تعهّدت طهران بإعادة بناء منشآت تضررت إثر هجمات أميركية وإسرائيلية في يونيو (حزيران)، في وقت أبرمت مذكرة تفاهم مع شركة «روساتوم» الروسية الحكومية لبناء محطات طاقة نووية صغيرة في الأراضي الإيرانية.
ووقع الاتفاق رئيس «روساتوم»، أليكسي ليخاتشوف، ورئيس «منظمة الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي خلال اجتماع في موسكو. ووصفت «روساتوم» الاتفاق بأنه «مشروع استراتيجي».
وقال إسلامي، ويشغل أيضاً منصب نائب الرئيس الإيراني، لوسائل إعلام رسمية إيرانية هذا الأسبوع، إن الخطة تتضمن بناء 8 محطات طاقة نووية، في إطار سعي طهران للوصول إلى قدرة إنتاجية للطاقة النووية تبلغ 20 جيجاواط بحلول عام 2040.
وتواجه إيران أزمة نقص الكهرباء خلال أشهر ذروة الطلب، ولا تمتلك سوى محطة طاقة نووية واحدة عاملة في مدينة بوشهر الجنوبية بنتها روسيا، وتبلغ قدرتها نحو واحد غيغاواط.
وتتمتع روسيا بعلاقات وثيقة مع إيران، ونددت بالضربات الأميركية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية هذا العام، والتي نُفذت بهدف معلن، هو منع طهران من امتلاك قنبلة نووية.
وتنفي إيران أيّ سعي لها لامتلاك سلاح نووي.
وفي الأثناء، تعهّد إسلامي بإعادة بناء المنشآت النووية التي تضررت جرّاء الضربات الأميركية والإسرائيلية في يونيو، رغم الضغوط الدولية والتهديد بشن مزيد من الضربات.
وقال إسلامي في مقابلة مع قناة «سكاي نيوز» إن الضربات الأميركية دمّرت المنشآت الإيرانية بالكامل، مضيفاً أن «من الطبيعي تماماً أن تتعرض المنشآت لأضرار، وأن تُدمّر بنيتها التحتية خلال هجوم عسكري. المهم أن العلم والمعرفة والتكنولوجيا والصناعة أمور عريقة ومتجذّرة بعمق في تاريخ إيران».

وصرح إسلامي، الذي يشغل منصب نائب الرئيس أيضاً، بأن بلاده لن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، مكرراً بذلك موقف المسؤولين الإيرانيين بشأن تعرض بلاده لضربات أميركية، في حين كانت المحادثات جارية بين الطرفين، متحدثاً عن عدم الوثوق بالجانب الأميركي.
وشدّد إسلامي على تمسك بلاده بـ«حق تطوير القدرة النووية». وأجاب ردّاً على سؤال عن سبب حاجة طهران لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات قريبة من استخدام الأسلحة، قائلاً: «نسبة التخصيب التي تُعرض في الرأي العام ووسائل الإعلام يُغذيها السياسيون والمغامرون وأعداؤنا. نسبة التخصيب العالية ليست بالضرورة مخصصة للأسلحة. نحن نحتاج إلى تخصيب أعلى لأجهزتنا الحساسة وأدوات القياس الدقيقة».
وأضاف: «لا أحد يبيع لنا هذه المواد بسبب العقوبات المفروضة علينا منذ سنوات. نحن بحاجة إلى هذه المنتجات لنظام السلامة في مفاعلاتنا وللعمليات الحساسة المستخدمة في إدارة هذه المفاعلات».


