود أو تسوية تؤدي إلى إحلال السلام في البلاد... وظللنا منذ اندلاع الحرب نستجيب لكل المساعي الإقليمية والدولية في هذا الصدد».

التحركات الأميركية

وقال دبلوماسي سوداني سابق، إن الإدارة الأميركية لا تلجأ في العادة لتحديد سقف زمني لأي ملف تتحرك فيه دون مؤشرات واضحة أو حصولها على ضوء أخضر، مضيفاً: «صحيح أن القيد الزمني الذي وضعته ضيق جداً، لكنها قد تنجح في اقتلاع موافقة نهائية من طرفي الحرب بخصوص الهدنة الإنسانية في الأيام القليلة المقبلة».

وأشار الدبلوماسي السوداني إلى أن وقف إطلاق النار يتوقف على كلا الجانبين، من حيث الوفاء بالتزاماتهما في تنفيذ المقترح المطروح من قبل «الآلية الرباعية». وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أن إدارة ترمب تركز في الوقت الحالي على جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة للاتفاق على تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة الإنسانية التي تمهد الانتقال إلى مرحلة إيقاف دائم لإطلاق النار، يعقب ذلك تنفيذ الرؤية المضمنة في خريطة الرباعية بخصوص العملية السياسية والانتقال إلى الحكم المدني.وتوقع الدبلوماسي أن تتسارع وتيرة تحركات الرباعية بكثافة في الأيام المقبلة، بعد حديث روبيو، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع طرفي الصراع للالتزام بتنفيذ الهدنة فوراً دون تأخير.

وتنص خريطة «الرباعية» على التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية لمدة 3 أشهر، وإيقاف فوري لإطلاق النار دون قيد أو شرط، وتطويره إلى وقف إطلاق نار دائم، ثم البدء في مفاوضات سياسية.

ترحيب إماراتي

من جهته، جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة في السودان.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي (وام)

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل.

كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين إلى الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

إدريس إلى نيويورك

من جهة ثانية، توجّه رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إلى نيويورك، السبت، للاجتماع بالأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين آخرين ومناقشة سبل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية ووقف محتمل لإطلاق النار، وفق ما أفاد مصدران في الحكومة السودانية.

وتأتي هذه الزيارة في ظلّ احتدام المعارك بين الجيش السوداني و«قوّات الدعم السريع» في جنوب كردفان، ما يثير مخاوف من فظائع جديدة شبيهة بتلك التي ارتكبت في مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر (تشرين الأول). وترافقت سيطرة «قوّات الدعم السريع» على آخر معقل للجيش في إقليم دارفور (غرب) مع تقارير عن عمليات قتل جماعي واغتصاب واختطاف.


مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مصر: رفع اسم علاء عبد الفتاح من قائمة «منع السفر»

علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)
علاء عبد الفتاح (حسابه على «فيسبوك»)

رفع النائب العام المصري، محمد شوقي عياد، السبت، اسم الناشط علاء عبد الفتاح من قوائم «منع السفر»، استجابةً لطلب قدمه محاميه في وقت سابق.

وبموجب قرار النائب العام الذي ستجري مخاطبة الجهات المختصة به، سيكون من حق علاء عبد الفتاح، الحاصل على الجنسية البريطانية بجانب جنسيته المصرية، القدرة على مغادرة البلاد بعد نحو 3 أشهر من الإفراج عنه بعفو رئاسي استجابة لمناشدات عدة قدمتها أسرته، ومخاطبة قدمها «المجلس القومي لحقوق الإنسان» في مصر.

وصدر حكم قضائي على علاء عبد الفتاح في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بالسجن 5 سنوات بتهمة «الانضمام إلى جماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة داخل وخارج البلاد، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها».

وجاء الحكم بعد أكثر من عامين على توقيف الناشط، الذي أُلقي القبض عليه في سبتمبر (أيلول) 2019.

وكانت محكمة جنايات القاهرة قد قررت رفع اسم علاء عبد الفتاح من «قوائم الإرهاب» في القضية رقم 1781 لسنة 2019 في يوليو (تموز) الماضي، مستندة إلى التحريات التي أفادت بـ«عدم استمراره في أي نشاط لصالح جماعة إرهابية»، وهو القرار الذي ترتّب عليه إنهاء جميع الآثار القانونية المترتبة على الإدراج، بما في ذلك المنع من السفر وتجميد الأموال وغيرهما من العقوبات.

وحصل علاء عبد الفتاح على الجنسية البريطانية خلال وجوده في السجن، بعدما تقدمت شقيقتاه بطلب للسلطات البريطانية على خلفية حصول والدته على الجنسية لولادتها هناك، وهو ما جعل موقفه القانوني محل نقاش مستمر بين المسؤولين المصريين ونظرائهم البريطانيين خلال السنوات الماضية.