تعمل فنانة على إعادة تدوير أحذية الباليه الملكي والأوبرا وتحويلها إلى أعمال فنّية. ووفق «بي بي سي»، غالباً ما يستخدم الراقصون هذه الأحذية ليوم واحد فقط بسبب طبيعة الرقص الصارمة؛ وقد وجدت راشيل أوكونيل طريقة لإعادة استخدام الجلد عالي الجودة.
وتحوِّل الفنانة المستدامة من براونستون، بالقرب من مودبري في ديفون بإنجلترا، هذه المادة إلى مجموعة من العناصر، من بينها الأقراط والأساور.
تُزيل الجلد من الأحذية، ثم تستخدم فنّ الزخرفة بالرخام التقليدي لتزيينه، قبل تحويله إلى مجوهرات تُباع مع تخصيص جزء من الأرباح للأعمال الخيرية.
يستهلك الراقصون في الباليه الملكي والأوبرا نحو 6 آلاف زوج من أحذية الباليه سنوياً.
من جهتها، قالت مديرة الشؤون البيئية في الشركة، راشيل أوسوليفان: «غالباً ما يدوم حذاء الباليه يوماً واحداً فقط، لذا فإنه يُستخدم في البروفة والعرض، ثم لا يمكن استخدامه مرة أخرى لأنه يتلف في كثير من الأحيان». وتابعت: «إنه لا يوفر الدعم الذي يحتاجون إليه، ولهذا السبب نستهلك كثيراً منه. من الواضح أننا حريصون جداً على إيجاد طرق لإعادة تدوير تلك الأحذية أو منحها حياة أخرى إن أمكن».
أبرمت فرقة الباليه عدداً من الشراكات مع جمعيات خيرية ومنظمات مجتمعية أخرى من أجل الأشياء التي لم تعد بحاجة إليها بعد الإنتاج، بما فيها الإضاءة والأقمشة، لضمان تحقيق أقصى قدر ممكن من الاستدامة.
كما تعاونت الفرقة مع شركة «بلو باتش» للمشروعات الاجتماعية، التي تربط الشركات التي لديها نفايات قابلة لإعادة التدوير بصانعين مستدامين يمكنهم استخدامها والاستفادة منها.
واختيرت أوكونيل للعمل مع فرقة الباليه بسبب مهاراتها في صناعة الجلود وفن الزخرفة والتزيين. فقد كانت تعمل على تزيين الجلود باستخدام تقنيات الرخام الأوروبية على مدى 13 عاماً عبر تقنيتها الخاصة.
تُجري تجريداً وتنظيفاً لأحذية الباليه عند رؤوس الأصابع، ثم تجهِّز الجلد المتبقي قبل غمسه في أنماط حبر رخامي. يمكن بعد ذلك تجفيف الجلد المزيَّن وتشكيله إلى أقراط وأزرار أكمام وسلاسل مفاتيح.
علَّقت: «إنه لشرف حقيقي لأنّ الأحذية مصنوعة من صانع حرفي تراثي آخر، وأشعر أنني أنقذها من مكب النفايات».
وتابعت: «يمكنني إعادة استخدام شيء ما رُقص به على خشبة المسرح وتحويله إلى شيء قابل للاستخدام وعملي، ولكنه جميل أيضاً».
وأوضحت أوكونيل أنها واحدة من نحو 20 فناناً محترفاً في فنّ الرخام المتبقّين في المملكة المتحدة. وقد أدرجت القائمة الحمراء للحرف التراثية المهدَّدة بالانقراض فنّ الرخام كإحدى الحرف التقليدية التي تكافح من أجل البقاء للأجيال القادمة.
وقالت: «بعض صانعي الرخام هؤلاء على وشك التقاعد قريباً. أواجه صعوبة في العثور على متدرّب لأنني أعيش في منطقة ريفية في ديفون وليس ثمة وسائل نقل».



